المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. اي لا تحزن يا محمد على هؤلاء المكذبين وعدم ايمانهم. فانك لو علمت ما فيهم من الشر وانهم لا يصلحون للخير. لم تأس ولم تحزن ولا يظح صدرك ولا تقلق نفسك بمكرهم فان مكرهم ستعود عاقبته عليهم. ويمكرون ويمكر الله. والله خير الماكرين ويقول المكذبون بالميعاد وبالحق الذي جاء به الرسول. مستعجلين للعذاب وهذا من سفاهة رأيهم وجهلهم فان وقوعه ووقته قد اجله الله باجل وقدره بقدر فلا يدل عدم استعجاله على بعض مطلوبهم. ولكن مع هذا قال تعالى محذرا لهم وقوع ما استعجلوه قل عسى ان يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون. قل عسى ان يكون ردف لكم اي قرب منكم واوشك ان يقع بكم بعض الذي تستعجلون من العذاب لكن اكثرهم لا يشكرون. ينبه عباده على سعة جوده وكثرة افضاله. ويحثهم على شكرها هذا فاكثر الناس قد اعرضوا عن الشكر واشتغلوا بالنعم عن المنعم وان ربك ليعلم ما تكن. اي تنطوي عليه صدورهم وما يعلنون. فليحذروا من عالم والظواهر وليراقبوه وما من غائبة في السماء والارض اي خفية وسر من اسرار العالم العلوي والسفلي الا في كتاب مبين. قد احاط ذلك الكتاب بجميع ما كان ويكون الى ان تقوم الساعة. فكل حادث جلي او خفي الا وهو مطابق لما كتب في اللوح المحفوظ اكثر الذي هم فيه يختلفون. وهذا خبر عن هيمنة القرآن على الكتب السابقة. وتفصيله لما كان فيها قد وقع فيه اشتباه واختلاف عند بني اسرائيل. فقصه هذا القرآن قصا زال به الاشكال. وبين الصواب من المختلف فيها واذا كان بهذه المثابة من الجلالة والوضوح وازالة كل خلاف وفصل كل مشكل كان اعظم نعم الله على العباد ولكن ما كل احد يقابل النعمة بالشكر. ولهذا بين ان نفعه ونوره وهداه مختص بالمؤمنين. فقال وانه لهدى من الضلالة والغي والشبه ورحمة تثلج له صدورهم وتستقيم به امورهم الدينية والدنيوية. للمؤمنين به. المصدقين له. المتلقين له بالقبول المقبلين على تدبره المتفكرين في معانيه. فهؤلاء تحصل لهم به الهداية الى الصراط المستقيم. والرحمة المتضمنة للسعادة والفوز والفلاح اي ان الله تعالى سيفصل بين المختصين. وسيحكم بين المختلفين بحكمه العدل وقضائه القسط. فالامور وان حصل فيها اشتباه في الدنيا بين المختلفين بخفاء الدليل او لبعض المقاصد. فانه سيبين فيها الحق المطابق للواقع. حين يحكم الله فيها وهو العزيز الذي قهر الخلائق فاذعنوا له. العليم بجميع الاشياء. العليم باقوال المختلفين وعن ماذا صدرت؟ وعن غاياتها ومقاصدها وسيجازي كلا بما علمه فيه اي اعتمد على ربك في جلب المصالح ودفع المضار وفي تبليغ الرسالة واقامة الدين وجهاد الاعداء واضح والذي على الحق يدعو اليه ويقوم بنصرته. احق من غيره بالتوكل فانه يسعى الى امر مجزوم به. معلوم صدقه لا شك فيه ولا مرية. وايضا فهو حق في غاية البيان. لا خفاء فيه ولا اشتباه. واذا قمت بما حملت وتوكلت على الله في فلا يضرك ضلال من ضل وليس عليك هداهم. فلهذا قال انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء. اي حين وتناديهم وخصوصا فانه يكون ابلغ في عدم اسماعهم وما انت بهادي العمي عن ضلالتهم. كما قال تعالى انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء اي هؤلاء الذين ينقادون لك هم الذين يؤمنون بايات الله وينقادون لها باعمالهم واستسلامهم كما قال تعالى. انما يستجيب الذين يسمعون. والموتى يبعثهم اه ثم اليه يرجعون