بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد باب في صفات الجنة واهلها وتسبيحهم فيها بكرة وعشية حدثنا محمد ابن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن همام ابن منبه قال هذا ما حدثنا ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر احاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اول زمرة تلج الجنة صورهم على صورة القمر ليلة البدر لا يبثقون فيها ولا يمتخطونه ولا يتغوطون فيها انيتهم وامشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم من الالوة ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب واحد. يسبحون الله بكرة وعشيا يعني قدر البكرة وقدر العشية فيما يتعلق بالزمن حدثنا عثمان ابن ابي شيبة هو اسحاق ابن ابراهيم واللفظ لعثمان قال عثمان حدثنا وقال اسحاق اخبرنا جرير عن الاعمش عن ابي سفيان عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان اهل الجنة يأكلون فيها ويشربونه ولا يكفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون قالوا فما بال الطعام؟ قال جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس وحدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة وابو تريب قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش بهذا الاسناد الى قوله كرشح المسك اذا اهل الجنة يأكلون فيها ويشربون يتمتعون ويتنعمون نعيما دائما لا اخر له ولا انقطاع وتلاحمهم بهذا يشبه تلاحم اهل الدنيا فربنا جل جلاله اذاق الناس اللذة في هذه الدنيا الفانية لينبه على اللذة في الجنة وربنا جل جلاله يذيق الناس الاذى في الدنيا حتى يذكرهم بالعذاب يوم القيامة واهل الجنة يتمتعون في هذا لهم من اللذة والنفاسة الذي لا يشارك نعيم الدنيا الا في التسمية واصل الهيئة ولكنهم لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتحضون ولا يفسقون فنعيم الجنة اذا دائم لا انقطاع فيه وليس فيه اذى بل هو هنيء مليء وربنا جل جلاله قد جعل في هذه الدنيا ما يأكله الانسان وما يشربه يأخذ الجسم كفايته وتخرج الفضلات. ربنا جل جلاله يذكر الانسان بالنقص علامة الانسان لما يحتاج الى الطعام والشراب هي علامة نقص وحاجته الى خروجه هذا هي علامة نقص فربنا جل جلاله يذكر الانسان بكل طعمة نطعمها وبكل شربة نشربها وحدثني الحسن ابن علي الحلواني وحجاج ابن الشاعر كلاهما عن ابي عاصم قال حسن حدثنا ابو عاصم عن ابن جريج قال اخبرني ابو الزبير انه سمع جابر بن عبدالله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل اهل الجنة فيها ويشربون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يبولون ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس ولازم التسبيح والتحميد من نعيم الجنة ينبغي ان لا نفرط بنعيم الجنة في الدنيا وان نكثر من ذكر الله تعالى وان نخضع لذكر الله تعالى فذكر الله تعالى عظيم والاعظم ان نذكر الله عند المعصية فلا نعصي ربنا قال وفي حديث حجاج طعامهم ذلك وحدثنا سعيد بن يحيى الاموي قال حدثني ابي قال حدثنا ابن جريج قال اخبرني ابو الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير انه قال ويلهمون التسبيح والتكبير كما يلهمون النفس باب في دوام نعيم اهل الجنة وقوله تعالى ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون حدثني زهير بن حرب قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي قال حدثنا حماد بن سلمة ام ثابت عن ابي رافع عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يدخل الجنة ينعم لا يبأس لا تدلى ثيابه ولا يفنى شبابه اي لا يصيبهم بأس والبأس هو شدة الحال فنسأل الله ان يرفع البأس عن امة الاسلام اجمعين حدثنا اسحاق ابن ابراهيم وعبد ابن حميد واللفظ لاسحاق قال اخبرنا عبد الرزاق قال قالت الثوري فحدثني ابو اسحاق ان الاغر حدثه عن ابي سعيد الخدري وابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينادي مناد ان لكم ان تصح فلا تسقم ابدا وان لكم ان تحيوا فلا تموتوا ابدا وان لكم ان تشبوا فلا تهرموا ابدا وان لكم ان تنعموا فلا تبأسوا ابدا فذلك قوله عز وجل ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون الدنيا قال فيها من قال لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاتهم بادكار الموت والهرم. الجنة ليس فيها هرم وليس فيها موت وليس فيها سقوط اسنان ولا ضعف بصر وهكذا فهي نعيم نسأل الله ان يمتعنا في طاعته في الدنيا هو ان ينعمنا في الجنة في اخرته انه ولي ذلك والقادر قادر عليه باب في صفة خيام الجنة وما للمؤمنين فيها من الاهلين حدثنا سعيد ابن منصور عن ابي قدامة وهو الحارث ابن عبيد عن ابي عمران الجوني عن ابي بكر ابن عبد الله ابن قيس عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون مئة للمؤمن فيها اهل يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا وحدثني ابو غسان ابن اسماعيل قال حدثنا ابو عبد الصمد قال حدثنا ابو عمران الجوني عن ابي بكر ابن عبد الله ابن قيس عن ابيهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميزة في كل زاوية منها اهلا ما يرون الاخرين يطوف عليهم المؤمنون حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا يزيد ابن هارون قال اخبرنا همام عن ابي عمران الجوني عن ابي بكر ابن ابي موسى ابن قيس عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها اهل للمؤمن لا يراهم الاخرون باب ما في الدنيا من انهار الجنة حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا ابو اسامة وعبدالله بن نمير وعلي بن مسهر عن عبيد الله ابن عمر حاء وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير قال حدثنا محمد ابن بشر قال حدثنا عبيد الله عن خبيب بن عبدالرحمن عن حفص بن عاصم عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من انهار الجنة الحمد لله نهر سيحون رأيناه قبل مدة يسيرة فنسأل الله ان يبارك لنا في بلادنا التي نعيش فيها. وان يجعل الله لنا من البركة اضعاف ما جعل لنا في تلك البلاد التي ولدنا بها وان يحفظ هذه البلاد وتلك البلاد وجميع بقاع المسلمين باب يدخل الجنة اقوام افئدتهم مثل افئدة الطير حدثني حجاج بن الشاعر قال حدثنا ابو النذر هاشم ابن القاسم الليثي قال حدثنا ابراهيم يعني ابن سعد قال حدثنا ابي عن ابي سلمة عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة اقوام اسئلتهم مثل افئدة الطير يعني هي رقتها وظعفها ولذا صح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن اهل اليمن ارق قلوبا واظعف افئدة ومن ردة هؤلاء الخوف من الله تعالى والهيبة لله تعالى فتجد احدهم لا يعصي الله خوفا منه وتجد احدهم لا يعصي الله هيبة له وتجده لا ينظر الى الحرام مهابة لله ان ينظر الى معصية الله وتجده يحزن الى رؤيا المعصية يحزن اذا رأى المعصية نعم وشبهوا بالطير باعتبار ان الطير اكثر الحيوان خوفا وفزعا نعم حدثنا محمد ابن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا محمر عن همام ابن منبه قال هذا ما حدثنا به ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر احاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله عز وجل ادم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على اولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك به فانها تحيتك وتحية ذريتك. قال فذهب فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله قال فزادوه ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة ادم وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الان. سبحان الله العظيم باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها وما تأخذ من المعذبين حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا ابي عن العلاء ابن خالد الجاهلي عن شقيق عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك يجرونها اذا هذه النار هي نار عظيمة نسأل الله رحمته حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن الحزامي عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ناركم هذه التي يوقد ابن ادم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم قالوا والله ان كانت لكافية يا رسول الله. قال فانها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها مثل حرها حدثناه محمد ابن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن همام ابن منبه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث ابي الزناد غير انه قال كلهن مثل حرها حدثنا يحيى ابن ايوب قال حدثنا خلف بن خليفة قال حدثنا يزيد ابن كيسان عن ابي حازم عن ابي هريرة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ سمع وجبة رئيس سقطة شيء سقط فقال النبي صلى الله عليه وسلم اتدرون ما هذا؟ قال قلنا الله ورسوله اعلم قال هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار الان حتى انتهى الى قعرها. فربنا جل جلاله يخوف عباده وينذرهم باياته الكونية وعن طريق رسله وحدثناه محمد بن عباد وابن ابي عمر قال حدثنا مروان عن يزيد ابن كيسان عن ابي حازم عن ابي هريرة بهذا الاسناد وقال هذا وقع في اسفلها فسمعتم وجبتها حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا يونس ابن محمد قال حدثنا شيبان ابن عبد الرحمن قال قال قتادة سمعت ابا نظرة يحدث عن سمرة انه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول ان منهم من تأخذه النار الى كعبيه ومنهم من تأخذه الى حجزته ومنهم من تأخذه الى عنقه حدثني عمرو ابن زرارة قال اخبرنا عبد الوهاب يعني ابن عطاء عن سعيد عن قتادة قال سمعت ابا نظرة يحدثني عن ثمرة ابن جندب ان نبي الله قال منهم من تأخذه النار الى كعبيه ومنهم من تأخذه النار الى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار الى حجزته ومنهم من تأخذه النار الى فاروقته اذا الناس في عذابهم على حسب اعمالهم ومنهم من تأخذه النار الى تركوتهم حدثناه محمد ابن المثنى ومحمد ابن بشار قال حدثنا روح قال حدثنا سعيد بهذا الاسناد وجعل مكان حجزته حقوين باب النار يدخلها الجبارون. والجنة يدخلها الضعفاء حدثنا ابن ابي عمر قال حدثنا سفيان عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجت النار والجنة فقالت هذه يدخلني الجبارون والمتكبرون وقالت هذه يدخلني الضعفاء والمساكين فقال الله عز وجل لهذه انت عذابي اعذب بك من اشاء وربما قال اصيب بك من اشاء وقال لهذه انت رحمتي ارحم بك من اشاء ولكل واحدة منكما ملؤها وحدثني محمد ابن رافع قال حدثنا شبابه قال حدثنا وارقاء عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تحاجت النار والجنة فقالت النار اوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فما لي لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم فقال الله عز وجل للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي وقال للنار انت عذابي. اعذب بك من اشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فاما النار فلا تمتلئ فيظع قدمه عليها فتقول قط قط وهنالك تمتلئ ويزوى بعضها الى بعضا حدثنا عبد الله ابن عون الهلالي قال حدثنا ابو سفيان يعني محمد ابن حميد عن معمر عن ايوب عن ابن سيرين عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احتجت الجنة والنار واقتص الحديث بمعنى حديث ابي الزناد وحدثنا محمد بن رافع قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن همام ابن منبه قال هذا ما حدثنا ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر احاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار اوثرت بالمتكبرين والمتجبرين فقالت الجنة فما لي لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم فقال الله عز وجل للجنة انما انت رحمتي ارحم بك من اشاء من عبادي وقال للنار انما انت عذابي. اعذب بك من اشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فاما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله تقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها الى بعض ولا يظلم الله من خلقه احدا واما الجنة فان الله ينشأ لها خلقا. اللهم اجعلنا من اهل الجنة واجرنا من النار وابعدنا عن كل عمل يقرب الى النار هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته