وله من حديث الفضل ابن عباس انما الطيرة ما امضاك او ردك فيه مسائل الاولى التنبيه على قوله الا انما طائرهم عند الله. مع قوله طائركم معكم الثانية نفي العدوى المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب ما جاء في التطير وقول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون وقوله قالوا طائركم معكم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. اخرجاه زاد مسلم ولا نوء ولا غول ولهما عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة. ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل قال الكلمة الطيبة ولابي داوود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل. ولا ترد مسلما. فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك وعن ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل رواه ابو داوود والترمذي وصححه. وجعل اخره من قول ابن مسعود ولاحمد من حديث ابن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك. ولا اله غيرك الثالثة نفي الطيرة الرابعة نفي الهامة الخامسة نفي السفر السادسة ان الفأل ليس من ذلك بل مستحب السابعة تفسير الفأل الثامنة ان الواقع في القلوب من ذلك مع كراهته لا يضر بل يذهبه الله بالتوكل التاسعة ذكر ما يقوله من وجده العاشرة التصريح بان الطيرة شرك الحادية عشرة تفسير الطيرة المذمومة قال الشيخ السعدي رحمه الله باب ما جاء في التطير وهو التشاؤم بالطيور والاسماء والالفاظ والبقاع والاشخاص وغيرها الشارع عن التطير وذم المتطيرين وكان يحب الفأل ويكره الطيرة والفرق بينهما ان الفأل الحسن لا يخل بعقيدة الانسان ولا بعقله وليس فيه تعليق القلب بغير الله بل فيه من المصلحة النشاط والسرور وتقوية النفوس على المطالب النافعة وصفة ذلك ان يعزم العبد على سفر او زواج او عقد من العقود او على حالة من الاحوال المهمة ثم يرى في تلك الحال ما يسره او يسمع كلاما يسره. مثل يا راشد او سالم او غانم فيتفائل ويزداد طمعه في تيسير ذلك الامر الذي عزم عليه فهذا كله خير. واثاره خير وليس فيه من المحاذير شيء واما الطيرة فانه اذا عزم على فعل شيء من ذلك من الامور النافعة في الدين وفي الدنيا فيرى او يسمع ما يكره اثر في قلبه احد امرين احدهما اعظم من الاخر احدهما ان يستجيب لذلك الداعي ويترك ما كان عازما على فعله او بالعكس ويتطير بذلك وينقص عن الامر الذي كان عازما عليه فهذا كما ترى قد علق قلبه بذلك المكروه غاية التعليق وعمل عليه وتصرف ذلك المكروه في ارادته وعزمه وعمله فلا شك انه على هذا الوجه اثر على ايمانه. واخل بتوحيده وتوكله ثم بعد هذا لا تسأل عما يحدثه له هذا الامر من ضعف القلب ووهنه وخوفه من المخلوقين. وتعلقه بالاسباب وبامور ليست اسبابا وانقطاع قلبه من تعلقه بالله وهذا من ضعف التوحيد والتوكل. ومن طرق الشرك ووسائله. ومن الخرافات المفسدة للعقل الامر الثاني الا يستجيب لذلك الداعي ولكنه يؤثر في قلبه حزنا وهما وغما فهذا وان كان دون الاول لكنه شر وضرر على العبد وضعف لقلبه وموهن لتوكله وربما اصابه مكروه فظن انه من ذلك الامر. فقوي تطيره وربما تدرج به الى الامر الاول هذا التفصيل يبين لك وجه كراهة الشارع للطيرة وذمها. ووجه منافاتها للتوحيد والتوكل وينبغي لمن وجد شيئا من ذلك خاف ان تغلبه الدواعي الطبيعية ان يجاهد نفسه على دفعها. ويستعين الله على ذلك ولا يركن اليها بوجه ليندثر الشر عنه