ساقت سورة البقرة قصصا تدل ابلغ الدلالة على قدرة الله تعالى على البعث والنشور ثم بدأت الايات بالحديث عن احد ركائز النظام الاقتصادي والمالي في الاسلام الا وهو الصدقة والانفاق في سبيل الله وهدى القلوب وبحكمة بخلاصة التفسير للقرآن تهجر القرآن يا احبابي فهو الشفيع لنا بيوم حساب وهو المعلم يا اولي الالباب. هيا بنا نحيا هيا بنا. بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال انا يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت؟ قال لبثت يوما او بعض يوم قال بل لبثت مئة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسن وانظر الى حمارك ولنجعلك اية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما اه فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل شيء ومع القصة الثانية قصة الرجل الذي مر على قرية فارغة من سكانها قد خربت وتهدمت ولم يبق بها اثر للحياة. فقال ذلك الرجل الصالح متعجبا اذا وقيل هو عزير. قال كيف يحيي الله هذه البلدة بعد خرابها؟ فاراه الله على اية في نفسه وفي حماره الذي كان يركبه وفي طعامه وشرابه الذي كان معه فاماته الله. واستمر ميتا مائة عام. ثم رد الله له الحياة. وقال له كم لبثت على هذه الحال؟ اجاب الرجل يوما او اقل من يوم فقال الله له بل مكثت ميتا مائة سنة كاملة وانظر الى طعامك وشرابك لم يتغير. بمرور كل هذه المدة. وانظر الى حمارك الميت كيف تفرقت عظامه وصار هيكلا من البلى. وقد فعلنا ما فعلنا لتدرك قدرة الله سبحانه وتعالى. ولنجعلك علامة ظاهرة للناس. تدل على كمال قدرة الله اه وتأمل في عظام حمارك النخرة كيف نركب بعضها فوق بعض وانت تنظر ثم لحما بقدرتنا. ثم نعيد فيها الحياة. فلما رأى الرجل تلك الايات الباهرات امام عينيه. قال ايقنت وعلمت علم المشاهدة ان الله على كل شيء قدير واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى؟ قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل من منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا. واعلم طه عزيز واذكر حين طلب ابراهيم عليه السلام من ربه ان يريه كيف يحيي الموتى. فسأله الله وهو يعلم اولم تؤمن اي اولم تصدق بقدرتي على الاحياء؟ قال ابراهيم بلى امنت ولكني اردت ان يزداد هذا ايماني برؤية ذلك ببصري. فقال الله له خذ اربعة طيور فضمهن اليك ثم قطعهن ثم اخلط بعضهن ببعض ثم فرق اجزائهن على رؤوس الجبال. ثم نادهن يأتينك مسرعات. واعلم يا ابراهيم ان الله تعالى عزيز في ملكه حكيم في تدبيره وصنعه. ذكر المفسرون ان ابراهيم عليه السلام عمد الى اربعة من الطير. فذبحهن ثم قطعهن ونتف عيشهن وخلط بعضهن ببعض ثم قسمهن اجزاء وجعل على كل جبل منهن جزءا واخذ رؤوس الطيور بيده. ثم دعاهن فجعل ابراهيم ينظر الى الريش يطير الى الريش والدم الى الدم واللحم الى والاجزاء من كل طائر يتصل بعضها الى بعض. حتى قام كل طائر على حدته واتى يمشي الى ابراهيم سعيا ليأخذ رأسه الذي في يده ابراهيم عليه السلام مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ذكرت سورة البقرة ميادين الجهاد الثلاثة. الجهاد باليد لمنع اهل الباطل من فداء والميدان الثاني الجهاد باللسان عن طريق مناظرة اهل الضلال بالحجة والبرهان. وفي الايات التالية يذكر الله تعالى الميدان الثالث وهو الجهاد بالمال. بانفاقه في وجوه الخير وهو احد ركائز النظام المالي والاقتصادي الاسلامي. والذي ينطلق من منظور الاسلام للانسان والكون والحياة. ولايات التالية ذكرت بعض اصول الصدقة ومبادئها. ساذكرها في سورة سنابل. السنبلة الاولى مضاعفة ثواب المنفق في سبيل الله. وقد ضرب الله تعالى لنا في ذلك مثلا. فمثل ثواب الذين ينفقون اموالهم في طاعة الله ومرضاته كمثل حبة حبة واحدة زرعت فنبتت منها سبع سيقان. في كل ساق قنبلة في كل سنبلة مائة حبة. الله اكبر. هكذا يضاعف الله تعالى ثواب الصدقة زيدوها اضعافا لمن يشاء من عباده. والله واسع العطاء والفضل. عليم باعمال العباد ونياتهم اجزيهم عليها بما يستحقون الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منوا ولا اذى لهم اجرهم لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون السنبلة الثانية تحريم المن والاذى حال الانفاق. فالمنفقون المخلصون يحسنون القصد في الصدقة بان تكون لوجه الله. لا يعقبها ما يفسدها. من المن بها على السائل. كانه تفاخر عليه ويعدد عليه احسانه ولا اذية له قولية او فعلية. فان اجتنبوا ذلك فلهم الثواب من ربهم ولا يعتريهم فزع يوم القيامة ولا يصيبهم حزن على ما فاتهم من امور الدنيا قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها والله غني حليم. السنبلة الثانية للفهم. الجود بالنفس اولى من الجود بالمال. فقول طيب تدخل به السرور على قلب انسان او عفو تبذله لمن اساء اليك سواء اكان السائل ام غيره. خير عند الله تعالى وخير عند ناسي من صدقة يعقبها تعيير او ايذاء او اذلال للسائل. فترك الصدقة ورد السائل بلطف خير من اعطائه صدقة مع المن عليه. والله عز وجل غني عن صدقة مصحوبة بالاذى. حليم على من عصاه لا يعاجله بالعقوبة يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى الذي ينفق ما له كالذي ينفق ما له رآءا ولا يؤمن بالله اليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فاصابه وابل فتركه صلداه لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين. السنبلة الرابعة الصدقة المقبولة هي ما كانت لله. نادى الله تعالى عباده المؤمنين يا ايها الذين امنوا لا احبطوا ثواب صدقاتكم بالمن والاذى. فتكونون كالمرائي الذي يبطل اجر انفاقه بالرياء. لينال حظه من المديح والثناء في الدنيا. ومثل هذا المرائي كمثل صفوان. اي كبير املس عليه تراب. والتراب هنا يشير الى اثر النفقة والبذل. فاصاب هذا الحجر مطر شديد. ازال ما عليه من التراب. فتركه صلدا. اي املس ليس عليه شيء من التراب. وهكذا حال المنفقين رياء. يظنون ان لهم اعمالا صالحة عملوها في الدنيا فاذا كان يوم القيامة اضمحلت وذهبت وذهبت اجور صدقاتهم. لا يستطيعون الانتفاع منها بشيء. والله تعالى لا يوفق الكافرين الى طريق الخير والرشاد ولا اديهم الى ما ينفعهم في اعمالهم ونفقاتهم ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله تثبيتا وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة اصابها اوابل فاتت اكلها ضعفا فاتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير السنبلة الخامسة حال المنفقين. وبدأ ببيان حال المنفق المخلص. فمثل المنفقين اموالهم طلبا لمرضاة الله تعالى ومنشرحة بالصدقة نفوسهم مثل هؤلاء كمثل بستان كثير الشجر. وهو بمكان مرتفع من الارظ. اصاب هذا البستان مطر غزير. فاخرج ثمار جنية مضاعفة. ولخصوبة تربة هذا البستان فانها وان لم يصبها مطر غزير فان الماء الخفيف القليل يكفيها لتخرج اطيب الثمر هذا حال المؤمن. معطاء على كل حال. ان اصابه خير كثير انفق كثيرا. وان اصابه قليل انفق على قدر سعته فخيره دائم. وبره لا ينقطع. والله لا يخفى عليه شيء من قال العباد يعلم حال كل من المخلص والمرائي. وسيجازي كلا بما يستحق ايود احدكم ان تكون له جنة من نخيل واعناب تجري من تحتها تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات واصابه والكبر واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون اكمالا لبيان حال المنفقين. ورد في هذه الاية الكريمة حال المنفق رياء او منا واذى وتبدأ الاية باستفهام. ايحب احدكم ان يكون له بستان فيه نخيل اعناب تجري الانهار بين اشجاره. وينبت فيه من كل الثمار. فاصاب صاحب البستان وهن الشيخوخة. فاقعده عن الكسب. وله ذرية من ذكور واناث من صغار لا يقدرون على العمل وتصريف امورهم. وبينما هم على هذه الحال وبهذا البستان ريح عاصفة شديدة. معها نار فاحرقت الثمار وخربت الاشجار كيف يكون حال هذا الرجل الكبير وحال اولاده؟ من البؤس والحيرة والغم والحسرة هذا هو حال المنفق لامواله بغير اخلاص لله. يخسرها كلها. في وقت هو احوج ما يكون اليها. من حاجة الرجل العجوز واطفاله الصغار. وذلك يوم القيامة يا اعمى انه لتصوير قرآني في اسمى درجات البلاغة والتأثير وفي ارقى التأديب والتهذيب. بمثل هذا البيان الواضح يبين الله تعالى لكم اياته وهداياته في سائر امور دينكم لكي تتفكروا فيها. فتهتدوا على ضوئها الى ما فيه سعادة تكم يا ايها الذين امنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومن ما اخرجنا ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذين ان تغمضوا واعلموا ان الله غني حميد. عقيدة مسلم في المال بان المال هو مال الله. والانسان هو مجرد مستخلف فيه. ولذلك هو مسؤول كن امام الله عن هذا المال. كسبا وانفاقا. وبالتالي فلا يجوز ان يكتسب المال من من معصية او ينفقه في حرام. ولا فيما يضر الناس. ومعنى السنبلة السادسة الانفاق يكون من المال الطيب الحلال. يا اهل الايمان انفقوا من المال الحلال الطيب الذي كسبتموه وانفقوا مما اخرجنا لكم من الارض من زروع ومعادن واياكم ان تقصدوا الخبيث الرديء فتنفقوا منه. ولو اعطي هذا المال الخبيث لاحدكم لما اخذه الا تساهلا البصر عن النظر في ردائته. فكيف تؤدون منه الصدقة لغيركم. واعلموا ان الله تعالى غني عن صدقاتكم حميد يجازي المحسن باحسن الجزاء الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم. السنبلة السابعة التصديق بموعود الله تعالى للمنفق. يا اهل الايمان احذروا من وسوسة الشيطان. فانه يخوفكم من للفقر ليمنعكم من الانفاق في سبيل الله. ويدعوكم الى البخل والشح فتنفقوا اموالكم في الشر والفساد. اما الله تعالى فهو يعدكم عفوا ومغفرة لذنوبكم. ويعدكم بركة ونماء لاموالكم حال انفاقكم في سبيل الله. والله واسع الجود والعطايا عليم بنفقاتكم كلها قليلها وكثيرها. فيجازيكم عليها يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا اولوا الالباب. الله تعالى لا يعطي المغفرة وحدها ولا المال وحده. بل من عطاياه العظيمة نعمة الحكمة. والحكمة هي العلم النافع والعمل الصالح. ومن الحكمة حسن ادارة نعمة المال. ومن رزقه الله تعالى الحكمة فقد اعطي خيرا كثيرا. وما يتعظ بهذه التوجيهات القرآنية وينتفع بثمارها الا اصحاب العقول النيرة التي عرفت الحق وعملت به اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين طعم الشند في كلماته متعلمين الفقه من لمحاته اراحنا تسمو بنا بخلاصة التفسير القرآن. قصص به تعطينا اسم العبر فيها مزدجر عن قصة الرسل الكرام مع وتكون تثبيت لقلب حبيبنا. بخلاصة تفسير للقرآن. خلاصة التفسير للقرآن