المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الخامسة والعشرون. حدود حدود الله قد امر بحفظها ونهى عن تعدها وقربانها. قال الله تعالى تعالى والحافظون لحدود الله. وقال تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها. وقال تلك حدود الله فلا تقل وابوها. اما حدود الله فهي ما حده لعباده من الشرائع الظاهرة والباطنة. التي امرهم بفعلها والمحرمات التي امرهم بتركها فالحفظ لها اداء الحقوق اللازمة. وترك المحرمات الظاهرة والباطنة. ويتوقف هذا الفعل وهذا الترك على معرفة الحدود على ليعرف ما يدخل في الواجبات والحقوق فيؤديها على ذلك الوجه كاملة غير ناقصة. وما يدخل في المحرمات ليتمكن من تركها ولهذا ذم الله من لم يعرف حدود ما انزل الله على رسوله. واثنى على من عرف ذلك. وحيث قال تعالى تلك حدود الله فلا اعتدوها كان المراد بها ما احله الله لعباده. وما فصله في الشرائع. فانه نهى عن مجاوزتها. وامر بملازمتها. كما امر ازمة ما احله من الطعام والشراب واللباس والنكاح. ونهى من تعدى ذلك الى ما حرم منها من الخبائث. وكما امر بملازمة ما معه من الاحكام في النكاح والطلاق والعدة وتوابع ذلك. ونهى عن تعدي ذلك الى فعل ما لا يجوز شرعا. وكما امر بالمحافظة على ما فصل ومن احكام المواريث ولزوم حده ونهى عن تعدي ذلك وتوريث من لا يرث. وحرمان من لا وحرمان من يرث. وتبديل ما فرضه وفصله غيره. وقال حيث قال تلك حدود الله فلا تقربوها. كان المراد بذلك المحرمات فان قوله فلا تقربوها نهي عن فعلها نهي عن مقدماتها واسبابها الموصلة الموصلة اليها. والموقعة بها. كما نهاهم عن المحرمات على الصائم. وبين لهم وقت فقال تلك حدود الله فلا تقربوها. وكما حرم على الازواج ان يأخذوا مما اتوا ازواجهم شيئا الا ان يأتين بفاحشة مبينة. قالت حدود الله فلا تقربوها. وكما صرح بالمحرمات في قوله ولا تقربوا الزنا. وقال ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي احسن. فالخير والسعادة والفلاح في معرفة حدود الله والمحافظة عليها. كما ان اصل الشر كما ان اصل الشر واسباب العقوبات والجهل في حدود الله او ترك المحافظة عليها او الجمع بين شرين والله اعلم