بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين هذا هو الدرس الثاني والعشرون من شرح نظم زبدة البلاغة. ووصلنا الى البيت الاخير في باب التعريف والتنكير وهو جهالة التنكير منها عظمي قلل وفي يا اخي نفي عميمي. هذا البيت يذكرنا بالبيت الاول في الباب وهو الاصل في المعلوم ان يعرف فالاصل في الامر المعلوم ان يعرف اما التنكير فهو في الاصل للجهالة اذا كان الشيء المتحدث عنه معلوما فانك تعرفه. واذا كان مجهولا فلن تستطيع تعريفه وانما تنكره اذا جاء رجل تعرفه تقول جاء زيد واذا جاء شخص مجهول قلت جاء رجل وهذه الجهالة تتفرع عنها نكات منها التعظيم والتقليل وهما اللذان اشير اليهما جهالة التنكير منها اي من هذه الجهالة عظمي خذ دلالة التعظيم قلل خذ دلالة التقليل. فمن امثلتي التعظيم بدلالة التنكير قوله تعالى الا ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب. اي حياة عظيمة. وهي مع ذلك تفيد التكثير ايضا والتكثير من الدلالات التي تفاد من من النكرة مع انها لم تذكر لان التعظيم والتقليل اكتسبا من الجهالة فكذلك ضدهما يكتسبان من الجهالة وان لم اشر اليهما هنا فالتعظيم عكسه كتير قد يكون المجهول عظيما وقد يكون حقيرا وقد يكون قليلا وقد يكون كثيرا. فهذه اربعة اغراض تتولد عن النكرة ففي المثال الذي مر ولكم في القصاص حياة هذا يفيد التعظيم والتكثير. فهي حياة عظيمة مطمئنة وليست متعلقة بواحد بل بكثير من الخلق تستقر حياتهم بسبب القصاص ومن امثلة التقديل وفيها مع ذلك التحقير قوله تعالى ولتجدنهم احرص الناس على حياة احرص الناس على حياة. يعني ولو كانت قليلة حقيرة فانهم احرص الناس عليها ثم قال وفي سياق نفي عمني اي ان النكرة اذا جاءت في سياق النفي فانها تفيد التعميم. وامثلة هذا كثيرة ومنها قوله تعالى يوم لا تملك نفس نفس شيئا فجاءت نفس مرتين وشيئة في سياق النفي فدلت على عموم والمعنى يوم لا تملك اي نفس مهما كانت عظيمة لنفس اي لاي نفس وتدخل فيها النفس المحتاجة اشد احتياج شيئا اي شيء مهما كان قليلا. نسأل الله ان في ذلك اليوم واكتفي بهذا القدر وبهذا ينتهي الكلام على باب التعريف والتنكير وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين