ولكن نشاهد في مصر الاسلامية ان اصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ يحضرون هذه الاحتفالات والموالد امثال الحسين السيدة زينب البدوي وغيرهم بل حتى عندنا في صعيد مصر كثير والسؤال وسؤالي الاول هو ما هو الصواب في هذا الموضوع الصواب هو ما سمعت فيما نقلت عن جوابي السابق وان هذه الموالد التي يحتفل بها الناس بدعة لا اصل لها. ولا ينبغي للعاقل وطالب العلم ان يغتر بفعل الناس فان من الناس لا يقاس عليه ولا يحتج به. وانما يحتج بما قاله الله ورسوله فاقوال الناس واعمال الناس واحتفالاتهم كلها تعرض على الكتاب والسنة ثم وافق كتاب الله او سنة رسوله الصحيحة عليه الصلاة والسلام فهو متبع وهو الحق وما خالفهما وجب رده وان فعله الناس قال الله تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بالمؤمنين. قال عز وجل وان تطع اكثر من يضلوك عن سبيل الله وقال سبحانه وتعالى وتصدق على واتبعوه الا فريقا من المؤمنين. فالحاصل ان افعال الناس واقوال الناس ليست ميزانا توزن بها الاحكام وتراه بها الاحكام الشرعية وانما الميزان هو ما قال الله جل وعلا فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خيرا واحسن تأويلا وفيما قال سبحانه وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله هذا هو الميزان الميزان هو ما قاله الله ورسوله فالاحتفالات بالموالد ليس لها اصل في كتاب الله ولا في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وقد مضى على المسلمين قرون كثيرة لم يحتفلوا بها بالموالد فلا يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وخاتم النبيين ليس بعده نبي يعلمنا هو خاتم النبيين وهو انصح الناس عليه الصلاة والسلام وهو اعلم الناس واخشى الناس لله واتقاهم لله عليه الصلاة والسلام فلو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم او بموارد اخرى امرا مشروعا لبينه للامة عليه الصلاة والسلام. او فعله بنفسه حتى يقتدى به. ثم لو تركه بنفسه عليه الصلاة والسلام لانه غير واجب ولكن هو سنة في نفسه لفعله الصحابة اخذا من فعله او من قوله عليه الصلاة والسلام فلم يفعله صلى الله عليه وسلم ولم يدعوا اليه ولم يأمر به ولم يجعله صحابته من الخلفاء الراشدون ولا غيرهم. ثم جاء القرن الثاني قرن التابعين وكبار اتباع التابعين فلم يفعلوه. ثم جاء من بعدهم القرن الثالث ولم يفعلوه فدل ذلك على انه بدعة لقوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه وهو رد من انزل في ارضنا هذا وليس ما ليس له رد وكان يقول في خطبته عليه الصلاة والسلام اما بعد واذا قرأ الحديث كتاب الله هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة هكذا كان يقول في خطبته في الجمعة اللهم صلي عليه وسلم فلو كانت الاحتفالات بالوالد افضل مطلوبا امرا مشروعا لما فات على اولئك الاخيار السادة حظي به وفق له من بعدهم فان يقولون السابقة قد استمرت على الحق ولا يمكن ان يكون الحق في غيرها وتحرم فيها من الحق بل قال عليه الصلاة والسلام طائفة من امة الحق منصورة وهؤلاء القرون بهذه الطائفة الاولى القرن الاول ثم الثالث ثم الثالث وقد قال عليه الصلاة والسلام خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم الحديث فلا يجوز ابدا ان يعتقد احد ان الحق يفوته هذه القرون العظيمة ثم يدركه ويحوزه من بعدهم هذا لا يقوله ميؤمن لا فالحاصل ان ان الاحتفالات بالوالد مولد النبي صلى الله عليه وسلم مولد الحسين مولد فلان البدوي الى غير ذلك كلها بدع لا اصل لها وانما احدثها من احدثها في القرن الرابع وبعده كما ذكر ذلك صاحب الابداع الابتداء. وذكر ان الذين بدأوا باحداثها هم حكام مصر الفاطميون حكام المغرب الذين انتسبوا الى اهل البيت كذبا وليسوا منهم في شيء فقال ابو العباس ابن تيمية شيخ الاسلام رحمة الله عليه انه ان ظاهرهم الظهر وباطنهم كفر البحر فالحاصل انه هم الذين احدثوا هذا والقرن الرابع ثم احدثه بعدهم اناس اخرون من من الشيعة ومن غير الشيعة من ينتسب الى السنة غلطا وجهلا ولا ينبغي لعاقل يغتر بهذا الامر الذي فعله الكثير من الناس فهذه ايضا المساجد تبنى على القبور وانقبالته على القبور فهل يقول من يؤمن بالله ان هذا شرع وانه سنة وانه قربة هو بدعة منكرة ومع ذلك وجد في الناس وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وقال عليه الصلاة والسلام وانما كان قبلكم الانبياء مساجد القرآن باي مصالحه مساجد الا فلا تتخذوا رسائل فاني اناكم عن ذلك اخرجه مسلم في الصحيح وقال رضي الله عنه نار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عندي في القبور القبر وان يقعد عليه وان يبنى عليه فاخبر جهابر ان الرسول نهى عن تنكسير القبور وعن البناء عليها وهي الان تجصص ويبنى عليها والقبض عليها القباب والمساجد فهل يقول من يعرف الحق ان ان هذا جائز او انه مشروع لان الناس فعلوه بل هو بدعة ومن وسائل الشرك ولو فعله الناس. نعم اتخاذ المسائل على القبور والبناء عليها اتخاذ القباب عليها وتيسيرها وكل هذا محرم. كل من وسائل الشرك ولو فعله الناس كذلك كثير من الجهلة يأتون القبور المعظمة ويدعونها ويستغيثون باهلها ويطلب منها المدد فهل يقول قائل ان هذا جائز لاننا فعلوا هذا او لان كثير من الناس فعلوا هذا لا يقول هذا من يعرف الدين. فان دعاء الاموات والاستغاثة بالاموات وطلب المدد من الاموات هو فعل فهي الاولى وقالوا لاهل الشرك المعروف سابقا هو من الشرك الاكبر ومع ذلك فعله كثير من الجهال عند القبور عند قبر الحسين وعند قبر غير الحسين وعند قبر البدوي ربما فعله بعض الجهال عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة فهل يقول من يؤمن بالله لمن ان هذا جائز؟ او ان هذا قربة او انه لا بأس به فهو من الشرك ومن عبادة غير الله ومن عمل الجاهلية الاولى وان فعله الكثير من الناس. نعم. فينبغي لكل مسلم ان يعقل هذا وينتبه لهذا الامر. نعم. نعم