قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فسبحان الله وما انا من المشركين. بسم الله والحمد لله. صلي وسلم على شرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياكم الله في هذا اللقاء المبارك. وفي هذا اليوم وهو اليوم السابع من الشهر الرابع من عام اربعة واربعين واربع مئة والف من الهجرة. مجلسنا المعتاد في مثل هذا اليوم كل ثلاثاء مع ايات من كتاب الله سبحانه وتعالى نتلوها ونتأملها ونتدبرها ونقف معها والسورة التي كنا نتحدث عنها في لقاءاتنا الماضية هي سورة المطففين وعرفنا المراد بالمطففين وما ذكره الله سبحانه وتعالى في اوصافهم وفي مآلهم ومصيرهم وقابل ذلك عباده الابرار المتقين في اوصافهم وفي مآلهم ومصيرهم في ختام هذه السورة العظيمة الجليلة يذكر الله سبحانه وتعالى لنا موقفا اخر من مواقف هؤلاء المجرمين الضالين الذين يستهزئون ويسخرون من عباد الله المتقين وكما انهم يأخذون اموالهم بغير حق ويعتدون على حقوقهم فذلك انهم يعتدون على اعراضهم ويسخرون منهم. ونحرم نحن نعرف جميعا ان سورتين في كتاب الله كلاهما بدأها الله بقوله ويل وويل وعيد شديد عظيم. لا يقدر قدره الا الله. ويل للمطففين في اخذهم حقوق الناس بغير حق وويل لكل همزة لمزة من يسخر ويستهزأ باخوانه المسلمين يستهزئ بعباد الله المتقين. ولذلك السورة في في خاتمتها ذكر الله حال هؤلاء الذين يسخرون ويستهزئون. فقال سبحانه وتعالى ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون ولاحظ كلمة اجرم تدل على كثرة ذنوبهم ومعاصيهم. وانه وقع في جرائم الذنوب والمعاصي. لم قل فسقوا او كفروا او اعتدوا او نحو ذلك لا وصلوا الى ما هو اعلى واعظم فقال ان الذين ولذلك يعني من صفات المجرمين السخرية والاستهزاء. والاستهزاء ولئن سألتهم ليقولون انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذرون فهذا من صفات المجرمين ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون. هذا الضحك ضحك استهزاء وسخرية لعباد الله المتقين المتقين. واذا مروا بهم اولا كانوا كانوا من الذين امنوا يضحكون. متى واين؟ كانوا اذا جلسوا في مجالسهم وفي انديتهم بدأوا يسخرون ويستهزئون ويكون حديثهم في مجالسهم هو هو الاستهزاء والسخرية بعباد الله المتقين في مجالسهم. واذا مروا بهؤلاء المتقين الصالحين واذا مروا بهم يتغامزون قيل ان الذين يمرون هم المجرمون كانوا يمرون على عباد الله المتقين فاذا نظروا اليهم بدأوا بعضهم بعضا ويستهزئ ويضحك ويحتمل والله اعلم ان الذين يمرونهم عباد الله المتقين يعني اذا مر الصالحون بهؤلاء الذين يجلسون يتصيدون لمثل هؤلاء اذا مر الصالحون بهم بدأ يغمز بعضهم بعضا فيقول انظر الى فلان انظر الى وبدأ يضحكون ويتغامزون ويسخرون ويستهزئون. واذا مروا بهم يتغامزون. الاية تحتمل الله اعلم انها يعني الذين يمرون تحتمل ان الذين اجرموا يمرون بالمتقين فيستهزئون او ان المتقين اذا مروا استهزأ المجرمون النتيجة واحدة النتيجة واحدة وهي ان هؤلاء ما تركوا ان هؤلاء المجرمين ما تركوا اهل الخير والطاعة ما تركوهم. ان جلسوا في مجالسهم اغتابوهم واستهزءوا بهم وسخروا منهم. وان مروا بهم او هؤلاء مروا بهم استهزأوا بهم وسخروا. يعني حالهم كلها سخرية واستهزاء واحتقار واحتقار. واذا مر وبهم يتغامزون والغمز ما هو؟ هو الغمز بالرأس بالاشارة بالعين باليد كل هذي داخلة احيانا بالكلام كل ذلك داخل وهو على سبيل السخرية وعلى سبيل الانتقاص الانتقاص والاستهزاء بالاخرين واذا انقلبوا الى اهلهم هؤلاء المجرمون. اذا انقلبوا يعني اذا رجعوا اذا رجعوا الى بيوتهم والى اهليهم انقلبوا فكهين. فكهين يعني متفكهين فرحين مبسوطين لان اصل التفقه هو الانبساط بالشيء. وسميت الفاكهة بهذا الاسم لان صاحبها تنبسط في اكله بخفتها وسهولتها. لا تحتاج الى طهي وطبخ ونحو ذلك. يأخذها ويأكلها. فسميت الفاكهة بهذا الاسم سهولتها فهؤلاء لانبساطهم واستهزائهم وسخريهم يرجعون الى بيوتهم وهم فكهين بما فعلوه باستهزائهم بهؤلاء بهؤلاء المتقين ولاحظ ايضا يعني حتى يصل الامر انهم من شدة استهزائهم وسخريتهم وفرحهم بهذا واغتباطهم انهم يغتبطون بانهم يستهزئون بالصالحين. لم يصل الامر الى هذا الحد وينتهي. وصل الامر الى ما هو اكبر. وهو وانهم يحكمون عليهم من خولك ومن فوظك تحكم عليهم؟ واذا رأوهم قالوا ان هؤلاء لضالون. اذا رأوا الصالحين قالوا انظر انظروا الى هؤلاء. هؤلاء تركوا دينهم وتركوا دين ابائهم وتركوا وتركوا دين عشيرتهم. وتأثروا بهذا الجديد وبدأ يستهزئون ويسخرون ويحكمون ايضا قالوا ان هؤلاء لضالون من خولك تحكم عليهم؟ يعني وصل انك تستهزئ وتسخر وتفرح بما تفعل من هذا ثم يأتي الامر في الاخير الى انك تصل الى انك تحكم ولذلك رد الله لما حكموا عليهم بانهم اهل ظلال وانهم ليسوا على الحق. قال الله عز وجل وما ارسل عليهم حافظين. من من كلفك ما ارسلناك ما ارسلناك على هؤلاء تحفظ اعمالهم حتى تحكم عليهم. وتقول هؤلاء ضالون وهؤلاء غير ظالين. هذا ما من اعطاك هذا الشيء؟ قال الله عز وجل وما ارسل عليهم وما ارسل عليهم حافظين. قال الله سبحانه وتعالى فاليوم فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون. اليوم هذا هو يوم القيامة. لان يوم القيامة يظهر فيه الحق جليا في الدنيا يسخر من يسخر ويلعب من يلعب ويستهزئ من يستهزئ ويضحك من يضحك. لكن اذا جاء يوم القيامة ظهرت الحقائق اليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون. كما الجزاء من جنس العمل. كما انهم يستهزئون هؤلاء هؤلاء المجرمون يستهزئون باهل الخير والصلاح في الدنيا اذا جاء يوم القيامة انقلبت الامور. فاصبح اهل الخير والصلاح يضحكون من هؤلاء. وهم وهم يعذبون في نار جهنم. فيقول بعضهم هل انتم مطلعون؟ هل انتم مطلعون ننظر في في اهل النار فاطلعوا فاطلع اطلع فرآه في سواء الجحيم. يطلعون وينظرون الى اهل النار وهم يعذبون. فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون ولاحظ من يعني يضحكون يعني على وجه المجازاة ليس قم ضحك استهزاء بهم لا. وانما رد عليهم بمقابل ما كانوا يستهزئون في الدنيا ويضحكون. هم الان يضحك المؤمنون من لان المؤمنين المؤمنين يعني الان اصبحوا في في اعلى عليين. وهؤلاء في اسفل سافلين. فاهل والخير الذين كانوا يستهزأ بهم كما كان كما كان ذلك في اول الاسلام. كان كان طغاة طغاة قريش ومجرموا قريش كانوا يستهزئون بعض المؤمنين الصالحين من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين الفقراء عمار وخباب وبلال وغيرهم كانوا يستهزئون بهم. فاذا جاء يوم القيامة اهل الخير الصلاح منهم يضحكون وهم وهم مغتبطون بحالهم لانهم وين؟ في جنات النعيم في جنات وفي علي على الارائك ينظرون يعني هم ينظرون اليهم وينظرون الى نعيم الله وينظرون الى ما يسرهم وقد اطمأنوا على هذه الارائك. والارائك جمع اريكة وهي المجالس والسرر. المجالس السرر التي قد بطنت بالبطائن وفرشت بالفرش يجلسون عليها وهم مطمئنين وهم فرحين وهم وينظرون لهؤلاء المجرمين على الارائك ينظرون. قال الله سبحانه وتعالى في خاتمة السورة هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون هذا هذا استفهام كما يقول اهل اللغة. استفهام ولكنه يفيد ماذا؟ يفيد التقرير. يعني قد ثوب والمراد بالثواب هنا الجزاء. ليس الثواب الذي يثاب به اهل الخير والصلاح. لا. هذا الثواب على اطلاقه وهو الجزاء هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون؟ هل جزي الكفار بما كانوا يفعلونه في الدنيا؟ نعم الجواب نعم جوزوا بما كانوا يفعلون في الدنيا لقوا جزاءهم يوم القيامة. فالثواب هنا اما ان يكون معناه الجزاء يعني هل يجوز ذلك او انه يقال لهم ثواب استهزاء بهم. وسخرية نقول انتم اثابكم الله على اعمالكم لما عملتوها في الدنيا وجدتم ما عملتم قد وجدنا ما عملنا نحن. قد وجدنا ما وعدنا ربنا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم؟ هذا جزاؤكم. هل ثوب الكفار وما كانوا يفعلون؟ الجواب نعم لقوا جزاءهم. هذه الايات الحقيقة مهمة وهي وتحذر كل من يستهزئ ويسخر باخيه المسلم ويغمز ويلمز اخيه ويلمز اخاه المسلم كل ذلك ينبغي الحذر ينبغي الحذر من الاستهزاء بالاخرين والسخرية ولذلك نهى الله سبحانه وتعالى وحذر قال سبحانه كان لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم. وقال ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب. كل ذلك تحذير من هذه الصفة ثلاث صفات اهل الاجرام وصفات اهل النار. فيحذر المسلم ان يستهزأ. خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد في غزوة تبوك خرجوا يجاهدون مع النبي صلى الله عليه وسلم. والنبي يقول لهم ماذا؟ قد كفرتم بعد ايمانكم. والسبب انهم استهزأوا بالصحابة. استهزأوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابتي مجرد كلام يخوضون في الكلام النتيجة انه فاذا رأى الانسان بعض المجالس فيها استهزاء وسخرية من اهل الخير فالواجب ان ينصح وان يغادر وان يبتعد عن هذه المجاز واذا رأيت الذين يخوضون في اياتهم فاعرض عنهم يخوض في حديث غيره والخوظ في في الله وفي شرعه وفي رسوله وفي عباده الاولياء المتقين كل هذا ينبغي للانسان الا يجالس وان لا يحضر مثل هذه المجالس التي فيها قد قد يعني الانسان لا يتصور ما عقوبة هذا الشيء؟ فننظر نحن هذه الايات ونرى انها عقوبات شديدة بسبب مجرد استهزاء يعني لمز استهزاء ومجرد يظن الانسان انها وقفة مجرد. احيانا تجد بعظهم اما يحضر مثل هذي المجالس او نشاهد بعض المقاطع وبعض الافلام فيها استهزاء بالصالحين فيها استهزاء بدين الله وبشرعه وباولياءه ويظن ان هذا الامر عادي ما في اي شيء لا قد تنظر الى هذا الشيء وتعاقب وانت لا تشعر. فعلى الانسان ان يحذر مثل هذه الامور نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظنا واياكم من كل سوء. وان يجعلنا واياكم من اهل القرآن اهل الله وخاصته. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين