باب الاستخارة والمشاورة قال الله تعالى وشابرهم في الامر. وقال تعالى وامرهم وبينهم ان يتشاورون بينهم فيه. عن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا استخارة في الامور كلها كالسورة من القرآن. يقول اذا هم احدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم انك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب. اللهم ان كنت تعلم ان هذا النمر خير في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجل امري واجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وان كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجل امري واجله فاصرفه وعني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان. ثم رضني به. قال ويسمي حاجته. رواه البخاري استحباب الذهاب الى العيد وعيادة المريض والحج والغزو والجنازة ونحوها من طريق والرجوع من طريق اخر لتكثير مواضع العبادة. عن جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم عيد الطريق. رواه البخاري. وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس واذا دخل مكة دخل من الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد بالايتين الكريمتين والحديث حديث جابر دلالة على الشورى والاستخارة. قال الله جل وعلا وامرهم شورى بينهم. يمدح المؤمنين بذلك قال تعالى وشاورهم بالامر فالشورى فيها مصالح وعاقبة حميدة وهي تداول الرأي في المشكل اذا اشكل امر على الجماعة او على الاقارب او على اثنين او ثلاثة ليختص بهم تشاوروا اما الاستخارة فهي اذا هم بامر واشكل عليه هل هو من المصلحة ام لا اما اذا كان معروف انه من المصلحة فلا مشاورة ولا استخارة كالصلاة والصيام صيام رمضان صلاة الفريضة الحج وما اشبه ذلك انما الاستخارة في الامر الذي قد يشل وتجهله عاقبته يستخير الرسول علمهم الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن يقول يعني واشكل عليه هل هو من المصلحة ام لا فليصلي ركعتين ثم ليقول اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فانك تعلم ولا يعلم وتقدر ولا اقدر وانت اعلم القلوب اللهم ان كنا تعلم ان هذا الامر يسميه الزواج هذا السفر وما اشبه ذلك خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وان كنت تعلم ان هذا الامر ويسميه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال في عاجل امره واجله فاصرفه عني واصرفني عنه. وقد دل لي الخير حيث كان ثم رضني به هذا هو المشروع عند الهم شيء يشكر عليه من زواج او سفر او صحبة احد او شراء سلعة او ما اشبه ذلك وبالحديث الثاني والثالث دلالة على شرعيته الخروج الى العبادة من طريق بالرجوع من طريق الاخر كالمسجد وصلاة العيد والحج والعمرة كان يخرج من طريق ويرجع من طريق اخر لتكثير الخطى والشواهد من البقاع تشهد لها البقاع التي يمر بها بهذه العبادة. وقال بعضهم عن اهل اظهار شعائر الاسلام وقيل للسلام على اهل الطريقين فالمقصود انه يشرع من طريق مثلا للصلاة صلاة فريضة او صلاة العيد او الحج ويرجع من طريق اخر. وفق الله الجميع. احسن الله اليك