باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير. قال الله تعالى فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. وقال تعالى يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. وقال تعالى وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون. وقال تعالى فبشرناه بغلام حليم. وقال تعالى ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى وقال تعالى وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب وقال تعالى فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك باحياء. وقال تعالى اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة من حسن المسيح الاية والايات في الباب كثيرة معلومة. واما الاحاديث فكثيرة جدا. وهي مشهورة في الصحيح منها عن ابي ابراهيم ويقال ابو محمد ويقال ابو معاوية عبدالله ابن ابي يوفى رضي الله عنه ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر خديجة رضي الله عنها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصابه متفق عليه. وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه توضأ في بيته ثم خرج. فقال له الزم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم معه يومي هذا فجاء المسجد فسأل عن النبي الله عليه وسلم فقالوا وجه ها هنا. قال فخرجت على اثره اسأل عنه حتى دخل بئر اديس. فجلست عند الباب حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته وتوضأ. حتى دخل بئر اريس فجلست عند عند الباب حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته وتوضأ. فقمت اليه فاذا هو قد جلس على ايلي اريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر. فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لاكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فجاء ابو بكر رضي الله عنه فدفع فقلت من هذا؟ فقال ابو بكر فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا ابو بكر يستأذن فقال اذا وبشره بالجنة فاقبلت حتى قلت لابي بكر ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة فدخل ابو بكر حتى جلس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم معه في القف. ودل رجليه في البئر كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه. ثم رجعت وجلست وقد تركت اخيه يتوضأ ويلحق ايه؟ فقلت ان يرد الله بفلان يريد اخاه خيرا يأتي به. فاذا انسان يحرك الباب فقلت من هذا فقال عمر بن الخطاب فقلت على رسلك ثم جئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وقلت هذا عمر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة. فجئت عمر فقلت اذن ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخف عن يساره. ودل رجله في البئر ثم ردعت فجلست فقلت ان يرد الله بفلان خيرا يعني يخاه يأتي به فجاء انسان الباب فقلت من هذا؟ فقال عثمان بن عفان فقلت على رسلك وجئت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرت فقال ائذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه. فجئت فقلت ادخل ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مع بلوى تصيبك. فدخل فوجد القف قد مليه. فجلس وجهه من الشق الاخر. قال سعيد ابن المسيب فأولتها قبورهم. متفق عليه. وزاد في رواية وامرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ الكتاب وفيها ان عثمان حين بشره حمد الله تعالى ثم قال الله المستعان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الايات الكريمات والحديث ان فيها الدلالة على تبشير المؤمن بما يسره فاذا علم شيئا يسر اخاه بشره به كولد جديد او امر ينفعه في اخراه دنياه او زوجة صالحة او ما اشبه ذلك فيقول هنيئا لك كذا وكذا ابشرك بكذا وكذا او بارك الله لك في كذا وكذا لهذه الايات التي بها التبشير ومنها حديث تمهيد خديجة بيت في الجنة من قصب يعني من اللؤلؤ لا نصب فيه ولا صخب لا تعب فيه ولا صخب كلام من فارغ وكذلك قصة دخول النبي صلى الله عليه وسلم بئر اريس وما حصل فيها من حضور الصديق وعمر وعلمان وان الرسول قال لابي موسى بشرهم بالجنة فبشرهم بالجنة رضي الله عنهم وارضاهم وان عثمان قال لما قال تصيبك قال الحمد لله والله المستعان والله اعلم انها اشارة الى ما جرى عليه من الفتنة والحصار حتى قتلوه هذه من البلوى ولكنه من العشرة المشهورة رضي الله عنهم وارضاهم جميعا. والمقصود ان المؤمن يسره ما يسر اخاه المؤمن المؤمن اخي المؤمن يسره ما يسره ويؤلمه ما يؤلمه ولهذا في الحديث الصحيح المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه ويقول صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن بتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد. اذا اشتكى منه عضو تداعى له بالسهر والحمى ويقول صلى الله عليه وسلم من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته ويقول صلى الله عليه وسلم والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه فاذا بشره بما بشره بما يسره فهذا من مقتضى الاخوة لما فيه وفق الله الجميع. اذا فرح الانسان