المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. ثم ذكر تفاصيل ما به يعرف. ويتبين انه الاله المعبود ان عبادته هي الحق. وعبادة ما هي الباطل. فقال ما كان لكم شجرها اله مع الله بل هم قوم يعدلون. اي ان من خلق السماوات وما فيها من الشمس والقمر والنجوم والملائكة. والارض وما فيها من جبال وبحار وانهار واشجار. وغير ذلك. وانزل لكم اي لاجلكم من السماء ماء. فانبتنا فيه حدائق اي بساتين ذات بهجة اي حسن منظر من كثرة اشجارها وتنوعها وحسن ثمارها ما كان لكم ان تنبتوا شيء لولا منة الله عليكم بانزال المطر االه مع الله فعل هذه الافعال؟ حتى يعبد معه ويشرك به يعدلون به غيرة ويسوون به سواه. مع علمهم انه وحده خالق العالم العلوي والسفلي ومنزل الارزاق وجعل لها رواسي وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا اه. اي هل الاصنام والاوثان الناقصة من كل وجه التي لا فعل منها ولا رزق ولا نفع خير. ام الله الذي جعل الارض قرارا يستقر عليها العباد ويتمكنون من السكنى والحرث والبر والذهاب والاياب. وجعل خلالها انهارا. اي جعل في خلال الارض انهارا ينتفع بها العباد. في زروعهم واشجارهم وشربهم وشرب مواشيهم. وجعل لها رواسي اي جبالا ترسيها وتثبتها لان لا تميد. وتكون اوتادا لها لان لا تضطر قريب وجعل بين البحرين البحر المالح والبحر العذب حاجزا يمنع من اختلاطهما. فتفوت المنفعة المقصودة من كل من بل جعل بينهما حاجزا من الارض. جعل مجرى الانهار في الارض مبعدة عن البحار. فتحصل منها مقاصدها ومصالحها االه مع الله بل اكثرهم لا يعلمون. االه مع الله فعل ذلك؟ حتى يعدل به ويشرك به به معه. فيشركون بالله تقليدا لرؤسائهم. والا فلو علموا حق العلم لم يشركوا به شيئا ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون. اي هل ليجيب المضطر الذي اقلقته الكروب وتعسر عليه المطلوب واضطر للخلاص مما هو فيه الا الله وحده. ومن يكشف السوء اي البلاء والشر والنقمة الا الله وحده. ومن يجعلكم خلفاء الارض يمكنكم منها ويمد لكم بالرزق ويوصل نعمه وتكونون خلفاء من قبلكم. كما انه سيميتكم. ويأتي بقوم بعدكم االه مع الله يفعل هذه الافعال لا احد يفعل مع الله شيئا من ذلك. حتى باقراركم ايها المشركون. ولهذا كانوا اذا مسهم الضر دعوا الله مخلصين له لعلمهم انه وحده المقتدر على دفعه وازالته. اي قليل تذكركم وتدبركم للامور التي اذا تذكرتموها اذ ذكرتم ورجعتم الى الهدى. ولكن الغفلة والاعراض شامل لكم ذلك ما رعويتم ولا اهتديتم ومن يرسل الرياح بشرا بين يديه االه مع الله تعالى اي من هو الذي يهديكم حين تكونون في ظلمات البر والبحر حيث لا دليل ولا معلم يرى ولا الى النجاة الى هدايته لكم. وتيسيره الطريق وجعل ما جعل لكم من الاسباب التي تهتدون بها اي بين يدي المطر فيرسل فتثير السحاب ثم تؤلفه ثم تجمعه ثم تلقحه ثم تدره فيستبشر بذلك العباد قبل نزول المطر االه مع الله عما يشركون. االه مع الله فعل ذلك ام هو وحده الذي انفرد به؟ فلما اشركتم معه غيره وعبدتم سواه تعاظم وتنزه وتقدس عن شركهم وتسويتهم به غيرة ومن يرزقكم من السماء والارض. االه مع الله اي من هو الذي يبدأ الخلق وينشئ المخلوقات ويبتدي خلقها. ثم يعيد الخلق يوم البعث والنشور ومن يرزقكم من السماء والارض بالمطر والنبات االه مع الله يفعل ذلك ويقدر عليه كن صادقين قل هاتوا برهانكم اي حجتكم ودليلكم على ما قلتم والا فبتقدير انكم تقولون ان الاصنام لها مشاركة له في شيء من ذلك فذلك مجرد دعوة صدقوها وبالبرهان والا فاعرفوا انكم مبطلون. لا حجة لكم فارجعوا الى الادلة اليقينية والبراهين القطعية. الدالة على ان الله هو هو المتفرد بجميع التصرفات. وانه المستحق ان تصرف له جميع انواع العبادات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ان ينعسون يخبر تعالى انه المنفرد بعلم غيب السماوات والارض. كقوله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها. ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس. الا في كتاب مبين كقوله ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام. فهذه الغيوب ونحوها اختص الله بعلمها. فلم يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل. واذا كان هو المنفرد بعلم ذلك. المحيط علمه بالسرائر. والبواطن والخفايا فهو والذي لا تنبغي العبادة الاله. ثم اخبر تعالى عن ضعف علم المكذبين بالاخرة. منتقلا من شيء الى ما هو ابلغ منه. فقال وما يشعرون اي وما يدرون ايان يبعثون. اي متى البعث والنشور والقيام من القبور. اي فلذلك لم يستعدوا. بل ادارك علمهم في الاخرة بل هم في شك منها بل هم في شك من هذا بل هم منها عمود اذ دارك علمهم في الاخرة. اي بل ضعف ولم يكن يقينا ولا علما واصلا الى القلب. وهذا اقل وادنى درجة للعلم. ضعفه وو هاؤه بل ليس عندهم علم قوي ولا ضعيف. بل هم في شك وانما هم في شك منها اي من الاخرة. والشك زال به العلم. لان العلم بجميع مراتبه لا يجامع الشك بل هم منها اي من الاخرة عمون. قد عميت عنها بصائرهم ولم يكن في قلوبهم علم من وقوعها. والاحتمال انكروها واستبعدوها. ولهذا قال اي هذا بعيد غير ممكن قاسوا قدرة كامل القدرة بقدرهم الضعيفة لقد وعدنا هذا اي البعث نحن واباؤنا من قبل اي فلم يجئنا ولا رأينا منه شيئا. اي قصصهم واخبارهم التي تقطع بها الاوقات وليس لها اصل ولا صدق فيها. فانتقل في الاخبار عن احوال المكذبين. بالاخبار انهم لا يدرون متى وقت الاخرة ثم الاخبار بضعف علمهم فيها. ثم الاخبار بانه شك. ثم الاخبار بانهم عمي. ثم الاخبار بانكارهم لذلك واستبعادهم وقوع اي وبسبب هذه الاحوال ترحل خوف الاخرة من قلوبهم فاقدموا على معاصي الله. سهل عليهم تكذيب الحق والتصديق بالباطل واستحلوا الشهوات على القيام بالعبادات فخسروا دنياهم واخراهم. نبههم على صدق ما اخبرت به الرسل فقال في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين. فلا تجدون مجرما قد استمر على اجرامه الا عاقبته شر عاقبة. وقد احل الله به من الشر والعقوبة ما يليق بحاله