المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحادي والخمسون والمائتان وما في معناه من حديث حكيم بن حزام وهو الحديث الثاني انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا او قال حتى يتفرقا فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كتما وكذبا محقت بركة بيعهما رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته ومثله قوله في حديث حكيم ابن حزام البيعان اي البايع والمشتري بالخيار ما لم يتفرقا اي انه ثابت لكل واحد منهما وشرع رفقا بهما وهذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما اي صدقا ولم يكذبا على السلعة او الثمن وبينا ما يحتاج الى بيانه وان كذبا وكتما محقت بركة بيعهما اي كذبا في بيان ثمنها وما فيها من الاوصاف واعظم من ذلك التحالف على ذلك فهذا زيادة اثم على اثم وكتم ما فيها من العيب ونحوه ففي الصدق والبيان البركة والفلاح والربح في الدنيا والاخرة وفي الكذب والكتمان محق البركة والخسران في الدنيا والاخرة وهذا امر مشاهد ومن البركة التهني بالمال وبذله فيما يقرب الى الله وان يكون زادا لصاحبه الى الجنة وتجده هذا يدخل عليه المكسب القليل فينفق منه فيما يقرب الى الله تعالى ويبيع منه خيرا كثيرا ومن محق البركة ان يشغله عن طاعة الله ولا يتهنى فيه وان يبذله فيما حرم الله وان يكون خزيا له في الدنيا والاخرة وهو وانما في مدة قليلة فلابد ان تمحق بركته ونجد هذا يدخل عليه المكسب الكثير فلا يكفيه لبعض نفقاته حتى ينفد فبركة الله لا يعدلها شيء وليس لها منتهى ويحق لمن اراد البيع والشراء ان يعتني بمثل هذا الحديث ويتأدب بآدابه فانه من اعظم الاسباب للفوز في الدنيا والاخرة والله سبحانه الموفق