الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. وبعد فهذا هو المجلس الرابع والعشرون من مجالس قراءتنا لتفسير القرآن العظيم للحافظ ابي الفدا اسماعيل ابن كثير الدمشقي رحمه الله دابا لي فغسلت يدي من القرض واذنت واذنت له. فوضع له وسادة فوضعت له وسادة ادم حشوها لي فقعد عليها فخطبني الى نفسي. فلما فرغ من مقالته قالت يا رسول الله ما بي الا قلت ونحن في ليلة الاثنين في العاشر من شهر الله رجب عام خمسة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كنا قد وقفنا على الاية الخامسة والخمسين بعد المئة من سورة البقرة فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح القراءة دكتور احمد الهواري. نعم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ومن علمنا يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين. امين ولنبلونكم ايه وليبلبلونكم. ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولى اولئك هم المهتدون اخبر الله اخبر تعالى انه يبتلي عباده المؤمنين ان يختبرهم ويمتحنهم كما قال ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخبارا هم فتارة بالسراء وتارة بالضراء من خوف وجوع كما قال تعالى. فاذاقها لباس فاذاقها الله لباس الجوع والخوف فان الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه. ولهذا قال لباس الجوع والخوف. وقال ها هنا لشيء من الخوف والجوع اي بقليل من ذلك ونقص من الاموال اي ذهاب بعضها. والانفس كموت الاصحاب والاقارب والاحباب مراتي اي لا تغل الحدائق والمزارع كعادتها. كما قال بعض السلف فكانت بعض النخيل لا تثمر غير واحدة وكل هذا وامثاله مما يختبر الله به عباده فمن صبر اثابه ومن قنط احل الله احل به عقابه. ولهذا قال تعالى وبشر الصابرين وقد حكى بعض المفسرين ان المراد بان المراد من الخوف ها هنا خوف الله. وبالجوع صيام رمضان وبنقصد اموال الزكاة والانفس الامراض والثمرات الاولاد وفي هذا نظر والله اعلم. القول بشيء من الخوف دل على ان الاصل الابتلاء بالسراء وان الابتلاء بالظراء شيء عارض ولهذا لو ينظر الانسان الى حال نفسه يجد ان صحته اكثر من مرضه وان يساره اكثر من اعصاره ساعات سروره في عمره اكثر من ساعات حزنه في عمره لذلك قال بشيء نعم. ثم بين تعالى من الصابرين الذين شكرهم فقال الذين اذا الذين اذا اصابتهم مصيبة قال انا لله وانا اليه راجعون. اي تسلوا بقولهم هذا عما اصابهم وعلموا انهم ملك لله في عبيده بما يشاء وعلموا انه لا يضيع لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة. فاحدث لهم ذلك اعترافهم بانهم عبيده وانهم اليه راجعون في الدار الاخرة. ولهذا اخبر تعالى عما اعطاهم على ذلك فقال اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة اي ثناء من الله عليهم ورحمة قال سعيد بن جبير اي امنة من العذاب واولئك هم المهتدون. قال قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب نعم نعم عدلان ونعمة العلاوة اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. فهذان العدلان. العدلة. فهذان العدلان واولئك هم المهتدون فهذه العلاوة يعني في مقابل شيئين اعطانا شيئين. الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اذا قالوا وصبروا بالمقابل قولهم عليهم صلوات ثناء من الله ومقابل فعلهم من الصبر عليهم الرحمات طيب وين العلاوة؟ شي زايد؟ واولئك هم المهتدون. هذه هي العلاوة نعم وهي ما توضع بين العدلين وهي زيادة في الحمل فكذلك هؤلاء اعطوا ثوابهم وزيدوا ايضا وقد ورد في ثواب الاسترجاع وهو قوله انا لله وانا اليه راجعون. عند المصائب احاديث كثيرة فمن ذلك ما رواه الامام احمد حدثنا يونس بن محمد حدثنا ليثون يعني ابن ابن سعد عن يزيد ابن عن يزيد ابن عبد الله ابن اسامة ابن الهاد عن عمر ابن ابي عمر عن المطلب عن ام سلمة قالت اتاني ابو سلمة يوماه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا سررت به قال لا يصيب احدا من المسلمين مصيبة سوف يسترجع عند مصيبته ثم يقول اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني واخلف لي خيرا منها الا فعل ذا الا الا فعل ذلك به. لانه قال اللهم الا فعل الله نعم قالت ام سلمة فحفظت ذلك منه. فلما توفي ابو سلمة استرجعت وقلت اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منه ثم رجعت الى نفسي فقلت من اين لي خير من ابي سلمة؟ فلما انقضت فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ادبغ به قلت يا رسول الله ما بي الا يكون بك الرغبة ولكنني امرأة في غيرة شديدة فاخاف ان ترى مني شيئا يعذبني الله به وانا امرأة قد دخلت في السن وانا ذات عيال. فقال اما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز وجل عنك. واما ما ذكرت من السن فقد اصابني مثل الذي اصابك. واما ما ذكرت من العيال فانما عيالك عيالي. قالت فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت ام سلمة بعد فقالت ام سلمة بعده؟ ابدلني الله ابي سلمة خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فيه دلالة على فضل التسليم لله جل وعلا. انا لله ملكا وايجادا وخلقا واعداما واعطاءا ومنعا سعة وضيقا وانا اليه راجعون فيحاسبنا فاذا كان الامر كذلك يقينا فلما التضجر لو ان شخصا ما قرظك بالمقاريض ما كان ينبغي لك ان تتظجر ما دام ذلك في كم بالله عز وجل نعم وفي صحيح مسلم عنها انها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول انا لله وانا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الا اجره الله في مصيبته واخلف له خيرا منها. قالت فلما توفي ابو سلمة قلت كما امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخلف الله لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الامام احمد حدثنا يزيد وعباد ابن عباد قال قال حدثنا هشام ابن ابي هشام حدثنا عباد ابن زياد عن امه عن فاطمة ابنة الحسين عن ابيها الحسين ابن علي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه عليه وسلم قال ما من مسلم ولا مسلمة يصاب بمصيبة فيذكرها فيذكرها وان طال فيذكرها وان طال عهدها. وقال عباد قدم عهدها قد مات قدوة قدوا منه. قدم عهدها ما من ما من مسلم ولا اه فيحدث فيحدث فيحدث لذلك استرجاعا الا جدد الله له عند ذلك فاعطاه مثل اجرها يوم اصيب. ورواه ابن ماجة في سننه عن ابي بكر هذا بشرط فاعطاه مثل اجرها يوم اصيب لكن بشرط ما هو هذا الشرط الا يكون قد سبق ذلك تضجر يعني انسان اصيب بمصيبة وصبر لكن نسي هذه المقالة ثم تذكر هذه المقالة بدون تضجر منه بعد يوم او يومين او ثلاث فقال انا لله وانا اليه راجعون حصل اجر المصيبة تامة نعم ورواه ابن رواه ابن ماجة في سننه عن ابي بكر ابن ابي شيبة عن وكيل عن هشام ابن زيادة عن امه عن فاطمة بنت ابيه عن فاطمة بنت الحسن ابن علي عن ابيها بنت الحسين اه عن فاطمة بنت الحسين بن علي عن ابيها. وقد رواه اسماعيل بن علية ويزيد بن هارون عن هشام بن زياد عن ابيه كذا عن فاطمة عن ابيها وقال الامام احمد حدثنا انا يحيى انبأنا يحيى انبأنا يحيى عن آآ انبأنا يحيى ابن اسحاق السيلحيني انبأ انا حماد بن سلمة عن ابي سنانة قال دفنت ابنا لي فاني لفي القبر اذ اخذ بيدي ابو طلحة يعني الخولاني فاخرجني وقال لي ابشرك قلت بلى. قال حدثني الضحاك ابن عبدالرحمن ابن عزرب ابن عرزب. عن ابي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله يا ملك الموت قبضت ولد عبدي قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده. قال نعم. قال فما قال قال واسترجع قال ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد. ثم رواه عن ابي عن علي ابن اسحاق عن عبد الله ابن المبارك فذكر وهكذا رواه الترمذي عن سويد ابن عن سويد بن نصر عن ابن المبارك به. وقال حسن غريب واسم ابي سنان عيسى ابن سنان ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما من تطوع خيرا فان الله شاكر عليم. قال الامام احمد حدثنا سليمان ابن داوود الهاشمي انبأنا ابراهيم بن سعد الزهري عن عروة عن عائشة قالت عن عائشة قال قلت قال قال عن عائشة بعدين قال يعني عروة قلت عن عائشة قال قلت ارأيت ارأيت قول الله تعالى ارأيت اي نعم رأيت قول الله تعالى ان الصفا من شعائر الله. فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. قلت فوالله ما علي فوالله ما على احد جناح الا يتطوف بهما. فقالت عائشة بئس ما قلت يا ابن اختي بئس ما قلت عروة رجل اه بئس ما قلت بئس ما قلت يا ابن اختي انها لو كانت على انها لو كانت على ما والتهى عليه كانت فلا جناح عليه الا يطوف بهما. الا الا يتطوف بهما. طبعا الاية ما فيها لا. نعم ولكنها انما انزلت ان الانصار كانوا قبل ان يسلموا كانوا كانوا يهلون لمنات الطاغية التي كانوا يعبدونها ده المشلل وكان من وكان من اهل لها يتحرج ان يطوف بالصفا والمروة. فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ان كنا نتحرج ان نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية فانزل الله عز وجل ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او امر فلا جناح عليه ان يطوف بهما قالت عائشة ثم قدم سن رسول الله ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما فليس لاحد ان يدع الطواف بهما اخرجاه في الصحيح في حين وفي الحديث نصوا على ان التابعي وهو عروة اخطأ لما استقل بالفهم في كتاب الله عز وجل فدل على وجوب اتباع فهم السلف الصالح نعم السلام عليكم. وفي رواية عن الزهرية انه قال فحدثت بهذا الحديث ابا بكر بن عبدالرحمن بن حارث بن هشام فقال لي وان هذا العلم ما كنت سمعت وان هذا العلم ما كنت سمعته. وان هذا العلم. وان ما كنت سمعته وان هذا العلم ما كنت سمعته. ولقد سمعت رجالا من اهل العلم يقولون ان الناس ان الناس الا من ذكرت عائشة كانوا يقولون ان طوافنا بين هذين الحجرين من امر الجاهلية. وقال اخرون من الانصار انما امرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمن وامر بالطواف بين الصفا والمروة فانزل الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله. قال ابو بكر بن عبدالرحمن قال ابو بكر بن عبدالرحمن حدث فلعلها نزلت في هؤلاء وهؤلاء. ورواه البخاري من حديث مالك عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة بنحو ما تقدم. ابو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام وهو من سادات الفقهاء في المدينة يدل دلالة واضحة وهو احد الفقهاء السبعة يدل دلالة واضحة لان الاية قد تنزل فتشمل بعمومها عدة وقائع تنزل تشمل بعمومها عدة وقائع نعم قال البخاري وحدثنا محمد بن يوسف وحدثنا سفيان عن عاصم بن سليمان قال سألت انسا عن الصفا والمروة قال كنا نرى ذلك من امر الجاهلية. فلما جاء الاسلام امسكنا عنهما. فانزل الله عز وجل ان الصفا والمروة من شعائر الله. وذكر القرطبي في تفسيره عن ابن عباس قال كانت الشياطين تتفرق بين الصفا والمروة. كانت الشياطين تتفرق بين الصفا والمروة الليل كله وكانت بينهما الهة. فلما جاء الاسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطواف بينهما فنزلت هذه الاية وقال الشعبي كان اسافا على الصفا وكانت نائلة على المروة وكانوا يستلمونهما فتحرجوا بعد الاسلام من الطواف بينهما فنزلت هذه الاية ومحمد ابن اسحاق في كتاب السيرة ان اسافر هنا اذا تكالا بشرين فزنا يا داخل الكعبة فمسخا حجرين فنصبتهما قريش تجاه الكعبة ليعتبر بهما الناس. فلما طال عهدهما ثم حول الى الصفا والمروة فنصب هنالك. فكان من طاف بالصفا والمروة يستلمهما. ولهذا يقول ابو طالب في قصيدة ابو طالب في قصيدته المشهورة ابو طالب في قصيدته المشهورة هي قصيدة طويلة قاربت مئة بيت يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم على مفاخر بني هاشم. نعم وحيث ينيخ الاشعرون وحيث ينيخ الاشعرون ركابهم لمفضي السيول من اساف من اساف ونائل يعني شوف كيف الشيطان لعب فيه حتى انهم عبدوا رجلين هم يعلمون انهما زنيا في الكعبة فمسخهما الله نعم وفي صحيح مسلم من حديث جابر الطويل وفيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من طوافه بالبيت عاد الى الركن فاستلمه ثم خرج الى باب وهو يقول ان الصفا والمروة من شعائر الله ثم قال ابدأ بما بدأ الله به. وفي رواية النسائي نبدأ بما بدأ الله به يا شيخ ما كان يتم الاية في هذه لم يأتي ولا في رواية ضعيفة انه كان يتم الاية وانما يقرأ ان الصفا والمروة من شعائر الله ثم يقول ابدأ بما بدأ الله به خبرا ويقول لامته ابدأوا بما بدأ الله به تعليما احسن الله فان كان الرجل عالما يقول ابدأوا بما بدأ الله به وان كان معه ناس يقول لهم ابدأوا بما بدأ الله به جمعا بين الروايتين نعم احسن الله اليكم وقال الامام احمد حدثنا سريج حدثنا عبد الله بن المؤمل عن عطاء بن ابي رباح عن صفية بنت شيبة عن حبيبة بنت ابي بنت ابي تجرة بنت ابي اجراءات قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهم من ورائهم وهو يسعى على وهو يسعى حتى ارى ركبتيه من شدة يدور به ازاره وهو يقول اسعوا فان الله كتب عليكم السعي اسعوا فان الله كتب عليكم السعي ثم رواه الامام احمد عن عبد الرزاق اخبرنا مع عمر عن واصل مولى ابي عيينة عن عن موسى ابن عبيدة عن صفية بنتي شايبة ان امرأة اخبرتها انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة يقول كتب عليكم السعي فاسعوا وقد استدل بهذا الحديث على مذهب من وقد استدل بهذا الحديث عليه. استدل بهذا الحديث بهذا الحديث على مذهب من ان السعي بين الصفا والمروة ركن في الحج كما هو مذهب الشافعي يوما وافقه. ورواية عن احمد وهو مشهور عن مالك. وقيل انه انه واجب وليس بركن فان تركه عمدا وسهوا جبره فان تركه عمدا او سهو جبره بدم وهو رواية عن احمد وبه يقول طائفة وقيل بل مستحب واليه ذهب ابو حنيفة والثوري والشعبي وابن سيرين. وروي عن انس وابن عمر وابن عباس حوكي عن مالك في العتيبة في عتبية الظاهر على كل حال الصحيح من اقوال اهل العلم ان السعي بين الصفا والمروة ركن من اركان العمرة واركان العمرة ثلاثة كما تعلمون الدخول في النسك الاحرام الصفا والمروة سعي بن الصفا الطواف بالبيت السعي بين الصفا والمروة واركان الحج اربعة هي نفسها بزيادة الوقوف في عرفات نعم قال القرطبي واحتجوا بقوله تعالى ومن تطوع خيرا. والقول الاول ارجح لانه صلى الله عليه وسلم طاف بينهما وقال لتأخذوا عني مناسككم فكل ما فعله في حج في حجته تلك واجب لابد من فعله في الحج الا ما خرج بدليل. والله اعلم. وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم فان الله كتب عليكم السعي فقد بين الله تعالى ان الطواف بين الصفا والمروة من شعائر الله اي مما شرع الله تعالى لابراهيم الخليلي في الخليلي في مناسك الحج وقد تقدم في حديث ابن عباس ان اصل ذلك مأخوذ. وحكي عن ما لك في العتيبة مكتوب بتقديم الياء على الباء ولا انا نظري ضعيف وصح تقديم الياء عن البار لا الصواب العتبية هو الكتاب المعروف عند المالكية بالمستخرج الذي استخرجه محمد العتبي نعم عتبية صلحوها نعم والقول الاول وقد تقدم قوله عليه الصلاة والسلام اسعوا فان الله كتب عليكم السعي. فقد بين الله تعالى ان الطواف بين الصفا والمروة من شعائر الله اي مما شرع الله تعالى لابراهيم الخليل في مناسك الحج وقد تقدم في حديث ابن عباس ان اصل ذلك مأخوذ من تطواف هاجر وتردادها بين الصفا والمروة في طلب الماء لولدها لما نفذ ماؤهما وزاده وزادهما حين تركهما ابراهيم عليه السلام هنالك وليس عندهما احد من الناس فلما خافت فلما خافت الضيعة على ولدها هنالك ونفذ ما عنده ما قامت تطلب الغوث من الله عز وجل فلم تزل تتردد في هذه البقعة المشرفة بين الصفا والمروة متذللة لله خائفة وجلة مضطرة فقيرة الى الله عز وجل حتى كشف الله كربتها وانس غربتها وفرج شدتها وانبع لها زمزم التي ماؤها طعام طعم وشفاء سقم فالساعي بينهما ينبغي له ان يستحضر كره وذله وحاجته الى الله. في هداية قلبه وصلاح حاله. وغفران ذنبه. وان يلتجأ الى الله عز وجل ليزيح ما هو به من النقائص والعيوب وان يهديه الى الصراط المستقيم وان يثبته عليه الى مماته. وان يحول وان يحوله من حاله الذي هو عليه من الذنوب والمعاصي الى حال الكمال والغفران والسداد والاستقامة كما فعل بها جرى عليه السلام. آآ هذه لغز يقولون فشيء كان سبب تشريعه امرأة ها وكانت تسعى سعيا شديدا بالتشريع بين الصفا والمروة ثم بعد ذلك لا يشرع السعي بين الصفا والمروة الا للرجال اما النساء فيمشين الهوين هذا لغز ترى طبعا ذلك لان لان لا نقتدي لمجرد فعل هاجر وانما لفعل النبي عليه الصلاة والسلام وهو الذي كان يسعى سعيا شديدا وهو الذي لم يثبت عنه انه امر النساء بالسعي. نعم. صلى الله عليه وسلم احسن الله اليكم. وقوله ومن تطوع خيرا قيل زاد في طوافه بينهما على قدر الواجب. ثامنة وتاسعة ونحو ذلك ونحو ذلك فقيل يطوف بينهما في حجة في حجة تطوع او عمرة تطوع. وقيل المراد تطوع خيرا في سائر العبادات. حكى ذلك فخر الدين الرازي وعزم الثالثة الى الحسن البصري والله اعلم. قوله ومن تطوع خيرا دل على ان الانسان حتى لو حج نفلا لا يجزئ حجه حتى يسعى بين الصفا والمروة وان كان حجه تطوع هذا تفسير جيد وكذلك لو اعتمر نفلا وجب عليه ان يسعى بين الصفا والمروة وان كان هو متطوعا في الاصل نعم وقوله تعالى فان الله شاكر عليم اي يثيب على القليل بالكثير عليم بقدر الجزاء فلا يبخس احدا فلا يبخس احدا ثوابه ولا مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنها اجرا عظيما ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك توبوا عليهم وانا التواب الرحيم. ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم الله اعلم الصحيح من الاقوال الفرق بين اللعن العام واللعن المعين لعن العام كل ما جاء لعنا عاما جاز الدعاء به. مثلا اللهم العن الكافرين اللهم العن الظالمين اللهم العن شارب الخمر ينظرون. هذا وعيد شديد لمن كتم ما جاءت به الرسل من الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة على المقاصد الصحيحة والهدي النافع للقلوب ومن بعد ما بينه الله تعالى لعباده في كتبه التي انزلها على رسله. قال ابو العالية نزلت في اهل الكتاب كتم صفة محمد صلى الله عليه وسلم ثم اخبر انهم يلعنهم كل شيء على صنيعهم ذلك. فكما ان العالم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في الماء والطير في الهواء فهؤلاء بخلاف العلماء فيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وقد ورد في الحديث المسند من طرق يشد بعضها بعضا عن ابي هريرة رضي الله عنه وغيره. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة بالجام من نار. والذي في الصحيح عن ابي هريرة انه قال لولا اية في كتاب الله ما حدثت احدا شيئا ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى الاية. وقال ابن ابي حاتم حدثنا الحسن بن عرفة تحدثنا عمار بن محمد عن ليث ابن ابي سليم عن المنهار بن عمرو عن عن هذي هذي اصعب كلمة على اخوانا المصريين. زادا. زادان ايوة. عن زادان ابي عمرو عن البراء ابن عازب قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال ان الكافر يضرب ضربة بين عينيه. ان الكافر يضرب ضربة بين عينيه يسمعها كل دابة الثقلين فتلعنه كل دابة سمعت صوته. فذلك قول الله تعالى اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. يعني دواب بالارض ورواه ابن ماجة عن محمد بن الصباح عن عامر بن محمد به وقال عطاء بن ابي رباح كل دابة والجن والانس. وقال مجاهد اذا اجدبت الارض قالت البقالة هذا من اجل عصاة بني ادم لعن الله عصاة بني ادم. وقال ابو العالية والربيع بن انس وقتادة ويلعنهم اللاعينون يعني تلعنهم الملائكة وان تلعنهم ملائكة الله والمؤمنون. وقد جاء في الحديث ان العالم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر. وجاء في هذه الاية ان كاتم العلم ان كاتم العلم الله والملائكة والناس اجمعون واللاعينون ايضا وهم كل فصيح واعجمي اما بلسان المقال او الحال او كل من كان له عقل يوم القيامة الله اعلم وقد ثم استثنى الله تعالى من هؤلاء من تاب اليه فقال الذين تابوا واصلحوا وبينوا الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا اي رجعوا عما كانوا فيه واصلحوا اعمالهم واحوالهم وبينوا للناس ما يكتمونه فاولئك يتوب عليهم وانا التواب الرحيم. وفي هذا دلالة على ان الداعية الى كفر او بدعة اذا اذا تاب الى الله تاب الله عليه وقد ورد ان الامم السالفة لم تكن التوبة تقبل من من مثل هؤلاء منهم. ولكن ولكن هذا من شريعة نبي التوبة ونبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه الكافر داعية الكفر او داعية الضلال اذا تاب يتوب الله عليه لكن بشرط التبيين بشرط ان يبين ما كان يقول في حال دعوته للكفر من الفجور ومن الكذب وما كان يقول في حال دعوته الى البدعة من الزيغ والضلالة تابوا واصلحوا وبينوا فلصحة قبول توبة الداعي الى الكفر ولصحة قبول التوبة الداعي الى الضلالة لابد من البيان نعم ثم اخبر تعالى عمن كفر به واستمر به الحال الى مماته بان عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين خالدين فيها اي في اللعنة البالغة لهم الى يوم يوم القيامة ثم المصاحبة لهم في النار في نار جهنم التي لا يخفف عنهم العذاب فيها اي لا ينقص عما هم فيه. ولا هم ينظرون اي لا يفتر عنهم ساعة واحدة ولا يغير بل هو متواصل دائم فنعوذ بالله من ذلك. وقال ابو العالية وقتادة ان الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه الله ثم تلعنه الملائكة ثم يلعنه الناس اجماعون. فصل لا خلاف في جواز لعن الكفار وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن بعده ومن الائمة يلعنون الكفرة في القنوت وغيره. فاما الكافر المعين فقد ذهب جماعة من العلماء الى انه لا يلعن لان لا ندري مما يختم الله له. واستدل بعضهم بالاية ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. وقالت طائفة اخرى بل يجوز لعن الكافرون معينة ويختاره الفقيه ابو بكر ابن العربي المالكي ولكنه احتج فيه بحديث بحديث فيه ضعف واستدل غيره بقوله عليه الصلاة والسلام في قصة الذي كان يؤتى به سكران فيحده فيحده فيحده فقال فيحده نعم. فقال رجل لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله. فدل على ان على ان من لا يحب الله الله ورسوله يلعن اللهم اجعل العن المرابين اللهم العن المتبرجات. هذا يجوز. وهذا هو معنى قوله عليه الصلاة والسلام العنوهن فانهن ملعونات اي من حيث العموم واما من حيث التعيين فلا يجوز. فالنبي عليه الصلاة والسلام لعن شارب الخمر. فلما جيء بشارب الخمر ولعنوه بعينه منعه فدل على الفرق بين الحكم العام والحكم الخاص والاصل ان اللعن ليس بعبادة ولا طاعة وانما يكون من باب الدعاء عند الحاجة والضرورة نعم عليكم. والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. يخبر تعالى عن عن تفرده بالالهية وانه لا شريك له ولا قدير له بل هو الواحد الاحد بل هو الله الواحد الاحد الفرد الصمد. الذي لا اله الا هو وانه الرحمن الرحيم. وهو وقد تقدم تفسير هذين اسمين في اول الفاتحة وفي الحديث عن شهر ابن حوش ابن عن اسماء بنت يزيد ابن السكن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اسم الله الاعظم في هاتين الايتين والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم واية الله لا اله الا هو الحي القيوم ثم ذكر الدليل على تفرده بالالهية بتفرده بخلق السماوات والارض وما فيهما وما بين ذلك مما ذرأ وبرأ من المخلوقات الدالة على وحدانيته فقال ان في خلق السماوات والارض اختلاف الليل والنهار والفلفل التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء ماء فاحيا به الارض بعد قوتها وبث فيها من كل دابة. وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون يقول تعالى ان في خلق السماوات والارض تلك في لطافتها وارتفاعها واتساعها وكواكبها السيارة والثوابت ودوران فلكها وهذه الارض في كثافتها وانخفاضها وجبالها وبحارها وبهالها وعمرانها وما فيها من المنافع واختلاف الليل والنهار هذا يجيء ثم يذهب ويخلفه الاخر ويعقبه لا يتأخر لحظة كما قال تعالى يسبحون وتارة يطول هذا ويقصر هذا وتارة يأخذ هذا من هذا ثم يتقارضان. كما قال تعالى يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل حبايبي بل يزيد هذا في هذا ومن هذا في هذا. والفلك تجري والفلك تجري في البحر بما ينفعني. والفلك والفلك التي تجري في البحر بما انفع الناس اي في تسخير البحر بحمل السفن من جانب الى جانب لمعايش الناس والانتفاع بما عند اهل ذلك الاقليم ونقل هذا الى هذا وما عند اولئك الى هؤلاء وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها. كما قال تعالى واية لهم الارض الميتة احييناها واخرجنا منها حبا فمنه يأكلون. واجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته ايديهم. افلا يشكرون. سبحان الذي خلق ازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لا يعلمون. وبث فيها من كل دابة على اختلاف اشكالها والوانها ومنافعها وصغرها وكبرها. وهو يعلم ذلك كله ويرزقه. لا يخفى عليه من ذلك شيء كما قال تعالى وما من دابة الا على الله رزق وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين. وتصريف الرياح اي فتارة تأتي بالرحمة وتارة تأتي بالعذاب وتارة تأتي مبشرة السحاب وتارة تسوقه وتارة تجمعه وتارة تفرقه وتارة تصرفه. ثم تارة تأتي من الجنوب وهي الشامية وتارة ما هم فيه من الغي والضلال والجهل كالدواب بالسارحة التي لا تفقه ما يقال لها بل اذا ناعق بها راعيها اي دعاها الى ما يرشدها لا تفقه ما يقول ولا تأتي من ناحية اليمن وتارة صبا وهي الشرقية التي تصدم وجه الكعبة وتارة دبورا وهي غربية تنفذ من ناحية دبر الكعبة وقد صنف الناس في الرياح والمطر والانواء كتبا كثيرة فيما يتعلق بلغاتها واحكامها وبسط ذلك يطولها هنا والله اعلم المقصود بلغات يعني بفهمها كيف تسير؟ كيف تكون؟ كيف تجري ولا شك ان هذه الرياح كل واحدة منها تأتي باشياء معينة فالناس يستبشرون بالصبا وكذلك اذا رأوا الرياح الجنوبية الشمالية وتسمى الشامية ايضا والناس ايضا يخافون اذا رأوا الرياح الدابرة التي تأتي من قبل الغرب نعم والسحاب المزخر بين السماء والارض اي سائر بين السماء والارض يسخر الى ما يشاء الله من الاراضي والاماكن كما يصرفه تعالى كما يصرفه تعالى لايات لقومه يعقلون. اي في هذه اي في هذه الاشياء دلالات بينة على وحدانية الله تعالى كما قال قال ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. الذين يذكرون الله قياما ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا. سبحانك فقنا عذاب النار. وقال الحافظ ابو بكر بن مردوية اخبارنا محمد بن احمد بن وابراهيم حدثنا ابو سعيد الدشتكي حدثني ابي عن ابيه عن اشعب ابن اسحاق عن جعفر ابن ابي المغيرة عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اتي اتت قريش محمد صلى الله عليه وسلم فقال قالوا يا محمد انا نريد ان تدعو ربك ان يجعل لنا الصفا ذهبا فنشتري به الخيل والسلاح فنؤمن بك ونقاتل معك. قال اوثقوا لي اوثقوا لي لان دعوت ربي فجعل لكم الصفا ذهبا لتؤمنوا به. فاوثقوا له. فدعا ربه فاتاه جبريل فقال ان ربك قد اعطاه مصطفى ذهبا على انهم ان لم يؤمنوا بك عذبهم عذابا لم يعذبه احدا من العالمين. فقال محمد ربي لا بل دعني وقومي فلا تدعهم يومنا يوما فلادعوهم فلادعوهم يوما يوما بيوم فانزل الله هذه الاية ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس الاية. ورواه ابن ابي حاتم من وجه اخر عن جعفر قال ابن ابي المغيرة به وزاد في اخره وكيف يسألونك عن الصفا وهم يرون الايات وهم يرون من الايات ما هو اعظم من الصفا. وقال ابن ابي حاتم حدثني ابي حدثنا ابو حذيفة حدثنا شبل عن ابن ابي نجيح اجيح عن ابن ابي نجيح عن عطاء قال نزلت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. فقال كفار قريش بمكة كيف الناس اله واحد فانزل الله تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس الى قوله تعالى لايات لقوم يعقلون. فبهذا يعلمون انه اله واحد وانه اله كل شيء وخالق كل شيء سفيان عن ابيه عن ابي الضحى قال لما نزلت والهكم اله واحد الى اخر الاية قالت المشركون ان كان هكذا فليأتنا باية فانزل الله عز وجل ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار الى قوله يا عقلون. ورواه ورواه ادم بن ابي اياس عن ابي جعفر هو عن ابي بجعفر هو الرازي عن سعيد بن مسروق والد سفيان عن ابي الضحى به ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله ولو والذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب. اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب. وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا. كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الاخرة في الدار الاخرة حيث جعلوا له اندادا اي امثالا ونظراء يعبدونهما يعبدونه معه ويحبونه كحبه وهو الله لا اله الا هو ولا ضد له ولا ند له. ولا شريك معه. وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال قال قلت يا رسول الله اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. وقوله والذين امنوا اشد حبا لله ولحبهم لله وتمام معرفتهم به وتوقيرهم وتوحيدهم له لا يشركون به شيئا بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه يلجأون اليه في جميع امورهم ويلجأون في جميع امورهم اليه. ثم توعد تعالى المشركين به والظالم الظالمين لانفسهم بذلك فقال ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا. قال بعضهم تقدير الكلام لو عاينوا العذاب حينئذ ان القوة لله جميعا اي ان الحكم له وحده لا شريك له وان جميع الاشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه. وان الله شديد العذاب كما قال فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد قولوا لو علموا ما يعانونه هنالك وما يحل بهم من الامر الفظيع المنكر الهائل على شركهم وكفرهم لانتهوا عما هم فيه من الضلال ثم اخبر عن كفرهم باوثانهم وتبري وتبري المتبوعين من التابعين فقال اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا تبرأت منهم الملائكة الذين كانوا يزعمون انهم يعبدونهم في الدار الدنيا فيقول الملائكة تبرأنا اليك ما كانوا ايانا يعبدون ويقولون سبحانك انت ولينا من دونهم. بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون. والجن ايضا تتبرأ منهم ويتنصرون من عبادتهم لهم كما قال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. وقالت واتخذوا من دون الله الهة ليكونوا لهم عزا. كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليه ان ضدا. وقال الخليل لقومه انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا. ومأواكم النار وما لكم من ناصرين وقال تعالى ولو يرى ولو ترى اذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا الذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين. قال الذين استضعفوا للذين استكبروا انحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جاءكم بل كنتم مجرمين. وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا. واسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الاغلال في اعناقهم الذين كفروا هل يجزون الا ما كانوا يعملون وقال تعالى وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصر اخيكم وما انتم بمصرخي. اني كفرت بما اشركتموني من قبل. ان الظالمين لهم عذاب اليم وقوله ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب. اي عاينوا عذاب الله وتقطعت بهم الحيل واسباب الخلاص ولم يجدوا عن النار معدلا ولا مصرفا. قال عطاء عن ابن عباس وتقطعت بهم الاسباب. قال المودة وكذا قال مجاهد في رواية عن ابن ابي نجيح وقوله وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا اي لو كان لنا عودة الى الدار الدنيا حتى نتبرأ من هؤلاء ومن عبادتهم فلا نلتفت اليهم بل نوحد الله وحده بالعبادة وهم كاذبون في هذا بل لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون. وكما اخبر تعالى عنهم بذلك ولهذا قال كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم اي تذهب وتضمحل كما قال تعالى. وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. وقال تعالى مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. وقال تعالى والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبون الظمآن ماء ولهذا قال تعالى وما هم بخارجين من النار. ومما لعادوا الى ما كانوا عليه الواقع فانك ترى كثير من الفساق يتوبون ثم يرجعون يتوبون ثم يرجعون وترى في الواقع مدمن الخمر يتوب ثم يرجع. المخدرات يزعم انه اذا مسك يزعم انه تاب ثم تتركه المصحات الاصلاحية ثم يرجع شارب الدخان الا ما ندر وقليل ما هم نعم احسن الله اليكم يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان. انه لكم عدو مبين انما يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. لما بين تعالى انه لا اله الا وهو انه المستقل بالخلق شرع شرع شرع يبين انه انه الرزاق لجميع خلقه فذكر في مقام الامتنان انه اباح لهم ان يأكلوا مما في الارض في حال كونه حلالا من الله طيبا اي مستطاب في نفسه غير ضار بالابدان ولا للعقول غير ضار للابدان ولا للعقول ونهاهم عن اتباع خطوات الشيطان وهي طرائقه ومسالك فهو فيما اظل اتباعه فيه من تحريم البه. البحائر والسوائب والوصائل ونحوها. مما كان زينه لهم في جاهلية كما في حديث عياض ابن حمار الذي في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله تعالى ان كل مال منحته عبادي فهو لهم حلالا فهو لهم حلال وفيه واني خلقت عبادي حنفاء. فجاءته فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم وقال الحافظ ابو بكر بن مردوغية وقال الحافظ ابو بكر بن مردوية حدثنا سليمان ابن احمد حدثنا محمد بن عيسى ابن شيبة المصري حدثنا الحسين ابن عبدالرحمن احتياطي حدثنا ابو عبدالله الجوزجاني رفيق ابراهيم ابن ادهم حدثنا ابن جريد عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا. فقام سعد بن ابي وقاص فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني مستجاب الدعوة. فقال يا سعد طب مطعمك تكن مستجاب الدعوة. والذي نفس محمد بيده ان الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه اربعين يوما وايما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار اولى به. وقوله انه لكم عدو مبين تنفير من تنفير عنه وتحذير منه كما قال ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير وقال تعالى افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو. بئس للظالمين بدلا. وقال وقتادة والسدي في قوله ولا تتبعوا خطوات الشيطان. قال كل معصية لله فهي من خطوات الشيطان. وقال عكرمة هي نزغات وقال مجاهد خطاه او قال خطاياه وقال او قال ابو مجلز هي النذور في المعاصي. وقال الشعبي نذر رجل ان ينحر ابن فافتاه مسروق بذبح كبش وقال هذا من خطوات الشيطان. وقال ابو الضحى عن مسروق اتى عبدالله ابن مسعود عن مسروق اتى اتي عبدالله بن مسعود بضرع وملح فجعل يأكل فاعتزل رجل من القوم فقال ابن مسعود ناولوا صاحبكم فقال لا اريده فقال اصائم انت؟ قال لا. قال فما شأنك؟ قال حرمت ان ذرعا ابدا. فقال ابن مسعود هذا من خطوات الشيطان فاطعم وكفر عن يمينك. رواه ابن ابي حاتم. وقال ايضا حدثني حدثنا حدثنا حسان ابن عبد الله المصري عن سليمان التيمي عن ابي رافع قال غضبت يوما على امرأتي فقالت هي يوما يهودية ويوما نصرانيا وكل يوم وكل يوم مملوك لها حر ان لم وكل يوم مملوك ما في يوم وكل مملوك لها حر ان لم تطأ ان لم تطلق امرأتك فاتيت عبد الله ابن عمر فقال انما هذه من خطوات الشيطان وكذلك قالت زينب بنت ام سلمة وهي يومين افقه امرأة في المدينة واتيت عاصم وابن عمر فقال مثل ذلك وقال عبد ابن حميد حدثنا ابو نعيم عن شريك عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس قال ما كان من يمين او نذر في غضب فهو من خطوات الشيطان وكفاراته كفارة يمين وقوله انما يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. اي انما يأمركم عدوكم الشيطان بالافعال السيئة واغلظ منها الفاحشة كالزنا ونحوه واغلظ من ذلك هو القول على الله بلا علم فيدخل في ذلك كل كافر وكل وتدع ايضا. وقال سيد وقال سنيد بن داود في تفسيره حدثنا عباد ابن عباد الميم المهلبي المهلبي عن عاصم الاحول عن عكرمة في رجل قال لغلامه ان لم اجلدك مائة سوط فامرأته طالق قال لا يجلد غلامه ولا تطلق امرأته هذا من خطوات الشيطان؟ نعم. واذا قيل له اتبعوا ما انزل الله قالوا بل لاتبعوا ما الفينا عليه اباءنا اولو كان ابائهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون. ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا اسمعوا الا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون. يقول تعالى واذا قيل لهؤلاء فرة من المشركين اتبعوا ما انزل الله على رسوله واتركوا ما انتم عليه من الضلال والجهل. قالوا في جواب ذلك بل نتبع ما الفينا اي وجدنا عليه ابائنا. اي من عبادة الاصنام قال الله تعالى منكرا عليهم او لو كان ابائهم الذين يقتدون بهم ويقطفون اثارهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون اي ليس لهم لهم ولا هداية. وروى ابن اسحاق عن محمد ابن ابن ابي محمد عن عكرمة او سعيد ابن جبير عن ابن عباس انها نزلت في طائفة من اليهود دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم للاسلام فقالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا فانزل الله هذه الاية ثم ضرب الله تعالى لهم ثم ضرب لهم تعالى مثلا كما قال تعالى للذين لا يؤمنون بالاخرة مثل السوء. فقال ومثل الذين كفروا اي تفهمه بل انما تسمع صوته فقط وهكذا روي عن ابن عباس وابي العالية ومجاهد وعكرمة وعطاء والحسن وقتادة وعطاء وعطاء الخرساني والربيع بن انس نحو هذا وقيل انما هذا مثل مثل ضرب لهم في دعائهم لاصنامهم التي اتسمع ولا تبصر ولا تعقل شيئا واختاره ابن جرير والاول اولى لان الاصنام لا تسمع شيئا ولا تعقله ولا تبصره ولا بطش لها ولا حياة فيها. وقوله صم بكم عمي اي صم عن سماع الحق بكم لا يتفوهون به عمي عن رؤية طريقه ومسلكه. فهم لا يعقلون اين لا يعقلون شيئا ولا يفهمونه كما قال تعالى. والذين كذبوا باياتنا صموا وبكم في الظلمات. من يشاء الله يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم لما سبق الذكر الذين اتبعوا والذين اتبعوا نسب اه يعني الترجيح ابن جرير انها في المعبودات وترجيح ابن كثير انها في العابدين ولكن الاية اللي قبلها يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا فالانسب ان يكون هذا المثل للطائفتين للتابعين والمتبوعين فهو مثل للكفار اذا دعاهم محمد صلى الله عليه وسلم لا يفقهون من كلام رسول الله الا الصوت لا يعقلون لا يفهمون وهو في نفس الوقت مثل لدعائهم هم اصنامهم ومعبوداتهم الصوت يصل اليهم وهم لا يسمعون ولا يبصرون ولا يعقل نعم يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون ما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الله. فمن اضطر غير باغ ولا عاد افلا اثم عليهن الله غفور رحيم. يقول تعالى امرا عباده المؤمنين بالاكل من طيبات ما رزقهم تعالى وان يشكروه تعالى ذلك ان كانوا عبيدا والاكل من الحلال سبب لتقبل الدعاء والعبادة. كما ان الاكل من الحرام يمنع قبول الدعاء والعبادة. كما قال كما جاء ففي الصحيح في الحديث الذي رواه الامام احمد حدثنا ابو النظر حدثنا الفضيل ابن مرزوق عن عدي ابن ثابت عن ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس ان الله طيب لا يقبل الا طيبا. وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. اني بما تعملون عليم. وقال يا ايها الذين امنوا كلوا من من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبار يمد يديه الى السماء يا رب يا رب. ومطاعمه حرام ومشربه حرام ملبسه حرام وغذي بالحرام فان يستجاب لذلك. ورواه مسلم في صحيحه والترمذي من حديث فضيل ابن مرزوق. ولما امتن الله تعالى عليهم برزق برزقه وارشدهم الى الاكل من طيبه ذكر انه لم يحرم عليهم من ذلك الا الميتة وهي التي تموت حتف انفها من غير تذكية. وسواء كانت منخنقة او موقودة او متردية او نطيحة اوقودا او قد او قد عدا عليها السبع وقد خص الجمهور من ذلك ميتة البحر. لقوله تعالى احل لكم صيد البحر وطعامه على ما سيأتي ان شاء الله العنبر في الصحيح وفي المسند والموطأ والسنن في قوله صلى الله عليه وسلم في البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته. وروى الشافعي واحمد وابن ماجة والدارقطني والدار انجح ما في اسم اعجمي اي اسم ينتهي بها لا تنطق تاء. ليش ما لها تصريف ما ممنوع من الصرف؟ لا لان لان الاعاجب لا يعرفون التاء المربوطة. اه. العاجب عندهم ها بس ما عندهم تاء مربوطة الله عليك. واظح؟ ايه نعم. نعم. احسن الله اليك. مردوية ابن ماجة. نسي بوية نفطية نعم وابن ماجة والدار قطني حديث ابن عمر مرفوعا احل لنا ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطحال. وسيأتي تقرير ذلك ان شاء الله في سورة المائدة مسألة ولبن الميتة وبيضها المتصل بها ناجس عند الشافعي وغيره لانه جزء منها وقال مالك في رواية هو طاهر لانه هو طاهر الا ان ينجس بالمجاورة وكذلك انفحة الميتة فيها الخلاف والمشهور عندهم وانها نجسة وقد اوردوا على انفسهم اكل الصحابة من من جبن المجوس. فقال القرطبي في التفسير ها هنا يخالط اللبن منها يسير اعف عن قليل عن قليل النجاسة اذا خالط الكثير من المائع طبعا هذا هو الصحيح من اقوال اهل العلم ان قليل النجاسة ويسير النجاسة معفو عنهم واذا خالط قليل النجاسة المايع فهذا من باب اولى انه معفو عنه نعم وقد روى ابن ماجة من حديث سيف ابن هارون عن سليمان عن سليمان التميمي عن عن ابي عثمان النهدي عن سلمان سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء. قال الحلال ما احل الله في كتابه والحرام. وما حرم الله في كتابه ومن سكت عنه وما سكت عنه فهو مما عفا عنه هذا الحديث يؤكد القاعدة المعروفة الاصل في الاشياء الحل الاصل في الاشياء الحل حتى يرد ها دليل التحريم. نعم وقد روى ابن ماجة من حديث سيف ابن هارون عن سليمان عن سليمان التميمي عن ابي عثمان المهدي عن سلمان رضي الله عنه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السيمنيول جبن والفراء. والجبن لو فقراءنا هذا. ما ادري هي تقراها ما يخالف. وكذلك تبي تصحح كلمة ابن ماجته احسن الله اليك. نعم. وكذلك حرم عليها لحم الخنزير سواء ذكي ام مات حتف انفه. ويدخل شحمه في حكم لحمه اما تغليبا. او ان اللحم يشمل او بطريق القياس على رأي وكذلك حرم عليهم ما اهل ما اهل به لغير الله وهو ما ذبح على غير اسمه تعالى من الانصاب والانداد والازلام ونحو ذلك ونحو ذلك فمما كانت الجاهلية ينحرون له وذكر القرطبي عن ابن عطية انه نقل عن الحسن البصري انه سئل عن امرأة عملت عرسا عملت عرسا للعبها فنحرت فيه جزورا. فقال لا تؤكل لانها ذبحت لصنم. واورد القرطبي عن عائشة رضي الله عنها انها سئلت عما يحوي العجم لاعيادهم فيهدون منه المسلمين فقالت ما ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا منه وكلوا من اشجارهم يعني تخيلوا ان المرأة ذبحت للعبتها فالصحابة والتابعون افتوا انها مذبوح الصنم ها تأملوا هذه الدقة العظيمة نعم ثم اباحث على تناول ذلك عند الضرورة والاحتياج اليها عند عند فقد غيرها من الاطعمة فقال فمن اضطر غير باغ ولا عاد اي في غير بغي ولا عدوان وهو مجاوزة الحد فلا اثم عليه اي في اكل ذلك ان الله غفور رحيم يا خي طيب ايش تفرق اللي هو ذبحت في عرس العابها واللي يذبح في عرس العرس العادي يعني العرس العادي هذا للطعام ارسل لعب ليش هذا صنم صار نعم. وقال مجاهد فمن اضطر غير باغ ولا عاد قاطعا للسبيل او مفارقا للائمة او خارجا في معصية الله فله الرخصة. ومن خرج باغيا او عاديا او في معصية لله فلا رخصة له وان اضطر اليه. وكذا روي في عن سعيد ابن جبير وقال سعيد في رواية عنه ومقاتل ابن حيان غير باغ يعني غير مستحله. وقال السدي غير باغ يبتغي فيه شهوة. وقال ادم ابن ابي اياس حدثنا ضمرة بن عثمان بن عن عثمان اه حدثنا ظمرة عن عثمان بن عطاء وهو الخرساني عن ابيه في قوله غير باغ قال لا يشوي من الميتة ليشتهيه ولا يطبخ ولا ولا يأكل الا الا العلقة. ويحمل معه ما يبلغه الحلال. فاذا بلغه القاه. وهو قوله ولا عاد اقول لا يعدو به الحلال وعن ابن عباس لا يشبع منها وفسره السدي بالعدوان. وعن ابن وعن ابن عباس غير باغي ولا عاد قال غير باغ في الميتة ولا عاد في اكله وقال قد اذن فمن اضطر غير باغ ولا عاد قال غير باغ في الميتة اي في اكله ان يتعدى حلالا الا حرام وهو يرجى عنه مندوحة. وحكى القرطبي عن مجاهد في قوله فمن اضطر اي اكره على ذلك بغير اختياره وذكر القرطبي انه اذ انه وجد المضطر اذا وجد المضطر ميتة وطعام بحيث لا قطع فيه ولا لا قطع. لقطع فيه بحيث لا قطع فيه ولا اذى فانه لا لا يحل له اكل الميتة ليأكلوا طعام الغير بلا خلاف. كذا قال ثم قال واذا اكله والحالة هذه هل يضمن ام لا؟ فيه قولان هما روايتان عن مالك ثم ورد من سنن ابن ماجة من حديث شعبة عن ابي اياس ابن جعفر عن ابي اياس جعفر ابن ابي وحشية سمعت عباد ابن الغبري الغبري الغبري قال اصابتنا عام مخمصة فاتيت المدينة فاتيت حائطا فاخذت سنبلا ففركته واكلته وجعلت فيه وجعلت منه في كسائي فجاء صاحب الحائط فضرب اصابني واخذ ثوبي فاتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبرته فقال للرجل ما اطعمته اذ كان جائعا ولا ساغبا ولا علمته اذ كان جاهلا فامره فرد اليه فامره فرد اليه ثوبه فامر له بوثق من طعام او نصف وسق. اسناد صحيح قوي جيد وله شواهد كثيرة من ذلك حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده سئل سأل رسول الله صلى الله عليه سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثمر عن الثمر المعلق فقال من اصاب منه من ذي حاجة فيه غير متخذ خبنة فلا شيء عليه يعني اذا فكان جائعا ومر على بستان فاخذ بيده واكل من غير ان يدخل في جيبه او في خبائه شيء لا بأس بذلك وليس لاحد ان يمنعه نعم وقال مقاتل ابن الحيان في في قوله فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم. فيما اكل من اضطرار وبلغنا والله اعلم انه لا يزال عن ثلاث لقم. وقال سعيد ابن جبير غفور لما اكل من الحرام. رحيم اذا احل اذا احل اذا احل اذ احل له الحرام في الاضطرار. وقال وكيع اخبرنا الاعمى عن ابي الضحى عن مسروق قال من اضطر فلم يأكل ولم يشرب ثم مات دخل النار وهذا يقتضي ان اخر الميتة للمضطر عزيمة لا رخصة قال ابو الحسن يسأل قال ابو الحسن الطبري المعروف بالكياء الهراسي. الهراسي الغزالي. ها. كله بالتشديد. بالكية الهراسة. نعم. رفيق الغزالي رفيق الغزالي في الاشتغال وهذا هو الصحيح عندنا كالافطار للمريض في رمضان في رمضان ونحو ذلك ونحو ذلك ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما ياكلون في بطونهم الا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة. فما اصبرهم على النار ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفيه شقاق بعيد يقول تعالى ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب يعني اليهود يعني اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتبهم التي بايديهم مما يشهد لهم وبالرسالة والنبوة فكتموا ذلك لان لا تذهب رياستهم وما كانوا يأخذونه من العرب من الهدايا والتحف على تعظيمهم اياهم فخشوا لعنهم الله ان اظهروا ذلك يتبعه ان يتبعه الناس ويتركوهم فكتموا ذلك ابقاء على ما كان يحصل لهم من ذلك وهو نزر يسير فباعوا انفسهم بذلك واعتادوا عن الهدى اتباع الحق وتصديق الرسول والايمان بما جاء عن الله بذلك النزل اليسير. فخابوا وخسروا في الدنيا والاخرة. اما في الدنيا فان الله اظهر عباده صدق رسوله بما نصبه وجعله معه من الايات الظاهرات والدلائل القاطعات فصدقه الذين كانوا يخافون ان يتبعوه وصاروا عونا له على قتالهم وباءوا بغضب على غضب وذمهم الله في كتابه في غير ما موضع فمن ذلك هذه الاية الكريمة ان الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ويشترون به ثمنا قليلا وهو عرض الحياة اولئك ما ياكلون في بطونهم الا النار. اي انما يأكلون فانما يأكلون ما يأكلونه في مقابلة كتمان الحق نارا تأججوا في بطونهم يوم القيامة كما قال تعالى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وفي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الذي يأكل او يشرب في انية الذهب والفضة انما يجرجر في بطنه نار جهنم ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. وذلك لانه تعالى غضبان عليهم لانهم كتبوا وقد علموا فاستحقوا الغضب. فلا اليهم ولا يزكيهم ان يثني عليهم ويمدحهم. فليعذبهم عذابا اليما. وقد ذكر ابن ابي حاتم وابن مردوية الحديث الذي رواه مسلم ايضا من حديث الاعمش عن ابي حازم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر. ثم قال تعالى مخبرا عنهم اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب مغفرة فما اصبرهم على والعذاب اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى اولئك الذين الضلالة بالهدى ايعتادوا عن الهدى وهو نشر ما في كتبهم من صفة الرسول وذكر مبعثه والبشارة به من كتب الانبياء واتباعه وتصديقه واستبدل عن ذلك واعتادوا عنه بالضلالة وهو تكذيبه والكفر به. وكتمانه صفاته في كتبهم. والعذاب بالمغفرة اي اعتادوا عن المغفرة بالعذاب وهو ما تعاطوه من اسبابه المذكورة وقوله تعالى فما اصبرهم على النار يخبر تعالى انهم في عذاب شديد عظيم هائل يتعجب من رآهم فيها من صبرهم على ذلك فمن شدة ما هو فيه من من العذاب والنكال والاغلال عياذا بالله. وقيل معنى قوله فما اصبرهم على النار اي فما ادومهم لعمل المعاصي التي تفضي بهم الى النار. وقوله تعالى ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق. اي انما استحقوا وهذا العذاب الشديد لان الله تعالى انزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الانبياء قبله كتب كتبه كتبه بتحقيق الحق وابطال الباطل وهؤلاء اتخذوا ايات الله هزوا في كتابهم فكتابهم يأمرهم باظهار العلم ونشره فخالفوه وكذبوه. وهذا رسول الخاتم يدعوهم الله يدعوهم الى الله الله تعالى ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وهم يكذبونه ويخالفونه ويجحدونه ويكتمون صفته. فاستهزأوا بايات الله المنزلة على رسله. فلهذا استحقوا والعذاب والنكال ولهذا قال ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد. ليس البر وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذوي واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في المأساء والضراء وحين البأس. اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون اشتملت هذه الاية الكريمة على جمل عظيمة وقواعد وقواعد عميمة وعقيدة مستقيمة كما قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي حدثنا عبيد بن هاشم الحلبي حدثنا عبيد الله ابن ابن عمر عن عامر ابن شفي عن عبد عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابي ذر رضي الله عنه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الايمان؟ فتلى عليه ليس البر ان تولوا وجوهكم الى اخر الاية ثم سأله ايضا فتلاها عليه ثم سأله فقال اذا اذا عملت حسنة احبها قلبك آآ عملت حسنة احبها قلبك واذا عملت سيئة احبها قلبك. واذا واذا عملت سيئة ابغضها قلبك. يعني هذا هو الايمان. الايمان انك اذا عملت الحسنة وجدت حلاوة ذلك في قلبك. اذا عملت سيئة وجدت بغض ذلك في قلبك. هذا علامة الايمان نعم وهذا منقطع فان مجاهدا لم يدرك ابا ذر فانه مات قديما. وقال المسعودي حدثنا القاسم بن عبدالرحمن قال جاء رجل الى ابي ذر فقال ما الايمان؟ فقرأ عليه هذه الاية؟ اليس البر ان تولوا وجوهكم؟ حتى فرغ منها. فقال الرجل ليس البر ليس عن البر سألتك فقال ابو ذر جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألني عما سألتني عليه افسألني عما سألتني فقرأ عليه فقرأ عليه من هذه الاية فابى ان يرضى كما كما ابيت انت ان ترضى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم واشار بيده المؤمن اذا عمل حسنة سرته ورجى ثوابها واذا عمل سيئة احزنته وخاف عقابه ورواه ابن مردوية وهذا ايضا منقطع والله اعلم من ما مكتوب عندنا واذا علم سيئا الصواب اذا عمل كما قرأها الدكتور نعم واما الكلام على تفسير عن تفسير هذه الاية فان الله تعالى لما امر المؤمنين اولا بالتوجه الى بيت المقدس ثم حولهم الى الكعبة شق ذلك على نفوس طائفة من اهل الكتاب بعض المسلمين فانزل الله تعالى بيان حكمته في ذلك وهو ان المراد انما هو طاعة الله عز وجل وامتثال اوامره والتوجه حيثما وجه واتباع حيث وجه واتباع واتباع ما شرع فهذا هو البر والتقوى والايمان الكامل وليس في لزوم التوجه الى جهة من المشرق والمغرب بر ولا طاعة ان لم يكن عن امر الله وشرعه. ولهذا قال ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر الاية كما قال في الاضاحي والهدايا لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم. فقال العوفي عن ابن عباس في هذه الاية ليس البر ليس البر ان تصلوا ولا تعملوا فهذا حين تحول من مكة الى فهذا حين تحول من مكة الى المدينة ونزلت الفرائض والحدود فامر الله بالفرائض والعمل بها. وروي عن الضحاك ومقاتل نحو نحو ذلك. وقال ابو العالية كانت اليهود تقبل تقبل قبل المغرب وكانت النصارى تقبل قبل المشرق فقال الله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ويقول هذا كلام الايمان وحقيقة العمل وروي عن الحسن والربيع ابن انس مثله. وقال مجاهد ولكن البر ما ثبت في القلوب من طاعة الله عز وجل وقال الضحاك ولكن البر والتقوى ان تؤدوا الفرائض على وجوهها. وقال الثوري ولكن البر من امن بالله الاية. قال هذا انواع البر كلها كلها وصدق رحمه الله فان من اتصف بهذه الاية فقد دخل في عرى الاسلام كلها واخذ بمجامع الخير كله وهو الايمان بالله وانه لا اله الا هو الا هو وصدق الملائكة الذين هم سفرة بين الله ورسله والكتاب وهو اسم جنس يشمل الكتب المنزلة من السماء على الانبياء حتى ختمت باشرافها وهو القرآن المهيمن على ما قبله من الكتب على ما قبله من الكتب الذي انتهى الذي انتهى اليه كل خير. واشتمل على سعادة الدنيا سعادة سعادة في الدنيا والاخرة على كل سعادة في الدنيا والاخرة ونسخ الله به كل ما سواه من الكتب قبله وامن بانبياء الله كلهم من اولهم الى خاتمهم محمد صلوات الله وسلامه عليه وعليهم اجمعين قوله وقوله واتى المال على حبه اي اخرجه وهو محب له راغب فيه نص على ذلك ابن مسعود وسعيد ابن جبير وغيرهما من السلف والخلف كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن ابي هريرة ابن من حديث ابي هريرة مرفوعا افضل الصدقة ان تصدق وانت صحيح شحيح تأمل الغنى وتخشى الفقر وقد روى الحاكم في مستدركه من حديث الشعبة والثوري عن منصور عن زبيد ابن مرة عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم واتى المال على حبه ان تعطيه وانت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر ثم قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرج قلت وقد رواه وكيع عن الاعمش وسفيان ابن زبيد عن مرة عن ابن مسعود موقوفا وهو اصح والله اعلم وقال تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. وقال تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. وقوله ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة نمط اخر ارفع من هذا وهو انهم اثروا بما بما هم مضطرون اليه وهؤلاء اعطوا واطعموا ما هم محبون له وقوله ذوي القربى وهم قرابات الرجل وهم اولى من اعطى من اعطي من الصدقة وهم اولى من اعطي من من اعطى اعطي. هم كل من اعطي من الصدقة كما ثبت في في الحديث. الصدقة على المساكين صدقة. وعلى ذي الرحم اثنتان. صدقة وصلة. فهم اولى الناس بك وببرك واعطائك وقد امر الله تعالى بالاحسان اليهم في غير موضع من كتابه العزيز. واليتامى هم الذين لا مكس لا كاسب لهم. وقد مات ابائهم وهم ضعفاء صغار دون البلوغ والقدرة على التكسب. وقد قال عبدالرزاق ان بان معمر عن جويبر عن الضحاك عن النزال عن النزال بن سبرة عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتمح لا يتم بعد بعد حلم والمساكين وهم الذين لا يجدون ما يكفيهم في قوتهم وكسوتهم وسكناهم فيعطون ما تسد به حاجتهم وخلتهم وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنا يغنيه ولا يفطن له ولا يفطن له فيتصدق عليه اه وابن السبيل وهو المسافر المجتاز الذي قد فرغت نفقته فيعطى ما فيعطى ما يوصله الى بلده وكذا الذي يريد سفرا في طاعة فيعطى ما يكفيه في ذهابه وايابه ويدخل في ذلك الضيف كما قال كما قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس انه قال ابن السبيل هو الضيف الذي ينزل بالمسلمين وكذا. قال مجاهد وسعيد ابن جبير وابو جعفر الباقري والحسن وقتادة والضحاك والزهري والربيع ابن انس ومقاتل ابن حيان وعلى هذا التفسير يكون ابن السبيل اعم يشمل الضيف ان كان مسلما او كافرا نعم والسائلين وهم الذين يتعرضون للطلب فيعطون من الزكاة والصدقات كما قال الامام احمد حدثنا وكيعنا عبد الرحمن قال حدثنا حدثنا سفيان بن مصعب بن محمد عن يعلى بن ابي يحيى عن فاطمة بنت الحسين عن ابيها قال قال عبدالرحمن قال الرحمن حسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسائل حق وان جاء عليها هرس. رواه ابو داوود وفي وهم المكاتبون الذين لا يجدون ما يؤدونه في كتابتهم. وسيأتي الكلام على كثير من هذه الاصناف في ايات الصدقات من براءة ان شاء الله تعالى وقد قال ابن ابي حاتم حدثنا ابي حدثنا يحيى ابن عبد الحميد حدثنا شريك عن ابي حمزة عن الشعبي حدثتني فاطمة بنت قيس انها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم افي المال حق سوى الزكاة؟ قالت فتلا علي واتى المال على حبه. ورواه ابن مرد ويه عن اه ورواه ابن مردو وياه من حديث ادم ابن ابن ابي اياس ويحي ابن عبد الحميد كلاهما عن شريك. اه عن شريك. عن شريك. كلاهما عن شريك عن ابي حمزة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المال حق سوى الزكاة ثم قرأ ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب الى قوله وفي الرقاب وقد اخرجه ابن ماجه الترمذي وضعف ابا حمزة ميمونا الاعور قال وقد رواه وقد رواه بيان وقد رواه بيان واسماعيل بن سالم عن الشعبي وقوله واقام الصلاة واتى الزكاة اي واتم افعال الصلاة في اوقاتها بركوعها وسجودها وطمأنينتها وخشوعها على الوجه الشرعي المرضي. وقوله واتى الزكاة يحتمل ان يكون المراد به زكاة النفس وتخليصها من الاخلاق الدنيئة الرذيلة. كقوله قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها. وقول موسى لفرعون هل لك الى ان تزكى واهلك الى ربك فتخشاه. النازعات قوله تعالى وويل للمشركين الذين لا يأتون الزكاة. طبعا على هذا التفسير يكون معنا واتى الزكاة اتى. اي اعطى نفسه الزكاة واما على التفسير الثاني ويحتمل ويحتمل ان يكون المراد زكاة المال كما قاله سعيد ابن جبير ومقاتل ابن حيان ويكون المذكور من اعطاء هذه الجهات والاصناف المذكورين انما هو التطوع والبر والصلة ولهذا تقدم في الحديث عن فاطمة بنت قيس ان في المال حقا سوى الزكاة والله اعلم. وقوله والموفون بعهدهم اذا عاهدوه كقوله والذين يوفون بعهد الله لا ينقضون الميثاق. وعكس هذه الصفة النفاق كما صح في الحديث اية المنافق ثلاث. اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان. وفي الحديث الاخر واذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا خاصم فجر. وقوله والصابرين في المساء والضراء وحين البأس. اي في حال الفقر وهو البأس المرض والاسقام وهو الضراء وحين البأس اي في حال القتال والتقاء الاعداء قاله ابن مسعود وبنو عباس وابو العالية ومرة الهمداني ومرة الهمداني ومجاهد وسعيد ابن جبير الحسن وقتادة والربيع بن انس ومقاتل بن حيان وابو مالك وابو مالك والضحاك وغيرهم وانما والصابرين على المدح على المدح والحث على الصبر في هذه الاحوال لشدة وصعوبته والله اعلم وهو المستعان وعليه التكلى وقوله اولئك الذين صدقوا اي هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الاوصاف هم الذين صدقوا في ايمانهم لانهم حققوا الايمان القلبي بالاقوال والافعال فهؤلاء هم الذين صدقوا واولئك هم المتقون. لانهم اتقوا المحارم وفعلوا الطاعات. يا ايها الذين آآ هنا قوله نصب الصابرين يعني الاية كلها واتى الزكاة ها والموفون بعهدهم رفعه ثم قال والصابرين يقول نصب هذا ليش قال ابن كثير رحمه الله نصبه على المدح ايوة امدح الصابرين على البأساء او في البأساء والضراء نكتفي بهذا القدر نسأل الله عز وجل يرزقنا واياكم العلم النافع. الله يجزاك خير. والعمل الصالح وبارك فيك. الله يحفظك يا شيخ