واحد طبعا هو اجره لا يقل لانه ما دام كان مؤديا هذا الصنيع فاجره لا ينزل ابدا. وهذا من رحمة الله تعالى على ان من نوى العمل الصالح ولم يتمكن منه يؤجر على بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال ابو داوود علينا وعليه رحمة الله حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى وبشر عن حميد عن بكر عن ابي رافع عن ابي هريرة قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة وانا جنب فاختنست فذهبت فاغتسلت ثم جئت فقال اين كنت يا ابا هريرة قال قلت اني كنت جنبا فكرهت ان اجالسك على غير طهارة قال سبحان الله ان المسلم لا ينجس قال في حديث بشر حدثنا حميد قال حدثني بكر قوله حدثنا مسدس ومسدد ابن مسرهد ابو الحسن البصري قال حدثنا يحيى ويحيى بن سعيد القطان وبشر هو بشر ابن المفضل ابن لاحق الرقاشي ابو اسماعيل البصري قال العجلي ثقة فقيه البدن وهذي كلمة فقيه البدن تطلق على الفقيه الذي التصق الفقه بعظمه ولحمه وفيه معنى انه من الراسخين في العلم وقد توفي بشر عام سبع وثمانين ومئة وقيل ست وثمانين ومئة عن حميد وهو حميد بن ابي حميد الطويل وهو من العباد عن بكر هو بكر ابن عبد الله ابن عمرو ابن هلال ابو عبدالله المزني البصري توفي عام ست ومئة وهو ثقة مأمون. كما قال ابو زرع ووثقه الجميع وقال حميد الراوي عنه هنا كان بكر مجاب الدعوة عن ابي رافع وهو نفيع ابو رافع الصائغ المدني وكان عبدا ثم اعتق فلما اعتق بكى قال كان لي اجران والان لي اجران نيته عن ابي رافع عن ابي هريرة الصحابي الجليل قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة وانا جنب فاختنست اي تأخرت وانقبضت ومضيت مستخفيا وهذه لفظة ابي داوود كما نص على ذلك ابن الاثير في جامع الاصول وجامع الاصول يجمع الروايات ويبين الفوارق فاختنست فذهبت فاغتسلت ثم جئت فقال اين كنت يا ابا هريرة؟ قال قلت اني كنت جنبا فكرهت ان اجالسك على غير طهارة. قال سبحان الله ان المسلم لا ينجس وهذا الحديث كان فيه فوائد يعني الاول فيه تنبيه المتبوع لتابعه. ثانيا فيه جواز تأخير الاختصار عن اوله. قول سبحان الله يعني تقال لمن تعجب من شيء. طبعا البخاري اورد الخبر في صحيحه بوب عليه بابه عرق الجنب وان المسلم لا ينجس. هكذا بوب عليه البخاري وساقه قال حدثنا علي ابن المديني قال حدثنا يحيى حتى تعلم كيف تجتمع الطرق؟ قال حدثنا حميد قال حدثنا بتر تأمل هنا قال حدثنا حميد قال حدثنا ابا بكر لان حميد بن ابي حميد طويل مدلس وقد صرح بالسماء عند البخاري وصرح بالسماء ايضا عند ابي داوود من رواية بشر فحتى تعلم كيف ان اهل العلم ينطقون ادق الروايات واعلى الروايات عن ابي رافع عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب فانخنست منهم فذهب فاغتسل ثم جاء فقال اين كنت يا ابا هريرة؟ قال كنت جنبا فكرهت ان اجالسك وانا على غير طهارة فقال سبحان الله ان المؤمن لا ينجس اذا فانخنست هو من الخنوس وهو التأخير والاختفاء يعني انسللت واختفيت ومعنى اجالسك يجلس معك وكان من اخلاق الصحابة واحترامه للنبي صلى الله عليه وسلم وحبه له انهم يكونون على احسن هيئة اذا ارادوا مجالسته فهذا ابو هريرة رضي الله عنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة وهو جنب فانسل منهم خفية وذهب الى بيته فاغتسل ثم عاد اليه فسأله عن سبب تأخره فاخبره بانه كان على غير طهارة وانه كان جنبا فكره ان يجالسه على تلك الحالة فتعجب النبي صلى الله عليه وسلم بان المؤمن لا ينجس مهما كانت حاله وهذا الحديث مع الفائدتين اللتين ذكرناهما فيه فوائد اولا ان الجنابة ليست نجاسة تحل بالبدن ثانيا طهارة المؤمن حيا وميتا ولكن هذا لا يعني بانه لا تصيبه النجاسة بل ان ذلك يكون فوجب على العبد اذا اصابته نجاسة ان يتنظف ويتطيب منها ثالثا جواز تأخير غسل الجنابة ولكن الافضل فيها ان تقدم رابعا حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم واكرامه له خامسا ينبغي احترام اهل العلم والفضل واتخاذ احسن الهيئات لمجالستهم لانهم ورثة الانبياء سادسا انكر النبي صلى الله عليه وسلم على ابي هريرة انصرافه من غير ان يخبره فدل على اهمية استئذان اولي العلم والفضل قبل الانصراف من بين ايديهم تابعا طهارة عرق المؤمن سواء كان حيا سواء كان جنبا او ليس بجنب ثامنا التسبيح عند رؤية او سماع ما يتعجب ويستغرب منه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته