بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابو داوود علينا وعليه رحمة الله باب الجرو يقرأ حدثنا حفص بن عمر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبدالله بن سلمة قال دخلت على علي رضي الله عنه انا ورجلان رجل منا ورجل من بني اسد احسب فبعثهما علي وجها وقال انكما علجان فعالج عن دينكما فدخل المخرج ثم خرج فدعا بماء فاخذ منه حفنة فتمسح بها ثم جعل يقرأ القرآن فانكروا ذلك فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من الخلاء فيقرؤنا القرآن ويأكل معنى اللحم ولم يكن يحجبه او قال يحجزه عن القرآن شيء ليس الجنابة هذا الحديث ايها الاخوة كما ترون يرويه شعبة بن حجاج عن عمرو بن عن عبدالله بن سلمة وقد قال الامام احمد بن حنبل علينا وعليه رحمة الله فيما نقله عنه ابن عديف الكامل لم يروي احد لا يقرأ الجنب غير شعبة. عن عمرو ابن مرة عن عبد الله ابن سلمة عن علي اقول الا ان شعبة قد توبع على هذا الحديث وقد اخرجه الحميدي والبيهقي في المعرفة من طريق شعبة ومسعر وابن ابي ليلى واخرجه ابن حبان والدار قطني والبيهقي والخطيب في الجامع والسمعان في الاملاء والاستملاء من طريق شعبة ومسحر واخرجه ابو عبيد في فضائل القرآن وابن ابي شيبة واحمد والبزار وابو يعلى والطحاوي في شرح المعاني وابن عدي في الكامل من طريق ابن ابي ليلى واخرجه ابن ابي شيبة والبزار والنسائي والطحالب في شرح المعاني من طريق الاعمش واخرجه الترمذي من طريق ابن ابي ليلى والاعمش. واخرجه الخطيب في موضح اوهام الجمع والتفريط من طريق ابي عبدالله الجعفي عن ابان ابن تغلب خمستهم شعبة ومسعر وابن ابي ليلى والاعمش وابان عن عمرو بن مرة بالاسناد السابق اذا شعب بن حجاج قد توبع على هذا الحديث واحد احدى المتابعات في مسند الامام احمد وهذا الحديث هذا اسناد ظاهره الصحة. وقد ذهب بعض اهل العلم الى تصحيح هذا الحديث او تحسينه فقال سفيان ابن عيينة فيما نقله ابن علي في الكامل سمعت هذا الحديث من شعبة قال سفيان قال شعبة لم يروي عمرو بن مرة احسن من هذا الحديث ونقل ابن الملقم في البدر المنير عن شعبة انه قال هذا ثلث رأس مالي وقال الترمذي عقب ست واربعين ومئة حديث علي حديث حسن صحيح وكذا اخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما ولم يتكلم عليه بشيء وهذا الذي يدل على صحته عندهما وقال الحاكم النيسابوري عن هذا الحديث هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجه وقال عبد الحق في الاحكام الوسطى والصحيح حديث النسائي وصححه ابن السجن كما في التلخيص الحمير وقال البغوي في شرح السنة عقب مئتين وثلاث وسبعين هذا حديث حسن صحيح وقال ابن حجر فيفتح الباري عقب ثلاث مئة وخمسة والحق انه من قبيل الحسن يصلح للحجة لكن قيل في الاستدلال به نظر لانه فعل مجرد فلا يدل على تحريم معده اذا هؤلاء ايها الاخوة قد حكموا على تقوية الحديث وقد خالفهم جمع اخر فذهبوا الى تظعيفه فقال البزار عقب سبع مئة وثمانين ونحن نعلم بان في مسند البزار من الاعلالات الكثير كما نص على هذا ابن كثير في اختصار علوم الحديث يقول بزار وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ الا عن علي ولا يروى عن علي الا من حديث عمرو ابن مرة عن عبد الله ابن سلمة عن علي وكان عمرو بن مرة يحدث عن عبد الله بن سلمة فيقول يعرف في حديثه وينكر يعني معناها توجد بعض الاحاديث الصحيحة واحاديث اخر منكرة في مجمل احاديثه وقال ابن المنذر في الاوسط وحديث علي لا يثبت اسناده لان عبد الله بن سلمة تفرد بهم وقد تكلم فيه عمرو بن مران قال سمعت عبدالله بن سلمة وانا لنعرف وننكر فاذا كان هو الناقل بخبره فجرحه بطل الاحتجاج ولو ثبت خبر علي لم يجب الامتناع من القراءة من اجله وقال الدارقطني عقب طريق ابان فيما نقله الخطيب في الموضح هذا الحديث غريب من حديث ابان ابن ثغلب عن عمرو ابن مرة عن عبد الله ابن سلمة عن علي تفرد به ابو عبد الله الجعفي وهو معلى هلال عنهم وتعقب النووي تحسين الترمذي لهذا الحديث فقال في الخلاصة فيما نقله عنه ابن حجر في التلخيص الحبير خالف الترمذي الاكثرون فضعفوا الحديث طبعا انا بعد ذلك وقفت عليه في الخلاصة الجزء الاول صحيح في سبع مئتين عند الحديث خمس مئة وخمس وعشرين ولفظه قال الترمذي حسن الصحيح وخالفه الاكثرون فظعفوه وقال ابن حي العاقبة وتخصيص الترمذي وتخصيصه الترمذي بذلك دليل على انه لم يرى تصحيحه لغيره وقال الخطابي في معالم السنن وكان احمد ابن حنبل يرخص للجنب ان يقرأ الاية ونحوها وكان يوهن حديث علي هذا ويضعف امر عبد الله ابن سليمان قلت ذلك قال مالك في الجنب انه لا يقرأ الاية ونحوها وقال الشافعي في سنن حرملة فيما نقله ابن حية في التلخيص ان كان هذا الحديث ثابتا ففيه دلالة على تحريم القرآن عن الجمع ونقل ايضا انه قال في جماع كتاب الطهور اهل الحديث لا يثبتونه نقل ابن علي في الكامل والمزدي في تهذيب الكمال عن شعبة انه قال روى عبدالله بن سلمة روى عبدالوهاب بن سلم هذا الحديث بعدما كبر. وقال البيهقي في المعرفة عقب مئة وعشرة معقبا على كلام الشافعي انما توقف الشافعي رحمه الله في ثبوت الحديث لان مداره على عبد الله ابن سلمة الكوفي وكان قد كبر وانكر من حديثه وعقله بعض وانما روى هذا الحديث بعد ما كبر قاله شعبان اذا هذا الاختلاف بين اقوال اهل العلم يرجع في ظاهره الى ان قسمة منهم اعتمدوا على ظاهر الاسناد فصححه الحديث والقسم الاخر اطلعوا على علة خفية في هذا الاسناد فذهبوا الى تضعيفه وقليلا قالوا من يعلم حجة على من لا يعلم. وقبل ان نرجح احد الطرفين لابد ان نبين حال عبد الله بن سلمان وذلك لان اهل العلم قد اختلفوا فيه. قال العجلي في ثقاته كوفي تابعي من ثقات الكوفيين ونقل المزي في تهذيب الكمال عن يعقوب ابن شيبة انه قال فيه ثقة يعد في الطبقة الاولى من فقهاء الكوفة بعد الصحابة وقال ابن عدي في الشامل ارجو انه لا بأس به. وقال المزني في تهذيب الكمال روى عنه عمرو بن مرة وابو اسحاق السبيعي ونقل عن الامام احمد انه قال لا اعلم روى عنه غيرهما وكنيته ابو العالية وقال ابو حاتم فيما نقله ابنه للجرح والتعديل وروى عنه عمرو بن مرة وابو الزبير المكي وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ وقال الذهبي في الكاشف صويلح اما من ذهب الى تضعيفه فقد قال البخاري في التأريخ الكبير قال ابو داوود عن شعبة عن عمرو ابن مرة كان عبد الله يحدثنا فنعرف وننكر وكان قد كبر. وقال عنه ايضا لا يتابع في حديثه قال ابو حاتم فيما نقله عنه ابنه في الجرح والتعديل تعرفه وتنكر وقال النسائي في الضعفاء يعرف وينكر وذكره العقيري في الضعفاء الكبير وابن جوزي في الضعفاء اما ما ذكره الامام احمد من رواية ابي اسحاق عنه فقد تعقب رحمه الله في ذلك فقد نقل البخاري في التاريخ الكبير عن ابن نمير انه قال ان عبد الله بن سلمة الذي روى عنه ابو اسحاق غير الذي روى عنه عمرو ابن مرة وقال ابن معين في تاريخه في رواية الدوري وابو العالي ايضا عبد الله ابن سلمة يروي عنها ابو اسحاق وليس هو الذي يروي عنه عمرو ابن مرة وقال الخطيب في التاريخ في تاريخ بغداد وقد روى ابو اسحاق السبيعي عن ابي العالية عبد الله بن سلمة الهنداني فزعم احمد بن حنبل انه الذي روى عنه عمرو بن مرة وقال محمد بن عبد الله بن نمير ليس به بل هو رجل اخر وكان يحيى ابن معين قال مثل قول احمد ثم رجع عنه اذا هذه بعض اقوال اهل العلم في هذا الراوي وقد اتفق ثلاثة من اكابر اهل العلم وهم البخاري وابو حاتم والنسائي على تعرف وتنكر وهذه العبارة يطلقها المحدثون على الراوي المجروح الذي جرحه ليس بشديد وانما تتقلب احاديثك ما بين موافق للثقافة مخالف فما وافق الثقات فهو داخل في ثأره وما خالفه فهو داخل في تنكر واقل ما يلزم هو التوقف في الحكم عليه اذا هذا الحديث فيه هذا الراوي وقد تفرد به فالحديث معلول لهذا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته