بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا هو المجلس الثاني والعشرون والسؤال ما الفرق بين قولهم صحيح واسناده صحيح الجواب اذا قال الناقد صحيح او هذا حديث صحيح او حديث صحيح فمعناه ان الحديث قد استوفى شروط الصحة الخمسة الاتصال العدالة الضبط عدم الشذوذ عدم العلة اي ان الحديث قد استوفى شروط الصحة المتعلقة بالاسناد وشروط الصحة المتعلقة بالمتن بان شروط الصحة هي نظرة نقدية شاملة تشمل نقد الاسناد ونقد المثني اما اذا قال الناقد منهم اسناده صحيح فهو يريد ان شروط الصحة الثلاثة المتعلقة بالاسناد موجودة وهي الاتصال العدالة الظبط فاذا قال الناقد اسناده صحيح فهو لم يتطرق الى عدم الشدود وعدم العلة المتعلقين بالمتن لكن غالبا اذا قال الناقد منهم اسناده صحيح فهو يعني ان الخبر صحيح في الاعم الاغلب ولكن اذا اردنا ان نحلل باسناده صحيح اقل من قولهم صحيح وهذه توجد عند المعاصرين كثيرا الحكم على اسناده صحيح بدل من قوله صحيح لانه ربما يعسر على بعض المتأخرين حفظ الجملة المستكثرة من الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فربما استطاع الناقل ان يحكم على الاسناد ويكون حكمه على الاسناد اهون من حكمه على المتن فيما يتعلق بعدم الشذوذ وعدم العلة السؤال هل يقال هذا اصح الاسانيد وما فائدة ذلك الجواب المختار انه لا يجزم في اسناد انه اصح الاسانيد مطلقا ويجب تخصيص القول في اصح الاسانيد بصحابي او ببلد مخصوص ولا يعمم الحكم ومع ذلك وجد من قال بان اصح الاسانيد كذا وكذا وكذا والاولى ان يخصص بالصحابة يقال اصح الاسانيد الى عبد الله ابن عمر الزهري عن سالب عن ابيه واصح الاسانيد لابن مسعود الاعمش عن ابراهيم عن علقمة عن ابن مسعود واصح الاسنان الى ابي هريرة ابو الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة وهكذا اذا الاولى ان لا يطلق بل يخصص للبلد او يخصص بالصحابي وهذه السلاسل الزهري عن سالم عن ابيه ومحمد ابن سيرين عن عقيدة عن علي والاعمش عن ابراهيم عن علقمة وابو الزنا وابو الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة ومالك عن نافع عن ابن عمر هذه مما قيل فيها اصح الاسانيد والسؤال هنا ما فائدة قولهم اصح الاسانيد الى فلان شذا بكذا؟ او ما فائدة قولهم اصح الاسانيد اصح اسانيد الكوفيين كذا وكذا. الجواب في ذلك فائدتان الفائدة الاولى معرفة مقدار الصحيح. فنتعرف على الاسانيد الصحيحة ثانيا نستفيد عند الترجيح عند الترجيح نستفيد فما قيل فيه انه من اصح الاسانيد يقدم على غيره وانتم تحفظون حديث طهور اناء حجرتم الى ولغ فيه الكلب ان يغسله سبع مرات ولا هن بالتراب هذا الحديث لم يعمل به الحنفيا وقالوا بان راويه ابا هريرة قد خالف ما روى واستدلوا برواية عبد الملك ابن عبد العزيز العرزمي عن عطاء عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم ان ابا هريرة افتى بان الكلبة اذا ولغ في الاناء يغسل ثلاثا فقالوا خالف ابو هريرة ما روى وقد جاء باصح الاسانيد من رواية حماد عن ايوب عن محمد ابن سيرين عن ابي هريرة انه افتى انه يغسل سبعة فجاءت هذه الرواية موافقة لما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقدمنا هذه الرواية على رواية عبد الملك ابن ابي سليمان العرزمي عن عطاء عن ابي هريرة اذا اصح الاسانيد ينتفع منها عند الترجيح بين الرؤيات هل يقال في متن من المتون اصح المتون كذا وكذا؟ هذا لا يعرف عند اهل العلم. لا يحفظ عن احد من ائمة العلم انه قال في حديث من الاحاديث انه اصح المتون على الاطلاق انما جاء هذا في الاسانيد واهل العلم يتفاوتون في هذه الاسانيد في ايهما اقوى؟ ولذا اشتهر عندنا انا اقوى شيء الى ابن عمر طبعا بعضهم يرى ان اقوى شيء الزهري عن سالم عن عبدالله بن عمر الزهري محمد بن شهاب عن سال بن عبدالله عن ابيه عبد الله ويرى البخاري ان من اصح الاسانيد الى ابن عمر مالك عن نافع عن ابن عمر ويرى ابن معين ان اصح الاسانيد عبيد الله بن عبدالله بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب النافع عن ابن عمر. اذا العلماء قد يختلفون في بعضها لكن اشهر شي هي مقولة البخاري حينما قال اصح الاسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر وابو الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة وكأن البخاري يرجح انه لا يهتم باسناده انه اصح على الاطلاق لكنه يقيد للصحابي كما قيد بالسلسلة لابن عمر وقيد بالسلسلة الى ابي هريرة. اذا هذا الحكم على اصح الاسانيد تكلم فيه اهل العلم وهذه المسألة حينما شبهها ابن الصلاح قال وقد خاض غمرة ذلك جماعة من العلماء وعبارته بليغة جدا اذ انه قد شبه الكلام بهذا بالذي يريد ان يسبح فيخوض بالماء والانسان اذا خاض بالماء ولم يركن سباحا اصليا فانه قد يغرق وساغ ابن الصلاح مرشد الحافظ العراقي في شرحه للتبصرة عددا من الاسانيد. وبعض العلماء توسعوا في بعض الاسانيد جاءوا باسانيد يعني فيها بعض الانقطاع او ما اشبه ذلك السؤال اذا اراد طالب العلم ان يتقوى في معرفة الاسانيد فما الكتاب الذي يرجع اليه طالب العلم في معرفة الاسانيد وحفظ السلاسل ومعرفة طبقات الرواة عن هذا الرابط اجل كتاب في هذا هو الكتاب العملي تحفة الاشراف بمعرفة الاطراف للحافظ المجزي علينا وعليه رحمة الله وهذا الكتاب ليس كتب المصطلح انما هو كتاب عملي يرجع اليه الطالب في التخريج ويرجع اليه في البحث عن المتابعات ويرجع اليه في البحث عن التفرد ما اشبه ذلك يمارس فيه الطالب ويرجع اليه كثيرا حتى يتمكن من معرفة السلاسل التي تفتر ومعرفة الرواة ومعرفة الطبقات في حينها يتقوى طالب العلم في هذا ويتمرس في الاسانيد وتكون لديهم ركشنة وابن رجب الحنبلي في شرحه الترمذي ذكر بعض الرواة المكثرين وقسم الرواة عليهم فاذا في هذه الممارسة العملية ينتفع الانسان لما نقرأ في نصب الراية نجده حينما يأتي بالصحابي ومن روى الخبر عنه ثم التابع ومن روى الخبر عنه هكذا والدارقطني في العلل يفرع فيما يتعلق على الصحابي والتابعي وتابع التابعين وهلم جرا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته