هو الله تعالى ان يخسر بكم الارض ان يقلعها بكم كما فعل بقارون بعدما جعلوا تمشون في مناكبها فاذا هي تضطرب على خلاف ما كانت عليه من السكون والتذليل. حاصبا حجارة من السماء كما ارسلها الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد هذا هو المجلس الثالث والعشرون من مجالس في قراءتنا لكتاب الزبدة التفسير قبل صلاة العصر ليوم الجمعة التاسع عشر من رمضان عام اربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله الله عليه وسلم كنا قد وقفنا على تفسير سورة الملك فبسم الله الرحمن الرحيم نبدأ والقراءة مع الشيخ عبد السلام سعيد نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فغفر الله للشيخ ولمشايخي وللحاضرين والمسلمين اجمعين. قال الشيخ محمد بن عبدالله الاشقر في تفسير زبدة التفسير. بسم الله الرحمن الرحيم. سير سورة الملك تبارك الذي بيده الملك تبارك اي كثر خير الله وعظم والملك هو والملك. والملك هو ملك السماوات والأرض في الدنيا والآخرة الذي خلق الموت والحياة الموت انقطاع تعلق الروح بالبدن والحياة تعلق الروح بالبدن اتصالها به في الحياة تعني خلقه انسانا وخلق الروح فيه ليبلوكم ايكم احسن عملا ان يكلفكم ثم يختبركم فيجازيكم قال ذلك والمقصد الاصلي من الابتلاء عنه وظهور كمال احسان المحسنين وطاعة الطائعين. الذي خلق السبع سماوات بعضها فوق بعض ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت من تناقض ولا تباين ولا اعتداد ولا تخالف بل هي مستوية مستقيمة دالة على خالقها فارجع البصر الى طرفك في السماء وتأمل هل ترى فيها على عظمتها واتساعها من تشقق او صدع؟ ثم اودع وصل كرتين يا مرة بعد مرة وان كثرت تلك المرات فيكون ذلك ابلغ في اقامة الحجة واقطع للمعذرة. ينقلب اليك النصر خاسئا اي ذليل صاغرا عن ان يرى شيئا من العيب في خلق السماء وهو حسير اي كليل منقطع. فجعلناها رجوما للشياطين وجعلناها هذه المصابيح رجوما يرجو بها الشياطين وهذه فائدة اخرى غير كونها زينة لسماء الدنيا. قال قتادة خلق الله النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوبا للشياطين وعلامات يهتدى بها في البر والبحر. واعتدنا لهم عذاب السعير واعددنا للشياطين في الاخرة بعد احراق الدنيا عذاب النار. اذا القوا فيها يطرح فيها كما يطرح الحطب في النار سمعوا لها شهيقا اي صوتا كصوت الحمير عنده ولنهيقها وهي وتغلي بهم غليان المرجل. فكاد تميز من الغيظ اي تكاد تتقطع وينفصل بعضها من بعض من شدة غضبها على الكفار كلما وقي فيها فوز الفوز جماعة من الناس سألها سأله خزنتها من الملائكة؟ سؤال توبيخ وتقريع الم يأت في الدنيا نذير ينذركم هذا اليوم ويحذركم منه. قالوا بلى قد جاءنا نذير رسول من عند الله ربنا فانذرنا وخوفنا واخبرنا قمنا بهذا اليوم فكذبنا ذلك النذير وقلنا ما نزل الله من شيء على السنتكم من امور الغيب واخبار الاخرة والشرائع التي تتضمن بيان ما يريد الله منا ان انتم الا في ضلال كبير قلنا للرسل انكم في ذهاب عن الحق وبعد عن الصواب. قالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير لو كنا نسمع سمع من يعيوا او نعقل عقل من يميز وينظر ما كنا من اهل النار بل كنا امنا بما انزل الله واتبعنا الرسول اعترفوا بذنبهم الذي استحقوا به عذاب النار وهو الكفر وتكريم الانبياء فسحقا لاصحاب السعير اي فبعدا لهم من الله ومن رحمته الزمهم الله تعالى العداء بعد ان اعترفوا الى انهم بذلك تقوم عليهم الحجة ولا يبقى لهم عذر. واسروا قولكم او اجهروا به فكل ذلك يعلم الله لا يخفى عليه من قافية انه علي بذات الصدور هي مطهرات القلوب. الا يعلم من خلق لا يعلم السر مدمرات القلوب ممن خلق ذلك فوجده هو تعالى الذي خلق الانسان بيده واعلم شيء واعلم شيء واعلم شيء بالمصنوع صانعه. وهو اللطيف الخبير الذي لطف علمه بما في القلوب الخبير بما تسره وتضمره من الامور لا تخفى عليه بذلك خافية. هو الذي جعل اسلامة لينة تستقرون عليها ولم يجعلها خشنة بحيث يمتنع عليكم السكون فيها والمشي عليها فامشوا في مناكب هذه الطرق وجلى وجوانبها وقلوب الرزق مما رزقكم وخلقه لكم في الارض يمتن الله على بني ادم تمكينه من هذه الارض واعطائه من قدراته لتحصيل ولكن عليهم ان يعلموا انهم اليه صاهرون. ولذلك قال واليه النشور اي البعث من القبل لا الى غيره على قوم لوط واصحاب الفيل وقيل ريح فيها حجارة فستعلمون كيف نذير انذار اذا عاينتم هذا العذاب ولا ينفعكم هذا العلم فكيف كان نكير؟ فكيف كان انكار عليهم بما اصبتم مثلي؟ بما اصبتم به من العذاب الفظيع ولم يروا الى الطير فوقهم صافات صافة لارحتها في الهواء وتبسطها عند طيرانها ويقبضن ايضمن ما يمسكهن في الهواء عند الطيران والقبض والبسط الا الرحمن القادر على كل شيء اي بما جعل في الطير من دقة الصنعة بخفة اجسامها وكسوتها بالريش ونشره بطريقة معينة اذا ضرب بها الهواء وارتفع في الجو وتقدم الى الامام سبحان خالقها انه بكل شيء بصير لا يخفى عليه شيء امن هذا الذي وجود لكم ينصركم من دون الرحمن. المعنى انه لا جد لكم يمنعكم من عذاب الله بل من يتولى نصركم بل من يتولى نصركم ان لم ينصركم الله برحمته وعونه اذ الكافرون الا في غرور عظيم من جهة الشيطان يغرهم به امن هذا الذي يرزقكم ان امسك رزقه اي من الذي يدر عليكم الارزاق من المطر وغيره امسك الله ذلك ومنعه عنكم بل دفعتو ونفور تمادوا في عناد واستكبار عن الحق ونفور عنه ولم يعتبروا ولم يتفكروا. افمن يمشي بل على وجهه اهداه والكافر يكب على يكب على معاصي الله في الدنيا فيحشره الله يوم القيامة على وجهه. امن يمشي هي معتدلة ناظرا الى ما بين يديه على صراط مستقيم على طريق مستوي الاعوجاج به ولا انحراف فيه وهذا هو المؤمن الذي سار على منهج الله في الدنيا على هدى وبصيرة فيبشر في الاخرة سويا على طريق مستقيم يؤدي به الى الجنة. قل هو الذي ذراكم في الارض خلقهم في الارض ونشرهم فيها وفرقهم على ظهرها قل انما العلم عند الله ان وقت اسقاط الساعة علمه عند الله لا يعلم غيره وانما انا نذير مبين انذركم به واخوفكم عاقبة كفركم وابين لكم ما امرني الله ببيانه. ولم يأمرني ان اخبركم بوقت قيام الساعة الفتى وهو العذاب قريب السيئة وجوه الذين كفروا اسودت الكآبة وغشيتها الذلة. وقيل هذا الذي كوت به تدعون اي الذي كنتم في الدنيا تطلبونه وتستعجلونه وتستعجلون به استهزاء. قل لرأيتم ان اهلك ذلك فمن يدير الكافرين من عذاب اليم اي لا ينجيه من ذلك احد سواء اهلك الله رسوله والمؤمنين معه كما كانوا يتمنونه او امهله يخبروني انصار ماؤكم الذي من الله من كونه في العيون والابار والانهار غائرا في الارض من حيث لا يبقى له وجود فيها اصلا. او صار ذاهب في الارض الى مكان بعيد بحيث لا تناله الدلاغ او المضخ الدلاء المضخات فمن يأتيكم بماء معين اي بماء كثير جار لا ينقطع. اي لا يأتيكم به احد الا الله تعالى ما بين الضال والانهار التي انتم بها تنعموا التي انتم بها تنعمون يعني هذه السورة فيها من ادلة وبراهين التوحيد ما يصعب حصرها. ادلة كثيرة عظيمة على فردانية الله تبارك وتعالى واحاديته وعظيم افعاله التي بها يستحق العبادة والتأله وحده لا شريك له. نعم. سورة القلم نون حرف من من حروف الهجر تلك الفواتح الواقعة في اوائل السور المفتتحة بذلك. والقلم اقسم الله بالقلم لما فيه من البيان وهو واقع على كل قلم يكتب به ما يصدرون اي ما يكتبه الناس بالقلم من العلوم. ما انت بنعمة ربك المجنون انك يا رسولنا بنعمة الله التي ننعم بها عليك والرئاسة العامة بريء من الجنون. وان لك اجرا اي ثوابا على ما تحملت من اثقال النبوة وقاسيت من انواع الشدائد غير مملوء اي غير مقطوع انه لا يمن به عليك من جهة الناس. وانك لعلى خلق عظيم. المعنى انك على الخلق الذي امرك الله به في القرآن ثبت في الصحيح. عن عائشة انها ما زالت عن انها سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن صلى الله فستبصر ويبصرون ايكم مفتون وليس تبصر يا رسول الله وينصر الكفار اذا تبين الحق وانكشف الغطاء وذلك يوم القيامة من من الطرفين هو المفتون بالجنون وهذا رد على ان محمدا صلى الله عليه وسلم كان وفدنا ضالا. ولهذا ولذا قال ان ربك واعلم بمن ضل عن سبيله ان يعلم من هو في الحقيقة الضال تأمل من اتهمك بالضلال والمعنى بل هم الضالون لمخالفتهم لما فيه نفعهم في العاد والاجل. واختيارهم ما فيه ضرهم فيهما هو اعلم بالمهتدين الى سبيل الموصل الى تلك الساعات العاجلة والعاجلة. ودوا لو تذهنوا في دينون المعنى ودوا لو تلين لهم فينين لك وقيل معنى تودوا لودوا لو تركنوا اليهم وتتركوا ما انت عليه من الحق فهم يدهنون يظهرون لك الملائمة لتميل معهم. ولا تطع كل حلاق بني كثير الحارث من باطن مهين حقير هماز مشاء بنميم الهماز والذي يذكر الناس بالشر في وجوههم اللماذ الذي يذكره في مغربهم والمشاء الذي يمشي من نميمة بين الناس ليفسد بينهم. عتل هو الشديد هو شديد الخلق الفاحش الخلق. وقال الزجاج هو الغني ذو الجافي بعد ذلك زنيب اي هو بعدما عد من معايبه زنيم والزنيم الدعي الملصق ملصق بالقوم وليس هو منهم ان كان ذا مال وبنين او المعنى لا تطع لماله وبنيه وقيل المراد به التوبيخ والتقرير حيث جعل مجازاة النعم التي خولها الله او من المال والبنين الكفر به وبرسوله واياته. وذلك انه يسود وجهه بالنار قبل دخول النار فيكون له علامة فيه علامة ونلحق به شيئا لا يفارقه يعرف به. انا بلوناهم يعني كفار مكة فان الله ابتلاهم بالجوع وقحط بعد دعوة دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم. كما بلونا اصحاب الجنة معروف خبرهم عند قريش قيل كانت في ارض اليمن على فرسخين من صنعاء حديقة لرجل يؤدي حق الله منها فمات وصارت الى اولاده فمنعوا الناس خيرها. وبخروا بحق الله فيها وقالوا المال قليل والعيال كثير ولا يسعنا ان نفعل فكان يفعل ابونا وعدمه على حرمان المساكين فصارت عاقبتهم الى ما قص الله في كتابه وانهم سيقطعون ثمرها عند الصباح ولا يستثنون يعني ولا يقولون ان شاء الله وقيامنا ولا يستدلون للمساكين من جملة ذلك القدر ولا لا يستثنون للمساكين المساكين من جملة ذلك القدر. نعم من جملة ذلك القدر. الفتح خطأ ولا يستثنون بمساكين من نمرة ذلك القدر الذي كان يدفعه ابوهم اليهم. فطاف او يكون ولا يستثنون للمساكين من جملة ذلك القدر الذي كان يدفعه ابوهم اليه. يحتمل هذا بعد. نعم سلام عليكم. فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون اضافات تلك الجنة من جهة الله سبحانه ثم حرقتها حتى صارت سوداء فاصبحت كالصريم اي كالبستان الذي قد صرمت ثماره اي قطع اي قطعت فلم يبقى مفيها من ثمنها شيء فتنادى مصلحينا لما اصلحوا قال بعضهم لبعض اغدوا على حرفكم اخرجوا مبكرين في الصباح الى الثمار الى الثمار والزرع قبل مجيء الفقراء الا يدخلن اليوم عليكم مسكين يسر بعضهم الى بعض من هذا القول وقولهم لا يدخل هذا البستان لئلا يطغوا منكم ما تعطوه من ما كان يطيبكم قالوا انا لضالون اي قال بعضهم لبعض قد ضللنا طريق جنتنا وليست ثم لما تأملوا علموا ان ان الله سبحانه قد عاقبهم من العزم على منع المساكين من خيرها. قال وخيرهم ما لم اقل لكم لولا تسبحون اي لم اقل لكم النفع لكم هذا من منعكم المساكين حقهم ظلم فالا تسبحون الله الان بعد ان تيقنتم انه بالمصادر الظالمين. قالوا سبحان ربنا انا كنا ظالمين لتجزيئا له عن ان يكون ظالما فيما صنع بجنتنا. فان ذلك بسبب ذنبنا الذي فعلناه في المساكين انا الى ربنا راغبون اي طالبون منه الخير راجون لعفوه. كذلك العذاب اي مثل ذلك العذاب الذي بلوناهم به نبلو صار بعذاب الدنيا ولا عذاب الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون اي ولكنهم لا يعلمون. افنجعل المسلمين كالمجرمين كان صناديد كفار قريش يقوم ان صح ما محمد لم يكن حالنا وحال المسلمين الا مثل ما هي في الدنيا فيكون لنا في الاخرة مثل ما لهم من نعيم الجنة ويقبل الله تعالى انه ليس من هذه التسوية بينما يلتزم بطاعته وبين من هو فاجر مجرم لا يبالي بمعصيته. الاعوج كان امر مفوض اليكم. ام لكم كتاب فيه تدرسون لتقرؤون فيه فتجدون المطيع كالعاصي ان لكم فيه لما تخيرون هل في ذلك الكتاب ان لكم في الاخرة ما تختارون. هذا نراه اليوم. بعض الناس مجرم فاسق فاجر. يقول الله غفور رحيم والله يبي يغفر لنا ونكون مع الطايعين في الجنة. الله يقول فنجعل المسلمين كالمجرمين يعني مستسلم المنقاد لا يكون كالفاسق الفاجر. عند الله عز وجل. نعم هذا لا يكون حتى عند ملوك الدنيا اللي يطيعوهم ليطيعون الملوك والامرا في الدنيا لهم منزلة خاصة بغير العاصين عندهم نعم املكم ايمان علينا بالغة الى يوم القيامة ان لكم لما تحكمون المعنى بل لكم عهد عند الله حلف لكم وعليه ايمانا استوثقتم بها يدخلكم الجنة ثابتة لكم الى يوم القيامة. لا يخرج من عهدتها حتى يجعل لكم حكمكم يومئذ الكفار موبخا لهم ومقلعا ايهم بذلك ايهم بذلك كفيل بذلك. ام لهم شركاء بشركائهم ان كانوا صادقين المعنى بل انهم شركاء لله بزعمهم قادرون على ان يدهنوا مثل المسلمين في الاخرة. يوم يكشف عن ساق يكشف والله عز وجل عن ساقه دلالة على شدة الامر اخرج البخاري وغيره عن ابي سعيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكشف ربنا عسى فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب فليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ويدعون الى السجود فلا يستطيعون يسجد الخلق كلهم لله سجدة واحدة ويبقى الكافر الكفار والمنافقون يريدون ان يسجدوا فلا يستطيعون لان اصلابهم تيبسون ولا تلين للسجود لانهم لم يكونوا امنوا بالله في الدنيا ولا سجدوا له. ترهقهم ذلة تغشاهم ذلة شديدة وحسرة وقد كانوا يدعون الى السجود في الدنيا وهم سالمون معافون عن العلم يتمكنون من الفعل. قال ابراهيم التيمي يدعون من الاذان والاقامة فياباهم فذرني ومن يكذب هذا الحديث بقي يخلي بيني وبينه وكل امره الي فلا يشتغل به قلبك فانا والمراد بهذا بهذا الحديث القرآن من حيث لا يعلمون نفسه قوم العذاب درجة فدرجة حتى نوقعهم فيه من حيث لا يعلمون ان ذلك استدراج لانهم يظنونه انعاما ولا يفكرون في عاقبتهما سيلقون فيها واملي لهم ايها الهبل يزدادوا اثما ان كيدي متين اي ان تدبيري للايقاع بهم قوي شديد فلا يفوتني شيء. ام تسأله ما قال هل تطلب منه ثوابا على ما تدعو اليه من الايمان بالله فهم من مغرم يحمل غرابة ذلك الاجر ان يثقل يثقل عليهم حمله للشح لشحهم يثقل عليهم حمله لشحه ببذل المال فهل طلبت منهم اجرا فاعرضوا عن اجابتك بهذا السبب اعندهم علم الغيب يكتمون ما يريدون من الحجز التي يزعمون ويخاصمون فيما يكتبون. ويخاصمونك بما يكتبونه من ذلك ولا تكن كصاحب الحوت يونس يونس عليه السلام اي لا تكن مثله في الغضب اذ نادى الله عزي نبيه صلى الله عليه وسلم ويأمر بالصبر والا يعجل كما عجل صاحب الحوت وقد تقدم الى قصته في سورة الانبياء ويونس والصافات وكان النداء بقوله ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين نعتبر ان المراد مقفل عليه في بطن الحوت. لولا ان تداركه نعمة من ربه وهي توفيقه للتوبة فتاب الله عليه بطن الحوت على وجهه الارض الخالية من النبات. الذي اذنبه ويطرد من الرحمة ربه واستخلصه واصطفاه واختاره للنبوة فجعله من الصالحين الكاملين في الصلاح. وقيل رد اليه النبوة وشفع وشفعه في في نفسه وفي قومه وجعله رسولا ارسله الى مائة الف او يزيدون. فامنوا جميعا كما تقدم وان يكاد الذين كفروا ليزلقون بابصارهم لما ينظرون اليك واذا قرأت القرآن نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء يكاد يسقطك على الارض. ومن يكاد الذين يزلقونك بابصارهم. قال ان المشركين قالوا فلنعاين محمدا حتى يصبح مريض ايضا ولا يستطيع القيام بالدعوة يجيبون الناس اللي عندهم عيون حاقدة وحاسدة ويطالعونه يبحلقون في النبي صلى الله عليه وسلم فانزل الله هذه الاية وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمزجون وما هو الا ذكر للعالمين بدال ما يقولوا تبارك الله ما شاء الله يريدون ان يصيبوه بالعينين. نعم. فحفظ الله نبيه من عين كل حاسد وحاقد نعم سورة الحاقة الحاقة هي القيامة لانها تظهر فيها الحقائق. كذبت ثمودها بالقارعة بالقيامة وسميت بذلك لانها تقرأ الناس باهوائهم فاما ثمود فولكم الطاغية ثمودهم قوم صالح والطاغية الصيحة التي جاوزت واما الشديدة القاسية التي جاوزت الحد لشدة هبوبها وطول زمانها وشدة بردها سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام يحصلها عليهم طيلة هذه المدة مستمرة لا تنقطع ولا تهدأ كانت تقتلهم بالحصباء خصومة لتحسمهم حسوما. اي تفنيهم وتذهبهم فترى القوم فيها اي في ديارهم صرع مصروعين بالارض موتها كانهم اعتادوا ايصول نخل ساقطة او بالية. فهل ترى له من باقية اي من فرقة باقية او من نفس باقية اي فلم يبقى منهم احد جاء فرعون ومن قبله والى الام الكافرة والمتفككات وهي قرأ قوم لوط والمعنى وجاءت المرتبكات بالخاطئة بالفعلة الخاطئة الشرك والمعاصي فاخذهم اخذة رابية اخذهم الله اخذة نامية زائدة على اخذات الامم. وهي انه قال وبهم ديارهم وارسل عليهم حاصبا انا لما طغى الماء وان تجاوز حده من الارتفاع والعلوم حملناكم في الجاريتين وانتم في اصلاب ابائكم سفينة نوح لانها كانت تجري بهم في ماء الطوفان هلاك قوم نوح لكم يا امة محمد تذكرة اي عبرة وموعظة يستدلون بها على عظيم قدرة الله وشدة انتقامه وتعيها اذن واعية اي تحفظها بعد سماعها اذن حافظة لما سمعت فدكتها دكة واحدة فكسرتها كسرة واحدة لا زهات عليها وقيل بسطة بسطة واحدة. فيومئذ وقعت واقعة اقامة انشقت السماء فهي يومئذ واهية انشقت من نزول ما فيها من الملائكة فهي في ذلك اليوم ضعيفة مسترقية. والملك على اردائها الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الرب فينزلون الى الارض ويحيطون بالارض ومن عليها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية اي ثمانية من الملائكة المقربين قال وافعالكم خافية كائنة ما كانت. فيقولها امي خذوا اقرؤوا كتابها. يقول ذلك سرور وابتهاجا بما رأوا في كتابه من اعتقادات والاعمال الصالحة اني ظننت اني ملاق حسابي علمت وايقنت في الدنيا اني احاسب في الاخرة فهو في عيشة راضية مرضية لا مكروهة في جنة عالية اي مرتفعة في المكان لانها في السماء مرتفعة المنازل رفيعة القدر دانية المعنى ان ثمارها قريبة ممن يتناولها من من القائد المضطجع بما اسلفتم في الايام الخالية بسبب ما قدمتم من الاعمال الصالحة في الدنيا واما من اوتي كتابه بشماله فيقول حزن وكربا لما رأى في ليتني لموت كتابي اي لم اعطى كتابي. ولم ادري ما حسابي الم ادري اي شيء حسابي لان كله عليتها كانت القاضية ليت الموتة متها كانت القاضية ولم احيا بعدها. تمنى دوام الموت وعدم البعث لما شاهد من سوء عمله وما يصل اليه من عذاب ما اغنى عني ماليه لم يدفع عني ما دنيته من المال من عذاب الله شيئا. هلك اني سلطاني اي هلكت عني حجتي وظل ضلت عني وقيل المراد بالسلطان المنصب والجاه والملك وحينئذ يقول الله عز وجل يجمع يده الى عنقه في الاغلال ثم الجحيم صلوا وادخلوا الجحيم ليصلح الله ثم في سلسلة ذراعا فاسلكوا السلسلة حلق منتظمة وذرعها طولها. فليس له اليوم ها هنا حميم وليس له يوم القيامة في الاخرة قريب ينفع ويشفع له لانه يوم يفر فيه القريب القريب والحبيب من حبيبه ولا طعام الا من غسله ما هو ما ينغسل من ابدانه من القيح والصديد الخاطئ من اصحاب الخطايا وارباب الذنوب فلا اقسم بما تبصرون وما لا تبصرون اي اقسم بالاشياء كلها ما يرى منها وما لا يرى. انه لقول رسول الكريم ان القرآن تلاوة الرسول تلاوة رسوله الكريم والمراد محمد صلى الله عليه وسلم وانه لقول يبلغه رسول كريم يريد به جبريل وما هو بقول شاعر كما تزعمون لانه ليس من اصناف الشعر قليلا ما تؤمنون ايمانا قليلا تؤمنون وتصديقا يسيرا تصدقون ولا بقول كاهن كما تزعمون فان الكهانة امر اخر لا جامع بينها وبين هذا قليلا ما تذكرون اي تذكر قليلا تتذكرون من رب العالمين ومعنى انه لقول الرسول الكريم وتنزيل من رب العالمين على لسانه ولو تقول علينا بعض الاقاويل اي ولو تقول ذلك الرسول ومحمدا وجبريل ما تقدم لو تكلف شيئا من ذلك وجاء به من جهة نفسه ونسبه الى الله لاخذنا منه باليمين بيده اليمنى ثم لقطعنا منه الوتين الوتين عرق يجري في الظهر. عرق يجري في الظهر حتى يتصل بالقلب وهو تصوير الاهلاك بافظع ما يفعله الملوك من يغضبون عليه فما منكم من احد عنه حاجبين ليس منكم احد يحدثنا عنه وينقذه منا فكيف يتكلف الكذب على الله لاجلكم وانه لتذكرة للمتقين اي ان تذكرة لاهل التقوى لانهم منتفعون به وانا لنعلم ان منكم مكذبين اي ان بعضكم يكذب بالقرآن فنحن نجازيهم على ذلك وانه لحسرة على الكافرين من القرآن لحسرته ندامة على الكافرين يوم القيامة اي شك احسنت بارك الله فيك ان شاء الله نكمل ونختم ان شاء الله بعد صلاة العصر