بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين. قال حافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام في الحج في باب صفات الحج دخول مكة قال رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال اللهم ارحم المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله. قال في الثالثة والمقصرين متفق عليه. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع فجعلوا يسألونه فقال رجل لم اشعر فحلقت قبل ان اذبح قال اذبح ولا حرج فجاء اخر فقال لم اشعر فنحرت قبل ان ارمي. قال ارمي ولا حرج. فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا اخر الا قال افعل ولا حرج. متفق عليه بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم ارحم المحلقين ارحم اي افض عليهم من رحماتك. والرحمة هي اصول المطلوب والنجاة من المرهوب اللهم ارحم المحلقين. اللهم ارحم المحلقين. اللهم ارحم المحلقين. فدعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم هنا ثلاثا. ثم مقالوا والمقصرين قال والمقصرين والتقدير ارحم المحلقين والمقصرين. فيكون الدعاء للمحلقين اربعا. والحلق هو ازالة شعر الرأس بالموسى. واما التقصير فهو ان يأخذ شيئا من اطرافه. ففي هذا الحديث دليل على فوائد منها مشروعية الحلق والتقصير بعد الفراغ من من النسك سواء كان ذلك في حج ام في عمرة. ومنها ايضا بيان افضلية الحلق. وان الحلق افضل افضل من التقصير بوجوه اولا ان الله عز وجل قدمه. ولا يقدم الا ما كان افضل. قال الله تعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين. ولان الحلق هو فعل صلى الله عليه وسلم ولا يفعل الا ما هو اكمل وافضل. ولان الحلق ابلغ في تعظيم الله عز وجل فهو ابلغ من التقصير من جهة التعظيم. ولهذا قيل حلقوا له الرؤوس ولو رضي منهم لحلقوا لهم النفوس قال ابن القيم رحمه الله في قصيدته الميمية فلو كان يرضي الله نحر نفوسهم لجادوا به في طوع وللامر سلموا كما بذلوا عند الجهاد نحورهم لاعدائه حتى جرى منهم الدم. ولكنهم بوضع رؤوسهم وذلك ذل للعبيد وميسم. وفي هذا الحديث ايضا دليل على الدعاء والثناء على من قام بعبادة لان الرسول صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين هنا اربعا ثلاثا في قوله اللهم مرحبا المحلقين اللهم ارحم المحلقين اللهم ارحم المعلقين. قالوا والمقصرين قال والمقصرين. اي ارحم المحلقين والمقصرين وهذا ما يسمى عند علماء اللغة بالعطف التلقيني. اما الحديث الثاني حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر فجعل الناس يسألون فمن قائل لم اشعر نحرت قبل ان ارمي ومنهم من يقول حلقت قبل ان ارمي الى غير ذلك. فما سئل النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ عن شيء قدم ولا اخر الا قال افعل ولا حرج. فالمشروع في افعال يوم العيد ان يرتبها الانسان كالتالي اولا يرمي جمرة العقبة. ثانيا ينحر هديه. ثالثا يحلق او يقصر يطوف خامسا يسعى هذا هو المشروع في ترتيبها ولكن هذا ليس على سبيل الوجوب بل هو على سبيل الافضلية فلو قدم بعض الانساك على بعض في يوم العيد وما بعده فانه لا حرج. فلو طاف قبل قبل ان يرمي او نحر قبل ان يرمي اوسعى ايضا قبل ان يطوف لانه في بعض الفاظ الحديث سعيت قبل ان اطوف فقال النبي صلى الله عليه وسلم افعل ولا حرج. وهذا من رحمة الله عز وجل بعباده. ولا سيما في زمننا الان مع كثرة الحجاج واضطرابهم ارأيت لو ان الحجاج الزموا بان يطوفوا في ان واحد وان يسعوا في من واحد وان يرموا في ان واحد وان يرحلوا في ان واحد ماذا سيحصل من الزحام والضيق والحرج ولكن من رحمة الله عز وجل على عباده. ان جعل لهم فرجا ومخرجا. وانه لم يلزم عباده بمثل هذا هذا من شاء ان يطوف طاف ومن شاء ان يسعى سعى ومن شاء ان يرمي ومن شاء ان يحلق ومن شاء ان ينحر هديه رحمة من الله عز وجل وفضلا على عباده. ومن فوائد هذا الحديث مشروعية وقوف العالم امام الناس ولا سيما عند دعاء ليسألونا بان الرسول صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر فجعل الناس يسألونه. وهكذا ينبغي للعالم ان يحرص على بذل العلم ما استطاع الى ذلك سبيلا. لان الانسان متى بذل العلم للناس ازداد اجرا وثوابا وزاده الله عز وجل علما وهدى وتوفيقا. كما قال عز وجل والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. وقال عز وجل واتقوا الله ويعلمكم الله. فنسأل الله عز وجل ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وهدى وسدادا وتوفيقا. وان يوفق ولاة امرنا لما يحب ويرضى وان يغفر لنا ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين انه جواد كريم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين