بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الاربعين النووية للحافظ النووي رحمه الله وعواد بصفة بن معبد رضي الله تعالى عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر قلت قلت نعم قال استفتي قلبك البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر. وان افتاك ناس وافتوك حديث حسن رويناه في مسندي الامامين احمد ابن حنبل والدارمي باسناد حسن. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. هذان في بيان البر. بماذا يكون وبماذا يتحقق؟ والبر كلمة جامعة لكل خصال الخير مثل التقوى جامعة لكل خصال الخير والبر ظده الاثم كما في قوله تعالى على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. النبي صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين بين البر والاذن في حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاسم ما حاك في النفس وتردد في الصدر. البر حسن الخلق. يعني ان حسن الخلق نوع عظيم من انواع البر. وليس ان البر كله محصور بحسن الخلق. وان ما حسن الخلق هو اعظم انواع البر؟ كقوله صلى الله عليه وسلم الحج عرفة الوقوف بعرفة ليس هو وكل الحج ولكنه اعظم اركان الحج مثل قوله صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة مع ان الدعاء نوع من انواع العبادة ولكن هو اعظم انواع العبادة. فحسن الخلق نوع عظيم من انواع البر. وحسن الخلق معناه سعة البال والبشاشة ففي الاستقبال والتعامل مع الناس معاملة طيبة. كما قال صلى الله عليه وسلم وخالق الناس بخلق حسن وهذه صفة النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله جل وعلا وانك لعلى خلق عظيم فهذا الحديث ينفع نفعا عظيما في مثل هذا الوقت. وهو نافع في كل وقت لكن كل ما اشتدت الحاجة اليه كان نفعه اعظم. فهذا ميزان عظيم يسير عليه المسلم. فيما يسمع الخلق يشتمل على خيرات كثيرة ويكسب محبة الناس لصاحب الخلق الحسن ايضا سبب هداية الناس للداعية اذا كان ذا خلق حسن فهذا من اسباب قبول دعوته وهذا هو اعظم انواع البر. والاثم والاثم هو ضد البر ما يؤثم ما يؤثم من الاخلاق والاعمال والاقوال ما حاك في النفس يعني طرأ على النفس طرأ على النفس وحدثت به النفس لكن صاحبه يكره او او تردد في الصدر تردد في الصدر صاحبه يتردد هل يصرح به او لا يصرح؟ فهذا دليل على انه اثم. والمراد بالنفس هنا نفس المؤمن نفس المؤمن اما الفاجر هذا ما يعتبر ميزانا للبر والاثم انما المقصود المؤمن المسلم التقي هذا هو الذي يعتبر استحسانه للشيء او استقباكه للشيء فالذي تكره ان تصرح به. تكره ان يطلع عليه الناس. هذا دليل على انه اثم فاتركه تجنبوا وتكون نفس المؤمن مقياسا وميزانا فهذا اصل عظيم وهذا الحديث من جوامع الكلم جواب عن الكلم هو جمع جامع وهو ما يجمع معاني كثيرة. وفي حديث وابسة ابن معبد جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يسأله فالنبي صلى الله عليه وسلم ابتدره قال او جئت تسأل عن البر. في رواية قال ان شئت حدثتك وان شئت تسأل. وهذا من علامات النبوة انه اطلعه الله عز وجل على ما جاء من اجله وابسه. هذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم. قال جئت تسأل عن البر جئت تسأل عن البر. ثم بين له صلى الله عليه عليه وسلم ان البر ما اطمأنت اليه النفس ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب طمأنينة هي الاستقرار وعدم التسرع او القلق طمأنينة ضد القلق والاضطراب فالمطمئن من هو الثابت وضدها المضطرب القلق اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب يعني قلب المؤمن ونفس المؤمن والاثم ما تردد ما تردد في النفس وكرهت ان يطلع عليه يحصل في نفسك ولكن ما تجرأ على ان تظهره. هذا دليل على انه اثم لو كان بر ما ترددت في الاعلان به. ترددك دليل على انه على انه اثم. لان نفس من جعل الله فيها نورا ومعرفة بالخير والشر. ومن يتق الله ان الله يجعل لكم فرقانا الفرقان هو التمييز بين الخير والشر. والضار والنافع هذا هو الفرقان فنفس المؤمن يجعل الله يجعل الله فيها فرقانا. تميز به بين الخير والشر. فهذا هو الاثم. ما حاك او تردد في ولم تجرؤ على تصريح به. هذا دليل على انه اثم. فاتركه. ثم قال صلى الله عليه وسلم وان الناس وافتوك افتاك او افتوك المعنى واحد لكن هذا من باب التأكيد من باب التأكيد لان العبرة ليست بالفتوى من العالم انما العبرة بنفسك. فاذا وجدت نفسك تطمئن فهذا بر اذا وجدت نفسك تكره هذا الشيء فهذا اثم. والعالم ليس معصوما العالم ليس معصوما يخطئ او يجيب على الظاهر ولا يدري عن الباطن وقد يكون العالم عالم ضلال العلماء ليسوا سوا فالمهم انك لا تعتمد على الفتوى حتى تطمئن نفسك اليها. فاذا اطمأنت نفسك الى هذه الفتوى فهذا دليل على انها صدق وبر اما اذا نفرت نفسك من هذه الفتوى ولم تطمئن اليها فاتركها. لان بعض الناس اللي له هوا ورغبة في الشيء يقول ما دام افتى فلان بهذا انا ما علي انا ما علي هذا شيء بذمته فلان ما يغني عنك من الله شيئا ولا يعلم الغيب وليس معصوما ولا تدري عن مدى صلاحيته لا تعتمد على الفتوى حتى تعرظها على نفسك قرارة نفسك. فاذا وجدت ما عندك تردد فيها ولا كراهية فخذ بها فاذا وجدت العكس اتركها هذا ميزان عظيم يمشي عليه المؤمن في الفتاوى والان كثرت شكايات الناس من كثرة الفتاوى وكثرة من يفتون فهذا ميزان يميز لك هذه الفتاوى اطمأنت اليها نفسك منها فهذه حق وما نفرت نفسك من منه فهذا دليل على انه خطأ فعليك ان تتجنبه ولا تقول افتى فلان وقال فلان وهذا شي بذمته هو عليه ما تحمل وانت عليك ما ما تحملت ما يغني عنك من الله شيئا. وقد اه تبهرج عليها وتقول له كلام خلاف الحقيقة ويفتيك على ما يسمع كما كما كان صلى الله عليه وسلم يقضي على نحو ما يسمع. لانه بشر. فعلى المسلم انه يتخذ هذا الحديث ميزانا عليه فيما يسمع ويقال من او يكتب من الفتاوى. خصوصا في هذا الزمان الذي قل فيه خوف الله الناس على الكلام وعلى القول على الله بغير علم وعلى الفتاوى من غير ضوابط الا من شاء الله من الاقوال والفتاوى يميز بينها بميزان نفسه وما تطمئن اليه وما منه واظنك لو راجعت نفسك وجدت هذا فيها. عندما تسمع اقوال الناس والفتاوى عندما تراجع نفسك تشوف احد تطمئن الى كلامه والى فتواه. واحد تنفر من فتواه ولا تستسيغها في نفسك. لكن بعض الناس اذا صار له هوا ولو ما استساغ في نفسه ياخذها ياخذها طاعة لهواه وهذا اثم