ثم سأل عن اعلم اهل الارض فدل على رجل عالم فقال انه قتل مئة نفس فهل له من توبة؟ قال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة نعم انطلق الى ارض كذا وكذا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال مسلم علينا وعليه رحمة الله باب قوله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات حدثنا قتيبة بن سعيد وابو كامل فضيل ابن حسين الجحدري كلاهما عن يزيد ابن زريع واللفظ لابي كامل قال حدثنا يزيد قال حدثنا التيمي عن ابي عثمان عن عبد الله ابن مسعود ان رجلا اصاب من امرأة قبلة فاتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له قال فنزلت اقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين اذا ينبغي على الانسان ان يحافظ على الصلوات ويأتي بالتطوعات والانسان اذا ملأ وقته بالطاعات فسوف يضيق على الحسنات واذا ارتكب الانسان سيئة فربنا قال ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون والحسنات يمحينا السيئات ولكن على الانسان ان لا يقول ان افعل السيئة ثم افعل الحسنة تمحها لان الانسان لا يدري باي شيء يختم له فعلى الانسان ان يجعل اوقاته بالطاعات حتى يضيق على السيئات قال فقال الرجل علي هذه يا رسول الله قال لمن عمل بها من امتي هذا على قاعدة العبرة بعموم اللفظ لها بخصوص السبب. نعم حدثنا محمد ابن عبد الاعلى قال حدثنا المعتمر عن ابيه قال حدثنا ابو عثمان عن ابن مسعود ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر انه اصاب من امرأة اما قبلة او مسا بيد او شيئا كانه يسأل عن كفارتها قال فانزل الله عز وجل ثم ذكر بمثل حديث يزيد اي مثل الحديث السابق حدثنا عثمان ابن ابي شيبة قال حدثنا جرير عن سليمان التيمي بهذا الاسناد قال اصاب رجل من امرأة شيئا دون الفاحشة اي الزنا في الفرج نسأل الله العافية والسلامة وان يعصمنا واياكم من كل ذنب فاتى عمر ابن الخطاب فعظم عليه. يعني شدد عليه ثم اتى ابا بكر فعظم عليه ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر بمثل حديث يزيد والمعتمر اي الحديث السابق حدثنا يحيى ابن يحيى وقتيبة ابن سعيد وابو بكر بن ابي شيبة واللفظ ليحيى قال يحيى اخبرنا وقال الاخران حدثنا ابو الاحوص عن سماك عن ابراهيم ان القمة والاسود عن عبدالله قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني عالجت امرأة في اقصى المدينة واني اصبت منها ما دون ان امسها فانا هذا فاقضي في ما شئت فقال له عمر لقد سترك الله لو سترت نفسك قال فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه شيئا فقام الرجل فانطلق فاتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا دعاه اي ارسل له رجلا يناديه وتلا عليه هذه الاية اقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات. ذلك ذكرى للذاكرين. اذا حسنات تمنع السيئات والحسنات تمحو السيئات والصلوات من جلبة من الحسنات مدفوعة للسيئات واذا صنع الانسان الصلاة صناعة يعني تحولت حياته الى سجل من الاعمال الصالحة فقال رجل من القوم يا نبي الله هذا له خاصة؟ قال بل للناس كافة نعم حدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا ابو النعمان الحكم ابن عبد الله العجلي قال حدثنا شعبة عن سماك ابن حرب قال سمعت ابراهيم يحدث عن خاله الاسود عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث ابي الاحوط وقال في حديثه فقال معاذ يا رسول الله هذا له هذا لهذا خاصة او لنا عامة؟ قال بل لكم ام عامة حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام عن اسحاق بن عبدالله بن ابي طلحة عن انس قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اصبت حدا فاقمه علي قال وحضرت الصلاة فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قال يا رسول الله اني اصبت حدا فاقم في كتاب الله قال هل حضرت معنا الصلاة؟ قال نعم قال قد غفر لك حدثنا نصر بن علي الجهظمي وزهير بن حربل واللفظ لزهير. قال حدثنا عمر ابن يونس قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثنا شداد قال حدثنا ابو امامة قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ونحن قعود معهم اذ جاء رجل فقال يا رسول الله اني اصبت حدا فاقمه علي فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اعاده فقال يا رسول الله اني اصبت حدا فاقمه علي فسكت عنهم وقال ثالثا واقيمت الصلاة فلما انصرف نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ابو امامة فاتبع الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم حينا انصرف واتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر ما يرد على الرجل فلحق الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني اصمت حدا فاقمه علي قال ابو امامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارأيت حين خرجت من بيتك اليس قد توضأت فاحسنت الوضوء قال بلى يا رسول الله قال ثم شهدت الصلاة معنا قال نعم يا رسول الله قال فقال رسول فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله قد غفر لك حدك او قال ذنبك اللهم اغفر لنا يا رب باب قبول توبة القائل باب قبول توبة القاتل وان كثر قتله فربنا جل جلاله يغفر الذنوب جميعا ومع هذا فلا بد ان نحذر دائما من جريمة القتل فهي الجريمة التي هي اكبر الجرائم واشد الجرائم وجودا فينبغي التحذير منها دائما لخطورتها وهل ان القتل قليل ام كثير؟ لا شك ان القتل والعياذ بالله كثير جدا جدا جدا فينبغي التحذير منهم فالتحذير من الاعتداء على النفس المحرمة امر لا بد ان يتكرر اذ ان جريمة القتل لو نظرت كيف خاطب الله عز وجل عباده بتعظيم النفس المحرمة وكيف جاءت النصوص في القرآن يربي على ذلك الوازع الديني العظيم وتذكي جدوته في النفوس علمت انها اصدق عبارة واصدق كلمة واتم بيانا يكون في التوجيه والوعظ. ربنا جل جلاله يقول ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليهم ولعنه واعد له عذابا عظيما اي مؤمن يقرأ هذه الاية ثم يتأمل كلام الله سبحانه وتعالى يقف عندها مليا ومن صيغ من صيغ العموم اي ولو كان اغنى الناس في الارض واشرف الناس واعلى الناس وتأمل لفظ مؤمن هذه نكرة يعني حتى ولو كان افقر خلق الله اي مؤمن ومن يقتل مؤمنا وربنا جل جلاله لم يفرق بين الناس لا لاحسابهم ولا لانسابهم ولا بصورهم ولا باشكالهم ولا بمراتبهم ولا بوظائفهم وعبر سبحانه وتعالى بالايمان الذي هو حرمة من حرمات الله عز وجل وربنا جل جلاله يجب ان تتقى حرماته متعمدا اي قاصدا الجريمة وطالبا ازهاق نفس بدون حق فجزاؤه تأمل هنا ليس له جزاء الا هذا الجزاء وانظر كيف جاء التعبير بالجثاء لانه عندما تأتي كلمة جزاء فالنفوس دائما تطمع فلما تأتي العقوبة في سياق تطنيع يكون هذا مثل الصدمة فجزاؤه جهنم اي ما له جزاء الا هذا وهذا فيمن استحل قتل المؤمن ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ولا يخلو الا من استحل فالمستحل فالمستحل للقتل وقع في اعظم الاد وعندما يكون من الخالدين ابدا وعندها يكون من الخالدين في النار ابدا لكن لو انه لم يستحل وتعمد القتل فهو الى مشيئة الله تعالى ان شاء الله عذبه وان شاء غفر له كما دلت على ذلك النصوص وهذا مذهب اهل السنة والجماعة في مرتكبي الكبائر فجزاؤه جهنم وليس هذا فحسب بل خالدا فيها تصور مؤمنا كلما ذكر النار طار فزعا منها وكلما ذكر عليه اسم النار كلما مر عليه ذكر اسم النار فزع وخاف فيا عباد الله تأملوا ما الذي ابكى عيون الصالحين وما الذي اكثر جفونهم في جوف الليل ربنا يقول تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا. هؤلاء الذين هؤلاء الذين صاحبوا القرآن فعاش القرآن معهم في نهارهم وفي ليلهم خوفا اي خوفا من جهنم خوفا من النار فربنا جل جلاله يأتي بها جزاء في القتل هذه جهنم التي وصف الله اغلالها وعذابها وشدتها وبلاءها وكربها فما رأت عينا ولا سمعت اذن اعظم ولا اشد من عذاب الله في جهنم فجزاؤه جهنم خالدا فيها وليس الجزاء انه خالف بها فقط لا بل وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما فالغضب والغضب ربنا قال ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وربنا قال هنا ولعنه وقال تعالى في سورة النساء ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا اللهم انا نعوذ بك من لعنتك ونعوذ بك من عمل يردي بنا الى اللعنة فاللعنة ايها الاخوة اذا اصابت قلبا ختم عليه والعياذ بالله الا ان يتداركه الله برحمته وتأمل وغضب الله عليهم ولعنه واعد له عذابا عظيما. قف عند قوله واعد وقف عند قوله عذابا نكرة وقطع لقوله عظيما والعظيم من الله عظيم فلنفسي المؤمنة التي تقرأ هذه الاية ماذا يحدث لها فربنا جل جلاله يخاطب عباده في هذه الجريمة يخاطبنا افرادا وجماعات شبابا وشيبا ذكورا واناثا. ربنا يقول ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق وهذا اسلوب من اساليب الزجر يقول ولا تقتلوا. ما قال لا تقتل وما خاطب خطاب الفرد بل خاطب خطاب الجماعة حتى يشمل جميع طبقات المجتمع جميع الطبقات ويشمل الصغير والكبير والذي يعلم والذي لا يعلم والعزيز والدليل كلهم في هذا مخاطب حتى يكون الممارس والمقر والساكت كلهم مخاطبون ولا تقتلوا النفس التي حرم الله العبد حينما يتذكر كلمة حرمة يعرف انها من اعظم الاشياء. والحرمة لها حرمة قال سبحانه وتعالى ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه اي فهو خير له في دينه هو خير له في دنياه هو خير له في اخرته وكون ربنا جل جلاله يحرم القتل ويجعل القتل لشيء محرم وله حرمة تنفر النفس بمجرد ما تقرأ هذا الشيء وتحس ان بينك وبينه حواجز تنبني عليها تقوى الله والخوف منه جل وعلا ربنا يقول ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما وهذا اسلوب النهي يتضمن التحريم لا تقتلوا انفسكم ما قال لا تذبح وانما قال لا تقتلوا لان القتلى اعم من الذبح لان الذبح يكون بالارجاع ولكن القتل يدل على اية صورة سواء قتل قائما او قتل قاعدا او مضجعا بسكين او برمي او غيره كله يسمى قتلى ولا تقتلوا انفسكم وما ابلغه من تعبير حينما يقول ربنا ولا تقتلوا انفسكم جعل الله المؤمن مع المؤمن في النفس الواحدة فمن قتل مؤمنا فكأنما قتل المؤمنين من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا هذا الاسلوب الرباني في النهي عن هذه الجريمة التي تتعلق بالاعتداء على النفس من شأنه انه اذا قرأه الانسان متأملا متدبرا اقتنع بالحكم وحصل عنده وراء هذه القناعة ما يعني ما نريده من النفرة مما حرم الله وتأمل اخي الكريم هذه الخطابات جاءت تشريعا ووصفا وبيانا عاقبا فهذه الثلاث الاسس ما اكتملت في خطاب ولا توجيه الا كان لها اطيب الاثر في النفوس فجاء الحكم بالتحريم ولا تقتلوا فانه نهي يكتب التحريم. وجاء الخطاب بوصف النفس المقتولة. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله ولا تقتلوا انفسكم وهذا يجعل عند الانسان تعظيما لهذه النفس المحرمة ثم بيان العاقبة فانت حينما تنهى وتصف المنهية عنه بان له حرمة وتظف ان اقتراب هذه الحرمة يعود بالعواقب الوخيمة والنهايات الاليمة فان ذلك ابلغ ما يكون تأثيرا في النفوس اذ هو تنزيل من حكيم حميد ولذلك ايها الاخوة لابد من التحذير كلما كثر القتل بالناس لا بد من التحذير من القتيل حدثنا محمد ابن المثنى ومحمد ابن بشار واللفظ لابن المثنى. قال حدثنا معاذ بن هشام قال جثثني ابي عن قتادة عن ابي الصديق عن ابي سعيد الخدري ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن اعلم اهل الارض فدل على راهب فاتاه فقال انه قتل تسعة وتسعين نفسا. فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مئة فان بها اناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله تعالى معهم ولا ترجع الى ارضك فانها ارض فانها ارض ثوب فانطلق حتى اذا نصف الطريق اتاه الموت وهذا الموت يأتيك لا محالة فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله وقالت ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا قط فاتاهم ملك في صورة ادمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الارضين فالى ايتهما كان ادنى فهو له فقاسوا فوجدوه ادنى الى الارض التي اراد فقبضته ملائكة الرحمة قال قتادة فقال الحسن ذكر لنا انه لما اتاه الموت نأى بصدره فانه كان يقبل الى مكان الخير والصلاح وهكذا يعمل الانسان وينهض دائما الى الطاعات والى المكان الاقرب الى العمل الصالح فتأمل هذه ذكر لنا انه لما اتاه الموت نأى بصدره فالانسان دائما ينهض ويسير ويدفع نفسه ويهمها في طاعة الله تعالى وفيما يقربه الى الله حدثني عبيد الله ابن معاذ العنبري قال حدثنا ابي قال حدثنا شعبة عن قتادة انه سمع ابا الصديق الناجي عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا فجعل يسأل هل له من توبة؟ فاتى راهبا فسأله فقال ليست لك تهبة فقتل الراهبة ثم جعل يسأل ثم خرج من قرية الى قرية فيها قوم صالحون فلما كان في بعض الطريق ادركه الموت فنأى بصدره ثم مات فاقتسمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فكان الى القرية الصالحة اقرب منها بحبر فجعل من اهلها حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا ابن ابي علي قال حدثنا شعبة عن قتادة بهذا الاسناد نحو حديث معاذ ابن معاذ وزاد فيه فاوحى الله الى هذه ان تبعني والى هذه ان تقربي فربنا جل جلاله قادر على كل شيء سبحانه وتعالى والسعيد من كان مع الله دائما ابدا باب في سعة رحمة الله تعالى على المؤمنين وفداء كل مسلم بكافر من النار اذ رحمة الله واسعة والسعيد من استجلب رحمة الله تعالى بطاعة الله وما من دقيقة نعيشها الا هي من رحمة الله قل ارأيت من اهلكني الله ومن نعي او رحمنا. اذا كل لحظة تعيشها فهي من رحمة الله فاستدر رحمة الله بها حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا ابو اسامة عن طلحة ابن يحيى عن ابي بردة عن ابي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل الى كل مسلم يهوديا او نصرانيا فيقول هذا سكاتك من النار. اللهم اعتق رقابنا من النار يا كريم يا رحيم وسلمنا في الدنيا والاخرة يا ارحم الراحمين هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته