بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم دروس من رمضان الدرس السادس والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين ما بعد فان شهر رمضان شهر يقبل فيه المسلمون على انواع الطاعات يطلبون من ربهم الرضا والمغفرة فهو منطلق الى الخير ولكن هذا الخير وهذا الاقبال يجب ان يستمر بعد رمظان ولا يكون محدودا برمضان ثم يعود الانسان الى الغفلة بعد رمظان والى مزاولة ما كان يعمله من الاعمال السيئة فان هذا لا تقبل منه اعمال رمظان اذا قصر هذا على رمظان اذا قصر التوبة وقصر الاعمال الصالحة وتلاوة القرآن على شهر رمظان لا يقبل منه لان من شروط التوبة ان يعزم من لا يعود الى الذنب الذي تاب منه الذي لا يتوب الا في رمظان ثم بعد رمظان يعود الى ما كان عليه من الغفلة ومن الاساءة لا تقبل توبته في رمظان وهذا امر يجب ان يتفطن له صحيح ان الانسان ينشط في رمضان اكثر من غيره ولكنه لا يكون في نيته انه اذا انتهى رمظان يعود الى الغفلة والى مزاولة الاعمال السيئة هذا هو الواجب على المسلم ان يكون كل دهره رمظان ليس التوبة والاعمال الصالحة محددة في رمضان قال عيسى عليه الصلاة والسلام وامرني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا واوصاني قال عيسى عليه الصلاة والسلام عن ربه عز وجل واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا والاستقامة معناها ان الانسان يستقيم دائما وابدا لا ينقص عن الاستقامة في وقت اخر فهذا امر يجب التفطن له فما رمظان الا موقظ للغافلين ومنشط الكسالى ومذكر بالاخرة فهو منطلق الى الخير فيما بعد رمظان الى نهاية الحياة اليس لعمل المسلم غاية دون الموت قال الله جل وعلا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يعني الموت حتى يأتيك الموت فليس لعمل المسلم غاية ونهاية دون الموت هذا هو الذي يجب على المسلم في شهر رمظان وفي غير شهر رمضان فما رمظان الا منطلق الى الخير ومنبه للغافل ومعود على الطاعة فهو انما هو موسم خير يدعو الى ما بعده من الاوقات ان يستغلها المسلم دائما وابدا واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يعني الموت الذي يظن ان العمل الصالح والنشاط انما هو في رمظان فقط فاذا خرج رمظان فترى الانسان وعاد الى حاله السيئة ذكر لبعض السلف ان قوما يجتهدون في رمظان فاذا انتهى رمظان انتهى اجتهادهم وقال بئس القوم لا يعرفون الله الا في رمضان فالمسلم دائما مع ربه ما دام على قيد الحياة كما قال عيسى عليه السلام عن ربه عز وجل واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا قال تعالى والذين هم على صلواتهم يحافظون وفي الاية الاخرى والذين هم على صلاتهم دائمون الواجب على المسلم ان يستغل اوقاته ومدة حياته في العمل الصالح من فرائض ونوافل ولا يخص ذلك بوقت دون وقت او بوقت معين. نعم ينشط في مواسم الخير اكثر من غيرها ولكن لا يقتصر عليها هذا هو واجب المسلم مع العمل ان يستمر على عمله الصالح حتى ينتهي اجله اما من حدد وقتا يجتهد فيه في العمل الصالح ثم اذا انتهى هذا الوقت يعود الى التفريط والاظاعة هذا حري الا يقبل منه ما عمله في موسم الخير والله جل وعلا هو المطلع على السرائر والنيات وهو الذي يجازي العباد على اعمالهم ويحاسبهم عليها المسلم يجتهد في كل حياته ويخلص مواسم الخير بمزيد اجتهاد والله اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه