ويبخل بالسلام على الفقير. هناك حديث عن غني وفقير اليس الموت بينهما سواء اذا ماتوا لم يقل اذا مات اذا ماتوا وصاروا لم يقل صار اذا ماتوا وصاروا في القبور له الويل ان امسى ولا ام هاشم قريب ولا ولا البسباسة ابنة يشكرا فيقول ولا ام هاشم ثم يقول قريب ولا يقول قريبة فما ادري هل يخطئون امرؤ القيس ايضا لم يقل فقالتا قال فقلنا فقلنا ان الامر فينا قد شهر فهل الاخفش كان يلحن في لغة العرب وهو من اعاظم علمائها ومن كبار ادبائها شاعر اخر يقول يحيي بالسلام غني قوم اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وبعد. ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما زلنا تحدثوا في الشبهات التي يثيرها الافكون عن القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم قالوا جاء القرآن بما لم تعهده العرب في اساليبها اللغوية فخالفهم في اساليبهم في البيان والتعبير واستشهدوا على ذلك باقوال منها قول الله تبارك وتعالى وهو يتحدث عن حصة وعائشة رضي الله عنهما ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما فالاية تتحدث عن قلبين عن قلب حفصة وعائشة رضي الله عنهما لكنها تقول قلوبكما. فاستخدم اسم الجمع والمراد قلبين لا مجموعة قلوب فقالوا هذا على غير ما تعهده العرب واعتبروه من المعيب في البيان وهذا بالطبع فرع عن جهلهم بلغة العرب العلماء اجابوا عن هذا الاشكال باقوال اهمها قولين القول الاول فالعرب لا تحب ان تأتي بمثنى ثم تأتي بمثنى اخر بعده لذلك تحيد عن احدهما فتجعله بصيغة الجمع هنا في هذه الاية ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما لاحظوا ان في نفس الكلمة هناك تثنيتين التثنية الاولى اللي هي القلوب. المفروض ان يقول قلبا وعندنا التثنية الثانية فنظرا لصعوبة هذا في النطق عند العرب قلوبكم قل قلباكما على انه ما استطعت اقرأها كيف الناس حتستطيع تقرأها قلباكما فلصعوبتها الله عز وجل قال قلوبكما والعرب تعهد هذا العدل من المثنى الى الجمع لاجتماع تثنيتين في كلمة واحدة فهذا من بيان القرآن واعجازه الوجه الثاني ان الكثير من العرب يجعل الجمع اقله اثنان وهذا على غير ما عرفه هؤلاء الذين درسوا الجمع والتثنية في المرحلة الابتدائية ولم يدرسوا ما بعد ذلك مما اتى به القرآن موافقا للغة العرب واشعارها نعم بعض قبائل العرب تعتبر اقل الجمع اثنان والقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين فوافق العرب في استخداماتها. ومما وافقهم فيه وافق قبائل العرب التي تجعل اقل الجمع اثنان وهذا في بعض ايات القرآن الكريم واضح وبين يقول الله عز وجل وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو. والحديث عن ادم وحواء. اثنين فقط يقول اهبطوا. وفي اية اخرى وافق وغيرهم من العرب فقال قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو. فكلا الوجهين صحيح في لغة العرب اهبطا واهبطوا مع ان الحديث في كلا السياقين عن ادم وحواء ومثله قول الله عز وجل وهو يتحدث عن موسى وهارون قال كلا فاذهبا باياتنا ان معكم انا معكم. لم يقل انا معكما. قال انا معكم. لان من قبائل العرب من يجعل اقل الجمع اثنان انا معكم مستمعون. وفي اية اخرى يقول ربي تبارك وتعالى وهو يوافق غيرهم من العرب في جعل اقل الجمع ثلاثة انني معكما اسمع وارى. فمرة قال معكم مرة قال معكما. فكلاهما صحيح ولا ينكره الا جاهل في لغة العرب دعونا نقرأ بعضا من اشعار العرب ممن يستخدم هذه الطريقة في التعبير والبيان مما جهله المتأخرون الاخفش يقول لما اتتنا المرأة بالخبر فقلنا فالحديث عن غني وفقير يحيي بالسلام غني قوم ويبخل بالسلام على الفقير. اليس الموت بينهما سواء اذا ماتوا وصاروا في القبور فهل لحن هذا الشاعر العربي؟ ام جهل من استنكر هذه الطريقة في الاستشهاد والبيان عند العرب نقول يا هؤلاء رويدكم قبل ان تتحدثوا عن القرآن فانظروا لماذا هذه الشبهات التي تلقونها لم يقف عندها اساطير اللغة وعلماؤها؟ سواء من المسلمين ام من غير المسلمين لماذا لا تصدر هذه الشبهات الا عن اناس لا يعرفون المرفوع من المنصوب لماذا لم نسمع عن اساطيل العربية حتى من غير المسلمين حتى من اعداء القرآن ممن يفقه لغة العرب لماذا لا تصدر عنهم مثل هذه الشبهات ان العقل والعلم يفرض على اتباعه الا يقولوا مثل هذا الكلام الذي نسمعه من بعض من لم يفقه لغة العرب ثم جاء يتحدث عنها مسألة اخرى وهي متعلقة في هذه المرة بين الافراد والجمع قالوا فالقرآن يخلط بين الافراد والجمع وقالوا هذا معيب اين هذا يا هداكم الله؟ قالوا في قول الله عز وجل كمثل الذي استوقد نارا. فالحديث عن واحد الذي كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم. قالوا المفروض ان يقول بنوره لان الذي استوقد واحد والان يستخدم صيغة جمع بنورهم هذا ما رأوه وهذا ما فقهوه والحق ان هؤلاء لم يعرفوا ان لغة العرب شائع فيها ان يطلق الجمع وان يراد الواحد قبل ان ابين هذه المسألة ذكروا شيئا اخر قالوا في هذه الاية هناك تشبيه للمفرد او تشبيه للجماعة بالواحد تشبيه للجماعة بالواحد. مثلهم كمثل الذي استوقد نارا. فقالوا ايضا هذا معيب في لغة العرب تشبيه الجماعة بالواحد لا يسلم لهم بانه معيب لان هذا لا تعيبه العرب في استخداماتها. ومن اراد ان يثبت هذا فدونه ان يثبت لنا منك العربي ان هذا معيبا لكن على كل حال في هذا النص لا يوجد تشبيه للجماعة بواحد ولا لواحد بالجماعة لان منطقة الشبه ووجه الشبه انما هو تشبيه قصتهم بقصته تشبيه قصتهم بقصة الذي استوقد نارا. فالمعنى ان استضاءة المنافقين بما اظهروه بلسانهم وهم مكذبون به في قلوبهم كمثل استضاءة الموقد نارا. وهكذا فليس في الامر ما يعيبه القوم من قولهم ان هنا تشبيها للجماعة بالواحدة بعد الفاصل باذن الله عز وجل نواصل الجواب على المسألة الثانية في هذه الشبهة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مرحبا بكم مرة اخرى اقول ان تشبيه الجماعة بالواحد امر مشهور ومعلوم في لغة العرب وقد جاء فيه القرآن في غير ما موضع منها قول الله عز وجل مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها والحديث عن جماعة كمثل الحمار والحديث عن واحد يحمل اسفارا. فهذا امر لا تعيبه العرب انما يعيبه من لا يعرف لغة العرب قضية اخرى هي استخدام كلمة الذي بمعنى الذين كمثل الذي او كمثل بمعنى كمثل الذين هل هذا امر شائع في لغة العرب؟ اقول نعم. لكن هذا لمن عرف لغة العرب الشاعر الاشهب بالرميلة يقول ان الذين ان الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا ابا يا ام خالدين ان الذي حانت بفلج دماؤهم هم القوم كل القوم يا ام خالد فبدل ان يقول الذين قال الذي لماذا؟ هل هو يلحن في لغة العرب؟ هل لا يعرف اساليب العرب؟ لا. لانه يعرفها استخدم هذا الاستخدام ومثله قول شاعر اخر رب عبس لا تبارك في احد في قائم منهم ولا في من قعد الا الذي قاموا باطراف المسد الا الذي ما قال الا الذين الا الذين قاموا باطراف المسد وهكذا يتبين فساد قول من قال بهذه الشبهة هو انه جاهل لا يعرف لغة العرب مسألة اخرى استنكرها هؤلاء اعاجم العربية اليوم الذين يدعون بالعربية وصلا وهم لا يجيدون فيها علما قالوا القرآن يخلط بين المذكر والمؤنث. اين يا هداكم الله؟ قالوا في قول الله عز وجل الله الذي انزل الكتاب بالحق ميزان وما يدريك لعل الساعة وهي مؤنث. لعل الساعة قريب قالوا الافضل والاولى ان يقول قريبة بل اقول خطأوا من قال بتذكير قريب اقول يا هؤلاء ان هناك اوزانا عند العرب تطلقها على المذكر والمؤنث على السواء تعالوا نستعرض هذه الاوزان الوزن الاول فعول فيقولون رجل شكور وامرأة شكور رجل شكور وامرأة شكور لا يقولون شكورا. فيسوون بين الذكر والانثى الوزن الثاني مفعال فيقولون رجل مقدام وامرأة مقدام ولا يقولون مقداما الوزن الثالث مفعيل يقولون رجل مسكين وايضا امرأة مسكين الوزن الرابع مفعل يقولون رجل مغشم وامرأة مغشم والوزن الخامس وهو الذي يهمنا فعيل. فيقولون رجل جريح وامرأة جريح. ومثله قول الله عز وجل الساعة قريب فيصح فيها هذا الوجه عند العرب. ومن اراد مزيد بيان فليرجع الى بيان الى بيانه في صبح اعشى للقلقشندي فسيرى المزيد من صور هذا في لغة العرب امرؤ القيس شاعر العرب يقول وهو يؤكد هذا الاستخدام ام يقفون بجهلهم عند هذا ويتراجعون عن ارائهم قيس بن الخطيب شاعر اخر يقول فليت اهلي واهل اثلت في الدار قريب من حيث نختلف فما قال قريبة انما قال قريب ومثله قول عبد الله ابن الحجاج وان ترج الوصل منها وقد نأت تبخل بالموجود وهي قريب ما قال وهي قريبة ومن العرب من جمع بين الوجهين فانث وذكر والحديث عن المؤنث. منه قول الشاعر عشية لا عذراء منك بعيدة. لم يقل بعيد قال لبعيدة فتدنو ولا عذراء منك قريب. فمرة انث ومرة ذكر مع ان الحديث في كلا الامرين عائد على العذراء وهي مؤنث فهذا وهذا جائز في لغة العرب جاهله من جهله وعلمه من علمه اقول ايها الاخوة الكرام هذا الذي استشكله هؤلاء القوم من بيان القرآن ومن اسلوبه لماذا لم يستشكله ابو جهل لماذا لم يستشكله ابو لهب لماذا لم يستشكله الوليد بن المغيرة هؤلاء كانوا اعداء للاسلام وكانوا احرص الناس على ان يجدوا خطأ ولو صغيرا في القرآن لكنهم ما استشكلوا هذا لماذا لانهم كانوا عربا اقحاحا لانهم كانوا عربا فصحاء فاعجبهم القرآن واعجزهم القرآن لقد كان القرآن يتحداهم ان يأتوا بسورة من مثله ان ياتوا بعشر سور من مثله ان يأتوا بمثل هذا القرآن ويخبرهم انه هم لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. ويقول لهم قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل في هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا فاذا وجدوا اذا وجدوا كما يقول هؤلاء القوم شيئا من الاخطاء في القرآن فان بامكانهم ان يسقطوا القرآن فيقولوا لمحمد عليه الصلاة والسلام الكتاب الذي تقوله في لغة العرب فيه كذا وكذا يستخدم الافراد بالتثنية ويستخدم عطف المنصوب على المرفوع الى اخر ما ذكروه لكنهم لم يقولوا هذا لماذا؟ لانهم فقهوا لغة العرب. لانهم عرفوا لغة العرب بل تنقل لنا الاثار انهم كانوا يستبقون الى استماع القرآن. يستبقون الى استماع القرآن. وكانوا يخافون ان يسمعه صبيتهم. وان تسمعه نساؤهم وان يسمعه عبيدهم حتى لا يتأثروا بالاسلام فيدخلوا في لذلك كان شعارهم لقبائل العرب اذا جاءت للحج لا تجلسوا عند محمد ولا تستمعوا الى محمد. وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون. كانوا يخافون ان يسمع الناس العرب. فكانوا يقولون للعرب ان كلام هذا الرجل كالسحر يفرق بين وزوجي ان يصبح الرجل مسلما وامرأته كافرة او العكس لماذا لقد اذهلهم بيان القرآن؟ اذهلهم ما في القرآن من العظمة. لذلك الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه وارضاه. لما جاء قالت له قريش اياك ان تسمع شيئا من كلام هذا الرجل فاخذ قطنا ووضعه في اذنيه حتى لا يسمع لكن ابى الله الا ان يسمعه فقال ويحك يا طفيل انت رجل شاعر اديب تعرف الشعر من الكهانة من غيره فنزع القطن من اذنيه وجلس الى النبي صلى الله عليه عليه وسلم يستمع فما كان منه رضي الله عنه الا ان اسلم. لماذا؟ هو شاعر نحرير عرف منزلة القرآن. لبيد بن ربيعة رضي الله عنه وارضاه. احد الشعراء الذين لهم معلقات علقت في جوف الكعبة رضي الله عنه وارضاه اسلم وما قال شيئا من الشعر بعد ان اسلم ولما سألوه قال ما كان لي ان اقول شعرا بعد اذ علمني الله البقرة وال عمران اقول يا هؤلاء يكفي ان اطرح على مسامعكم قول كبير من كبار الكفار وهو يتحدث عن القرآن. عدو للقرآن الوليد بن المغيرة سيد قريش الذي قتله النبي عليه الصلاة والسلام يقول والله ان لقوله الذي يقول لحلاوة وان عليه لطلاوة وانه لمثمر اعلاه مغدق اسفله وانه ليعلو وما يعلى وانه ليحطم ما تحته ومما يحطمه اقوال هؤلاء الافاكين وشبهاتهم. لنا عودة باذن الله تبارك وتعالى فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته