بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين مرحبا بكم اخواني اجمعين في هذا المجلس من مجالس شرح كتاب سنن ابي داوود علينا وعليه رحمة الله مر معنا في المجلس السابق في يوم الاربعاء الماضي بحمد الله باب السواك من الفطرة وقرأنا فيه حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر من الفطرة قص الشارب واعفاء اللحية والسواك والاستنشاق بالماء وقص الاظفار وغسل البراجم ونتف الابط وحلق العام وانتقاص الماء يعني الاستنجاء بالماء وهذا من قول الراوي قال زكريا قال مصعب ونسيت العاشر الا ان تكون المضمضة مر معنا ومر معنا في احاديث ان ابا داود اذا ساق في الباب شيئا ساق اقوى ما عنده ثم يأتي بالذي يأتي بعده فهو في الاعم الاغلب يقدم الاقوى وهذه المسألة مسألة الاحاديث التي يسوقها في الاصول والاحاديث التي يسوقها من باب الشواهد مسألة معرفتها ليست بالسهلة ومسلم له طريقة كهذه وينوع فيها احيانا وللبخاري ايضا اختيار كهذا الاختيار حديثنا اليوم هو الحديث الرابع والخمسون يقول ابو داوود علينا وعليه رحمة الله حدثنا ابو موسى يقول حدثنا موسى ابن اسماعيل حدثنا موسى ابن اسماعيل وداوود ابن شبيب قال حدثنا حماد عن علي ابن زيد عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر قال موسى عن ابيه وقال داود عن عمار ابن ياسر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من الفطرة المضمضة والاستنشاق فذكر نحوه ولم يذكر اعفاء اللحية وزاد الختان قال والانتظاح ولم يذكر انتقاص الماء يعني الاستنجاء قال ابو داوود وروي نحوه عن ابن عباس وقال خمس كلها في الرأس. وذكر فيها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من الفطرة طبعا الفترة بعضهم يعني النبوي فسرها بانها السنة ونقل عن صحيح البخاري انه جاء في قالوا في صحيح البخاري عن حديث ابن عمر مرفوعا من السنة قص الشعر ونتف الابط الفرق ولم يذكر اعفاء اللحية قال ابو داوود وروي نحو حديث حماد عن طلق ابن حبيب ومجاهد وعن بكر ابن عبد الله المزني قوله ولم يذكروا اعفاء اللحية وفي حديث محمد بن عبدالله بن ابي مريم عن ابي سلمة عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه واعفاء اللحية وعن ابراهيم النخعي نحوه وذكر اعفاء اللحية والختام هكذا ساق ابو داوود الحديث وساق الحديث من رواية شيخيه موسى بن اسماعيل وداوود ابن شبيب. نقرأ الان ونحاول ان نحلل ما قاله ابو داوود وما ساقه فطريقتنا باذن الله تعالى اننا نقرأ الحديث اولا ثم نقرأ الحديث من باب الدراية اذا ابو داوود يقول حدثنا موسى ابن اسماعيل وهو موسى ابن اسماعيل المنقري التبوذكي توفي عام ثلاث وعشرين ومئتين. وهو من شيوخ ابي داوود متقدمين ومر معنا في دروس البخاري ويمر معنا في الدروس الحالية لصحيح البخاري ان موسى ابن اسماعيل المنقري التبولجي من شيوخ البخاري وانه عالم عراقي من اهل البصرة وانه لم يكن من تبوك وهي المدينة الموجودة في بلاد الحرمين على يعني في طريق الاردن ومن يذهب من العراق عن طريق عرعر الى المدينة النبوية يمر بها وهي ايضا مفرق طرق الى الاردن والى العراق وموسى ابن اسماعيل المنقري لم يكن تبو ذكيا انما كان بصريا ولكن زاره قوم من اهل تبوك فقيل له التبوذكي وهو يروي هذا الحديث وروايته لهذا الحديث فيها شيء واستطيع ان اقول فيها خطأ ولكن كلما استعمل الانسان العبارة الهينة التي تعطي المعنى من غير تلمن او ما قد يفهم الى انه سلم يكون افضل فالانسان عليه ان يكسو الفاظه احسنها سيمر لنا الشيء الذي في رواية موسى ابن اسماعيل وداوود ابن شبيب وهو الباهري ابو سليمان البصري قال ابو حاتم صدوق نعم وقد توفي عام احدى وعشرين ومئتين او اثنتين وعشرين ومئتين. اذا هو ايظا من شيوخ ابي داوود المتقدمين نعم قال حدثنا حماد وهذا حماد يسمى مهمل حينما يأتينا في السند يقال عن رجل هذا يسمى مبهم ولكن لما يأتينا هكذا اسم غير منسوب يسمى مهمل اي مهمل عن الاظافة ومهمل عن ذكر الاب وهنا اهمال حماد يوجه استشكالا عند من لم يتمعن او يتعمق في علم الحديث لان داوود ابن شبيب يروي عن حماد بن سلمة وعن حماد بن زيد وكلا الحماديين ايضا يروي عن علي بن زيد بن جدعان لكن مما نعلمه ان موسى ابن اسماعيل لم يروا الا عن حماد بن سلمة فهو لا يروي عن حماد ابن زيد. نص على هذا ابن الجوزي في كتاب تلقيح فهوم اهل الاثر صحيفة اربع مئة وثمانية وعشرين يقول ان التبوذج ليس يروي الا عن حماد بن سلمة خاصة. اذا هذا هو حماد بن سلمة وجاء مصرحا به في سنن ابن ماجة وفي غيرها من كتب الحديث عن علي طبعا حماد بن سلمة كان اول امره ثقة ثم نزل حفظه ولكنه اذا روى عن ثابت ابن اسلم البناني فهو قوي في ثابت ابن اسلم البناني ولذا معرفة حكم الراوي امر مهم وكذلك اذا كان هذا الراوي يكون قويا في بعض الرواة فايضا هذا مهم جدا عن علي ابن زيد وهو علي ابن زيد ابن جدعان وهو ضعيف وحاول بعض الناس ان يقوي امره وقد اخطأ من حاول ان يقوي امره فالراجح انه ضعيف وانه صاحب خطأ وان الجمهور على تضعيفه فالجمهور على تضعيفه وقد جرح جرحا مفسرا وقد وجدت له اخطاء عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر وهذا ايضا مجهول حاله قد تفردنا بالرواية عنه علي ابن زيد ابن جدعان قال موسى عن ابيه اي موسى ذكر الحديث هنا عن ابيه فنسب الحديث ماذا الى الى محمد ابن عمار وجعله مرسلا. هذه رواية موسى بن اسماعيل المنقري وابو داوود حينما جمع بين الراويين لم يسكت على هذا الجمع بل انه قد بين وقد اخطأ في هذا لان الحديث قد رواه جماعة حماد خالفوا في ذلك موسى ابن اسماعيل وسيبين لنا هذا حينما نقرأ اسانيد الطرق المتصلة الى الراوي قال موسى عن ابيه وقال داود انعمار ابن ياسر يعني انه عن عمار وليس مرسلا والحديث هو ضعيف سنقرأ ما يتعلق بالحكم على اصل الحديث لكن الحديث الضعيف هذا حديث العمار وايضا موسى ابن اسماعيل له شيء خالف فيه الثقات ولكن الرواية في الصحيح هي من الفطرة ان من الفطرة المضمضة والاستنشاق اي من الفطرة التي فطر الله الناس عليها ولذا المضمضة والاستنشاق كل صاحب فطرة سليمة ينظف فمه وينظف انفه يقول فذكر نحوه اي نحو الحديث السابق هنا احال بحديث عمار ابن ياسر الى حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فمن ذلك تدرك لما يأتون بالحديث اصلا ويأتون بالاخر تبعا وشاهدا. اذا هذا ساقه في الشواهد لكن ليس كل شيء يتقوى بالشواهد ليس كل شيء يتقوى بالشواهد وليس معناه ان هذا الخبر قوي عند ابي داوود. نعم ولم يذكر اعفاء اللحية لكن في حديث عمار عدم ذكر اعفاء اللحية وتوفير اللحية وزاد الختان فيه زيادة وهو ذكر الختان. قال والانتظاح طبعا النووي فسر الجراح قال هو نضح الفرج بماء قليل بعد الوضوء لنفي الوسواس هكذا فسره نعم والانسان لا ينضح على ثوبه ولا داعي لنظحه المهم ان الانسان يستنجي ولا يحتاج الى ان ينضح على ثيابه قال ولم يذكر انتقاص الماء يعني الاستنجاء هذا وارد في الحديث السابق لما اورد الخطب لما اورد الخبر تحدث عن شواهد لهذا الخبر لكن قبل ان نذهب الى الشواهد الاخرى التي ساقها وباعتبار ساق هذا الخبر شاء وله شاهد بما قبله وله شواهد تأتي. هذا الخبر قال الشيخ شعيب الارناول قال اسنانه ضعيف سلمة بن محمد بن عمار مجهول تفرد بالرواية عنه علي بن زيد بن جدعان وهو ظعيفة اي ان علي ابن زيد ابن جدعان ضعيف فالخبر يكون معلول بعلتين. علي بن زيد بن جدعان وشيخ علي بن زيد بن جدعان فشيخه مجهول تفرد بالرواية عنه علي. لماذا قلنا تفرد؟ لاننا نقرأ عن اهل العلم انهم يشترطون في الراوي حتى ترتفع جهالة عينه ان يروي عنه اثنان لانه لما لا يروي عنه الا واحد دل على انه غير معروف بالعلم وانه غير معروف عند العلماء وهذا الراوي لم يأتينا الا من طريق علي بن زيد بن جدعان وعلي هو لا يرفع نفسه. فكيف يرفع غيره نعم قال المنذري في مختصر السنن حديث سلمة بن محمد عن ابيه مرسل لان اباه ليست له صحبة وحديثه عن جده قال ابن معين مرسل يعني انه منقطع بين سلمة وعمر. اذا الحديث هذا فيه اكثر من عنده لكن هنا النقل عن المنذر مهم جدا المنذر ضعف الخبر. نعم. ابو داوود ماذا قال؟ قال ابو داوود وروي نحوه اي نحو المتن قريبا لما يقولون مثله يعني مثله بنفس الكلمات ونفس المعاني. اما نحوه فالامر فيها انه مقارب عن ابن عباس وقال خمس كلها في الرأس وذكر فيها الفرق ولم يذكر اعفاء اللحية طبعا هذا كما ذكر المحقق هنا الشيخ شعيب قال اخرجه عبد الرزاق في تفسيره. والحاج عبد الرزاق له المصنف وهو مطبوع متداول وله التفسير ايضا مطبوع متداول والحاكم من طريق الحاكم في المستدرك اه في كتاب التفسير ضخما جدا يعني كمية كبيرة من الاحاديث والاثار الحاكم في التفسير من طريق عبد الرزاق اخرجه الطبري في تفسيره وفي التأريخ ان نعمل عن ابن طاووس عن ابيه عن ابن عباس في قوله واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات اي في تفسير الاية الرابعة والعشرين بعد المئة قال ابتلاه الله بالطهارة خمسا في الرأس وخمس في الجسم فالرأس السواك والاستنشاق والمضمضة وقص الشعر وفرق الرأس هذا فرق الرأس لما يفرقه الانسان. نعم وفي الجسد خمسة تقليم الاظافر وحلق العانة والختان والاستنجاء عند الغائط والبول ونتف الابط. نعم قال ابو داوود وروي نحو حديث حماد عن طلق ابن حبيب ومجاهد طبعا حديث طلقة بن حبيب مرة بالدرس السابق فيما يتعلق بالرواية نعم ومجاهد مجاهدة الميدومان تلميذ ابن عباس فمجاهد اه حمل القرآن عن ابن عباس فيما يتعلق بالقراءة وتصحيح المخارج والصفات وايضا اخذ عليه التفسير وصار يفسر القرآن للناس فله تفسيرات قيمة هذا منها انه قد تكلم في تفسير هذه الاية وهو يحمل على ابن عباس وعن بكر بن عبدالله المزن. ايضا بكر بن عبدالله المزن له اقوال نفيسة له قول عظيم في حمد الله تعالى من اجمل الاقوال واعذبها. نأتي به في قابل الايام لكن لعل ناشطا عن قوله في الحمد لله وانها نعمة كلما حمد الانسان ربه فهي نعمة تتجدد عليه قوله ما معنى قولهم اي من قولهم تفسيرا للاية الرابعة والعشرين بعد المئة وهنا مجاهد وبكر ابن عبد الله وطلق عن اخذوا هذا ربما من ابن عباس ولم يذكروا اعفاء اللحية. وفي حديث محمد بن عبدالله بن ابي مريم عن ابي سلمة عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه واعفاء اللحية هو عن ابراهيم النخعي نحوه وذكر اعفاء اللحية والختن اذا انتهى الحديث في سنن ابي داوود بحمد الله تعالى. الان نتحول الى الخريطة لاننا ذكرنا فيما سبق ان الحديث لا يعرف الا بجمع الطرق والنظر فيها الحديث يعني مدار الحديث على حماد بن سلمة بو حماد بن سلمة لن نتكلم عن نزولا في حفظه لان علة الخبر الرئيسة علي بن زيد بن جدعان وشيخه سلمة ابن محمد ابن عمار فعلي ضعيف وسلمة ضعيف وسلمة مجهول. تفرد بالرواية عنه علي بن زيد فنحن نشترط في الراوي ان يروي الخبر عنه اثنان فما فوق ان يروي عنه راويان فما فوق حتى ترتفع جهالة عينه ونشترط في الراوي ايضا ان يكون عدلا ضابطا فاذا كان عدلا ضابطا دل على انه ثقة وهذا الحديث من خلال جمع الطرق والنظر فيها وايضا فيما يتعلق بما اشار اليه ابو داوود ان الحديث حديث موسى ابن اسماعيل فيه خطأ وهو انه قد جعل الحديث مرسلا ليس من رواية عمار ابن ياسر جعله من رواية محمد بن عمار وقد خالف في هذا عددا من الثقات خالف يزيد ابن هارون وعن يزيد يرويه محمد ابن اسحاق وعيسى العسقلاني ويرويه عنهم الشاشي في مسنده رقم الف وثلاثة واربعين ويزيد ابن هارون الرويح الحماد ابن سلمة ويرويها ايضا ابو داوود يرويه ابو الوليد الطيالسي. وعن ابي الوليد اسحاق بن ابراهيم وعنه الشاشي وعن ابي الوليد الطيارسي ايضا سهل ابن ابي سهل ومحمد ابن يحيى وعنهما ابن ماجة ويرويه عفان بن مسلم وعنه احمد ابن حنبل وعنه ايضا جعفر ابن احمد وعنه ابن ماجة ويرويها ابو داوود الطيالسي برقم ستمية وستة وسبعين ويرويها ايضا حجاج بن من هال كما رواه عنها ابو مسلم وعن فاروق وعنه ابو نعيم في في معرفة الصحابي رقم خمسة الاف ومئتين وعشرة ويرويه ابراهيم بن حجاج كما عند ابي يعلى في مجتبه برقم الف وست مئة وسبعة وعشرين ويرويه قبيصه ابن عقبة وعنه ابن ابي شيب برقم الفين وثمانية واربعين ويرويه خالد بن عبدالله وعنه محمد بن الحجاج وعنه الطحاوي في شرح مشكل الاثار برقم ستمية واربعة وثمانين. هؤلاء وهم تسعة من الاشخاص قد خالفوا موسى ابن اسماعيل وان موسى ابن اسماعيل الراوي الثقة قد خالف تسعة من الرواة ورواية الجماعة اولى بالحكم فهؤلاء قد جعلوهم المسند عمار وموسى قد جعله من رواية محمد بن عمار مرسلا فهي خبر طبعا الحديث في جامع الاصول الجزء الرابع صحيفة سبع مئة وخمسة وسبعين في نصب الراية الجزء الاول صحيفة ستة وسبعين قال سكت عنه ابو داوود ثم المنذر بعده وسبق ان نقلنا بان المنذرية قد تكلم فيه ولم يسجد عليه والحديث ذكره ابن الملقن في البدر المنير الجزء الثاني صحيفة سبعة وتسعين فما بعدها واطلق البنان في نقده وهو ناقد مبارك والانسان يتعلم من كتاب البدر المنير علما كثيرا غزيرا ونحن نعلم ان الحافظ ابن حجر قد لخص البدر المنير في كتاب التلخيص الحمير وقد لخصه لكنه قال في الجزء الاول صحيفة سبعة وسبعين صححه ابن السكن وهو معلول ويا ليته يعني امور النقد انه لم يختصرها يعني في التخريج لاختصار يعني قد يكون لا بأس به. اما فيما يتعلق بنقد بنقد الاخبار واعلان الاخبار فهذا هو الذي يحتاجه طالب العلم الى هنا انتهينا بحمد الله تعالى من هذا الحديث وان رواية موسى ابن اسماعيل فيها خلل وان الحديث من رواية حماد بن سلمة وان حماد بن سلمة هو الوحيد الذي رواه عن علي بن زيد بن جدعان وان علي بن يزيد بن جدعان ضعيف يرويه عن شيخ السلف ابن محمد وهو مجهول تفرد برواية عنه علي بن زيد الحديث هو حديث عمار ابن ياسر لكن السند لم يصل اليه روي مرسلا وعمار ابن ياسر من خيار الصحابة عاش يا عاش يا ثلاثا وتسعين عام وقد مات قتلا نسأل الله ان يرحمه وان يرحم امة الاسلام اجمعين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته