لان الداعي الى التوبة والمحرض عليها هو الاستغفار. وهو عبارة عن طلب المغفرة اللسان يطلب المغفرة ويصدق في ذلك بحيث يجد بالعمل الصالح ولذلك ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد سورة هود وهي سورة عظيمة سميت بهذا الاسم ولا يعرف لها اسم سواه وعقب ابن عامر رضي الله عنه يقول قلت يا رسول الله اقرئني سورة هود وسورة يوسف وهذه السورة هي من السور المكير وفي السور المكية من المواعظ والتصبير على الدعوة الى الله الشيء الكثير وهذه السورة لها مقاصد فمن مقاصد هذه السورة اولا بيان منهج الرسل عليهم الصلاة والسلام في مواجهة اقوامهم ومواجهة المكذبين وفي ذلك تعليم للدعاة الى الله سبحانه وتعالى كيف يرد على الشبه وايضا في هذه السورة العظيمة تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم وتسلية له وايضا يكون هذا تبعا فيه تسلية لكل مؤمن يدعو الى الله سبحانه وتعالى اما موضوعات هذه السورة فقد شملت هذه السورة الجليلة موضوعات عدة اولا التنويه بشأن القرآن والانتصار اليه واقامة الادلة على انه من عند الله تعالى وانه كلام الله غير مخلوق منه بدأ واليه يعود ثانيا بيان ان الله سبحانه وتعالى مطلع على سرائر الخلق وظمائرهم وان الله سبحانه وتعالى مطلع على اعمالهم وانه سبحانه وتعالى ضمن الارزاق للمخلوقات. ضمانا عظيما. وان الله سبحانه وتعالى مطلع على امورهم في حياتهم وفي مماتهم وفي نومهم وفي غير ذلك ثالثا اثبات البعث والجزاء والحساب بالقصاص رابعا بيان احوال الناس في الشدة والرخاء فتجد الكثير من الناس يتغير حاله اذا مرت به شدة. وبعضهم يطغى في الرخاء خامسا تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم وتسليته عما يقوله المشركون وما يقترحون عليه من الايات وايضا في ذلك تصبير للدعاة سادسا بيان حال فريق الكافرين وفريق المؤمنين وظرب المثل لهما سابعا في هذه السورة جاء ذكر بعض قصص الانبياء وتفصيل بعض احداثها وما جرى لهم مع اقوامهم ومن ذلك قصة نوح وقصة هود وقصة صالح وقصة ابراهيم ولوط وشعيب وموسى ثامنا الارشاد الى ما يوجب السعادة في الاستقامة على الدين وعدم الركون الى الظالمين ويتحقق هذا باقامة الصلاة وفهم معانيها تاسعا بيان الفائدة من القصص وذكر انباء الرسل من تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم. وفي دا في تثبيت لكل داعية. وكل مؤمن ينبغي ان يكون داعيا الى الله تعالى عاشرا ختمت السورة بالامر بالتوكل على الله في كل حال والانسان تمر عليه في حياته امور تشق عليه او تخيفه ولكنه لما يقرأ الاية الاخيرة من هذه السورة ولله غيب السماوات والارض واليه يرجع الامر كله فاعبدهم وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون يطمئن الانسان لما يعلم ان كل شيء بيد الله سبحانه وتعالى وان كل شيء يحصل في الدنيا وفي الاخرة فنرجعه الى الله سبحانه وتعالى ولا يتم شيء الا بارادته سبحانه وتعالى فيطمئن الانسان فيعبد ربه ويتوكل عليه. اذا هذه السورة هي سورة عظيمة جليلة قال الاخوة في مركز التفسير في المختصر في التفسير الذي نقرأ منه سورة هود مكية من مقاصد السورة بيان منهج الرسل في مواجهة قومهم المكذبين بسم الله الرحمن الرحيم الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير الف لام راء تقدم الكلام على نظائرها في سورة البقرة القرآن كتاب اتقنت اياته نظما ومعنى فلا ترى فيها خللا ولا نقصا ثم بينت بدكش الحلال والحرام والامر والنهي والوعد والوعيد والقصص وغير ذلك من عند حكيم في تدبيره وتشريعه خبير باحوال عباده وبما يصلحهم هكذا فسر الاخوة في هذا التفسير وهذا تفسير قد تعب عليه فالمختصر في التفسير تفسير جليل مهم جدا وانا انصح الحفظة باقتناء هذه النسخة وهنا هذه السورة العظيمة قد بدأت بالحروف المقطعة الف لام راء وفي هذه الحروف المقطعة انتصار للقرآن. فربنا جل جلاله ينتصر للقرآن الكريم فافتتح الله هذه السورة العظيمة بالحروف المقطعة انتصارا للقرآن وبيانا لاعجازه اذ انها تشير الى الحالة التي كان عليها العرب من العجز عن معارضته بالاتيان بشيء من مثلها مع انه مركب من هذه الحروف العربية التي يتحدثون بها كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير هذا الاحكام تحدث عنه اهل العلم منهم الرازي فتحدث عن احكام القرآن فقال شملت معاني القرآن التوحيد والعدل والنبوة والمعاد وهي في غاية الاحكام ثانيا الايات الواردة في القرآن غير متناقضة والتناقض ضد الاحكام فلما خلت من التناقض حصد الاحكام ثالثا ان الفاظ هذا هذه الايات بلغت في الفصاحة والجزالة الى حيث لا تقبل المعارضة وهذا مشعر بالقوة والاحكام رابعا شمولية الكتاب على كل ما يحتاجه الفرد والاسرة والمجتمع لصلاح الدنيا والاخرة وتهذيب الاعمال والنفس والاحوال الباطنة تهدي بنفس الاحوال الباطنة والامور الظاهرة. طبعا هذا ملخص وليس كلامه نصا فربنا يقول كتاب احببت اياته ثم فصلت اي هذا القرآن اتقن الله اياته. فلا خذل فيها ولا باطلا ولا تناقضا ثم بينت بالاخبار الصادقة والاحكام العادلة من اوامره ونواهيه كتاب احتمت اياته ثم فصلت. احكمت اي نضمت نضمن رصيفا محكما لا يقع فيه نقص ولا خلل كالبناء المحكم المرصف والاحكام عبارة عن منع الفساد من الشيء بمعنى احكم الله ايات القرآن من الدخل والخلل والباطن احكم الله سبحانه وتعالى ايات القرآن من الدخل والخلل والباطل ثم فصلها بالامر والنهي وذلك ان احكام الشيء اصلاحه واتقانه واحكام ايات القرآن احكامها من خلل يكون فيها او باطل او باطل يقدر ذو زيغ ان يطعن فيه من قبله اما تفصيل اياته فانه تمييز بعضها من بعض بالبيان عما فيها من حلال وحرام وامر ونهي طبعا ما يتعلق بالانسان وما يتعلق بالفرد ما يتعلق بالمجتمع كتاب احكمت اياته ثم فصلت ولذلك القرآن الكريم لم تنسخ اياته بالكتاب كما نسخت الكتب والشرائع السابقة اذا احكمت اياته ثم في الصلاة هي محكمة احسن الاحكام ثم هي مفصلة احسن التفصيل كما تقول فلان كريم الاصلي ثم كريم الفعل وتجد قد تتعرف على انسان من اهل الخير ومن النسب الطيب فتجد نسبه اصيل وتجد فعاله اصيلا وسيمر معك الظروف وتختلف تجده في السراء والظراء محسنا خيرا فاظلا فهنا معنى هذا الشيء هي محكمة احسن الاحكام ثم نفصل احسن التفصيل كما تقول فلان كريم الاصل ثم كريم فعلي وهكذا الانسان لما يقرأ الصفات ايضا يتحلى لنفسه بالصفات الفاضلة وربنا قال وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين ولذلك لما تقرأ هذه الاية بسورة الانعام يعني الانسان حينما يقرأ القرآن بفهم سيفرق بين فريق الابرار وفريق المجرمين وربنا قال عن القرآن في سورة النحل قال تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وربنا قال عن القرآن افغير الله ابتغي حكما ربنا قال ملقن نبيه افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل للكلمات وهو السميع العليم اذا هذا القرآن فصلت اياته. طبعا مفصل من القرآن السبع الاخير سمي مفصلا لكثرة يعني الفواصل التي فيه ونحن نعلم بان القرآن فيه الطوال وفيه المئون وفيه المثاني وفيه المفصل وربنا قال عن القرآن ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة هدى ورحمة لقوم يؤمنون وربنا قال ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل ثم قال الله تعالى من لدن حكيم خبير من لدن هذه لدن ظرف بمنزلة عندن الا انه اقرب من عنده واخص منه وهذه في لغة العرب حينما تأتيك كلمتان بمعنى واحد لا بد ان في احداهما عدا الاخرى زيادة معنى فلذ بمعنى عنده لكنها اقرب من عند من عنده. واخص اذا هذا القرآن ربنا قال من لدن حكيم خبير والحكيم اسم من اسماء الله الحسنى ومعنى اسم الحكيم الذي يضع الاشياء في مواضعها ويختار افضل الاشياء واتقنها واحسنها من الامور لما يعطي احسن النتائج من لدن حكيم خبير اي من عند الله الحكيم في اقواله واحكامه الخبير بعواقب الامور. اذا الخبير ايضا اسم من اسماء الله الحسنى ومعنى اسم الخبير العليم بالشيء على سبيل الشهود والحضور المصاحب اجزاء العمل ظواهره ومواطنه من لدن حكيم خبير. اي احكمت ايات القرآن ثم فصلت من عند حكيم في تدبير الاشياء وتقديرها فيضع كل شيء في موضعه اللائق به خبير مطلع على الظواهر. فربنا جل جلاله خبير مطلع على الظواهر والبواطن وعواقب الامور واحوال عباده وبما يصلحهم ولذلك ربنا قد اختار للانسان هذا القرآن ليجعله سبيلا في انطلاقه الى ربه ثم قال تعالى الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير مضمون هذه الايات المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم نهي العباد ان يعبدوا مع الله غيره انني ايها الناس مخوف لكم من عذاب الله ان كفرتم به وعصيتموه ومبشركم بثوابه ان امنتم به وعملتم بشرعه. وتأمل هذه الايات العظيمة وكيف انها مصاغة صياغة في غاية الابداع والاحكام الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير. اي اني لكم نذير من العذاب ان خالفتموه وبشير بالثواب ان اطعتموه ومناسبة هذه الاية لما قبلها ان هذا تفسير او بيان لاول ما احكمت وفصلت به وله الايات وهو ان تجعلوا عبادتكم لله وحده ولا تشركوا به شيئا الا تعبدوا الا الله وهنا الا يعني هذه مشتمل على المنع عن عباده لغير الله وفي ذلك ايضا الامر بعبادة الله ثم على كل احد ان يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث لهذين الامرين الانذار على فعل ما لا ينبغي والبشارة على فعل ما ينبغي الا تعبدوا الا الله الا تعبدوا. العبادة العبادة عبارة عن اظهار الخضوع والخشوع ونهاية التواضع والتذلل وهذا لا يليق الا بالخالق الرازق الرحيم المحسن لان العبادة غاية الذل لمن له غاية الاحسان ان لا تعبدوا الا الله اي احكمت ايات القرآن ثم فصلت لئلا تعبدوا ايها الناس الا الله وحده ولا تشركوا به شيئا كما قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وربنا قال قل انما يوحى الي انما الهكم اله واحد. فهل انتم مسلمون انني لكم منه نذير وبشير وهذه انني لكم منهم منه عائد الى الحكيم الخبير والمعنى انني لكم نذير وبشير من جهته اي قل يا محمد للناس وقلنا بان الخطاب للنبي هو خطاب للجميع لان كل مؤمن ينبغي ان يقوم بواجب النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك لا نبي بعده. لان الجميع يجب عليهم ان يقوموا بهذه الرسالة. وان يؤدوا حق الله تعالى اي قل يا محمد للناس انني لكم من عند الله نذير اخوفكم عقابه في الدنيا والاخرة. ان كفرتم به وعصيتموه وبشير ابشركم بثواب الله في الدنيا والاخرة ان امنتم به واطعتموه وربنا قال وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون ثم قال الله تعالى وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير واطلبوا ايها الناس مغفرة ذنوبكم من ربكم وارجعوا اليه بالندم على ما فرطتم في جنبه يمتعكم في حياتكم الدنيا متاعا حسنا الى وقت انقضاء اجالكم المحددة ويعطي كل من له فضل في الطاعة والعمل جزاء فضله كاملا غير منقوص وان تعرض عن الايمان بما جئت به من ربي فاني اخاف عليكم عذاب يوم شديد الاهوال وهو يوم القيامة اذا وان استغفروا ربكم وهذه ان تفسيرية مثل انف الا تعبدوا الا الله وجملة ان استغفروا ربكم معطوفة على الجملة السابقة وان استغفروا ربكم واختيار اسم الرب هنا من اسماء الله الحسنى بان الله عز وجل يمن على عباده ويهيمن على عباده بصفات ربوبيته ومنها الخلق والعطاء والمن ابتلاء والمحاسبة والجزاء وكلما يمر عندك اسم الرب فتذكر الخلق الملك التدبير فالله وخالقنا وهو مالكنا وهو مدبر امورنا. وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه طبعا الاستغفار طلب المغفرة طلب المغفرة والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها. فالانسان يطلب من الله المغفرة ويطلب من الله ان يقيه شر الذنوب وان يسترها عليه الاستغفار اذا طلب المغفرة من الله بمعنى طلب التغاظي عن المعاقبة على الذنوب مع سترها عن اعين الناس تتر الله علينا وعليكم في الدنيا والاخرة وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. اي ثم ارجعوا الى طاعته ايمانا وعملا بالسلوك النفسي والسلوك الظاهر مع استدامة الرجوع اليه ان فانا والتوبة ايها الاخوة هي في اللغة الرجوع. والمراد بها هنا بعد الايمان والاستغفار الرجوع العملي الى الطاعة بفعل ما امر الله به وترك ما نهى الله عنه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤتي كل ذي فضل فضله وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير لما تنظر في مناسبة هذه الاية الكريمة مع ما سبق تجد ان هذه معطوفة انها عطف على جملة ان لا تعبدوا الا الله. وهو تفسير ان يرجع الى ما في الجملة الاولى من لفظ التفصيل فهذا ابتداء التفصيل لانه بيان وارشاد لوسائل نبذ عبادة ما عدا الله ودلائل ذلك وامثال ونذر وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه اي امركم بالاستغفار من الذنوب السالفة والتوبة منها الى الله فيما تستقبلونه وان تستمروا على ذلك اذا الاستغفار طلب المغفرة والمغفرة وقاية شر الذنوب مع سترها ايوة ان استغفروا ربكم ايها الناس فاطلبوا منه سبحانه وتعالى ستر ذنوبكم والتجاوز عن مؤاخذتكم بها ثم توبوا اليه فيما تستقبلونه من اعماركم بالرجوع الى عبادته وحده وطاعته وترك معصيته سبحانه وتعالى اذا معناه اطلبوا من ربكم المغفرة لذنوبكم ثم بين الشيء الذي يطلب به ذلك وهو التوبة. قال ثم توبوا كان يكثر من الاستغفار ولذا صح عنه انه قال يا ايها الناس توبوا الى الله فاني اتوب في اليوم اليه مائة مرة وفي صحيح البخاري حديثي الاستغفار قال سيد الاستغفار ان تقول اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء لك بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ثم رغب النبي صلى الله عليه وسلم فقال من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل ان يمسي فهو من اهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل ان يصبح فهو من اهل الجنة. اذا سيد الاستغفار نواظب عليه فيه بشارة بحسن اكتمال من واظب عليه نهارا وليلا والاستغفار فيه فوائد ولماذا هذه الفوائد؟ لان في الاستغفار البراءة مما لا يحبه الله البراءة مما لا يحبه الله ورغب ربنا قال يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى. طبعا المسمى اي في الدنيا يمتعكم متاعا المتاع كل ما ينتفع به الى حين ثم ينتهي ويزول والاية هذه الاية الكريمة يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى اي فانه ان استغفرتم ربكم ثم تبتم اليه التوبة النصوح يمتعكم في الدنيا بسعة الرزق ورغد العيش وحصول العافية الى وقت حضور اجلكم. اذا هذه ظمانة عظيمة فلماذا يفرط الانسان وربنا قال للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الاخرة خير ولا نعم دار المتقين وربنا قال من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وربنا قال قل يا عبادي الذين امنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة فالايات في فضل العمل الصالح كثيرا ولذلك يعني قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد ابن ابي وقاص وانك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك باعتبار انه لا وفق الله تعالى العبد جعله يحتسب الاجر في كل فعل نفعله. حتى لو كان من العادات اذا جعل نيته طاعة لله عز وجل ومتابعة نبيه صلى الله عليه وسلم ولذلك النفقة الواجبة على الاهل يؤجر عليه الانسان والنفقة المستحبة على هل يؤجر عليها الانسان لكن ينبغي على الانسان ان يحتسب الاجر من عند الله تعالى قال ويؤتي كل ذي فضل فضله وهذا في الاخرة وربنا قال من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. هذا في الدنيا. اما في الاخرة قال ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون وليس معنى هذا الشيء ان الانسان لا يصاب بكدر ابد ولا يصاب بمرض ولا تمر عليه شدة لكن لما الانسان يعمل بطاعة الله وينشرح صدره حتى لما تمره المصيبة والبلية يجد الرضا بقلبه ويجد طمأنينة تنفي نفسه اذا ويؤتي كل ذي فضل فضله اي ويعطي كل ذي احسان وبر بقوله او فعله او قوته او ماله او غير ذلك اجره وثوابه يعني هذا الابن الذي يبر اباه ويحسن اليه كم له من الثواب وربنا قال من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة. والله يقبض ويبسط واليه ترجعون وربنا قال ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا. ان الله غفور شكور ولذلك تجد المنفق ينفق واذا مرت به شدة ازدادت نفقته لماذا تزداد نفقته؟ لانه يعلم ان الله سبحانه وتعالى يعطيه وان الله سبحانه وتعالى يوسع عليه وان الله سبحانه وتعالى يفتح له يقول مجاهد في هذه الاية ويؤتي كل ذي فضل فضله. قال ما احتسب به من ما له او عمل بيده او عمل بيديه او رجليه او كلامه او ما تطول به من امره كله. يعني اي عمل من الاعمال يحتسب فيه الانسان يؤجر حتى لما يدخل برفق الى البيت ويخرج برفق في فتح الباب في غلق الباب لما الانسان يسكن في شقة وتحته ناس فيجعل مشيته هينة لينة حتى لا يؤذي الاخرين اذا تكلم مع اهل بيته لا يرفع صوته حتى لا يؤذي اهل بيته حتى لا يؤذي الاخرين. باستخدم الهاتف وهكذا فيؤجر الانسان بكل عمل يعمله نعم فالفضل هو في الاصل الزيادة والبقية من الشيء واستعمل الفضل واشتهر بمعنى الابتداء بالاحسان والعطاء يعني العطاء والزيادة من الخير ماديا كان ام معنويا وبالمقابل قال وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير. تأمل هذا التخويف فهنا تأمل ان الله قد جعل نبيه نبيرا وبشيرا وهنا وان تولى فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير مناسبتها لما قبلها لما انقضى التبشير مجزوما به اتبعه التحذير مخوفا منه لطفا بالعباد. فربنا جل جلاله من رحمته انه يحذرنا نفسه. قال ويحذركم فربنا جل جلاله يحذر عباده من نفسه قال وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير وان تولوا. طبعا هذا تهديد شديد لمن تولى عن اوامر الله وكذب رسله فان العذاب يناله يوم القيامة لا محالة وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير اي وان تدبر وتدير ظهوركم كافرين غير مستجيبين لما امركم الله تعالى به مبتعدين عن صراط الله المستقيم ومن مواطن تنزل الرحمات. ولذلك هذه الايات هي مواطن تنزل الرحمات. يقول الليث ابن سعد ما الرحمة باسرع منها الى شيء لا مستمع القرآن فاني اخاف ان ينزل الله بكم عذاب يوم كبير وهو عذاب يوم الدين في الجحيم دار عذاب المجرمين. اذا هذا من النذارة ونبينا صلى الله عليه وسلم هو نذير وبشير. اي وان تعرضوا عما دعوتكم اليه من اخلاص العبادة لله تعالى وحده والاستغفار والتوبة اليه فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير شأنه عظيم هوله ثم قال الله تعالى الى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير اي الى الله وحده رجوعكم ايها الناس يوم القيامة وهو سبحانه على كل شيء قدير. لا يعجزه شيء فلا يعجزه احياؤكم وحسابكم بعد موتكم وبعثكم وهذه الاية الكريمة مناسبة الاية حينما جاءت بهذه السياقة انه تعالى لما خوف المنذرين باليوم الكبير كانوا كأنهم قالوا ما هذا اليوم؟ فكان الجواب يوم يرجعون اليه فقال الى الله مرجعكم اي رجوعكم. اي الى الله وحده مصيركم بعد موتكم فيجازيكم باعمالكم فاحذروه كما قال الله تعالى الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون ثم قال وهو على كل شيء قدير اي والله على كل شيء قادر فلا يعجزه بعث عباده بعد موتهم ومجازاتهم على اعمالهم وتأمل كيف ختمت الاية بقوله قدير وباسمه تعالى القدير فقال وهو على كل شيء قدير وقد هي صفته مبالغة لقادر وهو اسم من اسماء الله الحسنى وهو يدل على كمال قدرة الله على كل شيء ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون فهنا لا تفاوت في علمه بين اصرارهم واعلانهم وربنا جل جلاله يعلم هذا ويعلم هذا فلا وجه لتوصلهم الى ما يريدون من الاستخفاء. فالله مطلع وهذا يهون على ذي الفكر السليم الايمان بالبعث بعد الموت وربنا جل جلاله هو القادر على احياء الجميع وبعث الجميع والحساب والقصاص والجزاء ثم قال الله تعالى اذا معنى الاية اي والله على كل شيء قادر فلا يعجزه بعث عباده بعد موته ومجازاتهم على اعمالهم حساب جزاء قصاص والانسان في الحياة كثيرا ما يظلم وربما لا يستطيع ان ينال حقه في دنياه فيصبر ويحتسب ويعلم ان حقه عند الله تعالى لا يظيع ثم قال الله تعالى الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون انه عليم بذات الصدور الا ان هؤلاء المشركين يحنون صدورهم ليكتموا ما فيها من شك عن الله جهلا منهم به الا حين يغطون رؤوسهم بثيابهم يعلم الله ما يكتمون وما يظهرون انه عليم بما تخفيه الصدور وهذه الاية هي اية كريمة وفي ذلك بيان الفرق بين الذي يستمع القرآن ليعمل به وبين الذي ينفر عن القرآن ويهرب وربما تجد الكثير يقلب القنوات فاذا مر به قرآن اسرع للذهاب عنه فهذا يشبه حال اولئك الذين يثنون صدورهم ليستخفوا منه ويستخشون ثيابهم فقال الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه. هذه الا ايات استفاء اداة استفتاح وتنبيه وتحقيق يثنون اي يعطفونها ويلونها ليستخفوا منه اي ليستتروا ويتواروا بحركة يظنون انها تخفيهم عن ان يشهد الرسول اعراضهم عن دعوته ثم رد الله عليهم قال الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون. وتأمل كيف قدم اصرارهم على اعلان على اعلانهم فربنا عليم بالظواهر وعليم بالبواطن. ثم قال انه عليم بذات الصدور. فربنا يعلم ما تكنه الانفس وما تخفيه اذا لما قال الله تعالى وان تولوا يعني عن عبادته وطاعته فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير. بين بعده ان التولي عن ذلك باطلا وهذه يعني هذا تطبيق عملي في ان النبي صلى الله عليه وسلم نذير ينذر قومه. ولذا هذا الحديث فيه فوائد اولا جاء في هذه الاحاديث ذكر استجابة النبي صلى الله عليه وسلم لامر ربه في دعوة قومه وعشيرته الى عبادة تولي عنه ظاهرا بالانسان ليحذر يحذر ان يتولى عن القرآن وان يصد عنه ظاهرا او باطنا بل على الانسان ان يقبل الى كلام الله تعالى ظاهرا وباطنا وربنا لما قال وان تولوا ان اي عن عبادة الله وطاعته بين بعده صفة ذلك التولي. ونوع من انواع التولي وكيف يتلقى فريق منهم تلك الايات التي احكمت ثم فصلت من لدن حكيم خبير عندما يقدمها لهم النذير البشير ولذلك نحن ينبغي ان نبين ان نقدم الايات للناس وصور الوضع الحسي الذي يتخذونه والحركة المادية المصاحبة له وهي احناء رؤوسهم وثني صدورهم للتخفي للتخفي عن ذلك وهم لا يخفون على الله سبحانه وتعالى ابدا وتأمل في هذه الاية الكريمة لما ربنا جل جلاله قال الى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير لمناسبة ان المرجو عليه لما كان موصوفا بتمام القدرة على كل شيء وايضا موصوف احاطة علمه بكل شيء وهذا معناه انك حينما ترجع ليس يحاسبك على كل شيء ورحم الله من قال ولو انا اذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي ولكنا اذا متنا بعثنا ثم نسأل بعدها عن كل شيء الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه اذا يزورون عن الحق وينحرفون عنه باعتبار ان من اقبل على الشيء استقبله بوجهه كما قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا واذا اقبل الانسان بوجهه اقبل بصدره اما من الزور عنهم وانحرف ثنى عنه صدره وطوى عنه كشحه يصد الانسان ويذهب فهي اية عظيمة في اولئك الذين لا يقبلون على القرآن وتأمل كيف ان الله سبحانه وتعالى ينتصر للقرآن ويبين حال من اقبل وحال من اعرض وفي ذلك تحذير من الاعراض في الباطن والاعراض في الظاهر اي الا ان المشركين يعطفون صدورهم ويطولها على الشرك والشك في الحق وعداوة النبي صلى الله عليه وسلم وعداوة المؤمنين وعداوة الدعاة يظنون جهلا منهم بالله ان ثني صدورهم يحجب عن علم الله ما يخفونه فيها ثم قال تعالى الا حين يستغشون ثيابهم يعني يريد الاستخفاء حين يستخشون ثيابهم كراهية الاستماع لكلام الله تعالى كما في سورة نوح وجعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم الا حين يستغشون على ثنيهم صدورهم واستغشائهم بثيابهم. الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون اي الا ان الله حين يتغطى المشركون بثيابهم يعلم ما يسرونه وما يعلنونه من الاقوال والافعال ولا يخفى عليه شيء من سرائر عباده وعلى نيتهم ابدا فربنا جل جلاله محيط بكل شيء فهو الذي خلق وهو الذي يعلم ما توسوس به نفس الانسان ثم قال انه عليم بذات الصدور ان يعلم ما تكن صدورهم من النيات والظمائر والسرائر. اي ان الله عليم بما تخفي صدور عباده من العقائد ايرادات والافكار والوساوس والخير والشر اذا هذه ايات عظيمة جليلة وهذه السورة يعني تنماز قوة البلاغة والمقطع وتأمل كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعله الله تعالى نذيرا وبشيرا والبخاري له كتاب التفسير من صحيحه قال باب قوله وانذر عشيرتك الاقربين واخفض جناحك هكذا بوب وقال الن جانبك ثم ساق الامام البخاري حديثا فيه تطبيق عملي كيف ان النبي صلى الله عليه وسلم انذر قومه فساق بسنده الى ابن عباس قال لما نزلت وانذر عشيرتك الاقربين صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبتون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل اذا لم يستطع ان يخرج ارسل رسولا لينظر ما هو فجاء ابو لهب وقريش فجاء ابو لهب وقريش فقال اي قال النبي صلى الله عليه وسلم ارأيتكم لو اخبرتكم ان خيلا بالوادي تريد ان تغير عليكم اكنتم مصدقين قالوا نعم ما جربنا عليك الا صدقا قال فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال ابو لهب تبا لك سائر اليوم الهذا جمعتنا؟ فنزلت تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ما له وما كسب لله وحده لا شريك له ثانيا ان من افضل البر الذي يبر به الرجل اهله وقرابتهم ان يدعوهم الى طاعة الله سبحانه وتعالى. ليخلص من رق يوم القيامة ثالثا ان الله تعالى قد امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يبدأ الدعوة من عشيرته وفي هذا تعليم لكل داعية ان يبدأ بقومه وقرابته لانه ان بدأ في الاغراب فانهم قد يجدون حجة للامتناع عن الاستجابة فيقولون لو كان ما يدعو اليه خيرا لما فضلنا به على قومه رابعا استحباب تخصيص الخطاب لكل قوم على حدة عند الدعوة للتأكيد عليهم وحظهم على الاستجابة خامسا اذا علم العبد بانه لن ينفعه يوم القيامة الا ما قدم بين يديه من الاعمال الصالحة بادر واستكثر من الخير حتى ينال رضا ربه جل في علاه اذا هذا المقطع فيه بيان ان النبي صلى الله عليه وسلم نذير وان النبي صلى الله عليه وسلم قد انذر الناس عمليا وهذه ايات عظيمة والاستغفار والتوبة الى الله من الذنوب سبب لان يمتع الانسان في هذه الدنيا بالمتاع الحسن فربنا جل جلاله قد رتب ذلك على الاستغفار والتوبة ترتيب الجزاء على شرطه والناس فيهم حاجة الى هذا فمن منا لا يطلب رزق الله تعالى ولا يطلب هناءة العيش فالمراد بالمتاع الحسن سعة الرزق ورغد العيش والعافية في الدنيا اما المراد بالاجل المسمى فهو الموت وكل انسان يعلم ان الله قد خلق له انفاسا معدودة وساعات محدودة ويدل لذلك قوله تعالى في هذه السورة الكريمة عن نبيه هود وعلى نبينا الصلاة والسلام ويا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم وايضا يدل قوله تعالى عن نوح فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا وايضا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة وقوله تعالى ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض وايضا قوله تعالى ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت تحت ارجلهم وربنا جل جلاله قال ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب اذا ينبغي على الانسان ان يقبل وان يعمل وان يحذر اولئك الذين يفعلون افعال ليستخفوا من القرآن ويبتعدوا عنه فربنا جل جلاله قد بين في هذه الاية الاخيرة التي في هذه الصفحة انه لا يخفى عليه شيء وان السر بالعلانية عنده فهو عالم بما تنطوي به الضمائر وايضا عالم بما تعلنه النفوس وما تسره والايات في هذا كثيرة فربنا قال ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حب للوريد واما في سورة البقرة حينما ذكر امر النساء والعدة قال واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه وربنا قال فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين وربنا قال وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا يفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء فالايات كثيرة في هذا فمواعظ القرآن ايها الاخوة هي اقوى المواعظ فينبغي على الانسان ان يرقب نفسه في كل قول وفي كل فعل وفي كل خاطرة من الخواطر ويعلم ان الله سبحانه وتعالى مطلع عليه الاخوة ذكروا فائدتين في هذه الصفحة ايات القرآن محكمة لا يوجد فيها خلل ولا باطل. وقد فصلت الاحكام فيها تفصيلا تاما ثانيا وجوب المسارعة الى الله وجوب المسارعة الى التوبة والندم على الذنوب لنيل المطلوب والنجاة من المرفوض. هذه الفوائد التي ذكرها الاخوة وبالامكان ان نضيف عليها فوائد اولا فاز المتقون المحسنون في عبادة ربهم المحسنون على عبيده فازوا بنعيم الدنيا والاخرة وحصلوا على الحياة الطيبة ثانيا طيب النفس وسرور القلب وفرحهم ولذته وابتهاج سببه ترك الشهوات المحرمة وترك الشبهات الباطلة وهذا هو النعيم على الحقيقة ثالثا عبادة غير الله منكر والاعراض عن عبادة الله منكر رابعا لا سبيل الى طلب المغفرة من عند الله الا بالتوبة فيأتي الانسان ليحقق التوبة النصوح خامسا على المؤمن ان يستغفر من سالف الذنوب ثم التوبة اليه في المستأنف فالانسان يستغفر الله من ذنوبه القديمة ويستعمل التوبة في المستأنف سادسا الاستغفار طلب من الله لازالة ما لا ينبغي اما التوبة فهي سعي الانسان في ازالة ما لا ينبغي سابعا قدم الاستغفار ليدل على ان المرء يجب ان لا يطلب الشيء الا من مولاه فانه هو الذي يقدر على تحصيله ثم بعده بعد الذكر الاستغفار ذكر التوبة والتوبة توفيق من عند الله وعمل يأتي به الانسان ويتوسل به الى دفع المكروه والاستعانة بفضل الله تعالى المهر الاستعانة بفضل الله المهر مقدمة على سعي النفس. فهذا السبب في تقديم الاستغفار على ثامنا الاستغفار من الذنوب طلب المغفرة والعبد احوج شيء اليه لماذا؟ لان العبد يخطئ بالليل والنهار. فبه حاجة الى محو الذنوب وان يسترها الله عليه وان يقيه الله شرها تاسعا الاستغفار طلب المغفرة والمغفرة هي الوقاية شر الذنوب مع سترها عاشرا المقبل على الله والمقبل على عبادة الله والمشتغل بها يبقى في الدنيا منتظم الحال مرفه البال هذه عشر سمى الله منافع الدنيا بالمتاع ليدل على قلتها فهي قليل امام خير الاخرة فالدنيا مهما طالت فهي الى زوال والاخرة نعيمها باق ثاني عشر قال ابو العالية من كثرت طاعته في الدنيا زادت درجاته في الاخرة لان الدرجات تكون بالاعمال ثالث عشر من عمل لله عز وجل وفقه الله فيما يستقبل على طاعته ونحن نعلم بان علامة الحسنة الحسنة بعدها وان الصالحات سميت بالصالحات لانها تصلح حال الانسان في الدنيا والاخرة رابع عشر وصف المتاع بالحسن انما هو لطيب عيش المؤمن برجائه في الله وفي ثوابه وفرحه بالتقرب اليه والسرور بالعمل الذي يعطيه الله تعالى للعبد بسبب استخدام النعم في مرات نفديها ولذلك الكافر ليس في شيء من هذا لانه لا يحتسب الاجر عند الله تعالى خامس عشر المؤمنون بين اجلين يحتسب الاجر في كل اجل حياته الى موته واجل موته الى ان يبعث فكل انسان بين اجلين من الله تعالى ولذلك الانسان يسعى للعمل الصالح في الدنيا ويسعى للعمل الباقي الذي يبقى وينتفع منه الناس ومن اعظم ذلك العلم النافع المؤدي الى العمل الصالح سادس عشر كما وصف المنزلة بالاحكام والتفصيل وهو القرآن ونعت المنزل بالحكيم والخبير وصف المنزل عليه وهو النبي صلى الله عليه وسلم بالنذير والبشير وامر امته بالتحلية بالعبادة والتخلية بالاستغفار والانابة وذاك هذه ليست دائما ان التخرية قبل التحلية ليست دائما تابع عشر الامتنان من ذي الرحمة والاحسان على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى امته ففي معنى انزلنا عليكم كتابا موصوفا بصفات الكمال فاشتغلوا بالبشارة والنذارة والزموا التوحيد والاستغفار الثامن عشر المعرض عن طريق الحق لابد له من رجوع. فاذا لم يرجع اهلك نفسه والانسان مطالب بان يختار لنفسه احسن الامور التاسع عشر الدرجات تتفاضل في الجنة على قدر تفاضل الطاعات عشرون الحكمة العظمى التي انزل القرآن من اجلها هي ان يعبد الله جل وعلا وحده. ولا يشرك به في عبادته شيء حادي وعشرون الاستغفار والتوبة الى الله سبب لان يمتع الانسان متاعا حسنا الى اجل مسمى ثم يتمتع بالنعيم المقيم في الجنة لانه رتب ذلك على الاستغفار والتوبة رتب ذلك على الاستغفار والتوبة وهذا ترتيب الجزاء على شرطه تاني وعشرون من المتاع الحسن سعة الرزق ورغد العيش والعافية في الدنيا. نسأل الله ان يرزقنا واياكم متاع الدنيا ونعيم الاخرة ثالث وعشرون العبادة الخضوع والطاعة والقيام بما يرضي الله وترك ما لا يرضيه فعله والعبادة حق الرب سبحانه وتعالى وحده لا شريك له فمن عبد مع الله غيره او عبد معبودا غيره كان بربه كافرا واستحق الخلود يوم الدين في عذاب النار رابع وعشرون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ارسل الله عليه القرآن نذير لمن عصى فكفر نذير له بالخلود في عذاب النار يوم الدين. وبشير بجنات النعيم يوم الدين خالدا فيها ابدا لمن امن واطاع خامس وعشرون الله يعطي كل ذي زيادة من ايمان وعمل صالح وقربات فضله جل جلاله الذي يلائم عظمة الرب وجوده وكرمه. اما في الاخرة فيعطيه ما يؤمل وفوق ما يأمل سادس وعشرون ذكر الزركشي في البرهان الجزء الاول صحيفة اربعة وعشرين ومئة تعليقا على قوله من لدن حكيم خبير قال لم يقل من رحمن ولا رحيم للتنصيص على انه لابد من الحكمة اذا على الانسان ان يستخدم الحكمة في اقواله في افعاله في تصرفاته في عمله سابع وعشرون قال البقاعي بالتعبير عن العمل بالفضل اشارة الى انه لم يقع التكليف الا بما في الوسع لان الفضل في الاصل ما فضل عن الانسان من كريم الشمائل نسأل الله تعالى ان يكرمنا واياكم من واسع فضله ورحمته انه ولي ذلك والقادر عليه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته