المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي اي اذا وقع على الناس القول الذي الله وفرض وقته اخرجنا لهم دابة خارجة من الارض او دابة من دواب الارض. ليست من السماء وهذه الدابة تكلمهم اي تكلم العباد ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون. اي لاجل ان الناس ضعف علمهم ويقينهم بايات الله الله هذه الدابة من ايات الله العجيبة. ليبين للناس ما كانوا فيه يمترون. وهذه الدابة هي الدابة المشهورة التي تخرج في اخر الزمان وتكون من اشراط الساعة كما تكاثرت بذلك الاحاديث. لم يذكر الله ورسوله كيفية هذه الدابة. وان ما ذكر اثرها والمقصود منها وانها من ايات الله تكلم الناس كلاما خارقا للعادة حين يقع القول على الناس وحين يمترون بايات الله فتكون حجة وبرهانا للمؤمنين. وحجة على المعاندين يخبر تعالى عن حالة المكذبين في القيامة وان الله يجمعهم ويحشر من كل امة من الامم فوجا وطائفة. ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون. يجمع اولهم على اخرهم واخرهم على اولهم ليعمهم السؤال والتوبيخ واللوم. حتى اذا وقال اكذبتم باياتي ولم تحيطوا بها علما. اما اذا كنتم تعملون حتى اذا جاءوا وحضروا قال لهم موبخا ومقرعا اكذبتم باياتي ولم تحيطوا بها علما؟ اي الواجب يجب عليكم التوقف حتى ينكشف لكم الحق والا تتكلموا الا بعلم. فكيف كذبتم بامر لم تحيطوا به علما اذا كنتم تعملون. اي يسألهم عن علمهم وعن عملهم. فيجد علمهم تكذيبا بالحق وعملهم لغير الله او على غير سنة رسولهم ووقع القول عليهم بما ظلموا. اي حقت عليهم كلمة العذاب بسبب ظلمهم. الذي استمروا عليه وتوجهت عليهم الحجة وهم لا ينطقون. لانه لا حجة لهم. الم يروا انا جعلنا الليل ليسكنوا ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون اي الم يشاهدوا هذه الاية العظيمة والنعمة الجسيمة. وهو تسخير الله لهم الليل والنهار. هذا بظلمته ليسكنوا فيه اقترحوا من التعب ويستعدوا للعمل وهذا بضيائه. لينتشروا فيه في معاشهم وتصرفاتهم بكمال وحدانية الله وسبوغ نعمته يخوف الله عباده ما امامهم من يوم القيامة وما فيه من المحن والكروب ومزعجات القلوب. فقال ويوم ينفخ في الصور ففزع بسبب النفخ فيه. من في السماوات ومن في الارض اي انزعجوا وارتاعوا وماج بعضهم ببعض خوفا مما هو مقدمة له الا من شاء الله ممن اكرمه الله وثبته وحفظه من الفزع. وكل من الخلق عند النفخ في الصور. اتوه ساخرين صاغرين ذليلين. كما قال تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. ففي ذلك اليوم يتساوى الرؤساء والمرؤوسون في الذل والخضوع لمالك الملك انه ومن هوله انك ترى الجبال تحسبها جامدة لا تفقد شيئا منها وتظنها بقية على الحال المعهودة. وهي قد بلغت منها الشدائد والاهوال كل مبلغ. وقد تفتت ثم تضمحل وتكون هباء منبثا ولهذا قال وهي تمر مر السحاب من خفتها وشدة ذلك الخوف لا شيء انه خمير بما تفعلون. فيجازيكم باعمالكم. ثم بين كيفية جزائه فقال من جاء بالحسنة عم جنس الحسنات قولية او فعلية او قلبية فله خير منها هذا اقل التفضيل اي من الامر الذي فزع الخلق لاجله امنون. وان كانوا دعونا معهم ومن جاء بالسيئة اسم جنس يشمل كل سيئة فكبت وجوههم في النار اي القوا في النار على وجوههم قالوا لهم هل تجزون الا ما كنتم تعملون؟ انما امرت ان ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء. وامرت ان اكون من اي قل لهم يا محمد انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة. اي مكة المكرمة الذي حرمها انعم على اهلها فيجب ان يقابلوا ذلك بالشكر والقبول. وله كل شيء من العلويات والسفليات. اتى به لئلا يتوهم اختصاصه ربوبيته بالبيت وحده. اي ابادر الى الاسلام وقد فعل صلى الله عليه وسلم فانه اول هذه الامة اسلاما واعظمها استسلاما وامرت ايضا ان اتلو عليكم القرآن لتهتدوا به وتقتدوا وتعلموا الفاظه معانيه فهذا الذي علي وقد اديته. نفعه يعود عليها وثمرته عائدة اليه. وليس بيدي من الهداية شيء. وقل الحمد لله سيريكم اياته فتعرفونها. وما وقل الحمد لله الذي له الحمد في الاولى والاخرة ومن جميع الخلق خصوصا اهل الاختصاص والصفوة من عباده. فان الذي ينبغي ان يقع منهم من الحمد والثناء على ربهم اعظم مما من غيرهم لرفعة درجاتهم وكمال قربهم منه وكثرة خيراته عليهم هنا معرفة تدل على الحق والباطل. فلا بد ان يريكم من اياته ما تستنيرون به في الظلمات. ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة بل قد علم ما انتم عليه من الاعمال والاحوال. وعلم مقدار جزاء تلك الاعمال. وسيحكم بينكم حكما تحمدونه عليه. ولا يكون ولكم حجة بوجه من الوجوه عليه