ورحمة الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على محمد وعلى اله وصحبه ذكرنا ان السلف رحمهم الله اهتموا بامر العقيدة فيما يتعلق بالصفات وفيما يتعلق بالرد على المبتدع وذلك لانهم ابتلوا بمبتدعة خرجوا في اجواء زمانهم ونشروا تلك بدعة وكل ما كانت البدعة اشد والخوف منها اكبر كان اهتمامهم بها اكثر. ومن ذلك بداية انكار القدر. فقد اولوها اهتماما كبيرا واول ما ظهر من انكار القدر انكار علم الله بالاشياء قبل حدوثها من خرج مبتدعة وادعوا ان الله لا يعلم الاشياء حتى يحدث. حتى تحدث. فقال في الامام الشافعي ناظروهم بالعلم. فان اقروا به خصموا وان جحدوه كفروا والمراد بالعلم يعني وصف الله تعالى بانه بكل شيء عليم. فاذا اقروا بذلك قلنا له لا فرق بين علم الله بالماضي وعلمه بالمستقبل بمعنى انه علم الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو نوصهم به ازلا. وانه كتب هلا وحل محفوظ كل شيء كل ما هو كائن وانه علم عدد الرمل والتراب علم عدد من سوف يخلق وعلم اعمالهم وعلم احوالهم وما لهم ومبدأهم ونهايتهم هذا نوع من القدر يرد على اهله بان الله عالم بالاشياء قبل حدوثها وان علم الله تعالى يستوي فيه الماظي والمستقبل وانه بذلك قد علم اعمار العباد واجالهم واعمالهم حوادثهم وما يحدثونه وما يحدث لهم وانه ما من شيء يكونوا ويوجد الا الله به عليم قبل ان يحدث دليل ذلك قول الله تعالى ما اصاب من مصيبة الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. اخبر بانه لا يحصل مصيبة في الارض ولا في السماء. الا وهي مكتوبة قبل ان تخلق. او قبل ان تبرأ الخليقة. وان علم ذلك على الله يا سير وكذلك قوله تعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان في كتاب ان ذلك على الله يسير. اي كل ما في السماء وكل ما في الارض فان الله يعلمه وقد كتبه وذلك يسير على الله تعالى. وكذلك قوله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في السماء في الارض السماوات وما في الارض ومات يسقط مبارك الا يعلمها. ورقة اية ورقة من الشجر. مع كثرته لا يعلم وقت نباتها ووقت سقوطها. واين تكون؟ يعلم ذلك كله. ما تسقط من ورقة الا واذا كان عالما بهذا كله فانه عالم بالحوادث قبل ان تحدث وبكل حال هذا نوع من القدر وهنا كنوع اخر ان كرهوا الذين ينكرون عموم قدرة الله اولئك ينكرون عموم العلم وهؤلاء ينكرون عموم القدرة ويدعون ان الله لا يقدر على كل شيء. وان العباد يقدرون على ما لا يقدر عليه الا الله على ما يقدر عليه ما لا يقدر عليه الله وهذا هو معتقد من يسمون القدرية النفاة. القدرية الذي ينفون عموم قدرة الله يدعون ان العباد يقدرون على افعال لا يقدر عليها الله وان افعالهم التي يفعلونها ليست بارادة الله ولا بقدرته ولا تدخلوا تحت مشيئته. وان قدرة العبد تغلب قدرة الله اذا اراد العبد شيئا واراد الله عدمه غلبة قدرة العبد على قدرة الله هذا معتقد القدرية الا النهات الذين هنا عموم قدرة الله على كل شيء وهؤلاء هم الذين قال فيهم الامام احمد القدر قدرة الله اي ان من اقر بقدرة الله لزمه ان يقر بجميع القدر وذلك لان الله قادر هلا كل شيء يدخل في ذلك قدرته على افعال العباد فهو قد اخبر بعموم قدرته الله على كل شيء قدير. واخبر بانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. واخبر بان الهداية والاضلال بارادته في قوله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشغل صدره وهو مضيق هرجا فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا اخبر بانه يريد بهذا ويريد بهذا وان قدرته ارادته نافذة وانه يحكم ما يريد. وكذلك اخبر بان ان من اضله فلا هادي له. في قوله تعالى ومن يهد الله ما له من مضل ايوب ليل فما له من هاد. اي من اضله الله وحكم عليه. فلا احد يقدر على ان يرده عن ما قدر الله عليه. حكم الله على هؤلاء بالضلال. وعلى هؤلاء نائب الهداية وذلك فضله وذلك عدله. فمن هداه الله واقبل قال بقى فان ذلك فظل من الله عليه. ومن حرمه وحال بينه وبين الهداية فذلك عدله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. هذه هي عموم الله تعالى الذي يلزم الايمان به ان تؤمن بالقدر خيره وشره وتؤمن بعموم القدرة. تؤمن بقدرة الله على كل شيء. وتؤمن بان الله يهدي من يشاء ويظل من يشاء. وان من اظله فانه عدل وحكمة ومن هداه فانه فظل منه ورحمة. كذلك بلغ قوم في هذا النوع الذي هو الهداية والاظلال فجعلوا ذلك كله الى الله تعالى ومنع العبد ان يكون له تمكن ان يكون له مشيئته وان يكون له قدرة او او تصرف. وهؤلاء ايضا نوع اخر من القدرين ويسمون القدرية المجبرة الذين جعلوا العبد على اعماله. مجبورا على افعاله. ليس له اية حركة وليس له هي اختيار حركته كحركة المرتعش الذي لا يستطيع يمسك يديه عن عن الرعدة التي فيها. وجعله كالشجرة التي تحركها الرياح ليس لها اختيار. هؤلاء هم القدرية المجبرة. ويقول قائلهم القاه في البحر مكتوفا وقال له اياك اياك ان تمتل بالماء يمثل العبد بانه مقصور ومجبور وان مثل امر الله تعالى له بالطاعة ونهيه عن وهو غير قادر كمثل انسان القي في البحر وهو مكتوفا ونهي مع ذلك ان يمتل جسده او ثوبه بالماء. فان هذا ليس بامكانه. ويقول قائلهم على ذروتي عدن. ثم لام البزاة اذ خلعوا لهن الحجر لو ارادوا صيانة وجهك الحسن فيمثلنا بهذه الامثلة وكذلك اه ذكروا ان يهوديا او وانه ملحد وزنديق نظم ابياتا ودخل بها على اهل السنة وما هم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ويقول في اولها ايا علماء الدين ذمي دينكم تحية ردله على خير ملتي. اذا ما قظى ربي بطردي ولشقوتي وابعاد عنه فما وجه حيلتي؟ دعاني وسد الباب دوني فهل اله دخولي سبيل بين لي حجتي. هكذا يمثل بان مثله كمثل من دعي ثم ثم اغلق الباب فانه لا حيلة له. ورد عليه شيخ الاسلام رحمه الله بالابيات المنشورة. التي يقول في اولها سؤالك يا هذا سؤال معاند مخاصم رب العرش بدار البرية وتدعى خصوم الله يوم ميعادهم الى انا لطرا معشر القدريتين سواء نهوه او سعوا ليخاصموا به الله او ما روا به في المشيئتي الى اخرها. فيقال لهؤلاء ان الله سبحانه وتعالى حكيم وانه ما امر الا من هو مستطيع. فنحن نتحقق انه امر وانا وانا هانا. امرنا بالطاعات ونهانا عن المعصية. في قوله تعالى اتبعوا ما انزل اليكم قل من ربكم واتبعوه لعلكم تهتدون. اطيعوا الله واطيعوا الرسول. ولكنه نافع التكليف بما لا يطاق لا يكلف الله نفسا الا وسعها لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها. وانه في عقيدة اهل السنة قد اعطى بدي قدرة تناسبه اعطاه قوة في بدنه واعطاه قدرة على مزاولة واعطاه قدرة على الاختيار وعلى التفضيل واعطاه قوة يزاول بها ما يستطيعه من الاعمال مما في امكانه. وان التكاليف التي كلف الله فيها العباد لا تخرج عن قدرتهم. بل هي بحسب قدرتهم وبحسب طاعتهم ثم نعتقد بان العبد وقدرته خاضعا لقدرة الله تعالى خاضعا لقدرته قدرة العبد خاضعة لقدرة الله. ولاجل ذلك كثيرا ما يذكر الله مشيئة الله بعد مشيئة العبد مما يدل على ان للعبد مشيئة ولا لكن تلك المشيئة فاضلة لمشيئة الله. في قوله تعالى لمن شاء منكم ان مساء الخير. ثم قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله. هكذا جعل مشيئتهم مرتبطة بمشيئة الله. ومثلها قوله تعالى فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا وماتشاؤون الا ان يشاء الله. وكذلك قوله تعالى فمن شاء ذكره يذكرون الا ان يشاء الله واشباه ذلك فان هذا كله دليل واضح على ان ان الله تعالى اعطى العبد مشيئة وقدرة ولكن تلك المشيئة والقدرة لا عن اثام مشيئة الله فلو شاء العبد شيئا وشاء الله بدنه او ضده الى ودع العبد عن مشيئته واختياره. فاما اذا شاء العبد وشاء الله تعالى ذلك ان هذا يحصل ولكن مشيئة الله كونية ازلية قدرية نية لا يخرج عنها شيء مما في الوجود. فنقول كل ما في الوجود وكل الافعال التي تحصل من طاعات ومعاصي فانها داخلة تحت مشيئة الله تعالى. ولكن منها ما هو محبوب الى الله. ومنها ما هو مكروه مبغوض فعلى العبد ان يرضى ويسلم وان يفعل ما في امكانه من القدرة التي مكنه الله تعالى عليها ان يصحح عقيدته بعموم مشيئة الله تعالى. وبعموم قدرته لكل ما في هذا الكون. حتى فيسلم من هؤلاء الانحرافات القدرية نهاة العلم وانحراف القدرية عموم القدرة وانحراف القدرية المجبرة. والان نستمع الى القراءة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف المرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى سئل عن القدرية والصلاة خلفهم وما جاء فيهم. قال سمعت ابي رحمه الله يقول لا يصلى خلف القدرية والمعتزلة والجهمية. قال سألت ابي مرة اخرى عن الصلاة خلف القدر. فقال ابي ان كان يخاصم فيه ويدعو اليه فلا نصلي خلفه. قال سمعت ابي رحمه الله تعالى وسأله عن علي ابن الجهل من قال بالقدر يكون كافرا. قال اذا جحد العلم اذا قال ان الله عز وجل لم يكن عالما حتى خلق علما فعلم هذا علم الله عز وجل فهو كافر. قال حدثنا محمد بن ابي بكر المقدمي قال اخبرنا ابو رجاء الكلبي واسمه روح ابن المسير قال رأيت رجلين يتكلمان في المربد في القدر فقال فضل الرقاشي لصاحبه لا تقر له بالعلم ان له بالعلم فامكنه من رجليك يسحبك عرض المربد. قال حدثت عن حوثرة ابن اشرس قال سمعت سلاما قال قال سمعت سلاما ابا المنذر غير مرة وهو يقول سلوهم عن العلم هل علم او لم يعلم فان قالوا قد علم فليس في ايديهم شيء. وان قالوا لم يعلم فقد حلت دماؤهم قال قال حوثرة وحدثنا حماد بن سلمة عن ابي جعفر الخطبي قال قيل لعمر ابن عبد العزيز رحمه الله ان غيلان يقول في القدر كذا وكذا فمر به. وقال اخبرني عن العلم. وقال سبحان الله. وقد علم الله كل نفس ما هي عاملة والى ما هي صائرة وقال عمر ابن عبد العزيز والذي نفسي بيده لو قلت غير هذا لضربت عنقك اذهب الان فاجهد جهدك. قال حدثني سوار او حدثت عنه حدثني معاذ ابن معاذ قال صليت خلف رجل من بني سعد ثم بلغني انه قدري فاعدت الصلاة بعد بعد اربعين سنة او ثلاثين سنة قال قال عبد الله اكبر علم اني سمعت من سوار او حدثني بعض اصحابنا عنه قال حدثني الحسن بن عيسى مولى عبد الله ابن المبارك قال حدثني حماد ابن قيراط ان قال سمعت ابراهيم ابن طهبان يقول الجهمية كفار والقدرية كفار. قال حدثني ابي قال اخبرنا عبد الله ابن يزيد قال سعيد بن ابي ايوب. اخبرنا عطاء بن دينان عن حكيم بن شريك الهدلي عن يحيى بن ميمون الحضرمي عن ربيعة عن ربيعة الجرشي عن ابي هريرة رضي الله عنه وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال عن النبي صلى الله عليه عليه وسلم قال قال ابي وقال ابو عبدالرحمن مرة اخرى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تجالسوا اهل القدر ولا تفاتحوهم. قال حدثنا سعيد بن يعقوب الطلقاني. قال اخبرنا عبدالله بن مبارك اخبرنا حيوة ابن انبأنا ابو هاني الخولاني انه سمع ابا عبد الرحمن الحبلي انه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنه انه سمع النبي قبل ان يخلق السماوات والارض. قال حدثني ابي قال اخبرنا اسحاق بن سليمان الرازي. سمعت ابا سنان ابن خالد الحمصي عن ابي الديلمي قال وقع في نفسه شيء من هذا القدر فاتيت ابي فاتيت ابن ابي ابن كعب فقلت ابا المنذر وقع في نفسه شيء من هذا القدر. وخشيت ان يكون فيه هلاك ديني وامري. حدثني عن ذلك بشيء لعل الله عز وجل ينفع فقال لو ان الله عز وجل عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبه وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من اعمالهم ولو كان لك جبل احد او مثل جبل احد ذهب نفقته. انفقته في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر. وتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما وانما اخطأك لم يكن ليصيبك وانك ان مت على غير هذا دخلت النار ولا عليك ان تأتي عبد الله ولا عليك ان تأتي عبد الله ابن مسعود فتسأله فاتيتم فاتيت عبد الله بن مسعود فسأل رضي الله عنه فسألته فقال مثل ذلك. كان ابو سناء ابو سنان يقتص الحديث قال ولا عليك ان تأتي اخي حذيفة ابن اليمان فتسأله فاتيت حذيفة رضي الله عنه فسألته فقال مثل ذلك قال فاتي زيدا قال فاتي زيدا ابن ثابت فسألته. قال فاتيت زيد ابن ثابت رضي الله عنه فسألته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو ان الله عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم. ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من اعمالهم. ولو كان لك جبن احد ذهبا انفقته في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقبر ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وانما اخطأك لم يكن ليصيبك وانك ان مت على غير هذا دخلت النار قال حدثني ابي رحمه الله قال اخبرنا يحيى ابن سعيد قال اخبرنا سفيان اخبرنا ابو سنان سعيد ابن ابل سنان اخبرنا ابن خالد الحمصيان ابن الان ابن الديلمي قال لقيت ابي بن كعب رضي الله عنه فذكر معنى حديث اسحاق الرازي وحديث اسحاق سليمان اتم كلاما واكثر قال حدثني قال اخبرنا محمد بن جعفر قال اخبرنا شعبة عن منصور عن ربعي عن ربعي بن حراش عنني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن عبد حتى يؤمن باربع حتى يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله بعثني بالحق. وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت حتى يؤمن بالقدر. قال حدثني ابي قال اخبرنا وكيع اخبرنا عن منصور عن ربعي ابن حراش عن رجل عن علي كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وزاد فيه خيره وشره. قال حدثني ابي طالب بانا قال حدثني ابي قال اخبرنا معاذ معاذ بن معاذ انبأنا سفيان عن الامش عن ابي الضحى قال قال الحسن بن محمد يعني لا تجالسوا على القدر. قال حدثني اخبرنا عكرمة بن عمار قال سمعت القاسم محمد وسالم بن عبدالله يلعنان القدرية الذين يكذبون بقدر الله عز وجل حتى يؤمنوا بخيره وشره. قال حدثني ابي قال اخبرنا مرحوم بن عبدالعزيز العطار قال سمعت وابي وعمي يقولان سمعنا الحسن وهو ينهى عن مجالسة معبد الجهري يقول لا تجالسوا فانه ضال مضل. قال مرحوم قال ابي ولا اعلم احدا يومئذ يتكلم في في القدر غير معبد ورجل من الاساورة. يقال له يقال انه سيسويه قال حدثني ابي قال اخبرنا عبد الصمد قال اخبرنا عكرمة قال سألنا يحيى ابن سألنا يحيى ابن كثير عن القدر فقال هم الذين يقولون ان الله لم يقدر الشر. قال حدثني ابي قال اخبرنا عبد الصمد قال اخبرنا عكرمة قال سمعت سالما والقاسم يلعنان القدرية. قال حدثني ابي قال اخبرنا ابو سعيد قال حدثنا ربيعة بن كلثوم عن ابيه قال قال حدثنا ابو بكر بن سعيد بن يعقوب الطلقاني قال اخبرنا المؤمل عن ابن اسماعيل قال سمعت عمارة ابن زيدان يقول بلى ان القدرية يحشرون يوم القيامة مع المشركين فيقولون والله ما كنا مشركين. فيقال لهم انكم من حيث لا تعلمون. قال وبلغني انه يقال لهم يوم القيامة انتم خصماء الله عز وجل. قال اخبرنا احمد جميل من ال مرء. عن عمر بن حبيب عن القاسم بن ابي برز عن ابي علي عن القاسم ابن ابي بزة عن سعد ابن سعيد عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه انه كان يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اول ما خلق الله عز وجل القمر القلم فامره فكتب كل شيء يكون. قال حدثني ابي قال الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله ارأيت ما نعمل؟ فيه افي امر قد فرغ منه او امر مبتدأ او مبتدع. قال فيما قد فرغ منه فاعمل يا ابن الخطاب فان كل ميسر اما من كان من اهل فانه يعمل للسعادة واما من كان من اهل الشقاء فانه يعمل للشقاء. قال حدثني ابي قال اخبرنا عبد الله قال سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قدر الله المقادير قبل ان يخلق السماوات والارض خمسين الف سنة قال حدثني ابي قال اخبرناه شيء قال ابن مالك قال يا رسول الله فيما العمل؟ افي شيء قد فرغ منه؟ او في شيء نستأنفه؟ قال بل في شيء قدير لغم قال ففيما العمل اذا قال حدثني ابي قال اخبرنا اسماعيل ابن ابراهيم قال عن عمران ابن حصين رضي الله عنه قال قال رجل يا رسول الله اعلم اهل الجنة من اهل النار؟ قال نعم. قال ففي ففيما يعمل العاملون. اعلم اهل الجنة من اهل النار؟ قال نعم. قال ففيما يعمل العاملون؟ قال اعملوا فكل ميسر او كما قال. قال حدثني ابي قال اخبرنا زيد ابن يحيى الدمشقي قال اخبرنا خالد بن صبيح المري قال اخبرنا اسماعيل ابن عبد ابن عبيد الله انه سمع ام الدرداء تحدث عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فرغ الله عز وجل الى كل عبد من خمس من اجله ورزقه واثره ومضجعه وشقي او سعيد قال ان الله وكل بالرحم ملكا فقال اي ربي اي اي رب اي فقال اي ربي نطفة اي ربي علقة اي ربي مضغة. فاذا قضى الله عز وجل خلقها قال اي ربي شقي او سعيد ذكرنا انثى فما الرزق؟ وما الاجل؟ قال فيكتب ذلك في بطن امه. قال حدثني ابو زكريا يحيى ابن العابد قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا ابو معاذ عبيد الله ابن ابي بكر على ناس عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الحديث قال حدثني ابي قال عن سفيان عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ الله عز وجل من الخلق كتب على عرشي رحمتي سبقت غضبي. قال حدثني ابي قال حدثني ابي قال اخبرنا هشيم انبأنا علي ابن زيد سمعت ابا عبيدة ابن عبدالله يحدث قال قال عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان النطفة تكون في الرحم اربعين يوما على حالها لا تغير. فاذا مضت الاربعون صارت علقة ثم مضغة انت ذلك ثم عظاما كذلك. فاذا اراد الله عز وجل ان يسوي خلقه. بعث اليها ملكا فيقول الملك. فيقول يقول الملك الذي يليه اي ربي اذكرنا ام انثى؟ اشقي ام سعيد؟ اقصير ام طويل اناقص ام زائد؟ قوته واجنوا صحيح ام سقيم؟ قال فيكتب ذلك كله. فقال رجل من القوم ففيما العمل اذا وقد فرغ من هذا كله؟ وقال اعملوا فكل سيء فكل سيوجه لما خلق له. قال حدثني ابي قال اخبرنا عبد الرحمن بن مهدي منصور عن بديل عن عبدالله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قال قلت يا رسول الله متى كنت متى كتبت نبيا؟ قال وادم بين الروح والجسد. قال حدثني ابي. قال اخبرنا عبد الرحمن بن مهدي قال قال اخبرنا معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد الكلبي عن عبد الاعلى بن هلال السلمي كذا قال عبدالرحمن بن عرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني عند الله لخاتم النبيين وان ادم عليه السلام لمنجدل في طينته. وسأنبئكم باول ذلك دعوة. ابي ابراهيم وبشارة عيسى بي بدأ كما سمعنا بحكم الصلاة خلف هؤلاء المبتدعة المنكرين للقدر المبالغين فيه وهم المجبرة وكذلك الصلاة خلها المعطلة والصلاة خلفها الغلاة في الاثبات وهم المشبهة ونحوهم. وسمعنا في كثير من هذه الاثار القول بتكفيرهم وذلك بعد ان يجادلوا وتقام عليهم الحجة وتبين لهم الادلة. ها اذا وصلوا الى هذه الحالة اصروا عاندوا واستمروا على هذا وجعلوه مذهبا لهم فانه يحكم بكفرهم. واذا حكم بكفرهم فلا تجوز الصلاة خلفهم ثم الحكم يكون على جملة عليهم في الجملة يقال هؤلاء في الجملة كفار ولكن بالنسبة الى افرادهم لا يجوز تكفير كل فرد فرد فقد يكون عنده شبهة. وقد يكون مقلدا وقد يكون له عذر فمن اقيمت عليه الحجة وبين له الامر والدليل فهو الذي يحكم بكفره والظاهر انهم متى حكم بكفرهم فانهم يعاملون معاملة الكفار بمعنى ان من مات منهم فلا نصلي عليه. ولا يدهن في مقابر المسلمين. ولا يتولى المسلمون تجهيزه لا يغسله المسلمون ولا يكفنونه ولا يحنطونه ولا يحملونه وذلك لانه انكر شيئا معلوما من الدين بالضرورة. الادلة التي انكروها واضحة الدلالة قطعية الثبوت قطعية الدلالة فانكارها انكار للرسالة للشريعة في اعظم او في شيء من اعظم ما جاءت به. الذي هو امر العقيدة كذلك لان العقيدة هي التي يعقد عليها القلب يعقد عليها لقوتها. فاذا عقد القلب على عقيدة سليمة فان الاعمال انها تصح ويا اتعتبر الادلة تعتبر ويحكم بموافقتها للحق للصواب هذا هو الذي يدين به المسلمون بمعنى ان العقيدة يهتم بها وماذا الا انها هي الاصل والاساس ويتفرع منها الاعمال العبادات وترك المحرمات من جملة ما يخصمون به كما سمعنا في مناظرة احدهم مع عمر ابن عبد العزيز سؤالهم عن العلم ومع ذلك فانهم اعترفوا به اعترف معبد الجهني وغيلان القدر ونحوهم كواصل ابن عطا اعترفوا بان ان الله تعالى شامل وعام لكل ما في الوجود ولكن هذا الاعتراف حجة عليهم كما ذكرنا انه يقال لهم لا فرق بين العلم السابق واللاحق. فاذا كان الله تعالى قد علم ما مضى فانه يعلم يعلم ما سوف يأتي اذا علم من قد مضى وقد مات علم من سيولد ومن الناس اذا علم باعمال العباد هنا مضى فانه يعلم باعمال من سيولد بعد ذلك سيعمل اعمالا صالحة او سيئة هذا من جملة ما يخصمون به ومن الادلة على كفرهم ما سمعنا من انهم يعتبرون المكذبين لله تعالى. ولنبيه صلى الله عليه وسلم في النصوص التي ثم اذا او من الادلة ايضا ما ثبت عن السلف رحمهم الله بان من هذا قوله وعقيدته ترد عليه مهما عمل من الصالحات ومما اكثر من الطاعات. فانها لا قد ذكرنا ان ابن عمر رضي الله عنه لما قيل له انهم ان الامر اعنف وينكرون القدر ويقولون لا قدر. فقال اذا لقيتم اولئك فاخبرهم اني بريء منهم وانهم برءاء مني والذي يحلف به لو انفق احدهم مهل احد ذهب ما قبله الله منه حتى مؤمن بالقدر وكذلك قول ابي ابن كعب وحذيفة ابن اليمان وحذيفة ابن اسعيد كما سمعنا في هذا عنهم كل واحد منهم يقول واخرهم يرفع ذلك الى النبي صلى الله عليه وسلم. يقولون لا يقبل الله منك عملا ولا حسنة ولا انفقت ما انفقت مما مما يزن الجبال جبال الدنيا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومرعه وتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليبصير وقد ورد ذلك ايضا في حديث ابن مسعود الذي مر بنا في الاربعين النووية وهو قوله صلى الله عليه وسلم واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعك الا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعت على ان يضروك بشيء لم يضروك الا شيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف اي قد كتب الله كل كشيء كتابة ازلية رفعت الاقلام فلا يكتب شيء جديد. وجفت يعني لمست الصحف التي كتب فيها تلك الاعمال متقدمة ومتأخرها وطويت الصحف الا ما فيها فاذا امن العبد بذلك علم بان الله سبحانه قدر الاشياء الذين مقاديرها وان كل ما حدث فان الله قد قدر حدوثه وقد قدر وقته اول زمانه وقد علم الوقت الذي يحدث فيه. فلا يتقدم مما هده الله. ولا يتأخر بل زمنه محدد وفائدة ذلك ان لا يتلوم على ما حصل له ولا يقول ليتني وليتني او لو تقدمت او لو تأخرت او نحو ذلك وكذلك ايضا لا يلوم احدا من الناس ولا يقول هذا كان سببا في حرماني او هذا كان سببا في اصابتي بكذا وكذا او ما اشبه ذلك ونعتقد ان الانسان مأمور بان يفعل الاسباب التي تعينه على ما امر الله به انه بعد ما تحصل عليه المصائب ونحوها لا يتلون ولا يلوم القدر وقد دل على ذلك الحديث الصحيح في قوله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير فان هذا دليل على ان هناك خيرية بالقوة وبالضعف وان هذه قوة مكتسبة يعني ان للعبد قوة وله قدرة ولكنها خاضعة لقوة الله تعالى ولقدرته. وانه يمدح يمدح من يكون قويا. على طاعة الله قويا على ارادته. قويا على ما يشاء يمدح اذا اذا من عرف ان بهذه القوة يصرفها في طاعة الله واعترف مع ذلك بان ربه هو الذي منح هذه القوة وهذه القدرة. في فضل الذي له هذه القوة على غيره. كذلك ايضا يقول في هذا الحديث احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجز فهذا دليل على ان الانسان عنده استطاعة وهي قوله احرص على ما ينفعك. وانه يستطيع ان يبذل جهد ان يكون له تأثير في افعاله وانه ايضا لا يستغني عن اعلان قوة الله تعالى واعانته. ولهذا قال واستعن بالله واستعن بالله ولا تعجز. اي لا تتكاسل فدل على ان الله منحك قوة وانه امرك بان تستعينه وتدعوه بطلب الاستعانة. كما في سورة الفاتحة لما قلت هناك نعبد اه خشيت انك تعجز عن العبادة فقلت بعد ذلك اياك نستعين. اي نطلبك الاستعانة الاعانة على العبادة التي امرت بنا بها فانه لا حول ولا قوة الا بك لا قدرة الا اذا اقدرتنا وقويتنا ووهبتنا هذه القوة والقدرة فهذا بالنسبة الى الاعمال التي انت مأمور بان تعملها كذلك ايضا اذا حرصت على ما ينفعك وبذلت جهدا وفعلت ما في بامكانك من الاستطاعة فحصل ان فاتك شيء مع حرصك وبذلك او وقعت بك مصيبة او فاتك ربح في اه تجارة او نحوها فان عليك ان ترضى وتسلم وتعلم ان هذا امر مقدر لا يمكن ان يتلافى وانه كائن ولابد كائن قدرة الله لا ليس في رده وهو معنى قوله وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله اي هذا قدر الله وما شاء فعل اي هكذا قدر الله علي ولا حيلة لي في شيء فقد قدره الله وقد كتبه ولا حيلة في رده اه هكذا يعتقد المسلمون اولا يتبرأون من طريقة هؤلاء المبتدعة وثانيا يبذلون ما اعطاهم الله تعالى من القوة والقدرة على مزاولة الاعمال وثالثا يعترفون بان ما اعطاهم الله من القوة فانه محض فضله ومحض عطائه ويعتقدون انه كما سمعنا لو عذب اهل سماواته واهل الارض لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لك انت رحمته خيرا لهم من اعمالهم. وما ذاك الا ان اعمل ما لهم حصلت لهم بمشيئة الله وبتمكينه وباعانته لهم على ذلك وان ما حصل لهم ما حصل من آآ ما او ما نزل بهم من الفتن ومن المصائب ونحوها فانه حصل بسبب تقصير لهم منهم او ان تأخر عن عمل او نحو ذلك ولاجل ذلك يقول الله تعالى ما اصابك من سيئة فمن نفسك هاي انك واعمالك هي هي سبب في ذلك. ولو كانت بمشيئة الله وبقدرته وبارادته كونية القدرية. فهكذا يعتقد العبد وعلينا مع ذلك ان نفعل ما نستطيعه من القدرة التي اعطانا الله تعالى وان نرضى بقضاء الله تعالى وان نؤمن بان من شاءه كان وما لم يشأه لم يكن وبذلك تسلم عقيدة المسلم ولا يتوجه اليه شيء من اللوم الذي يوجهه والينا اولئك المبتدعة