بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم اجعل هذا المجلس مجلس رحمة يا ارحم الراحمين. امين وارحمنا به في الدنيا وفي القبر وفي الاخرة يا كريم يا رحيم يا الله قال الله تعالى قال قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون قال الله قد اجبت دعاءكما. يا موسى وهارون على فرعون واشراف قومه فاثبتا على دينكما ولا تنحرفا عنه الى اتباع سبيل الجهال الذين لا يعلمون طريق الحق ابن جزي علينا وعليه رحمة الله يقول الخطاب لموسى وهارون. على انه لم يذكر الدعاء الا عن موسى وحده ولكن كان موسى يدعو وهارون يؤمن على دعائه. وهذا باب عظيم من ابواب الخير انك اذا سمعت احدا يدعو بدعاء خير فامن على دعائه فكأنك قد دعوت اذا قال قد اجيبت دعوتكما اي قال الله قد اجبت دعوتكما يا موسى وهارون على فرعون وملئه فاستقيما اي فاستقيما واثبتا على دينكما واستمر على دعوة فرعون وقومه الى الحق الى ان يأتيهم العذاب. الاستقامة يا اخواني خير من الف كرامة كما قال العلماء ولعزة الاستقامة واهميتها ومكانتها فنحن في كل يوم في الصلاة نطلب من الله تعالى ان يهدينا الى الصراط المستقيم والاستقامة هي الاعتدال والاستواء وعدم الاعوجاج والانحراف ولما كان صراط الله مستقيما معتدلا لا عوج فيه كان المطلوب من سالكيه ان يستقيم على سواءه هو اول مكلفين بذلك الرسل وتأمل هنا كيف ان الله سبحانه وتعالى فرع على اجابة دعوتهما امرهما بالاستقامة فعلم ان الاستقامة شكر على الكرامة فان اجابة الله دعوة عبده احسانا من الله تعالى للعبد واكرام من الله تعالى للعبد وتلك نعمة عظيمة تستحق الشكر واعظم الشكر طاعة المنع طاعة المنعم سبحانه وتعالى والاستقامة حقيقتها الاعتدال وهي ضد الاعوجاج وهي مستعملة كثيرا في معنى ملازمة الحق والرشد نسأل الله ان يجعلنا واياكم على الاستقامة دواما اذا فاستقيما فالانسان مغرور ان يستقيم ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون اي ولا تسلك طريق الذين يجهلون ان الله لا يخلف الميعاد فيستعجلون وعيده وقضاءه فعذابي واقع بفرعون وقومه وربنا جل جلاله يستجيب دعاء عباده ولذلك جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يستجاب لاحدكم ما لم يعجل. يقول قد دعوت ولم يستجب لي وهذا حديث عظيم جدا وهو ان الانسان يدعو الله تعالى وهو موقن بالاجابة حتى البخاري بوب عليه باب يستجاب للعبد ما لم يعجل وساق الحديث فيستجاب لاحدكم ان يجاب دعائه ما لم يعجز اي ما لم يستبطئ الاجابة ويسأم فيترك الدعاء ولذلك من من الاداب التي ينبغي على المؤمن ان يتأدب بها مع ربه تبارك وتعالى ان لا يستعجل الاجابة اذا دعاه فيقوده ذلك الى ترك الدعاء بل ينبغي عليه ان يلازم الطلب من الله والتضرع بين يديه واليقين بالاجابة ويحسن الظن بالله تعالى والتيقن بانه لن يؤخر الاجابة الا لحكمة ارادها هو فربنا جل جلاله اعلم بمصالح عباده ثانيا اذا علم المؤمن بان الدعاء تقرب الى الله وانه سبحانه يحب من عباده ان يتضرع اليه عرص المؤمن على الدعاء واكثر منهم ولم ينقطع عنه لتأثر الاجابة او غير ذلك اذا الانسان يصبر ويكثر من دعائه ربه سبحانه وتعالى. اذا قال ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون. اي لا تسلك طريق الذين يجهلون ان الله لا يخلف الميعاد. فيستعجلون وعيده وقضاءه فعذابي واقع لفرعون وقومه ثم قال الله تعالى وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين ويسرنا لبني اسرائيل عبور البحر بعد فلقه حتى جاوزه حتى جاوزوه سالمين فلحقهم فرعون وجنودهم ظلما واعتداء حتى اذا انطبق عليه البحر وناله الغرض ويأس من النجاة قال امنت انه لا معبود بحق الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المنقادين بالطاعة ولذلك الايمان لا ينفع حينئذ والتوبة مقبولة قبل رؤية البأس واما بعدها وبعد المخالطة بالعذاب فلا تقبل وهذا كما جرت حادث يعني كما جرت سنة الله تعالى طبعا عبارة الشيخ السعد يقول كما جرت عادة الله والافضل ان نقول كما جرى سنة الله تعالى ان الكفار اذا وصلوا الى هذه المرحلة الاضطرارية انه لا ينفعهم ايمانهم. لان ايمانهم صار ايمانا مشاهدا كايمان من ورد القيامة والذي ينفع انما هو الايمان بالغيب ولذلك ندرك بهذا اهمية الايمان بالغيب وهذه القصص التي يقصها ربنا علينا ننتفع بها ونستفيد من علمها ونعتبر فيها لانفسنا فربنا لما امر بالتأني الذي هو نتيجة العلم عطف على ذلك الاخبار بالاستجابة. فقال وجاوزنا ببني اسرائيل البحر يقال جاز فلانا الطريق اذا قطعه وسار فيه ويقال جاوز فلان باخر طريق اذا قاده حتى يقطع الطريق وجاوزنا ببني اسرائيل البحر اي وقطعنا ببني اسرائيل البحر عندما خرجوا من مصر مع نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام اي جعلهم الله سبحانه وتعالى يجتازون البحر ويقطعونه بالطريق الذي شقه لهم بين الامواج الهائجة الثائرة وقد امسكها الله على اطراف الطريق كالجبال العالية وهذا من قدرة الله بل هي اية ومعجزة ظاهرة لموسى حينما ضرب بعصاه البحر فانفلق فكان على فرعون وملئه ان يؤمنوا في هذه الحالة حينما رأوا هذه المعجزة الظاهرة مع انه قد ظهرت معجزات عديدة لكن هذه معجزة يعني كان ينبغي عليهم ان يتوبوا مباشرة فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا. اي ظلما واعتداء واعماهم الحقد والغضب عن رؤية المعجزة الخارقة اي فتبع بني اسرائيل فرعون وجنوده استعلاء عليهم واعتداء حتى اذا ادركه الغرق وتأمل هنا كيف اصبح الطالب مطلوبا حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المفسدين وانا من المسلمين حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين وهنا امنتم وهذا الايمان ايمان فرعون في هذه الحالة هو ايمان البأس واليأس وايمان القهر والالجاء الذي لا يقبله الله تعالى ولا ينفع صاحبه نعم حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين اي حتى اذا احاط الغرب لفرعون قال عند الموت اقررت بانه لا اله الا الله الذي امن به قوم موسى وانا من الموحدين لله المستسلمين المنقادين له بالطاعة وتأمل الرد السريع الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين الان تؤمن حين يعني يئست من الحياة وايقنت بالممات وهنا الان معناها الان تؤمن وتسلم وقد انتهى زمن امتحانك ولذلك قوله الان وقد عصيت قبل الاستفهام انكار والانكار مؤذن بان الوقت الذي علق به الانكار ليس وقتا ينفع فيه الايمان لان الاستفهام الانكاري في قوة النفي وتأمل كيف نص على قال انا وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. تأمل كيف نص على ذكر الافساد دون غيره من المعاصي وما ذاك الا لشناعة الافساد بنشر الفساد في الارض يعني سوء كبير ونشر الفساد يعني امر كبير على الناس واخلاقهم وحقوقهم والمفسد الذي يعمل باتلاف الاشياء المفسد هو الذي يعمل باتلاف الاشياء فالارض خلقت للصلاح والاصلاح والنعم التي يعطاها الانسان لاجل الصلاح والاصلاح. فمن استخدمها في غير ما اعطيت له فقد افسد في الارض الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. اي قال الله لفرعون الان تتوب وتؤمن بالله وتستسلم له بعد فوات الاوان وقد عصيته قبل نزول عذابه وكنت من المفسدين في الارض الذين ظلموا العباد واضلوهم وصدوهم عن سبيل الله قال الله تعالى فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون فاليوم نخرجك يا فرعون من البحر ونجعلك على مرتفع من الارض ليعتبر بك من يأتي بعدك وان كثيرا من الناس عن حججنا ودلائل قدرتنا لغافلون. لا يتفكرون فيها وفي المختصر في التفسير ايضا على الاية الحادية والتسعين اتؤمن الان بعد اليأس من الحياة وقد عصيت الله يا فرعون قبل نزول العذاب بالكفر به والصد عن سبيله وكنت من المفسدين بسبب ضلالك في نفسك واضلالك لغيرك اذا الان الذين يفسدون بما يبثونه من المحرمات المسموعة والمرئية فهؤلاء على باب من الشر كبير نعم فاليوم ننجيك ببدنك اي قال الله لفرعون فاليوم نجعل جسدك وما تقلدته من دروع الحرب بعد غرقك على مكان مرتفع من الارض فيتبين للناس هلاكك. فربنا جل جلاله جعله اية لتكون لمن خلفك اية اي لتكون يا فرعون لمن بعدك من الناس عبرة بعد ايقانهم بهلاكك وقدرة الله على كل ذلك فينزجر عن الكفر ومعصيته ويرعوا عاقبة الطغيان ويخافوا غضب الله وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافل. طيب وان كثيرا من الناس معرضون عن تأمل اياتنا وعن التفكر كرفيها والاعتبار بها وذاك الانسان مطالب ان يعتبر بالايات القرآنية ومطالب ان يعتبر بايات الله تعالى التي نشاهدها في الليل والنهار والصباح والمساء فينبغي على الانسان ان يأخذ العبرة من كل شيء وان لا يغفل عن ايات الله نعم وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون فلذلك تمر عليهم وتتكرر فلا ينتفع بها. لعدم اقبالهم عليها واما من له عقل وقلب حاضر فانه يرى من ايات الله ما هو اكبر دليل على صحة ما اخبرت به الرسل ولما يعمل هذا يتدبر ويسبح الله سبحانه وتعالى وينزهه. نعم ثم قال تعالى ولقد بوأنا بني اسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ولقد انزلنا بني اسرائيل منزلا محمودا ومكانا مرضيا في بلاد الشام المباركة. ورزقناهم من الحلال الطيب فما اختلفوا في امر دينهم حتى جاءهم القرآن مصدقا لما قرأوه في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم فلما انكروا ذلك سلبت اوطانهم. ان ربك ايها الرسول يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون فيجازي المحق والمبطل منهم بما يستحق كل منهما اذا ربنا لما ذكر ما جرى لفرعون واتباعه من الهلاك ذكر ما احسن به لبني اسرائيل وما امتن به عليهم وكيف كانت عاقبتهم الحسنى ليظهر الفرق بين مصيري فريقين جاءهم رسول فامن به فريق وكفر به فريق ليكون ذلك ترغيبا للمشركين في الايمان وبشارة للمؤمنين من اهل مكة وتبقى اية على مر السنون على مر الازمان ان الانسان يتبع طرائق اهل الحق لان العاقبة للتقوى نعم ولقد بوأنا بني اسرائيل مبوء صدق اي منزلا صالحا مرضيا طيب ولقد انزلنا واسكنا بني اسرائيل منازل حسنة محمودة مختارة كما قال تعالى واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ولذلك لما ذكر انه بوأهم مبوأ صدق ذكر امتنانه عليهم بما رزقهم من الطيبات فقال ورزقناهم من الطيبات اي الخيرات النافعات ايها رزقنا بني اسرائيل من الرزق الحلال الطيب النافع من الاطعمة والاشربة وغيرها وفي سورة البقرة ربنا قال وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلب وكلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون وفي السورة نفسها واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تأثوا في الارض مفسدين فما اختلفوا حتى جاءهم العلم اي فما اختلف بنو اسرائيل في الاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبمبعثه حتى جاءهم ما كانوا به عالم فبعث صلى الله عليه وسلم بنعته وصفته وجاءهم القرآن فاختلفوا حينئذ فامن بعضهم بنبوته وكفر بها بعضهم ولم يكن ينبغي لهم ذلك اذا فما جحد فرعون هو ملأه المعجزات التسع الحسية التي ايد الله بها موسى وهارون ولم يؤمن الا عندما يئس من الحياة كذلك جحد اكثر اهل الكتاب ايات التوراة والانجيل التي تحدثت عن خاتم الانبياء عليه الصلاة والسلام ولاحد المشركون في مكة ايضا ايات القرآن الكريم وما فيها من بلاغة واعجاز فلماذا هذا الجحود؟ ولماذا هذا الانجاز؟ ربنا قال ان ربك يقضي يوم القيامة فيما كانوا فيه تيليفون اي ان ربك يا محمد يحكم بين المختلفين فيك من بني اسرائيل يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون من امرك. فيدخل المؤمنين بك الجنة ويدخل المكدرين بك النار ثم قال الله تعالى فان كنت في شك مما فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين فان كنت ايها الرسول في ارتياب وحيرة من حقيقة ما انزلنا اليك من الكتاب فاسأل من امن من اليهود الذين يقرأون التوراة والنصارى الذين يقرأون الانجيل فسيخبرونك بان الذي انزل عليك حق لما يجدونه من نعته في كتابهما لقد جاءك الحق الذي لا مرية فيه من ربك فلا تكونن من الشاكين. طبعا نبينا صلى الله عليه وسلم لم يشك وهذا فيه تنبيه على ان كل من خارجته شبهة بالدين ينبغي ان يسارع الى حلها بالرجوع الى اهل العلم اما تفسير الاية اي فان كنت يا محمد في شك بالحقيقة ما اخبرناك في القرآن من ان بني اسرائيل لم يختلفوا في امر فالا من بعد مجيء لانهم يجدونك مكتوبا عندهم ويعرفونك بصفاتك الواردة في كتبهم. فاسأل اهل الكتاب الذين يقرأون التوراة والانجيل من قبلك فانهم يعلمون صحة ذلك وربنا قال قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب نعم. لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين اي اقسم انه قد جاءك يا محمد الحق اليقين من ربك بانك رسول الله وان الذين اوتوا الكتاب من قبلك يعلمون ذلك فلا تكونن من الشاكين في صحة ذلك واستمر على ما انت عليه من اليقين ثم قال تعالى ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله فتكون من الخاسرين ولتكونن من الذين كذبوا بحجج الله وبراهينه فتكون بذلك من الخاسرين الذين خسروا انفسهم بايرادها موارد الهلاك بسبب كفرهم وكل هذا التهدير لبيان خطورة الشك والتكذيب والا فان النبي صلى الله عليه وسلم مقسوم عن ان يصدر منه شيء من هذا طبعا ثمة يعني الماحة مهمة جدا في هذا الباب. وقد يغفل عنها الانسان ولكن فيها معنى عظيم يعني لابد ان يظهر في كلامه سبحانه وتعالى عز الربوبية وكبرياؤها واستعلاؤها وهذا من فوائد توجيه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. ففيه يظهر ان هذا الكلام كلام الله تعالى وانه لا مدخل للنبي صلى الله عليه وسلم في الا اتباع اياته وتبليغها للناس فلا يعقل ابدا ان يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بمثل هذا الخطاب اذا هذا الخطاب هو من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وان القرآن من عند الله تعال وكتاب النبأ العظيم هو كتاب الفه عبد الله الدراز رحمه الله يثبت من القرآن ان القرآن ليس من النبي بل هو من عند الله تعالى فهذا الخطاب مما يؤيد هذا المعنى فالانسان يعني يفهم الخطاب فهما صحيحا حتى تزداد فائدته من قراءة الخطاب ثم قال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ان الذين ثبت عليهم قضاء الله بانهم يموتون على الكفر لاصرارهم عليه لا يؤمنون ابدا طبعا ربنا لم يعني لما ذكر ما مضى من الايات وما كان من طرازها قاضيا بانه لا تبغي الايات عن المشركين صرح بها هنا فقال ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. اي ان الذين وجبت عليهم كلمة ربك. فيا محمد بانهم يصيرون الى ما قدره الله لهم من الاستمرار على الكفر والموت عليه لا يؤمنون ايمانا ينفعهم قبل موتهم ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم ولا واتتهم كل اية شرعية او كونية حتى يشاهدوا العذاب الموجع فيؤمنوا حين لا ينفعهم الامام كما حصل لفرعون اي ولو جاءتهم كل اية من الايات الكونية المعجزة الخارقة والايات الشرعية المنزلة في القرآن فانهم لا يؤمنون حتى يعاينوا العذاب الموجع فيؤمنوا وحينئذ لا ينفعهم الايمان. ولذلك الانسان يؤمن في الوقت الذي ينفعه الايمان ذكر الاخوة في مركز تفسير ثلاث فوائد اولا قالوا من فوائد الايات وجوب الثبات على الدين وعدم سبيل وعدم اتباع سبيل المجرمين لا تقبل توبة من حشرجت روحه او عاين العذاب ان اليهود والنصارى كانوا يعلمون صفات النبي صلى الله عليه وسلم لكن الكبر والعناد هو الذي منعهم من الايمان. طبعا تظاف لها فوائد عشرة اخرى اولا قد تستجاب دعوتك بعد مدة قد اجيبت دعوتكما تانيا احرص على التأمين حال سماعك للدعاء فان التأمين بمنزلة الدعاء ثالثا يعني على الانسان ان يبادر بالتوبة. بادر بالتوبة قبل وقت انتهاء وقتها. لانه قد يكون انسان يعني يذهب وقتها ثم يتوب فيخاطب كما خوطب فرعون يعني يكون الحال مناسب ان يقال له الان وقد عصيت قبله وكنت من المفسدين فالانسان يتوب في الوقت المناسب ولا يضع التوبة في اللحظات التي تفوت رابعا سنة الله عدم قبول ايمان الكافر وقت نزول العذاب خامسا تكررت قصة موسى مع فرعون اكثر من غيرها من القصص القرآن وذلك لانها تمثل قمة الصراع بين الحق والباطل والمشاهد تتشابه في كل زمان ومكان فعلى اهل الحق ان يصبروا ويكون على الاستقامة فان سنة الله نصر اوليائه سادسا التوكل على الله من علامات الايمان ولا يكمل الا بالصبر على الشدائد سابعا دم الاستكبار وانه سبب لكثير من الاجرام ثامنا التقييد الاعمى للاباء والاجداد من المعوقات امام الاستقامة تاسعا الانسان مهما تجبر وطغى فان الله ينتقم منه ولو بعد حين عاشرا الاستقامة هي الاعتدال والاستواء وعدم الاعوجاج والانحراف ولما كان صراط الله مستقيما معتدلا لا عوج فيه كان المطلوب من سالكيه ان يستقيموا على سواءه واول المكلفين بذلك الرسل هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته