بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال مسلم علينا وعليه رحمة الله حدثني حرملة ابن يحيى التجيبي قال اخبرنا عبد الله ابن وهب قال اخبرني حيوا قال حدثني ابن الهاد عن ابي بكر ابن حزم عن عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة ان الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه اذا الرفق هو ضد العنف والرفق منزلة عظيمة لمن منح هذه الخصلة وهذا الحديث مع الذي قبله يدلان على فضل الرفق والحث على التخلق به وذم ما هو ضد الرفق وهو العنف ومعلوم ان الرفق سبب كل خير وربنا جل جلاله يعطي ويثير على الرفق بخلاف غيره يقول القاضي عياض معناه يتأتى به من الاغراظ ويسهل من المطالب ما لا يتأتى بغيره نعم حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري قال حدثنا ابي قال حدثنا شعبة عن المقدام وهو ابن شريح ابن هانئ عن ابيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ان الرزق لا يكون في شيء الا زانه ولا ينزع من شيء الا شانه. اذا الرفق لما يكون فيه شيء يحسنه ويزينه والى رفع الرزق من شيء فانه يقبحه حدثنا محمد ابن المثنى وابن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت المقدام ابن شريح ابن هانئ لهذا الاسناد وزاد في الحديث رسمت عائشة بعيرا فكانت فيه صعوبة فجعلت تردده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بالرفق ثم ذكر بمثله. اذا الرفق هو مستحب في كل شيء مع الانسان ومع الحيوان ومع الجمال ومع الجماد كلنا يحفظ ان من صفات عباد الرحمن انهم يمشون على الارض هونا فهذا ايضا من الرفق حتى في المشي وحتى في الجثة وحتى في ديانة وحتى في القعود باب النهي عن لعن الدواب وغيرها. اللعن لا يجوز. لا للدواب ولا لغيرها حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وزهير ابن حرب جميعا عن ابن علية قال زهير حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم قال حدثنا ايوب عن ابي قلابة عن ابي المهلب عن عمران ابن حصين قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره وامرأة من الانصار على فضجرت فلعنتها فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال خذوا ما عليها ودعوها فانها ملعونة اي هذه الدابة وعاقب النبي صلى الله عليه وسلم هذه المرأة بهذا قال عمران فكأني اراها الان تمشي في الناس ما يعرظ لها احد لان الناس يستجيبون امر النبي صلى الله عليه وسلم ونبينا صلى الله عليه وسلم قد قال هذا زجرا لها ولغيرها وقد كان سبق نهيها ونهي غيرها عن اللعن فعوقب بارسال الناقة والمراد النهي عن مصاحبته لتلك الناقة في الطريق فقط. واما بيعها وذبحها وركوبها في غير مصاحبته صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من التصرفات التي كانت جائزة قبل هذا فهي باقية على اصلها لان الشرع انما ورد بالنهي عن المصاحبة فبقي الباقي كما كان على قاعدة الاصل بقاء ما كان على ما كان نعم حدثنا قتيبة بن سعيد وابو الربيع قال حدثنا حماد وهو ابن زيد حام وحدثنا ابن ابي عمر قال حدثنا الثقفي كلاهما عن ايوب باسناد اسماعيل نحو حديثه الا ان في حديث حماد قال عمران فكأني انظر اليها ناقة وارقاء اي طبعا معنى ورقائي يخالط بياضها سواد ويقال للبكر اورق. نعم نعم ناقة ورقاء وفي حديث الثقفي فقال خذوا ما عليها واعروها فانها ملعونة باعتبار قد حصل اللعن عليها حدثنا ابو كامل الجحدري فضيل ابن حسين قال حدثنا يزيد يعني ابن زريح قال حدثنا التيمي عن ابي عثمان عن ابي بردة الاسلمي قال بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم اذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتظايق بهم الجبل فقالت حل هي كلمة فلما تزجر للابل واستحداثها نعم اللهم العنها قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة. نعم حدثنا محمد ابن عبد الاعلى قال حدثنا المعتمر ابن سليمان حا وحدثني عبيد الله بن سعيد قال حدثنا يحيى يعني ابن سعيد جميعا عن سليمان التيمي بهذا الاسناد وزاد في حديث المعتمر لا ايم الله لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة من الله. او كما قال حدثنا هارون ابن سعيد الايدي قال حدثنا ابن وهب قال اخبرنا قال اخبرني سليمان وهو ابن بلال عن العلاء ابن عبد الرحمن حدثه عن ابيه عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينبغي لصديق ان يكون لعنا اذا هذا فيه الزجر عن اللعن وان من تخلق به لا يكون في هذه الصفات الجميلة لان اللعنة في الدعاء يراد بها الابعاد من رحمة الله وليس الدعاء بهذا من اخلاق المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالرحماء بينهم ووصفهم بالتعاون على البر والتقوى وجعلهم الشرع كالبنيان يشد بعضه بعضا. وجعلهم كالجسد الواحد وجعلهم كالبنيان المرصوص وان الاصل ان المؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه اذا من دعا على اخيه المسلم باللعنة ومعلوم ان اللعنة هي الابعاد من رحمة الله فهذا هو نهاية في المقاطعة والتدابر وهذا غاية ما يوده المسلم للكافر ويدعو عليه به ولهذا جاء في الحديث لعن المؤمن كقتله. لعن المؤمن كقتله مر معنا هذا الحديث برقم ثلاث مئة وثلاثة لان القاتل يقطعه عن منافع الدنيا. وهذا يقطعه عن عن نعيم الاخرة وعن رحمة الله تعالى اذا هذا اثم كبير ان يلعن الانسان اخاه المسلم وبعضهم يلعن ولده او يلعن زوجته او يلعن اباه فهذا كله من كبائر الذنوب وعظائم الامور فيا عبادي فيا عباد الله ان رحمة الله تعالى بيده ولا يخرج احد احدا من رحمة الله تعالى الا باذن الله سبحانه وتعالى ورحمة ربنا قد وسعت كل شيء فاياكم من هذا ولا تعتدوا على حق الله تعالى ولا على حق عباده وعليكم بالرفق والرحمة واعلموا ان الله قد جعل بعضنا لبعض فتنة فعلينا بالصبر والاحتساب الاجر وان نزرأ بالحسنة السيئة حدثنيه ابو كريب قال حدثنا خالد ابن مخلد عن محمد بن جعفر عن العلاء ابن عبد الرحمن بهذا الاسناد ملة حدثني سويد ابن سعيد قال حدثني حفص ابن ميسرة عن زيد ابن اسلم عن ان عبد الملك ابن مروان بعث الى ام الدرداء بامجاد من عنده فلما ان كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه ابطأ عليه فلعنه فلما اصبح قالت له ام الدرداء سمعتك الليلة لعنت خادمك حين دعوته فقالت سمعت ابا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة فمعناه لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في اخوانهم الذين استوجبوا النار ولا شهداء ان يشهدون على الامم بتبليغ رسلهم اليهم الرسالات فيا عباد الله جدوا بالطاعات وابتعدوا عن المحرمات وعليكم بما يقربكم الى الدرجات حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وابو غسان المسمعي وعاصم ابن النظر التيمي قالوا حدثنا معتمر بن سليمان حاء وحدثنا اسحاق بن إبراهيم قال اخبرنا عبد الرزاق كلاهما عن معمر عن زيد ابن اسلمة في هذا الاسناد لمثل معنى حديث حفص ابن ميسرة حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا معاوية ابن هشام عن هشام ابن سعد عن زيد ابن اسلمة وابي حازم عن من ام الدرداء عن ابي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة حدثنا محمد ابن عباد وابن ابي عمر قال حدثنا مروان يعنيان الفزاريز ان يزيد وهو ابن كيسان عن ابي حازم عن ابي هريرة قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال اني لم ابعث لعنا وانما بعثت رحمة وهكذا ينبغي على الانسان ان يبث العلم والخير والدعوة الى الله سبحانه وتعالى ويجعل انسانا شأنه ان يدعو امة الاجابة وامة الدعوة فلا يفتر الانسان في دعوته الى ربه ومولاه باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم او سبه او دعا عليه وليس هو اهلا لذلك كان له زكاة واجرا ورحمة حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن الاعمش عن ابي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا ادري ما هو فاغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله لمن اصاب من الخير شيئا ما اصابه هذان قال وماذا؟ قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال اوما علمت ما شارت عليه ربي؟ قلت اللهم انما انا بشر اي البشر يعتريه الغضب فاي المسلمين لعنته او سببته فاجعله له زكاة واجرا وهذا من رحمته صلى الله عليه وسلم حتى في من قصر واستوجب الذنب فانه قد شارك ربه ان يجعلها له رحمة وزكاة ولنا في قصة عبدالله ابن ام مكتوم يعني سبيل حينما عبث النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وتولى عنه بجسده فنزلت تزكية الرب فيه. واما من جاءك يسعى وهو يخشى فانت عنه ثلاثة اذا جاء التزكية به الى يوم القيامة ببركة ما شارك فيه النبي صلى الله عليه وسلم ربه وبالرحمة التي قد جعلها الله في قلب نبيه فالانسان يتصف بهذه الصفة حدثناه ابو بكر ابن ابي شيبة وابو كريث قال حدثنا ابو معاوية هاظا حدثنا علي ابن حجر السعدي هو اسحاق ابن ابراهيم وعلي ابن خشرم جميعا عن عيسى ابن يونس كلاهما عن الاعمش بهذا الاسناد نحو حديث جرير وقال في حديث عيسى فخلو بهم فسبهما ولعنهما واخرجهما حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انما انا بشر فايما رجل من المسلمين سببته او لعنته او جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة وحدثنا ابن نمير قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش عن ابي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله الا ان في زكاة واجرا حدثنا ابو بكر ابن ابي شيفة وابو كريبن قال حدثنا ابو معاوية حاء وحدثنا اسحاق ابن ابراهيم قال حدثنا عيسى ابن يونس كلاهما عن الاعمش باسناد عبد الله ابن نمير مثل حديثه غير ان في حديث عيسى اجعل واجرا في حديث ابي هريرة واجعل ورحمة في حديث جابر حدثنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن الحزامي عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اني اتخذ عندك عهدا لن تخلفني فانما انا بشر فاي المؤمنين اذيته شتمته لعنته جلسته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربا تقربه بها اليك يوم القيامة حدثناه ابن ابي عمر قال حدثنا سفيان قال حدثنا ابو الزناد بهذا الاسناد نحوه الا انه قال او جلده قال ابو الزناد وهي لغة ابي هريرة وانما هي جلدته طبعا لفظة البهراء يلده يلده هكذا حدثني سليمان ابن معبد قال حدثنا سليمان ابن حرب قال حدثنا حماد ابن زيد عن ايوب عن عبد ان الاعرج عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه حدثنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا ليث عن سعيد ابن ابي سعيد عن سالم المولى النصريين قال سمعت ابا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم انما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر واني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفني فايما مؤمن اذيته او سببته او جلسته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها اليك يوم القيامة. اللهم امين حدثنا حرملة ابن يحيى قال اخبرنا ابن وهب قال اخبرني يونس عن ابن شهاب قال اخبرني سعيد ابن المسيب عن ابي هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم فايما فايما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة اليك يوم القيامة حدثني زهير ابن حرب وعبد ابن حميد قال زهير حدثنا يعقوب ابن ابراهيم قال حدثنا ابن اخي ابن شهاب عن عمه قال حدثني سعيد ابن المسيب عن ابي هريرة انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اتخذت عندك عهدا لن تخلفني فايما مؤمن اذيته او سببته او جلسته فاجعل ذلك كفارة له يوم القيامة حدثني هارون ابن عبد الله وحجاج ابن الشاعر قال حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج اخبرني ابو الزبير انه سمع جابر ابن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما انا بشر واني اشترطت على ربي عز وجل اي عبد من المسلمين سببته او شتمته ان يكون ذلك له زكاة واجرا. نسأل الله ان يكتب اجرنا واجركم وان يفتح الله لنا ولكم من الخيرات والبركات والمسرات والرحمات هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته