المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الثالثة والعشرون ارشادات القرآن على نوعين احدهما ان يرشدا امرا ونهيا وخبرا الى امر معروف شرعا او معروف عرفا كما تقدمت والنوع الثاني ان يرشد الى استخراج الاشياء النافعة من اصول معروفة ويعمل الفكر في استفادة المنافع منها. وهذه القاعدة شريفة جليلة اما النوع الاول فاكثر ارشادات القرآن في الامور الخبرية والامور الحكمية داخلة فيه. واما النوع الثاني وهو المقصود هنا فانه دعا عباده في ايات كثيرة الى التفكر في خلق السماوات والارض وما خلق الله فيهما من العوارم والى النظر فيها. واخبر انه سخرها لمصالحنا ومنافعنا. وانزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه العقول على التفكر فيها واستخراج انواع العلوم والفوائد منها وذلك اننا اذا فكرنا فيها ونظرنا حالها واوصافها وانتظامها ولاي شيء خلقت ولاي فائدة ابقيت وماذا فيها من الايات وما استوت عليه من المنافع افادنا هذا الفكر فيها علمين جليلين احدهما اننا نستدل بها على ما الله على على ما الله من من صفات الكمال والعظمة على ان نستدل بها على مال الله من صفات الكمال والعظمة. وما له من النعم الواسعة والايادي المتكاثرة. وعلى صدق ما اخبر به من المعادي والجنة والنار. وعلى صدق رسوله وحقيقة وحقيقة ما جاءوا به. وهذا النوع قد اكثر منه اهل العلم وكل ما وكل ذكر ما وصل اليه علمه. فان الله اخبر ان الايات انما ينتفع بها اولو الالباب وهذا اجل العلمين واعلاهما واكملهما. والعلم الثاني انما نتفكر فيها ونستخرج منها المنافع المتنوعة. فان الله سخرها قالنا وسلطنا على استخراج جميع ما في ما لنا فيها من المنافع والخيرات الدينية والدنيوية فسخر لنا ارضها لنحرثها ونزرعها ونغرسها ونستخرج معادنها وبركتها. وجعلها طوع علومنا واعمالنا لنستخرج منها صناعتنا نافعة. فجميع فنون الصناعات على كثرتها وتنوعها وتفوقها لا سيما في هذه الاوقات. كل ذلك داخل في هذا ماء وقد عرفت الحاجة بل الضرورة في هذه الاوقات الى استنباط المنافع منها وترقية الصنائع الى ما لا حد له. وقد ظهر في هذه الاوقات الاوقات من موادها وعناصرها امور فيها فوائد عظيمة للخلق وقد تقدم لنا في قاعدة اللازم ان ما لا تتم به الامور المطلوبة فهو مطلوب وهذا يدل على ان تعلم الصناعات والمخترعات الحادثة من الامور المطلوبة شرعا كما هي مطلوبة لازمة عقلا وانها من الجهاد في سبيل الله. ومن علوم القرآن فان القرآن نبه العباد على انه جعل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. وانه سخر لهم ما في فعليهم ان يسعوا لتحصيل هذه المنافع من اقرب الطرق الى تحصيلها. وهي معروفة بالتجارب وهذا من ايات القرآن بل هو اكبر دليل على سعة علم الله وحكمته ورحمته بعباده. بان اباح لهم جميعا نعم ويسر لهم الوصول اليها بكل بطرق لا تزال تحدث وقتا بعد وقت وقد اخبر في عدة ايات انه تذكرة يتذكر به العباد كل ما ينفعهم. فيسلكونه وما يضرهم فيتركونه. واماهم الهداية لجميع المصالح