لان كل شيء دليل لان كل شيء دليل عليه فكيف ينسى؟ حقيق ان يشكر لان كل نعمة من وما بكم من نعمة اي كانت صغيرة كبيرة اي شيء وما بكم من نعمة فلما نقول ان الله حقه جل في علاه ان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر ليس هذا عبثا وكلاما انشائيا بل هذا هو الحقيق به جل وعلا اي نعم لو كان يمكن ان يكون ظرف لا يذكر بالله او يكون مكان لا يذكر بالله او شيء لا يذكر بالله لكان يمكن ان يقال كيف يطلب منا ان نذكر ولا ننسى وكأن هذا الكون كله سائر مثل ما يقول الناس على البركة لا الكون له اله خالق مدبر لا يكون فيه سكنة ولا حركة الا لحكمة ولهذا قال جل وعلا ظهر الفساد في البر والبحر الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين المستحق للذكر والشكر من العالمين واشهد ان محمدا عبده ورسوله سيد الاولين والاخرين صلى الله عليه وسلم من المخلوقين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد انا قد وقفنا في كتاب الفوائد في فوائد ابن القيم رحمه الله حيث ذكر مبنى الدين على قاعدتين الذكر والشكر فنبدأ على بركة الله عز وجل ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. نعم بسم الله الرحمن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. امين. قال العلام ابن القيم رحمه الله تعالى مبنى الدين مبنى مبنى الدين مبنى الدين وعلى قاعدتين مبنى الدين مبنى الدين على قاعدتين الذكر والشكر. هم. قال تعالى فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون فقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ والله اني لاحبك فلا تنسى ان تقول دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ومن الدين مبناه على امرين المقصود بالدين هنا التدين المقرب الى الله جل وعلا اذا اراد الانسان ان يتقرب الى الله فليس له طريق الا هذان الطريقان الذكر والشكر. ولهذا قال جل وعلا فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون فجمع بين الذكر والشكر وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمن يحبه وبين له حبه قال لا تدعن دبر كل صلاة يعني قبل ما تسلم ادع بهذا الدعاء والدبر هنا بمعنى اخر وليس بمعنى البعد ودبر الشيء يأتي لي معنيين الاول بمعنى اخره فانت تقول هذه الناقة قد خرجت بدبرها اي الى اخره ومنه سمي القبل والدبر والمعنى الثاني الدبر هو بمعنى البعدية دبر الشيء يعني بعده ومنه قول الصحابة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة استغفر الله استغفروا الله استغفر الله ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لفقراء المهاجرين تسبحون الله دبر كل صلاة اي بعد كل صلاة اذا معنى لا تدعن دبر كل صلاة هنا اي اخر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك الذكر والشكر قاعدتان عليهما مدار العبادة وحسن العبادة كمال فجمع النبي صلى الله عليه واله وسلم في هذا الحديث بين الاصل والكمال. نعم يحصل قال رحمه الله تعالى وليس المراد بالذكر مجرد ذكر اللسان. بل الذكر قلبي واللسان وذكره يتضمن ذكر اسمائه وصفاته وذكر امره ونهيه وذكره بكلامه وذلك يستلزم معرفته والايمان به وبصفات كماله ونعوت جلاله والثناء عليه بانواع المدح وذلك لا ولا يتم الا بتوحيده فذكر الحقيقي واستلزموا ذلك كله ويستلزم ذكر نعمه والائه واحسانه الى خلقه. يعني اذا اطلق الذكر ما المقصود به نعلم ان الذكر له عدة اطلاقات في الكتاب والسنة من ذلك ان الذكر اطلق على الصلاة اطلق على الصلاة واقم الصلاة لذكري ومن ذلك ان الذكر اطلق على مجالس العلم كما في حديث ابي هريرة وغيره قال انا لله ملائكة يلتمسون مجالس الذكر اي مجالس العلم وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله. في بعض الروايات يذكرون الله اذا مجالس العلم ومن معاني الذكر ايضا وهو المعنى الاعم التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والحوقلة والصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم ونحو ذلك وهذا الذكر وذاك كله يشمل ما يكون في القلب فان القلب الذاكر لا يفتر ولا يقع فيما هو عكس الذكر ما هو عكس الذكر؟ الغفلة عكس الذكر الغافل القلب الذاكر في كل حين ولحظة في ذكر وهذا اهم من الذكر اللساني والذكر يتضمن ذكر الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العليا ويتضمن الذكر معنى تذكر الامر تذكري الامر في وقته فهذا ذكر فلا تقعد بعد الذكرى فعلى القوم الظالمين فتذكر الامر والنهي ذكره الانسان يتذكر ان الان وقت الصلاة فيقوم يتذكر ان الغيبة محرمة فيلجم لسانه تذكروا ان النظر محرم فيخفض بصره وهكذا وآآ من الذكر ايضا قراءة القرآن فانه من اعظم الذكر ولذلك لما نأتي وننظر الى العبادات العملية مثل الصلاة عظم الصلاة مبناها على الذكر وفيه الشكر الحج عظم الحج واكثره مبني على الذكر وفيه الشكر اذا قدم الذكر لانه عجلة واوضح ثم ان الذكر حق الله وشكره حق له في مقابل نعمة الاول اعظم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى واما الشكر فهو القيام له بطاعته والتقرب اليه بانواع محابه ظاهرا وباطنا وهذان الامران هما جماع الدين فذكره مستلزم لمعرفته وشكر وشكره متضمن لطاعته. ما هو حقيقة الشكر ليس المراد بالشكر هو قول الانسان اشكرك فان قوله اشكرك او احمدك او اثني عليك لفظ دال على معنى القيام بالشكر. والحمد والثناء واما حقيقة الشكر فهو القيام باوامر الله جل وعلا والتقرب اليه بما يحب ويرضى فان قال قائل فان الشكر يكون في مقابل نعم او نعمة فالجواب ان نعم الله لا تحصى على العبد وما دام الامر كذلك فلا يتأتى له شكر الله الا بان يمتثل اوامره لا يتأتى له لو ان انسانا اعطاك مليون دينار او دولار وانت موظف بسيط راتبك لا يكاد يتجاوز لا يكاد يصل لخمس مئة والالف كيف ستؤدي هذا المليون او المليار اذا طالبك لا تستطيع ما تستطيع ان تؤدي هذا الذي عليك لكن حتى تكون راضيا من نفسك فانك كلما رأيته يأمرك بشيء ائتمرت وينهاك عن شيء انتهيت وتثني عليه بذلك ولا ترضى احدا يتكلم عليه لاحسان سبق بمليون دينار فكيف احسانات رب العالمين لا تقدر بملايين الدنيا فان العقل الذي اعطاك خير من مليار دينار بل لو خير انسان عاقل بين ان يؤخذ عقله فيصبح مجنونا وبين المليار لما اختار الا عقله صحيح قطع وكذلك اللسان والسمع والبصر والشم والذوق احساس فالبطش والمشي القوة شهوة شهوة البطن شهوة الفرج نعم لا يمكن ان تقدر بمليارات الدنيا فالواجب عليك اذا اردت ان تكون شاكرا على الكمال ان تقوم بالطاعات تتقرب الى الله بمحابه وان تبتعد عن المحرمات فتكون شاكرا فالشكر يكون في الشرع ها باللسان وبالفعال الشكر يكون بايش باللسان وبالفعل ان اشكر لي ولوالديك والي المصير وقال مبينا الشكر العملي ها اعملوا آل داوود شكرا نسوي شيء اسمه الشكر لا اعملوا ال داوود شكرا اي اعملوا باوامر الله تدركون وتكونون شاكرين نسأل الله ان يعيننا واياكم فهذان الامران الذكر والشكر هما جماع الدين جماع التدين جماع العبادة فذكره جل وعلا مستلزم لمعرفته فشكره متظمن لطاعته. نعم قال رحمه الله تعالى هذان هما الغاية والتي خلق خلق لاجلها الجن والانس والسماوات والارض. ووضع من اجله الثواب والعقاب وانزل الكتب كتبا وارسل الرسل وهي الحق الذي به خلقت السماوات والارض وما بينهما. فظدها هو الباطل والعبث الذي يتعالى وتقدس عنه. وهو ظن اعدائه به. قال الله تعالى وما خلقنا السماء والارض وما ما بينهما باطلة ذلك ظن الذين كفروا. وقال وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين. ما خلقناهما الا بالحق وقال وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق. وان الساعة لاتية وقال بعد ذكر اياته في اول سورة يونس ما خلق الله ذلك الا بالحق. فقال ايحسب الانسان ان يترك سدى وقال افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. العجيب ان هذه الايات كلها ظاهرة جلية في حكمة ايجاد الموجودات في بيان الحكمة من ايجاد الموجودات والاعجب ان الناس العقلاء اذا قيل لاحدهم انك صنعت هذا الشيء عبثا يغضب تقول له صنعت بيتا عبثا يغضب تقول لو صنعت سيارة عبثا يغضب تقول له صنعت منديلا عبثا يغضب لا يرضى ان تقول لفعله انه عبث ثم يظن الجاهل المغمور الغافل الملبوس الذي ركبه ابليس يظن ان السماوات والارض وانه هو وجد عبثا وسدى فباطلا لا يراد منه شيء لا يقبل ان يقال لمصنوعه البشري انه عبث ثم يقول لكل هذه الموجودات انها عبث او لا حكمة فيها او ليس هناك امر امر يراد منه او بعض سبحان الله تعرفون كيف ان ابليس ضحك على عقول اكثر البشر شي لا يرظونه في فعال انفسهم ومصنوعاتهم ثم يقولون عن مصنوع اعظم من مصنوعاتهم انها وجدت عبثا تجدها عالم كيميائي فيزيائي فيلسوف في جامعة يرى ان كل اعماله لحكمة ثم ينظر الى الكون واذا ابليس يدخله في الالحاد ويقول وجد عبثا. سبحان الله العظيم نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى فقال وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فقال الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن تنزل امر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما. فقال جعل الله الكعبة البيت الحرام حرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والهدي والقلائد. ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض. وان الله بكل شيء عليم. فثبت بما ذكر ان غاية الخلق والامر ان يذكر او ان يشكر. يذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر وهو سبحانه ذاكر لمن ذكره شاكر لمن شكره. فذكره سبب للذكر لذكره وشكره سبب لزيادته من فظله فالذكر للقلب فالذكر القلب واللسان فالذكر للقلب واللسان اي لخاصية القلب واللسان الذكر لخاصية القلب واللسان والشكر نعم الذكر للقلب واللسان والشكر للقلب محبة وانابة وللسان ثناء وحمدا وللجوارح طاعة قمة نعم الله سبحانه وتعالى خلق الجن والانس لهذه الغاية حتى يذكروه فلا ينسوه ويشكروه ولا يكفره وما خلقت الجن والانس الا ليعبدوه ما نوع اللام فيه ليعبدون لام الغاية وليس لام العاقبة اي الا لغاية لحكمة. ما هي؟ يعبدوني يصلون لي لا لغيري يركعون لي لا لغيري وقال الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن لماذا خلقها يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما فاية الذاريات الا ليعبدون بيان للحكمة العملية من ايجاد الانس والجن ما هي الحكمة العملية ليعبدوه؟ واية الطلاق بيان للحكمة العلمية من ايجاد المخلوق ما هي الحكمة العلمية؟ اي ليحصلوا العلم بقدرة الله ليحصلوا العلم بعلم الله جل وعلا والتوحيد علم وعمل ومتى ما علم العبد ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما عبده على وجه الكمال وفي اية المعدة بيان الحكمة من ايجاد المقامات والشعائر لماذا جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائل. كل هذه الاشياء لماذا لتعلموا ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض. وان الله كل شيء عليم فهي ايضا قضية علمية فثبت ذكر هذه الادلة ان غاية الخلق والامر ان يذكر وان يشكر جل في علاه وهو حقيق ان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر فمن الله اذا هي القضية عظيمة كيف ينسى وكل شيء يذكر به كيف يكفر هو كل شيء نعمته اعجب ما تعجب تشرب الماء تعلم انه الماء نعمته تمسك القلم تعلم ان هذه المواد مخلوقة لله جل وعلا تحرك يدك تعلم ان الله قواك تأنس بعيالك واهلك تعلم ان الله اوجده تمسك المال تعلم ان الله خلقه فكيف يقع الانسان في الغفلة او في الكفران تعلم ان هذا لا يتأتى الا بتلبيسات ابليس ما يمكن مثل انسان يعق والديه تعلم ان عقوقه لوالديه ما جاء الا من تلبيسات ابليس عليه او من تلبيسات شياطين الانس والجن عليه اما وان الظرف مخلوق لله الليل والنهار والساعات اللحظات الحياة الدهر اما وان المخلوقات مكانا علويا وسفليا الارض والسماوات وما بينهما كلها مذكرة لله عز وجل فكيف ينسى الانسان ربه فكل جميل يذكرك بجماله وكل مصنوع يذكرك بصانعه كل مخلوق يذكرك بخالقه وهكذا شكره جل وعلا التي حوتنا وطافت بنا حتى انا عجزنا عن عدها فكيف لا نقوم بشكره جل في علاه نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى تكرر في القرآن جعل الاعمال القائمة بالقلب والجوارح والجوارح سبأ سببا الهداية والاظلال فيقوم بالقلب والجوارح اعمال تقتضي الهدى اقتضاء السبب لمسببيه والمؤثر لاثره ذلك الضلال فاعمال البر تثمر الهدى وكلما ازداد منها ازداد هدى واعمال الفجور بالضد وذلك ان الله سبحانه يحب اعمال البر فيجازي عليها بالهدى والفلاح. ويبغض اعمال الفجور ويجازي عليها بالضلال والشقاء وايضا فانه فانه البر وايضا فانه البر ويحب اهل البر فيقرب قلوبهم منه بحسب بحسب ما قاموا به من البر ويبغض الفجور واهله فيبعد فيبعد فيبعد فيبعد قلوبهم منه بحسب ما اتصبوا ما به من الفجور من اصل الاول قوله تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وهذا يتضمن امرين يعني هذا هذه فائدة لطيفة اخرى وهي ان القرآن الكريم قد تكرر فيه البيان والتوظيح والجلاء والاجلاء ان الاعمال القائمة بالقلب والجوارح هي سبب الهداية والاظلال فعندما ترى كافرا عنيدا يهتدي للاسلام فتعلم ان في قلبه كان خيرا وعندما ترى مسلما عابدا او مسلما يرتد فتعلم انه كان في قلبه اعمالا سببت له الضلالة هذه قاعدة لازم نحفظها الهداية والاظلال من الله جل وعلا مرتب على اعمال القلوب بل ان اعمال الجوارح ناشئة عن اعمال القلوب فالقلب الهين اللين السهل محب للخير والقلب العنيد المستكبر العتل محب للضرر هذه امور واضحة وجلية في بيانات القرآن في هدايات القرآن ولذلك العرب تقول كل اناء ايش بما فيه ينضح ان كان في الاناء لبنا نضح اللبن وان كان في الاناء خمرا نضع الاناء الخمر وان كان فيه ماء عذبا زلالا وان كان فيه ماء ملحا اجاجا فمن كان فيه سما زعافا القلب هو الاناء وكل اناء بما فيه ينضح والله جل في علاه يحب اعمال البر واس اعمال البر ما كان في القلب ويبغض اعمال الفجور باس اعمال الفجور ما يكون في القلب من الحقد والحسد والغل وهو الى اخره نعم نحصل على القار رحمه الله تعالى فمن الاصل الاول قوله تعالى الف بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وهذا يتضمن امرين احدهما انه يهدي به من اتقى مسافقه قبل نزول الكتاب. فان الناس على اختلاف مللهم ونحلهم قد استقر عندهم ان الله سبحانه يكره الظلم والفواحش والفساد في الارض. ويمقت فاعل ذلك ويحب العدل والاحسان والجود والصدق والاصلاح العدل والاحسان والجود. احسن الله ويحب العدل والاحسان والجود والصدق والاصلاح في ويحب فاعل ذلك. فلما نزل الكتاب اثاب سبحانه اهل البر بان وفقهم للايمان به جزاء لهم على برهم وطاعتهم وخذل اهل الفجور والفحش والظلم بانحال بينهم وبين الاهتداء به. وجاء في هذا معنى احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام اذا فقهوا او اذا فقهوا وقال عليه الصلاة والسلام لرجل قد اسلم وكان معروفا بالاحسان قال اسلمت على ما اسلفت من خير لاحظ فهذه قاعدة معروفة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى والامر الثاني ان العبد اذا امن بالكتاب واهتدى به مجملا فقبل اوامره وصدق كان ذلك سببا لهداية اخرى تحصل له على التفصيل ان الهداية لا نهاية لها ولو بلغ العبد فيها ما بلغ ففوق هدايته هداية اخرى وفوق تلك الهداية هداية اخرى الى غير غاية. فكلما اتقى العبد ربه ارتقى الى هداية اخرى. فهو في مزيد هداية ما دام في مزيد من التقوى وكلما فوت حظا من التقوى فاته حظ من الهداية بحسبه فكلما اتقى زاد هداه وكلما اهتدى زاد التقواه. قال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم فقال تعالى فالله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب. وقال تعالى سيذكر من يخشى. وقال ما يتذكر الا من ينيب وقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم فهداهم اولا للايمان فلما امنوا هداهم بالايمان هداية بعد هداية ونظيره ونظير هذا قوله ويزيد الله ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. فقوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ومن الفرقان ما يعطيه من النور الذي يفرقون به بين الحق والباطل النصر والعز الذي الذي يتمكن به من اقامة الحق وكسر الباطل. فسر الفرقان بهذا وهذا وقال تعالى ان في ذلك لاية لكل عبد منيب وقال ان في ذلك لايات لكل صبار شكور في سورة لقمان وسورة ابراهيم وسبأ والشورى فاخبر عن اياته المشهودة العيانية انها انما ينتفع بها ينتفع بها اهل الصبر والشهوة. كما اخبر عن اياته الايمانية القرآنية انها انما ينتفع بها اهل التقوى والخشية والانابة ومن كان قصده اتباع رضوانه انها انما يتذكر بها من يخشاه سبحانه. كما قال طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة يخشى وقال في الساعة انما انت منذر من يخشاها. اما من لا يؤمن بها ولا يرجوها ولا يخشاها فلا تنفعه الايات ولا قرآنية يعني هذا الاصل العظيم اصل جميل وهو ان من آآ كان في قلبه اعمال الخير ثم جاءه الاسلام فانه اسلم على ما اسلف من الخير ثم ان ايمانه بالقرآن يعطيه هداية مجملة وكلما تعمق في القرآن وفي الطاعات وفي اعمال البر ازداد هدى وهذا من اعظم ما يدل على ان الايمان يزيد وكونوا فوق كل هداية هداية وهذه الهدايات التي هي بسبب الدلالات القرآنية والدلالات العلمية والايات العيانية المعجزات المشاهدة والايات القرآنية اذا صدق فيها العبد استحق فوق ذلك الهدايات الالهية الوهبية استحق الهدايات التوفيقية استحق الهدايات الالهامية استحق الهدايات التي تكون من الله ابتداء ونعمة وهي هداية التوفيق والالهام الذي لا يملكها الا الكريم الرحمن جل في علاه نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى ولهذا لما ذكر سبحانه في سورة هود عقوبات الامم المكذبين للرسل وما حل بهم في الدنيا من خزي قال بعد ذلك ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة. فاخبر ان في عقوباته للمكذبين عبرة لمن خاف عذاب ان في عقوباته للمكذبين عبرة هم اخبر ان في عقوبات للمكذبين عبرة لمن خاف عذاب الاخرة واما من لا يؤمن بها ولا يخاف عذاب ولا يخاف عذابها فلا يكون ذلك عبرة واية في حقه واذا سمع ذلك قال لم يزل في الدهر الخير والشر الخير والشر والنعيم والبؤس والسعادة والشقاوة وربما احال ذلك على اسباب فلكية وقوى نفسانية. هذا حاصل حتى اليوم. تجد ان الناس يصابون بما يسمى تسونامي بدل ما يقولون الله جل وعلا الذي ابدع النظام العجيب في الكون غضب علينا يبحثون عن الاسباب الظاهرة يقولون سببه انفجار بركاني. طيب ما سبب الانفجار البركاني يقولون سبب انفجار البركاني هو غليان النار في باطن الارض. طيب ما سبب غليان النار في باطن الارض في النهاية لابد ان تدرك ان هذا كله بسبب الخالق جل في علاه. اراد ان يكون هذا العذاب فاتعظ واعتبر ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة يعني من الاشياء العجيبة في من لا يريد ان يتذكر ولا ان يشكر ولا ان يهتدي انه يرى الايات العيانية بيانا بيانا حتى اني من اعجب ما سمعت انهم يقولون ان سبب غرق الارض راجع الى امر كوني. طيب يا اغبياء من الذي اوجد الامر من ما يفكرون هذا التفكير لذلك بكرة اذا طلعت الشمس من مغربها ستجد من يقول هذا امر طبيعي يعني الارض صار فيه شيء فيه شيء ولا الارض صار فيها شيء ولا الشمس صار فيها شيء تحول لا يتعظون لا يعتبرون يغرقون فلا يتعظون يحترقون فلا يتعظون. يتجمدون فلا يعترظون. تصيبهم الزلازل فلا يعترظون. يصيبهم القحط والسنون ولا يتعظون يصيبهم الادواء فلا يعترظون. فلا يتعظون يصيبهم الحروب لا يتعظون ها بما كسبت ايدي الناس لو ان الناس صلحوا لكان الامر كما قال الله ولو ان اهل الكتاب اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم يعني القرآن. لا كلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم خيرات ولذلك لما ينظر الانسان الى التاريخ في زمن ابي بكر وعمر وعثمان نجد ان الامة كانت في اوجي قوتها واوج خيراتها بسبب اقامة شرع الله جل وعلا. فلا بد ان ننتبه ان الايات العيانية الكونية ولايات المتلوة القرآنية لا تنفع ما لم يكن في القلب مطلب للانتفاع. نعم احسن من قال رحمه الله تعالى وانما كان الصبر والشكر سببا لانتفاع صاحبهما بالايات. لان الايمان ينبني على الصبر والشكر فيسهو صبر ونصفه شكر. فعلى حسب صبر العبد وشكره تكون قوة ايمانه. وايات الله انما ينتفع بها من امن بالله واياته ولا ولا يتم له ولا يتم ولا يتم له الايمان الا بالصبر والشكر فان رأس الشكر التوحيد ورأس الصبر ترك اجابة داعي الهوى. فاذا كان مشركا متبعا هواه لم يكن صابرا ولا شكورا فلا تكون اياته نافعة ولا له نافعة له ولا مؤثرة فيه ايمانا الصبر والشكر سبب الانتفاع بالايات المشاهدة وبالايات المتلوة فان الصابر اذا رأى الايات يحجم مثلا ظلم فلان فاصابه شيء او اصاب ولده او اصاب ما له او اصاب ارظه يحجب عن هواه يلجم هواه يتخلص من الظلم اذا لم يكن كذلك لم يكن عنده هوى فانه يقوم على الشكر ولذلك الايات اذا قرأ الانسان القرآن وكان عاملا بها يشكر الله واذا قرأ القرآن وكان في غفلة عنها فيعمل على الصبر عما يخالف القرآن حتى يصل الى درجة الشكر قال قال رحمه الله تعالى واما الاصل الثاني وهو اقتضاء الفجور والكبر والكذب للضلال. فكثير ايضا في القرآن كقوله تعالى يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين. الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطع ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض. اولئك هم الخاسرون. وقال تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء. وقال تعالى فما لكم في المنافقين فئتين والله اركزهم بما كسبوا فقالوا قلوبنا غلف بل لعنه الله بل لعنهم الله بكفره فقليلا ما يؤمنون. فقال تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم كما الم يؤمنوا به اول مرة فاخبروا انه عاقبهم على تخلفهم عن الايمان بما جاءه وعرفوه واعرضوا عنه بان القلب قد ان قلب افئدة وصاروا محال بينهم وبين الايمان. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم انما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه فامرهم بالاستجابة له ولرسوله حين يدعوهم الى ما فيه حياتهم. ثم حذرهم من التخلف والتأخر عن الاستجابة الذي يكون سببا لان بينهم وبين قلوبهم. وقال تعالى فلما زاغوا فلما زاغ الله قلوبهم. والله لا يهدي القوم الفاسقين فقال تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. فاخبر سبحانه ان كسبهم غطى على قلوبهم وحال وبين الايمان باياته فقالوا اساطير الاولين. وقال تعالى في المنافقين نسوا نسوا الله فنسيهم. فجازاهم على نسيانهم له ان ان ان نسيهم فلم يذكرهم بالهدى والرحمة واخبر انه انساهم انفسهم هذا احد التفسيرين في معنى يعني ما معنى نسوا الله فنسيهم نسوا الله فلم يذكروا الله ولم يشكروا الله فنسيهم اي فنسيهم فلم يرزقهم الهداية والرحمة ولكن الاصوب تفسير النسيان هنا بمعنى الارجاء والتأخير لان الله قال عن نفسه وما كان ربك نسيا اذا ما معنى نسوا الله؟ نسوا الله يعني ارجأوا امر الله اخروا امر الله بعدين نصلي بعدين نؤمن بعدين نحج بعدين بعدين بعدين فنسيهم اي تركهم الله في ظلالهم اذا نسوا الله تركوا فنسيهم اي تركهم الله. هذا هو احسن التفاسير نعم قال رحمه الله تعالى واخبر انه وقال تعالى في المنافقين نسأل الله فنسيهم. فجازاهم عن نسيانهم له ان نسيهم فلم يذكرهم بالهدى والرحمة. واخبروا فاخبر انه انساهم فلم يطلبوا كمالها بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى وهما الهدى ودين الحق. فانساهم طلب ذلك ومحبته ومعرفة ومعرفته. والحرص عليه عقوبة لنسيان له وقال تعالى في حقهم اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهواءهم والذين اهتدوا زادهم هدوا واتاهم تقواهم فجمع لهم الى اتباع الهوى والضلال الذي هو ثمرته وموجئه كما جمع للمهتدين بين التقوى والهدى. يعني لابد للمؤمن ان يعتقد اعتقاد جازما ان الله جل وعلا لا يظلم وانه حكيم عدل سبحانه اذا كان الامر كذلك فلما يقول جل وعلا اظلهم لما يقول جل وعلا يحول بين المرء وقلبه. لما يقول ازاغ الله قلوبهم لابد ان ندرك ان هذه الفعال من الرحمن انما كان ها بسبب ما قام في اولئك الناس في قلوبهم واعمالهم موجبة تستدعي هذه الافعال من الله جل وعلا لان الله هو الرحمن الرحيم الكريم المنان جل وعلا. فلما الرحيم الرحمن يظلهم لما الرحيم الرحمن يزيغهم لما الرحيم الرحمن ينسيهم نعلم قطعا انهم استحقوا ذلك لامور قلبية قامت فيه لابد ان تدخل في قلبك هذا الاعتقاد لما تنظر ان ابا طالب حمى النبي صلى الله عليه وسلم مات على الكفر. وابو سفيان اللي حارب النبي صلى الله عليه وسلم مات على الاسلام. تعلم علم اليقين انه كان في قلب ابي طالب من الحمية الجاهلية التي كانت سببا لحمايته لابن اخيه وسببا لبقائه على ملة عبد المطلب فلم يهده الله وكان ابو سفيان يحارب النبي صلى الله عليه وسلم جهلا فلما تبين له الحق ترك الجهل وانصاع للحق فرق بين الامرين بسبب ما قام في القلبين من الاعمال القلوب نقف على هذا ان شاء الله وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين يا الله يا كريم جزاك الله خير الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اشهد ان لا اله الا اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الناس حي على الفلاح الله اكبر لا اله الا الله اه عندكم اسئلة فيما مضى ولا واضح انتظر يا شيخ واليك نعم ما هو افضل الاذكار حيث يشغل الانسان نفسه بها هذا يختلف اولا باختلاف الزمان ثانيا باختلاف المكان ثالثا باختلاف الاحوال لكن اذا لم ننظر الى الزمان والمكان والاحوال افضل أنواع الذكر قراءة القرآن بصوت مسموع وتدبر هذا افضل أنواع الذكر. تلاوة القرآن بصوت مسموع وتدبر بدون قيد زمان او مكان او احوال اما اذا اردنا ان نؤيده بالزمان فاذا يختلف فمثلا بعد الصلاة افضل شيء الاتيان باذكار ما بعد بانتظار الصلاة والاقامة افضل شيء الدعاء افضل شيء الدعاء طيب في اخر ساعة استجابة من يوم الجمعة بالنسبة للمكان اذا كان الانسان في مكة فافضل شيء الصلاة والطواف اذا كان في اعراف فافضلوا بشيء الدعاء في يوم عرفة بالنسبة لغير الحجاج الصوم افضل أنواع الذكر الصوم اذا اختلف بحسب الزمان وبحسب المكان ويختلف بحسب الاحوال فان كان القلب حزينا فافضل انواع الذكر ترداده الحمد لله. الحمد لله. الحمد لله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فان ذكر فان ذكر الله بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لاذهاب الحزن والغم من القلب وايضا الاسترجاع وتكرار الحوقلة فاذا كان الانسان وهذا ايضا مهم اذا كان الانسان غير مغموم ولا مهموم فاي شيء يطلب فافضل انواع الذكر للنشيط لماذا قلنا للنشيط افضل شيء طلب العلم؟ لان طلب العلم لا يطلب الا بذهن خال متى ما كان الانسان ذهنه صافيا فليطلب العلم ولهذا نوصي بما اوصانا به مشايخنا وبما سطره علماؤنا في كتبهم من ان العلم بحاجة الى تصفية الذهن اذا الاذكار تتنوع رجل يقول اني اذنبت ذنبا فما افظل الذكر لي؟ فانا ساقول الاستغفار اكثر من الاستغفار استغفر الله استغفر الله استغفر الله ردده مرارا وتكرارا رجل يقول لي اني في ليلة الجمعة فما افضل الذكر لي؟ ساقول الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا نعم نعم نعم طبعا لا شك ان الانسان الذي يدعو الافضل انه يدعو الله جل وعلا ان يدخله الجنة بلا حساب ولا عذاب. قل اسألك اللهم من فضلك اسألك اللهم من رحمتك واما اسأل الله ان يحاسبني حسابا يسيرا فهذا اولا ليس المقصود الواقع وانما المقصود العرض والنبي صلى الله عليه وسلم نبي له وظيفة فهو لابد ان الله جل وعلا يسأله عن وظيفته وكل نبي يسأله الله عن وظيفته هذا ولا ما عدا ولهذا جاء في الحديث ان نوحا عليه السلام يسأله الله. ما هو تقصيرا من نوح لكن هذا يسمى العرظ يسأله الله هل اديت ودعوت امته قل من يشهد لك قل محمد وامته هذا المقصود به حاسبني حسابا يسيرا ولذلك الافضل ان الانسان يسأل الله من فضله اللهم اني اسألك من فضلك اللهم ادخلني الجنة بلا حساب ولا عذاب نعم لا يكون عندهم عرظ نكون عندهم على الارض لكن العرظ المقصود به ليس عرظ مؤاخذة وانما عرض تقرير ربما لبيان لاحظ المسألة هذي عرظ تقرير ربما لبيان منزلتهم العالية مثلا اضرب لك مثال ربما يأتي يوم القيامة ويبين الله جل وعلا ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول انت ما بلغت الناس يقول بلى من يشهد لك؟ المهاجرون والانصار؟ ونحن والله نشهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالبلاغ المبين فلما تشهد الخلائق بانه بلغ البلاغ المبين حصل له الاكرام بشهادة المخلوق فصارت المسألة مسألة ايش اكرام يأتي بالعالم يوم القيامة يقول الله عز وجل له العلم الذي علمتك ماذا فعلت فيه؟ يقول يا ربي علمت من يشهد لك فلان وفلان وفلان وفلان من اهل الشهادة. تعالوا اشهدوا. فاذا شهدوا حصل له الاكرام امام الملأ فصار الحساب اليسير اللي هو العرظ ها اكراما ورفعة وليست مؤاخذة وعقوبة سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك