ان الله لا يحب المعتدين. فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا. واتقوا الله الذي انتم به مؤمنون لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان. فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبة. فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام. ذلك كفارة ايمانكم قم اذا حلفتم واحفظوا ايمانكم. كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تشكرون. يقول الباري يا ايها الذين امنوا المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل في الايمان ونحوها. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم ولا تعتدوا. ان اعملوا بمقتضى ايمانكم في تحليل ما احل الله وتحريم ما حرم الله فلا تحرموا ما احل الله لكم من المطاعم والمشارب وغيرها فانها نعم تفضل الله بها عليكم فاقبلوها. واشكروا الله عليها اذ احلها شرعا ويسرها قدرا. ولا تردوا نعمة الله بكفرها او عدم قبولها او اعتقاد تحريمها او الحلف على عدم تناولها. فان ذلك كله من الاعتداء. ولهذا قال ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين. بل يبغضهم ويمقتهم على ذلك. وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا. اي كلوا من رزق الذي ساقه اليكم ويسره لكم باسبابه المتنوعة. اذا كان حلالا لا سرقة ولا غصبا ولا حصل في معاملة خبيثة وكان ايضا طيبا نافعا لا خبث فيه. واتقوا الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. الذي انتم به مؤمنون. فان الايمان اتم الا بذلك وهو يدعو الى ذلك او سرية ونحو ذلك. ان هذا التحريم منه لا يحرم ذلك الحلال. لكن اذا فعله فعليه كفارة يمين لان التحريم يمين كما قال تعالى. يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك؟ فابتغي مرضات ازواجك والله الله غفور رحيم. قد فرض الله لكم تحلة ايمانكم. وهذا عام في تحريم كل طيب. الا ان تحريم الزوجة يكون فيه كفارة الظهار السابقة. وكما انه ليس له ان يحلف على ترك الطيبات فليس له ان يمتنع من اكلها ولو بلا حلف سكن وغلوا في الدين. بل يتناولها مستعينا بها على طاعة ربه. لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم. ويشمل هذا الايمان التي حلت بها من غير نية ولا قصد او عقدها يظن صدق نفسه فبان بخلاف ذلك. ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان بما عقدت عليه قلوبكم كما قال في الاية الاخرى. ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم. فاذا عقد العبد اليمين وحنث بان فعل ما حلف على تركه او ترك ما حلف على فعله خير في الكفارة بين اطعام عشرة مساكين. من اوسط ما تطعمون اهليكم ذلك يختلف باختلاف الناس والاوقات والامكنة او كسوتهم بما يعد كسوة وقيد ذلك بكسوة تجزئ في الصلاة او تحرير رقبة صغير او كبير ذكر او انثى بشرط ان تكون الرقبة مؤمنة. كما في الاية المقيدة بالايمان. وان تكون تلك الرقبة سليمة من العيوب الضارة بالعمل. فمتى كفر بواحد من هذه الثلاثة انحلت يمينه؟ فهذا من نعمة الله على هذه الامة انه فرض له ان تحلة ايمانهم ورفع عنهم الالزام والجناح. فمن لم يجد واحدا من هذه الثلاثة فعليه صيام ثلاثة ايام. اي متتابعة مع الامكان كما قيدت في قراءة بعض الصحابة واحفظوا ايمانكم اي ان تحلفوا بالله وانتم كاذبون. عن كثرة الايمان لا سيما ما عند البيع والشراء فاحفظوها اذا حلفتم عن الحنث فيها الا اذا كان الحنث خيرا من المضي فيها. كما قال تعالى ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس. اي لا تقولوا اننا قد حلفنا على ترك البر وترك التقوى ترك الاصلاح بين الناس فتجعلوا ايمانكم مانعة لكم من هذه الامور. التي يحبها الله ورسوله. بل احنثوا وكفروا وافعلوا ما هو خير خير وبر وتقوى. واحفظوا ايضا ايمانكم اذا حلفتم وحنثم بالكفارة فان الكفارة بها حفظ اليمين الذي معناه تعظيم لوفي به. فمن كان يحلف ويحنث ولا يكفر فما حفظ يمينه ولا قام بتعظيم ربه. كذلك يبين الله لكم اياته للحلال من الحرام الموضحة للاحكام لعلكم تشكرون. فعلى العباد ان يشكروا ربهم على بيانه وتعليمه لهم ما لم يكونوا يعلمون فان العلم اصل النعم وبه تتم