المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل في بيان ما يناقض هذا التوحيد من الشرك الاكبر والاصغر ووسائل ذلك والشرك فاحذره فشرك ظاهر ذا القسم ليس بقابل الغفران وهو اتخاذ الند للرحمن اي ين كان من حجر ومن انسان يدعوه او يرجوه ثم يخافه ويحبه كمحبة الرحمن يعني ان الشرك نوعان ظاهر وهو الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام الى دائرة الكفران الذي لا يغفره الله ولا يدخل صاحبه الجنة بل هو من اصحاب النار وحده اتخاذ الند للرحمن من الملائكة او الرسل او الاولياء او الحيوانات او الجمادات يتقرب اليه كما يتقرب الى الرحمن بالدعاء والخوف والرجاء والمحبة وسائر انواع العبادة فحقيقته ان يصرف العبد نوعا من انواع العبادة لغير الله تعالى وسواء سمى من تقرب اليه بذلك الها ام لا قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء آآ وقال تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون وقال تعالى ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا وقال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة فقد حرم الله عليه الجنة ومأواهن النار الى غير ذلك من الايات الدالات على كفر من عبد مع الله غيره وخلوده في النار واما الشرك الاصغر فهو كل وسيلة قريبة موصلة الى الشرك الاكبر اذا لم تصل الى رتبة العبادة كالحليف بغير الله والرياء والتصنع للمخلوقين والغلو في الاموات ونحو ذلك فلا يتم للعبد التوحيد حتى يتبرأ من الشرك كله ظاهره وباطنه ويخلص لله اعماله كلها وهذا التوحيد الذي هو عبادة الله وحده هو الذي انكره المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب وهم مقرون بتوحيد الربوبية وانه المالك وما سواه مملوك ولهذا قال المصنف والله ما ساووهم بالله فيه خلق ولا رزق ولا احسان فالله عنده هو الخلاق رزاق مول الفضل والاحسان لكنهم ساووهم بالله فيه حب وتعظيم وفي ايمان جعلوا محبتهم مع الرحمن ماء جعلوا المحبة قط للرحمن لو كان حبه لاجل الله ماء اذوا احبته على الايمان ولا ما احبوا سخطه وتجنبوا محبوبه ومواقع الرضوان شرط المحبة ان توافق من تحب بو على محبته بلا عصيان فاذا ادعيت له المحبة مع خلاء فيك ما يحب فانت ذو بهتان اتحب اعداء الحبيب وتدعي حبا له ما ذاك فيه امكاني وكذا تعادي جاهدا احبابه اين المحبة يا اخ الشيطان يريد المؤلف رحمه الله قول الله تعالى عن اهل النار حين رأوا بطلان عبادتها تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين اي انهم ما ساووهم بالله بالخلق والرزق والاحسان فان المشركين كما تقدم مقرون بان الله هو الخالق الرازق المتفضل بالنعم الظاهرة والباطنة وانما سووهم بالله في الحب والتعظيم والعبادة فاحبوهم مع الرحمن وشركوهم فيها كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم يحبونهم كحب الله فهذا الحب مع الله الذي يقدح في التوحيد فلو كانت محبتهم لهم لله او لاجله لاحبوا ما يحبه الله من الاعمال والاشخاص فان هذا علامة المحبة لله واما من زعم انه يحب الله ثم عادى اولياء الله وعادا ما يحبه الله من الاعمال ووالى اعداء الله وما يبغضه من انواع المعاصي فهذا كاذب في دعواه فان شرط المحبة موافقة المحبوب في محابه قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وكما قال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف تي فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ومن صفات المحبين لله انهم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الان اميرون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين فالمحبة ثلاثة انواع محبة الله وهي روح التوحيد واصل العبادات والتقربات كلها ومحبة في الله وهي محبة ما يحبه الله من انبيائه واوليائه والاعمال المقربة الى الله وهذه من تمام محبة الله وبحسب قوة محبة الله تقوا هذه المحبة ولهذا ورد في الدعاء المشهور اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقرب الى حبك والثالث المحبة مع الله وهي محبة المشركين لالهتهم مع الله محبة عبودية وهذه منافية للتوحيد من كل وجه وثم محبة طبيعية لا تحمد ولا تذم الا لاثارها كمحبة الطعام والشراب ومحبة الاليف والوطن ونحو ذلك ليس العبادة غير توحيد المحب مع خضوع القلب والاركان يعني ان حقيقة المحبة هي توحيد المحبة والذل والتعظيم لله تعالى فان العبادة حب كامل وذل تام للمحبوب والحب نفس وفاقه فيما يحب بوا بغض ما لا يرتضي بجنان ووفاقه نفس اتباعك امره والقصد وجه الله ذي الاحسان هذا هو الاحسان شرط في قبول للسعي فافهمه من القرآن والاتباع بدون شرع رسوله عين المحال وابطل البطلان فاذا نبذت كتابه ورسوله وتبعت امر النفس والشيطان واتخذت اندادا تحبهم كحب بالله كنت مجانب الايمان يريد رحمه الله ان المحبة في الحقيقة نفس موافقة الله في محبة ما يحبه وبغض ما يبغضه وذلك يتحقق باتباع امر الله الذي شرعه على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في اصول الدين وفروعه في ظاهره وباطنه مع الاخلاص لله تعالى وارادة وجهه الاعلى وهذه الموافقة المشتملة على المتابعة والاخلاص هي الاحسان الذي قال الله فيه ليبلوكم ايكم احسن عملا اي اخلصه واصوبه وفي قوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة وفي قوله انا لا نضيع اجر من احسن عملا والمتابعة لا تمكن الا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فمن نبذ كتاب الله وسنة رسوله وتبع اوامر النفس الامارة بالسوء والشيطان الذي لا يأمر الا بالسوء والفحشاء واتخذ من دون الله اندادا يحبهم كحب الله خرج من الايمان من حيث يظن انه مؤمن فان اتخاذ الانداد من دون الله مناقض لقول لا اله الا الله وان الخروج عن الاهتداء بالكتاب والسنة مناقض لشهادة محمد رسول الله وما اكثر من هو بهذا الوصف ممن ينتسب الى الايمان والتحقيق كما قال المصنف ولقد رأينا من فريق يدعي اسلام شركا ظاهر التبيان جعلوا له شركاء والواهم وسووا واوهم به في الحب لا السلطان والله ما ساووا هموم بالله بل زادوا لهم حبا بلا كتمان والله ما غضبوا اذا انتهكت محا ريموا ربهم في السر والاعلان حتى اذا ما قيل في الوثن الذي يدعونه ما فيه من نقصان فاجارك الرحمن من غضب ومن حرب ومن شتم ومن عدوان واجارك الرحمن من ضرب وتع زير ومن سب ومن سجان والله لو عطلت كل صفاته ما قابلوك ببعض ذا العدوان والله لو خالفت نص رسوله نصا صريحا واضحا تبيان وتبعت قول شيوخهم او غيرهم كنت المحقق صاحب العرفان حتى اذا خالفت اراء الرجا لسنة المبعوث بالفرقان نادوا عليك ببدعة وضلالة قالوا وفي تكفيره قولان قالوا تنقصت الكبار وسائر علماء بل جاهرت بالبهتان هذا ولم تسلبهمه حقا لهم ليكون ذا كذب وذا عدوان واذا سلبت صفاته وعلوه وكلامه جهرا بلا كتمان لم يغضبوا بل كان ذلك عندهم عين الصواب ومقتضى الاحسان والامر والله العظيم يزيد قال واصف لا يخفى على العميان واذا ذكرت الله توحيد الرأي توب وجوههم مكشوفة الالوان بل ينظرون اليك شذرا مثلما نظر التيوس الى عصا الجبان واذا ذكرت بمدحة شركاءهم يستبشرون تباشر الفرحان والله ما شموا روائح دينه يا زكمة اعي الطبيب زماني وهذه الابيات واضحة المعنى والامر كما قال المصنف عن هذا الفريق المنتسب للاسلام الذي يقتضي منهم دينهم تعظيم ربهم والقيام له بحق العبودية ولرسوله بحق الرسالة فعكسوا القضية فاتخذوا لهم اندادا من دون الله يعبدونها ويغضبون لها اعظم مما يغضبون لله والدليل على هذا انه لو انتهكت محارم الله لم يغضبوا واذا قيل فيما ينتحلونه من ذلك الوثن بعض ما فيه من النقص اشتد غضبهم ويتباشرون اذا مدحت شركاءهم واذا ذكر توحيد الله تغيرت وجوههم واشمأزوا وكذلك جعلوا لهم رؤساء يطيعونهم في كل حال وجعلوهم بمنزلة الرسول المعصومة اقواله وافعاله فيقدمون طاعتهم على طاعة الرسول ومن خالفهم لقول الرسول رموه بانه متنقص لهم مبغض فهل بقي بعد هذا ايمان ولكن لكثرة الامساس قل الاحساس فانا لله وانا اليه راجعون فنسألك اللهم العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والاخرة وان تحفظ لنا ديننا من كل شرك وشبهة وبدعة وضلالة ومعصية انك على كل شيء قدير تم ما اردت تعليقه ولله الحمد والمنة والفضل والاحسان وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا فرغت من تسويده في الثالث والعشرين من شعبان سنة اربع واربعين وثلاثمائة والف وانا الفقير الى الله عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي