بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في تقريب التدميرية فصل في ضرورة الايمان بالقدر والشر لابد للانسان من الايمان بالقدر. لانه احد اركان الايمان الستة. ولانه من تمام توحيد الربوبية. ولان به تحقيق التوكل على الله تعالى وتفويض الامر اليه مع القيام بالاسباب الصحيحة النافعة ولان به اطمئنان الانسان في حياته. حيث يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئك. وما اخطأه لم يكن ليصيبه ولان به ينتفي الاعجاب بالنفس عند حصول المراد لانه يعلم ان حصوله بقدر الله وان عمله الذي حصل به مراده ليس الا مجرد سبب يسره الله يسره الله له. ولان به يزول القلق والضجر عند فوات المراد او حصول المكروه. لانه يعلم ان الامر قل له لله فيرضى ويسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. قال رحمه الله تعالى فصل في ضرورة الايمان بالقدر والشرع في ضرورة الايمان بالقدر يعني بقدر الله والشرع يعني بما شرعه الله تعالى ها هنا امران قدر وشرع ولابد للمؤمن بل لابد للانسان من ان يؤمن بالقدر وان يؤمن بالشرع اما ايمانه بالقدر يرضى ويسلم بما قدره الله تعالى له وان يعلم ان ما قدره الله تعالى له هو خير له فلا يقضي الله عز وجل قضاء للمؤمن الا كان خيرا له عليه ان يرضى وان يسلم وان يصبر وان يحتسب وما يقضيه الله تعالى للعبد على نوعين نوع مما يلائمه ونوع مما لا يلائمه فان كتب فان قدر الله تعالى عليه شيئا مما يلائمه ومما يحبه فوظيفته الشكر وان قدر الله عز وجل عليه شيئا مما لا يلائمه فوظيفته الصبر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له فلابد من الايمان بالقدر ثم ذكر المؤلف رحمه الله وجوها لضرورة الايمان. اولا انه احد احد اركان الايمان ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ثانيا انه من تمام توحيد الربوبية وتوحيد الربوبية هو ان تعتقد اعتقادا جازما بان الله تعالى هو الخالق الرازق المالك المدبر كما يقضيه الله من قضاء فهو من تدبيره ثالثا ولان به تحقيق التوكل على الله وتفويض الامر اليه مع القيام بالاسباب الصحيحة النافعة فالايمان بالقدر من تحقيق التوكل على الله. ومعنى ذلك ان تفوظ الامر اليه سبحانه وتعالى لكن بعد فعل الاسباب فانت عليك ان تفعل السبب وان تتوكل على الله. لان حقيقة التوكل هو صدق الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله وفعل الاسباب فمن اعتمد على السبب وحده فقد طعن في كفاية الله ومن اعتمد على الله تعالى وحده دون ان يفعل السبب فقد طعن في حكمة الله لان الله تعالى جعل لكل شيء سببا ولهذا قال وتفويض الامر اليه مع القيام بالاسباب الصحيحة النافعة. فاذا اصابه مرض يعلم ان هذا المرض بتقدير الله تعالى فيفوض امره الى الله ولكن لا يستسلم بل يفعل الاسباب الصحيحة النافعة من العلاجات الشرعية والحسية ولان وهل هذا وجه ثان؟ بل ثالث. الرابع ولان به اطمئنان الانسان في حياته. حيث يعلم ان ما اصابه لم يكن وما اخطأه لم يكن ليصيبه. فاذا قدر الله عز وجل عليه امرا مما لا يلائمه. فليعلم ان هذا بتقدير الله وانه مهما حاول وبذل من الاسباب ليمنع هذا الامر الذي قدره الله فلن يستطيع الى ذلك سبيلا. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك فلو استعان بجميع الخلق لاجل ان يصرفوا عنه هذا الامر الذي قدره الله لن يستطيعوا الى ذلك سبيلا. كما قال النبي النبي صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك بشيء الا كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف في علم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه فكل ما يقدره الله تعالى عليك فهو منه سبحانه وتعالى واعلم ان كل خير يأتيك فهو من فضل الله تعالى عليك وان كل شر يندفع عنك فهو من فضل الله تعالى عليك حتى وان قدر انه اتى عن طريق الناس والبشر فهؤلاء سبب فكل خير كل خير يأتيك فهو من فضل الله عليك. وهؤلاء الناس الذين اوصلوا اليك هذا الخير انما هم سبب انما هم سبب ولو شاء الله تعالى ما سخرهم لك حتى يوصلوا اليك هذا الخير وكل شر يندفع عنك فهو ايضا بفضل الله ورحمته عليك. لو شاء سبحانه وتعالى من دفع عنك هذا الشر ولو قدر ان هذا الشر اندفع عن طريق الخلق فهو من ماذا؟ من تقدير الله. لو شاء الله ما سخرهم لك حتى يدفعوا عنك هذا الشر قال ولان به هذا وجه اخر ينتفي الاعجاب بالنفس عند حصول المراد لانه يعلم ان حصوله بقدر الله فلو فرض مثلا انه كان عنده اختبار ونجح في هذا الاختبار وحصل على درجات عالية لا يعجب بنفسه. ويقول هذا من نفسي ومن تحصيلي. بل ينسب ذلك الى الى الله عز وجل وكم من طالب يراجع المادة العلمية ويفهمها ويهضمها ثم يقدر الله عز وجل عليه ان ان يخفق في كبار قد يحفظ ويفهم ثم اذا جاء الاختبار وصارت الاسئلة بين يديه قد تضيع هذه المعلومات جميعا. فعليه ان يعلم ان هذا بقدر الله وان عمله الذي حصل به مراده ليس الا مجرد سبب. يعني مراجعتك وحفظك وفهمك هذا سبب على ولي ان به يزول القلق والضجر عند فوات المراد او حصول المكروه لانه يعلم ان الامر كله لله فيرضى ويسلم كما قال الله تعالى ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من الله فيرضى ويسلم. نعم قال رحمه الله تعالى والى هذين الامرين يشير يشير قوله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم. والله لا يحب كل مختال فخور لابد للانسان ايضا من الايمان بالشر. والله لا يحب كل مختال فخور. مختال في هيئته فخور بمقاله يعني هذا بالفعل مختار في هيئته فخور بمقاله وكلامه قال رحمه الله تعالى ولابد للانسان ايضا من الايمان بالشرع. وهو ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام. من امر الله ونهيه. وما عليهما من الجزاء ثوابا او عقابا. فيقوم بما يلزمه نحو الامر والنهي. ويؤمن بما يترتب عليهما من الجزاء وذلك لان الانسان طيب لابد ايضا من الايمان بالشرع يعني بشريعة الله وما شرعه الله تعالى لعباده الشرع الشريعة التي شرعها الله تعالى لعباده لابد من الايمان بها وهو التصديق الجازم بان يعتقد ان هذه الشريعة من الله تعالى وان يرضى بها وان يقوم بامتثالها وان يصبر نفسه على ذلك الاحكام التي شرعها الله عز وجل لابد للانسان فيها من هذه الامور ان يؤمن بها ان يصدق تصديقا جازما بان يعتقد انها من الله وان يرظى بذلك وان يمتثل هذه الشرائع وان يصبر عليها. لان شريعة الله تعالى تحتاج الى صبر نحتاج الى صبر ومصابرة. ولهذا كان من انواع الصبر الصبر على طاعة الله الصبر على طاعة الله. بان يصبر نفسه على شرائع الله تعالى وذلك الزام نفسه ان يلزم نفسه بالعبادة بحيث انها تنقاد الى هذه العبادة حتى ولو كان يجد منها نفورا لان النفس قد تنفر في اول الامر لكن اذا عزم الانسان على نفسه وقهر نفسه صارت هذه العبادة صارت هذه العبادة عادة لها فتألفها تحزنوا على على فقدها ولابد ايضا من مصابرة يصبر نفسه الانسان. لان شرع الله يحتاج الى صبر ومصابرة. ولهذا قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون فعلى المرء ان يسوس نفسه بهذا الامر. هذه امور اربعة الايمان الشريعة والرضا بها ولهذا من الدعاء المشهور رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ايضا ان يمتثل هذه الشريعة فعلا للمأمور وتركا للمحظور وصبرا على المقدور لابد من هذه الامور ان يفعل المأمور وان يترك المحظور وان يصبر على المقدور فايضا الامر الرابع وهو الصبر الصبر لان النفس تحتاج الى مجاهدة ونفسك ايها الانسان ان اعززتها ان اعززتها فقد اذللتها وان اذللتها فقد اعززتها نفسك ايها الانسان اذا اعززتها فحقيقة الامر انك اذللتها واذا اذللتها فحقيقة الامر انك اعززتها. كيف ذلك؟ نقول نعم. نفسك اذا اعززتها بحيث تركت نفسك تعمل الماء تا هو وما تشاء فقد اذللتها وان اذللتها بطاعة الله لتنقاد اليها فقد اعززتها. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. نعم قال رحمه الله تعالى وذلك لان الانسان مريد. فلابد له من فعل يدرك به ما يريد. ويدفع به ما لا يريد ولابد له من ضابط يضبط تصرفه الا يقع فيما يضره او يفوته ما ينفعه من حيث لا يشعر الشرع الالهي الذي جاءت به الرسل هو الذي يضبط ذلك. ويصدر الحكم به. ولذلك الشرائع التي انزلها الله تعالى كلها ضوابط ولذلك تجد ان العبادات لها شروط واركان وواجبات. الصلاة لها ضوابط لا تصح قبل الوقت ولا تصح بعد الوقت الا بعذر شرعي لها ضوابط من حيث وجوب الترتيب فيها من حيث وجوب آآ الاتيان بالشروط الصيام ايضا له ضوابط من طلوع الفجر الى غروب الشمس وان يصوم شهرا معينا. الزكاة كذلك لها ضوابط لا تجب في كل الاموال وانما تجب في اموال ولا تجب ايضا في كل مال قليل ام كثيرا وانما تجب في قدر معين ولا تصرف الى كل احد وانما تصرف الى اصناف معينة هكذا ايضا الحج له زمن محدد واوقات محددة وامكنة محددة وله زمن محدد الحج اشهر معلومات وله امكنة محددة وهي الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار والوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة. كل من الامور التي ربط بها الشرع. كذلك ايضا في المعاملات هناك ضوابط في المعاملات من بيع وشراء واجارة وغيرها فليس كل تعامل بين الناس يكون جائزا هناك ضوابط حرم الله عز وجل الظلم. حرم الربا. حرم الغرر. حرم الميسر. حرم الغبن. مما فيه عدوان على الغير. اذا الشريعة الاسلامية نظمت وضبطت العبادات وماذا؟ والمعاملات ويدخل في المعاملات الانكحة وما يتعلق بها من الطلاق وغيره. نعم قال رحمه الله تعالى ويكون به التمييز بين النافع والضار والصالح والفاسد. لانه من عند الله العليم الرحيم الحكيم والعقول وان كانت والعقول وان كانت تدرك النافع والضار في الجملة لكن تفصيل ذلك والاحاطة به احاطة تامة انما يكون من جهة الشرع ولهذا بين العقول وان كانت تدرك النافع والضار جملة لكن تفصيل ذلك والاحاطة به احاطة تامة انما يكون من قبل الشرع وقد يخفى قد تخفى العلة والحكمة الباعثة على التشريع في بعض ما شرعه الله تعالى ولهذا يقال الشرع يأتي بما يحير يحير العقول لا بما يحيل العقول يعني يأتي بالامور التي تحتار العقول فيها ولا يأتي بالامور التي تحيل العقول يعني بالامور المستحيلة الامر لا يتعلق بالمستحيل الامر لا يمكن الامر من الشريعة لا يمكن ان يتعلق بالمستحيل لكن الشريعة تأتي بما يحير العقول بمعنى ان تحتار العقول في هذا الامر اضرب مثالا لذلك الصلاة وقفتها وشرعها الله تعالى لعباده وجعل لها اوقاتا محددة الفجر الظهر العصر المغرب العشاء تفاوت هذه الاوقات الفجر الظهر العصر المغرب العشاء الله اعلم بحكمته قد يلتمس الانسان حكمة لكن الله اعلم اعداد الركعات اعداد الصلوات ايضا لماذا الفجر؟ كانت كانت صلاة الفجر ركعتين لماذا قد يقول قائل الانسان الفجر يقوم نشيطا. لماذا لم تكن اربعا والعشاء اخر النهار يكون الانسان متعبا تكون ماذا؟ تكون ركعتين يقول الله اعلم ولهذا يعني هناك ضابط اغلبي ان جميع المقادير والاعداد التي شرعها الله عز وجل في الغالب الاعم انها لا حكمتها من قبل الخلق فيها حكمة لكن قد لا ندرك حكمتها هذه الحكمة نعم قال رحمه الله تعالى. ولهذا نقول النفع او الضرر قد يكون معلوما بالفطرة. وقد يكون معلوما بالعقل وقد يكون وقد يكون معلوم بالتجارب. وقد يكون معلوما بالشرع. فالشرع يأتي مؤيدا لما شهدت به الفطرة والعقل والتجارب. وهذه تأتي شاهدة لما جاء به الشرع. طيب النفع او الضرر قد يكون معلوما بالفطرة فجميع الخلق من الادبيين وغيرهم يعلمون ان النار حارة وانها ضارة او نافعة والتي يجتنبونها. وقد يكون معلوما بالعقل. الانسان يدرك بعقله المسكرات والمخدرات يعلم بالعقل انها ضارة. وقد يكون معلوما بالتجارب كالادوية الادوية تعلن بالتجارب ولذلك اي اي يعني دواء يستخرج تجد انه تجرى عليه تجارب سريرية حتى يكون نافع او غير نافع. يعني مثلا لو ان طبيبا اكتشف علاجا لا ان يبثه بين الناس هكذا. بل لابد ان يجري تجارب على هذا العلاج. وهل له اثار او ليس له اثار او نحو ذلك وقد يكون معلوما بالشرع يعني عن طريق الشرع فالشرع يأتي مؤيدا لما شهدت به الفطرة او العقل والتجارب وهذه تأتي شاهدة به الشرع. نعم قال رحمه الله تعالى وفي هذا المقام اختلف الناس في الاعمال هل يعرف حسنها وقبحها بالشرع او بالعقل التحقيق ان ذلك يعرف تارة بالشرع وتارة بالعقل وتارة بهما. لكن علم ذلك على وجه الشمول والتفصيل وعلم وعلم غاية الاعمال في الاخرة من سعادة وشقاء ونحو ذلك. لا يعلم الا بالشرط. طيب اختلف الناس ويقول في الاعمال هل يعرف حسنها وقبحها بالشرع او بالعقل؟ قال التحقيق انه تارة يعرف بالشرع يعرف قبح هذا العمل بالشرع الشرك بالله عز وجل من التوسل بغير الله دعاء غير الله الذبح لغير الله. علم قبحه بماذا الشرع وتارة بالعقل. يعلم حسنه او قبحه بالعقل الكذب فالصدق علم حسنه بماذا؟ بالعقل والفطرة السليمة. الكذب علم قبحه بالعقل والفطر السليمة ولذلك الكذب ممقوت حتى بين البهائم وتكرهه وقد ذكر ابن القيم رحمه الله قصة يعني عجيبة وهي ان رجلا ان رجلا كان معه طعم يعني كسرى من الخبز فوضعها على موضع وكان حول هذا الموضع نملة فجاءت الى هذا الطعم تريد ان تأخذه فلم تستطع لم تستطع ان تأخذه بثقله عليها فذهبت واستعانت برفيقاتها يعني النمل فلما اتينا هؤلاء النمل ودنونا من هذا رفع الطعم مباحثنا فلم يجدن شيئا ثم وضع الطعم فجاءت هذه النملة وحاولت ولم تستطع. فذهبت تستعين برفيقاتها فلما اقبلنا رفع الطعم يقول في المرة الثالثة اجتمعنا عليها فقتلناها اجتمعنا عليها فقتلناها قال رحمه الله فذكرت ذلك لشيخنا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فقال وهكذا قد فطر الله تعالى جميع الخلق على كراهة الله جميع القلائل من من بهاء من الادميين وغيرهم على كراهة الكذب. فالشيء قد تعلم منفعته او مضرته او مصلحته بالعقل وقد تعلم بالشرع وقد يأتي الشرع ايضا مؤيدا. فمثلا الصدق الصدق والكرم والشجاعة والشهامة وغيرها هذه معلومة بماذا بالعقل لكن جاء الشرع مؤيدا لها. عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر بل قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. نعم قال رحمه الله تعالى فصل واذ اذا تبين انه لابد للانسان من الايمان بالقدر والايمان بالشرع فاعلم ان الناس انقسموا في ذلك الى قسمين القسم الاول اهل الهدى والفلاح الذين امنوا بقضاء بقضاء الله وقدره على ما سبق بيانه من المراتب الاربع. وامنوا ايضا بشرع فقاموا بامره ونهيه وامنوا بما ترتب على ذلك من جزاءه. طيب اذا تبين انه لا بد للانسان من الايمان بالقدر والشرع يعني ضرورة الايمان بالقدر والشرع فاعلم ان الناس انقسموا في ذلك الى قسمين من حيث الجملة اهل الهدى والفلاح واهل الضلال. واهل الضلال ايضا انقسموا اهل الهدى هم الذين امنوا بقضاء الله وقدره على ما سبق من المراتب الاربع التي جمعت علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوينه يقول وامنوا بشرعه فامنوا بقضاء الله تعالى وامنوا بشرعه كما سبق ان الايمان بالشرع ان يعتقد انه من الله وثانيا ان يمتثل هذا الامر اولا عليه ان يرضى به والثالث الامتثال والرابع الصبر قال رحمه الله تعالى ولم يحتجوا بقدره على شرعه. او بشرعه على قدرك. ولم يجعلوا ذلك تناقضا من الخالق. وهؤلاء هم اهل الحق الذين حققوا مقام اياك نعبد واياك نستعين. المؤمنون بمقتضى قوله تعالى الا له الخلق والامر القسم الثاني اهل الضلال والهلاك المخالفون للجماعة. وهم ثلاث فرق مجوسية ومشركية وابليسية المجوسية هم القدرية الذين امنوا بشرع الله وكذبوا بقدره. فغالاتهم انكروا عموم علم الله تعالى. وقالوا ان الله تعالى لم يقدر اعمال العباد ولا علم ولا علم له بها قبل وقوعها ومقتصدوهم امنوا بعلم الله بها قبل وقوعها. وانكروا ان تكون واقعة بقدر الله تعالى. وان تكون مخلوقة له طيب هؤلاء المجوسية وهم القدرية وهم مجوس هذه الامة. امنوا بشرع الله وكذبوا والغلات هم انكر عموم علم الله. قال ان الله عنده علم لكنه ليس ليس عاما شاملا. فاعمال العباد لا يعلم بها الا بعد بعد وقوعها ليعلم الله من يخافه بالغيب علم الله انكم كنتم تختارون انفسكم اشكل علي مثل هذه الايات. فيقال ان علم الله عز وجل نوعان. علم للشيء قبل وقوعه وعلم بالشيء بعد وقوعه فاما الاول وهو العلم بالشيء قبل وقوعه فان الله تعالى قدر كل شيء واما العلم بالشيء بعد وقوعه كما في الايات ليعلم الله من يخافه بالغيب ونحوها يقال ان المقصود بذلك العلم الذي يترتب عليه الجزاء والعقاب والثواب ففي قوله تعالى ليعلم الله من يخاف يعني لاجل ان يعلم الله من يخافه بالغيب. نقول هل يعلم يعني علما يترتب عليه الثواب والعقاب اما هو سبحانه وتعالى فقد علم به قبل ذلك. لانه قدره. اذا علم الله نوعان. علم للشيء قبل وقوعه فهو سبحانه وتعالى قدره ويعلم انه سيقع الثاني علم للشيء بعد وقوعه. ما الذي ما هو العلم الذي يترتب عليه الثواب والعقاب والجزاء؟ نقول هو العلم بالشيء بعد بعد وقوعه لان الشيء قبل وقوعه لا يمكن ان يعاقب عنه. ان يعاقب عليه وقد قدر الله مثلا ان العبد الفلاني يفعل المعصية. قبل فعله للمعصية لا يعاقب. لانه الى الان لم يفعلها اذا فعلها علم الله تعالى انه فعلها لكن هذا العلم هذا العلم ليس علما حادثا يعني العلم الان لكنه علم يترتب عليه الثواب والعقاب قال رحمه الله تعالى اذ علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم ونحوها من ايات نعم قال رحمه الله تعالى وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم ومذهبهم باطل بما صدق في ادلة مراتب القدر. والمشركية هم الذين اقروا بقدر الله واحتجوا به على شرعه. كما قال الله تعالى عنهم سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا ابى هنا ولا حرمنا من شيء. كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا. طيب المشركية يقول هم الذين اقروا بقدر الله. نقول نقر ان الله عز الزوج يقدر لكن من جملة ما قدر انه قدر ان نعصي الله وان نخالف الشرع ومخالفتنا للشرع وشركنا واقع بقدر الله لا مناص. ولهذا قال سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركت فهم يحتجون معصيتهم بقدر الله عز وجل على ما فعلوه من المعصية. يقعون في الشرك لماذا تقع في الشرك؟ وهذا بقدر الله لو شاء الله ما اشركنا. لو شاء الله لهدانا ويحتجون القدر. نعم قال رحمه الله تعالى والابليسية هم الذين اقروا بالامرين بالقدر وبالشرع. لكن جعلوا ذلك تناقضا من الله عز وجل. يقرون بالقدر وبالشر يقول نقر بان الله عز وجل قدر كل شيء وعلم كل شيء وكتب كل شيء وخلق كل شيء وشاء كل شيء. ويؤمنون بالشرع. لكن قالوا بينهما تناقض بين الشرع والقدر تناقض كما سيذكره المؤلف. يعني وكيف يأمر العباد وينهاهم وقد قدموا؟ كيف تأمرهم كيف يأمرهم بالصلاة والزكاة وقد قدر عليهم انهم لا ان لا يفعلوا الصلاة والزكاة كيف يأمرهم ببر الوالدين وقد قدر على هذا الشخص ان يكون عاقا هذا تناقض نسأل الله العافية. نعم قال رحمه الله تعالى لكن جعلوا ذلك تناقضا من الله عز وجل وطعنوا في حكمته تعالى. وقالوا كيف يأمر العباد وينهاهم؟ وقد قدر ما قدر مما قد يكون مخالفا لما امرهم به. ونهاهم عنه. فهل هذا الا التناقض المحض والتصرف المنافي للحكمة وهؤلاء اتباع ابليس. فقد احتج على الله عز وجل حين امره ان يسجد لادم. فقال ابليس انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين وردوا على هاتين الفرقتين معلوم من الرد على المحتجين بالقدر على معصية الله تعالى يقول فهل هذا التناقض؟ فهل هذا الا التناقض المحض والتصرف المنافي للحكمة؟ يعني جعلوا ان هنا جعلوا تناقضا او او سولت لهم انفسهم والشيطان ان هناك تناقضا بين شرع الله وبين قدر الله عز وجل. وهؤلاء انما سموا ابليس لانهم اتباع ابليس الذي احتج وقال انا خير منه يعني من ادم خلقته من نار خلقتني من نار وخلقته من طين وعلى زعمه ان النار خير من الطين قال رحمه الله تعالى فصل طيب وبهذا نعرف انه لا يمكن ان انه لا يمكن ان يكون هناك تناقضا او تناثرا او تضادا بين لله وبين شرع الله بل حتى الشرائع الشرعية التي شرعها الله عز وجل لا يمكن ان يكون بينها تناقض او تضاد. لانها من لدن حكيم خبير. ولهذا قال الله عز وجل ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. انظر اذا اردت ان تعرف هذا انظر الى الانظمة والقوانين التي يسنها البشر تجد التناقض الظاهر فيها فمهما اجتمعوا ووظعوا من الانظمة واللوائح والقوانين لا بد ان يكون فيها تناقظا وثغرات ولهذا اي نظام يوضع في العالم تجد انه بعد فترة تعد المادة من المواد ليش؟ لانهم وجدوا فيه ثغرة وبعد فترة ايضا تعد المادة من المواد ثم ايضا هذا النظام الذي يضعه البشر تجد ان المتفنن والمتقن لهذا النظام يستطيع ان يخترقه بالنظام مثل ما يسمى انه يخترق النظام بالنظام فيأتي بمادة ها تخترق هذه المادة انها تنطبق عليه وهكذا لكن شرع الله عز وجل لا يمكن ان يقع فيه تناقض فهو من لدن حكيم عليم خبير سبحانه وتعالى واذا حرت في او اصابتك الحيرة في معرفة الحكمة فكل الامر الى الله تعالى. واعلم ان ربك عليم لا يمكن ان يقع فيما شرعه سبحانه وتعالى ان يقع شيء من التناقض او التضاد بل متى عجزت ان تفهم الحكمة فالواجب ان تتهم نفسك ان تتهم نفسك والا هناك من من يعني عارض الشريعة عارض الاحكام الشرعية بوجود التناقض بينها واكثر ما وقع في الحدود يعني مثلا حد السرقة حد السارق ان تقطع يده بعض الزنادقة قال اذا قطعنا يد السارق اصبح الشعب اصبح الشعب كله اشل فقيل له اذا شعبكم كلهم سراق يقول لي اذا قطعنا يد السارق معنى ذلك ان كل البلد يصير ها مقطوع اليد اشل ما يعمل الا بيد واحدة فاجيبوا بذلك ان شعبكم كله كذلك ايضا ما قيل في حد السرقة. الان دية اليد كم اليد فيها نصف ودية اليد فيها نصف الدية. نصف الدية كم بالدراهم خمسمئة لان الدية كاملة الف الف دينار الف من الذهب طيب دية اليد نصف خمس مئة الان السارق ما هو النصاب الذي يقطع به السارق ربع دينار لو انه سرق ما يساوي ربع دينار فصاعدا قطع. كما في حديث عائشة لا قطع الا في ربع دينار فصاعدا هذا تناقض كيف الان هذي اليد هذي اليد قيمتها خمس مئة دينار خمس مئة من الذهب تقطع اذا سرقت ربع دينار الحكمة تقتضي انها تقطع اذا اذا سرقت ما يساويها هذا تناقظ في الشرف تناقض في الشر. ولهذا اسأل الله ان يعفو عنا وعنه المعري يقول على المعري ذكر هذا وقال يد يد في خمس مئين عسجد هديت ما بالها قطعت في ربع دينار يد بخمس مئين عسكر وديت يعني ديتها ما بالها قطعت في ربع دينار تناقض ما لنا الا السكوت له ونستجير بمولانا من النار لكن العلماء رحمهم الله ردوا عليه نظما ونثرا نظمن قالوا قال بعضهم قل للمعري عار اي معار جهل الفتى وهو عن ثوب التقى عاري عزوا الامانة اغلاها وارخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري وقال بعضهم لما كانت امينة كانت ثمينة. فلما خانت والمعزي معروف نسأل الله العافية زندقته يعني معروف بزندقته وان ان الشريعة ينهو من الناس الذين يعني يحيلون الامور الى العقل وهو معروف بزندقة اشد من هذا اشد من هذا قوله في في عموم البشر وفي ادم يقول اذا ما ذكرنا ادم وفعاله وتزويجه بنتيه لابنيه في الخنا علمنا ان الخلق من نسل فاجر وان جميع الناس من عنصر الزنا نسأل الله العافية قال رحمه الله تعالى فصل واما الشرع فهو ما جاء به الرسل من عبادة الله تعالى التي من اجلها خلق الله الجن والانس. لقوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون طيب بين سبحانه وتعالى في هذه الاية وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. بين الغاية من خلق الثقلين الجن والانس. وهي الا ليعبدون. اي ليوحدون وليخلصوا له العبادة سبحانه وتعالى لان الناس انقسموا في عبادة الله عز وجل الى اقسام منهم من عبد الله وحده. وهذا هو الموحد ومنهم من عبد الله ومنهم من عبد غير الله ومنهم من عبد الله وعبد غيره معه ومنهم من عبد الله بغير شرعه فهم اقسام كم اربعة القسم الاول من عبد غير الله. وهذا مشرك قد اتخذ غير الله الها. والثاني من عبد عبد الله وعبد غيره معه والثالث من عبد الله بغير شرعه وهذا مبتدع والرابع من عبد الله بشرعه الذي جاءت به الرسل وهذا هو المتبع قال رحمه الله تعالى وذلك هو الاسلام الذي لا يقبل الله من احد دينا سواه. لقوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن ان يقبل منه الاسلام هو الاستسلام لله وحده بالطاعة فعلا للمأمور. وترك للمحظور في كل زمان ومكان كانت الشريعة فيه قائمة. طيب هذا الاسلام لان الاسلام الاسلام له معنيان معنى العام ومعنى خاص تأمل المعنى العام فهو الاستسلام لله تعالى بالطاعة في كل زمان او مكان كانت الشريعة فيه قائمة ان يستسلم لله عز وجل بالطاعة وامتثال الشريعة في كل زمان او مكان كانت الشريعة فيه قائمة وعلى هذا فالامم السابقة الذين اتبعوا رسلهم وما جاءوا به من الشرع هم مسلمون كما قال كما في الاية الكريمة ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين وقال موسى عليه الصلاة والسلام لقومه يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين الى غير ذلك من الايات التي سيذكرها المؤلف. واما المعنى الخاص للاسلام فهو ما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الشرع. هذا معناه الخاص كما قال تعالى ومن ان الدين عند الله الاسلام. المراد هنا الاسلام بالمعنى الخاص وقال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. لا يقل. غير الاسلام الاسلام العام المراد بذلك الاسلام الخاص. ويدل لذلك حديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد لا يسمع بي من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به الا كان من اصحاب النار قال رحمه الله تعالى وهذا هو الاسلام بالمعنى العام وعلى هذا يكون اصحاب الملل السابقة مسلمين. حين كانت شرائعهم قائمة لم تنسخ كما قال الله تعالى عن نوح وهو يخاطب قومه. شف حين كانت الشرائم قائمة لم تنسخ. فلا يقول اليهود والنصارى مثلا نحن نحن مسلمون. يعني نتبع رسلنا وانبياءنا من يقول انتم الان لستم بمسلمين لان شرائعكم ليست قائمة منسوخة منسوخة بل الواجب عليهم ان يؤمنوا بالرسول عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله تعالى كما قال الله تعالى عن نوح وهو يخاطب قومه فان توليتم فما سألتكم من اجر ان اجري الا على الله وامرت ان من المسلمين وقال عن ابراهيم ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ومن كان من المشركين قال ايضا طيب هذا من المسلمين بالمعنى العام لان الاسلام بالمعنى العام هو الاستسلام لله تعالى بالطاعة والانقياد له بالتوحيد والخلوص من الشرك هذا هذا معنى الاسلام بالمعنى العام الاستسلام لله عز وجل بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك فاشتمل على ثلاثة ان تنقاد له ان تستسلم له بالتوحيد بان لا تعبد غيره. والانقياد له بالطاعة تطيعه فعلا المأمور وترك للمحظور والخلوص من الشرك. لان الشرك ينافي ما يجب من التوحيد. نعم قال رحمه الله تعالى وقال ايضا اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقب يا بني ان الله الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون قال عن موسى في مخاطبته قومه يا قوم ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين وقال عن التوراة انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور. يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا وقال عن الحواريين اتباع عيسى اتباع عيسى واذ اوحيت الى الحواريين ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد باننا مسلمون وقال عن ملك عن ملكة سبأ ربياني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين واما الاسلام بالمعنى الخاص فيختص بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين. وقال في امتي هو سماكم المسلمين من قبل في هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم ولا اسلام بعد بعثته الا باتباعه. لان دينه مهيمن على الاديان كلها ظاهرا ظاهر عليها. وشريعته ناسخة للشرائع السابقة كلها قال الله تعالى واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة لم لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال اقرنتم واخذتم على ذلكم اثري؟ قالوا اقررنا. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين والذي والذي جاء مصدقا لما لما مع الرسل والذي جاء مصدقا لما لما مع الرسل قبله هو محمد صلى الله عليه وسلم. كما قال تعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه قال تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وهذا يعم بالهدى الهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح. متى جاءك الهدى ودين الحق الهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح قال رحمه الله تعالى وهذا يعم الظهور قدرا وشرعا. طيب يعم الظهور قدرا وشرعا. الظهور قدرا بان يظهره الله عز وجل على الخلق بحيث يكون بحيث يكون دين الاسلام هو الساعد وهو المهيمن على جميع الارظ وشرعا يظهره شرعا بحيث يكون هو المرجع والاديان السابقة منتهية باطلة منسوخة اذا ظهور قدرا وظهور شرعا. الظهور القدري بحيث يكون الاسلام هو الدين الذي يدين به الناس عموما والظهور الشرعي بحيث انه يكون هو الحاكم وهو المرجع للناس في امورهم وان الاديان السابقة منسوخة باطلة قال رحمه الله تعالى فمن بلغته رسالة فمن بلغته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن به ويتبعه لم يكن مؤمنا ولا مسلما بل هو كافر من اهل النار. لقول النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يعني امة الدعوة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحاب النار. اخرجه مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. طيب وهذا دليل على ان من بلغته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فلا عذر له فلا عذر له. لكن الذي تبلغه الرسالة رسالة النبي صلى الله عليه الكفار غير المسلمين بالنسبة لهذه المسألة على اقسام او على قسمين. القسم الاول من لم تبلغه الحجة ان لم تبلغه الحجة بمعنى لم يبلغه دين الاسلام فهذا معذور في قول الله عز وجل رسلا مبشرين ومنذرين. لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا القسم الثاني من بلغته الحجة لكنه لم يفهم هذه الحجة فهذا ايضا معذور لقوله تعالى وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم والقسم الثالث من بلغته الحجة بلغته الحجة وفهمها لكنه لم يثق بهذا المبلغ هذا الذي بلغه كما لو جاء مثلا شخص الى قوم في اقاصي الدنيا فدعاهم الى الاسلام فهموا لكنهم لم يثقوا بهذا الرجل. يظن انه يدعو الى جيل باطل او نحو ذلك فهذا محل نظر هل هل يكونون معذورين في هذا او انه يجب عليهم البحث والتحري عن الحق يقول هؤلاء امرهم الى الى الله عز وجل. نعم كيف نحكم في الدنيا في الاخرة. في الدنيا نعامل معاملة الكافر كما ان الذي يظهر الاسلام من من اظهر الكفر عاملناه معاملة الكافر من اظهر الاسلام عاملناه معاملة المسلم حتى ولو كان كافرا. ولذلك المنافقون عاملهم الرسول عليه الصلاة والسلام كالمسلمين لانه في الدنيا ليس للعلم الا الظاهر وعلم السرائر عند الله عز وجل يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر. نعم قال رحمه الله تعالى ما دام يظهر الاسلام لنا نعامله بالظاهر قال رحمه الله تعالى وبهذا يعلم ان النزاع فيمن سبق من الامم هل هم مسلمون او غير مسلمين؟ يعني مثلا هل نقول اليهود على اليهود مسلمون؟ هل النصارى مسلمون هل اتباع النبي فلان مسلمون او لا؟ هذا النزاع. نقول هذا نزاع اللفظي. نزاء اللفظ كما ذكر المؤلف نعم. لان بالمعنى العام يتناولهم فهم مسلمون حينما كانت شريعتهم قائمة. اما في وقتنا الحاضر فليسوا بمسلمين لو جاء يهودي يقول هل اليهود مسلمون او لا؟ نقول لما كانت شريعة موسى عليه الصلاة والسلام قائمة فاتباعه مسلمون. اما في وقتنا فاتباعه ليسوا بمسلمين الا ان يدخلوا دين الاسلام نعم قال رحمه الله تعالى نزاع لفظي وذلك لان الاسلام بالمعنى العام يتناول كل شريعة قائمة بعث الله بها نبيا. فيشمل اسلام كل امة متبعة لنبيه من الانبياء ما دامت شريعته قائمة غير منسوخة بالاتفاق كما دلت على ذلك النصوص السابقة. واما بعد بعثة النبي بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فان الاسلام يختص بما جاء به فمن لم يؤمن به ويتبعه ويتبعه فليس بمسلم ومن زمان ان مع دين محمد صلى الله عليه وسلم دينا سواه قائما مقبولا عند الله تعالى من دين اليهود او النصارى او غيرهما فهو مكذب لقول الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. نعم. هذه مسألة مهمة. يقول من زعم ان مع مع دين محمد ديننا صلى الله عليه وسلم دينا سواه قائما مقبولا عند الله من دين اليهود والنصارى او غيرهما فهو مكذب ولهذا قال شيخ الاسلام رحمه الله قال من اعتقد ان ما عليه اليهود والنصارى اليوم انه دين مقبول مرضي عند الله فهو كافر بل بل من لم يكفره فهو كافر لان هذا التكذيب لله ولرسوله وليجمع المسلمين. فالذي يعتقد ان مع اليهود والنصارى انه دين مقبول مرضي عند الله هذا كافر لانه مكذب لقوله عز وجل. ومن يبتغي ها غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. هذا غير من يبتغي غير الاسلام يشمل اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم. فلن يقبل منه وقال تعالى ان الدين عند الله الاسلام وفي حديث ابي هريرة لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به الا كان من اصحاب النار. فيجب على كل مؤمن ان يعتقد ان كل دين سوى دين الاسلام انه دين باطل نعم نقرهم على دينهم. هم يقرون اليهود يقرون على دينهم والنصارى يقرون على دينهم. لان الله عز وجل اقرهم على ذلك ولهذا قال الله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. والنبي عليه الصلاة والسلام اخذ الجزية من اليهود والنصارى واخذها من مجوس هجر يجب ان ان نعتقد انه ان دينهم باطل لكن نقرهم على ذلك هذا لا يمنع لا يمنعنا من امرين. الامر الاول اقرارهم على دينهم. لان الرسول عليه الصلاة والسلام بل الله عز وجل اقرهم على ذلك ايضا لا يمنع ذلك من الاحسان اليهم. قال الله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروه وتقسط اليهم ان الله يحب المقصدين ويجب ان ان نضع الامور في مواضعها عندنا الان ثلاثة امور كل دين الاول كل دين سوى دين الاسلام فهو باطل ثانيا اليهود والنصارى وغيرهم من اصحاب الاديان نقرهم على دينهم اعتقادنا انه باطل بان الله تعالى اقرهم على ذلك. ثالثا هذا لا يمنع يعني اقرارنا بان دينهم باطل لا يمنعنا من الاحسان اليهم كما في الاية في الاية الكريمة لكن الذي يمنع هو المودة وفرق بين الموالاة والمودة وبين الاحسان لا تلازم بينهما فان الله عز وجل قال لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حد الله ورسوله. فالمودة والموالاة شيء والاحسان شيء اخر انا الان لو كنت واقف في الطريق معي قارورة ماء ومر رجل واعطيته هذه القارورة. هذا يسمى ايش احسان هل يلزم من ذلك اني موالي لهذا الرجل؟ لا اعرفه حتى وليه اوده فيجب اي ان نعلم انه لا تلازم بين الاحسان وبين الموالاة والمودة يلزم من الموالاة والمودة الاحسان لكن لا يلزم الاحسان المودة ثلاث امور اعيدها واكررها لاهميتها. اولا الاسلام هو الدين المقبول عند الله والدين المقبول عند الله لما دلت عليه النصوص ثانيا الاديان سوى دين الاسلام يجب ان نعتقد بطلانها. لكن مع ذلك ايش؟ نقر اهلها بحسب اعتقادهم بحسب اعتقادهم نقرهم عليها ثالثا لا يمنعنا ذلك. اعني اعتقاد بطلان اديانهم وما ومعتقداتهم لا يمنعون ذلك من الاحسان اليهم كما في الاية الكريمة لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين. والنبي عليه الصلاة والسلام مات ودرعه مرهونة عند يهوده فيجوز التعامل معهم بيعا وشراء وغير ذلك. لكن الذي ينهى عنه هو ما في الاية الكريمة. لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون حج الله من حج الله وقال عز وجل واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانه سيهدين هناك فرق بين البراءة وبين التولي والمودة والمحبة. نعم قال رحمه الله تعالى وقوله ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين واذا كان الاسلام اتباع اتباع الشريعة القائمة فانه اذا نسخ شيء منها لم يكن المنسوخ دينا بعد نسخه. ولا اتباعه اسلاما واستقبالا طيب الاسلام اتباع الشريعة القائمة الاسلام عرفه المؤلف فيما تقدم هو الاستسلام لله عز وجل في كل زمان او مكان كانت الشريعة فيه قائمة فمثلا الرضاع كان فيما انزل من القرآن خمس عشر رضعات معلومات يحرمن فلنسقن بخمس الشرع هذي لا نقولها من دين الاسلام نسخت يعني ليست قائمة قصد العشر العشر عشر رضعات ليست من جنين اسلام لانها ليست قائمة بل نسخت. كذلك ايضا ما مثل به استقبال بيت المقدس كان الشريعة لكنه لما نسخ باستقبال الكعبة صار ليس من دين الاسلام وهذا ما ما يخرج عن الضابط اللي ذكره المؤلف وهو ان الاسلام هو الاستسلام لله في كل زمان او مكان كانت الشريعة فيه ها قائمة فعلى هذا الاحكام المنسوخة لا نقول انها من الاسلام. كانت من الاسلام. لكن الان ليست من الاسلام. نعم قال رحمه الله تعالى فاستقبال بيت المقدس مثلا كان دينا واسلاما قبل نسخه. ولم يكن دينا ولا اسلاما بعده. وزيارة القبور لا يجوز للانسان باستقبال بيت المقدس الحرام حتى لو قلب اريد ان اصلي نفلا لا يجوز بل حتى لو اراد ان يصلي الى الكعبة من جهة يستقبل بيت المقدس اعتقادا منه ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس. ايضا هذا لا يجوز تصور هذا ان يأتي انسان ويستقبل يستقبل بيت المقدس ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس اذا كان في الحرم بحيث انه يستقبل جهة ماذا؟ الجهة الشمالية هذا لا يجوز لكن لو وقعت هذه المصادفة لا بأس لكن ان ان يفعل هذا اعتقادا ان هذا له مزية او خصيصة لا وهذا قد فعله النبي عليه الصلاة والسلام حينما كان يتطلع ان الله تعالى يوجهه الى الكعبة. فكان يصلي الى بيت المقدس ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس. نعم قال رحمه الله تعالى وزيارة القبور لم تكن دينا ولا اسلاما حين النهي عنها. وكانت دينا واسلاما بعد الامر بها. نقف على هذا