ولما بال اعرابي يوم المسجد هم به الناس ان يقعوا به فمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اريقوا على بوله سجدا من ماء انما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ثم دعاه ونصحه وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرفق لا يكون في شيء الا زانه ولا ينزع من شيء الا شانه. رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال بال اعرابي في المسجد فقال الناس اليه ليقعوا فيه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه واريقوا على بوله سدا كم مما او ذنوبا مما فانما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين رواه البخاري وعن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسروا ولا تعسروا بشروا ولا تنفروا. متفق عليه. وعن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله رواه مسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فهذه الاحاديث كلها تتعلق بالرفق وعدم العجلة وعدم الشدة في الامور يقول صلى الله عليه وسلم ان الله يحب الرفق في الامر كله كما تقدم. ويقول صلى الله عليه وسلم ان الرفق على كل شيء لزانه ولا ينزع من شيء الا شأنه فالانسان في دعوة الى الله في الامر بالمعروف في النهي عن المنكر في ملاحظات احوال اهل بيته مع جيرانه كل ذلك بالرفق في دعوته وامره ونهيه ونصيحته وغير ذلك يتحرى الرفقة في الامر كله لان هذا اجدى وانفع من الشدة والغلظة. يقول صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا. وبشروا ولا وقال انها لمساجد لا يصلح فيها شيء من هذا البول والقدر وانما بنيت لذكر الله وقراءة القرآن والصلاة فعلمه ما ينفعه وامر الصابر ان يرفقوا به لانهم اعرابي جاهل. فينبغي في دعوة والى الله تسير بالتسهيل وعدم في الشدة في الامور وهكذا بالهدي الين. يقول صلى الله عليه وسلم ان الله يحب الرفق بالامر كله. فالمؤمن ترفيق في اموره في دعوته في امره في نهيه في اصلاحها بين الناس في غير هذا من شؤونه مع اهل بيته ومع جيرانه ومع غيرهم. فان الله يعطي على الرزق والحكمة ما لا يعطيان العنف والشدة والغلظة ولهذا قال جل وعلا في وص نبيه صلى الله عليه وسلم فبما رحمة من الله لنت له ولو كنت فظا غليظ القلب لماضوا من حولك. وقال لموسى ما بعثهما لفرعون فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى. اما من عادل وظلم هذا له شأن اخر كما قال تعالى اولا تجادل اهل الكتاب الا بالتي احسن الا الذين ظلموا منهم من ظلم يعامل بما يستحق من التعزيز من الحدود من الغلظة من وتعدى الحدود ولم ينفع فيه الرفق والعمل بما يستحق. وفق الله الجميع