بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين امين. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتاب بلوغ المرام في كتاب الحج في باب صفة الحج ودخول مكة قال رحمه الله عن عروة ابن مضرس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد صلاتنا هذه يعني بالمزدلفة فوقف معنا حتى ندفع وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا او نهارا فقد تم حجه وقضاة فتاة رواه الخمسة وصححه الترمذي وابن خزيمة. عن عمر رضي الله عنه قال ان المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس يقولون اشرقت بير وان النبي صلى الله عليه وسلم خالفهم ثم افاض قبل ان تطلع الشمس رواه البخاري. عن ابن عباس وسمت بن زيد رضي الله عنه قال لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة. رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن عروة ابن المضرس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد صلاتنا هذه يعني بالمزدلفة. واصل الحديث ان عروة رضي الله عنه قدم من طي وكان جاهلا بعرفة يعني يجهل موقعها وموظعها ما ترك جبلا الا وقف عنده. فادرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمزدلفة فقال يا رسول الله ما تركت جبل الا وقفت عليه او عنده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم من شهد صلاتنا هذه شهد يعني حضر هذه يعني صلاة الفجر في المزدلفة في فجر يوم النحر. ووقف معنا يعني في المزدلفة حتى ندفع الى منى كان قد وقف قبل ذلك بعرفة من ليل او نهار فقد تم حجه وقضى تفثه. وقالوا قد تم حجه يعني معظم الحج لان الوقوف بعرفة هو الذي يفوت. فاركان الحج لا يفوت منها سوى الوقوف بعرفة ان الطواف والسعي فليس له زمن محدد. فلو انه لم يطف الا بعد زمن فلا حرج عليه. ففي في هذا الحديث دليل على فوائد منها اولا ان من وقف بعرفة ليلا فقط فان حجه صحيح والواقف بعرفة لا يخلو من حالين. الحالة الاولى ان يقف بها نهارا فيلزمه ان يبقى فيها الى ان تغرب الشمس لان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدفع منها الا بعد ان غربت الشمس. والحال الثانية ان يقف بعرفة فقط فحينئذ يجزئه الوقوف ويصح حجه. وظاهر الحديث ان من وقف بعرفة ولو جاهلا انها عرفة فانه يصح حجه. لان عروة رضي الله عنه ما ترك جبلا الا وقف عليه او عند. وهو يجهل ذلك ومن فوائد هذا الحديث ايضا وجوب المبيت في المزدلفة. لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال من شهد صلاتنا هذه ووقف وقف معنا حتى ندفع. وهذا دليل على وجوب المبيت في المزدلفة. ومنها ايضا ان الانسان اذا اتم الوقوف بعرفة فقد تم حجه وقضى تفته والمراد بالتفث هنا ازالة الاوساخ وما يتعلق بها وهذا اشارة الى فراغه من المناسك. والمراد بذلك جملة المناسك. اما الحديث الثاني حديث عمر رضي الله طبعا ان المشركين كانوا لا يفيضون من المزدلفة حتى تطلع الشمس ويقولون اشرق ثبين ما نريد اشرق اي ادخل في الشروق. اشرق سبيل كيما نغير وثبير جبل كبير في المزدلفة. يقع في شمال في المزدلفة فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فافاض الى منى قبل ان تطلع الشمس لما اسفر جدا والافاضات في الحج ثلاث. الافاضة الاولى من عرفة الى مزدلفة. قال الله تعالى ثم افي من حيث اطعم الناس. والاذانة الثانية من المزدلفة الى منى. كما في هذا الحديث فافاض الى منى. قبل ان ان تطلع الشمس والافاضة الثالثة الافاضة من منى الى المسجد الحرام بطواف الافاضة كما في حديث جابر رضي الله عنه فافاض حتى اتى البيت. وهذا الحديث فيه دليل على مشروعية مخالفة المشركين. ولا سيما في عباداتهم وقد خالف النبي صلى الله عليه وسلم المشركين فيما يتعلق بالحج في مواضع متعددة. منها اولا ان المشركين كانوا يرون ان العمرة في اشهر الحج من افجر الفجور. فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فكان الجميع عمره في اشهر الحج في ذي القعدة. ومنها انهم كانوا يطوفون بالبيت عراة. وتقول المرأة اليوم يبدو بعضه او كله وما بدا منه فلا احله. فامر الرسول صلى الله عليه وسلم مناديا ان ينادي في حجة ابي بكر الا يحج بعد العام مشرك والا يطوف بالبيت عريان. ثالثا خالفه في التلبية. كانوا يقولون لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في تلبيته. فكان يقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك الى اخر التلبية. رابعا مما خلفهم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ان الحمس من قريش كانوا لا يجاوزون المزدلفة ولا يخرجون من الحرم. ويقولون نحن اهل الحرم فلا نخرج منه قال فهم النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا تقدم في حديث جابر رضي الله عنه في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم انه قال فاجاب هذا حتى اتى عرفة اشارة الى مخالفته للمشركين. خامسا مما خالف فيه النبي صلى الله عليه وسلم المشركين ان من يقف منهم بعرفة يدفع قبل ان تغرب الشمس فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدفع من عرفة حتى غربت الشمس وغاب القرص. سادسا مما خالفهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم انهم كانوا لا يدفعون من مزدلفة حتى تطلع الشمس كما في هذا الحديث ويقولون اشتقت بير كيما نغير فخالفهم الرسول صلى الله عليه وسلم فدفع بعد ان اسفر جدا وقبل ان تغرب الشمس. سابعا مما خلفهم فيه انهم كانوا يقفون في وادي محمد السر ويذكرون امجادهم وامجاد ابائهم. فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فانه لما اتى بطن محسر حرك قليلا قال اهل العلم يسرعوا بقدر رمية حجر. اما الحديث الثالث حديث ابن عباس واسامة وكذلك الفضل ابن العباس لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة. يعني حتى شرع في رمي في جمرة العقبة وهذا يدل على ان المحرم اذا شرع في رمي الجمرة فانه يقطع التلبية لانه شرع في تحلل وفيه ايضا دليل على مشروعية التلبية ومشروعية استمرارها وان يكثر الانسان منها. لقوله لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة ويزل تدل على الاستمرار. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا