بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين هذا هو الدرس الثالث والعشرون في شرح نظم زبدة البلاغة الى الباب الرابع من ابواب علم المعاني هو التقديم والتأخير. قال الناظم في التقديم الاهتمام. في سره تختلف الافهام. بدأ باصل كما في البابين السابقين ومعرفة الاصول او معرفة الاصل في كل باب مهمة جدا وينبغي ان تستحضر دائما الاصل في التقديم الاهتمام هذه المعلومة من المعلومات المتفق عليها بين البلاغيين نبه عليها شيخ بلاغيين عبد القاهر الجورجاني. وقد اخذها من شيخ النحاة. سيبويه اخذ كلام سيبويه في ان الاصل عند العرب في التقديم الاهتمام وشرح كلامه هو الذي يبلغ حوالي سطرين في خمسين صفحة تقريبا. وانما نبهت على هذا ليدرك الطالب علاقة النحو بالبلاغة فالبلاغة وعلم المعاني خصوصا فرع عن علم النحو. كما قال الاخضري في منظومة لانه كالروح للاعراب وهو لعلم النحو كاللباب. فيحرص الانسان على التقوي في النحو دائما لانه كلما ازداد قوة في علم النحو كلما ازداد قوة في علم المعاني. وكلما قوي في علم المعاني زاد لاعجاز القرآن. قال الاصل في التقديم الاهتمام في سره تختلف الافهام يعني لا يكفي ان تقول ان التقديم للاهتمام بل عليك ان تبحث عن سر الاهتمام يعني ما الذي جعل الشيء مهما هنا خاصة انك ترى الشيء يتقدم في مكان ويتأخر في اخر. والكلمة او الجملة تتقدم في مكان اخروا في اخر في الكلام البليغ. فما الذي قدمها هنا واخرها هنا؟ اذا قلنا ان التقديم لقوله تعالى مثلا جاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله. قدم الاموال والانفس على سبيل الله. اذا انه للاهتمام وسكتنا فعندنا اية اخرى ذكرت المجاهدين قال في سبيل الله باموالهم وانفسهم فتقدم ما كان متأخرا في الاية الاولى. فلا بد لمن اراد ان يعطي البلاغة حقها ان يحدد وجه الاهتمام في هذا السياق. المخصوص الذي ورد سواء كانت اية او حديثا او غير ذلك. وهذا الادراك للسر تتفاوت فيه الافهام وتختلف فيه الانظار ويتنوع. فأسباب الاهتمام كثيرة. ولذلك قال في سره تختلف هاموا من ذلك في البيت التالي ان شاء الله يأتي الحديث عن اسباب الاهتمام. في هذا القدر كفاية وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين. بسم الله