فمعنى مطرنا برحمة الله بفعل الرب جل وعلا الرحمة فيه وصار هذه صفة واذا تنبهنا الى هذا لا يشكل علينا شيء ان شاء الله نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله فصل فنسمع الان الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى فصل وكما يقرن سبحانه بين الهدى والتقى والضلال والغيب فكذلك يقرن بين الهدى والرحمة والضلال والشقاء فمن الاول قوله تعالى اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون وقال اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون وقال عن المؤمنين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب قال اهل الكهف ربنا اتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا وقال لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديقا الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون وقال وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه. وهدى ورحمة لقوم يؤمنون وقال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. وقال يا ايها الناس قد جاءت موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور. وهدى ورحمة للمؤمنين ثم اعاد سبحانه ذكرهما فقال قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وقد تنوعت عبارات السلف في تفسير الفضل والرحمة الصحيح انهما الهدى والنعمة. ففظله هدى ورحمته نعمته. وكذلك ولذلك نبين الهدى والنعمات كقوله في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم ومن ذلك قوله لنبيه صلى الله عليه وسلم يذكره بنعمه عليه الم يجدك يتيما فاوى؟ ووجدك ضالا فهدى. ووجدك عائلا فاغناك. فجمع له بين هدايتي له انعامه عليه بايوائه واغنائه من ذلك قول نوح عليه السلام يا قومي ارأيتم ان كنت على بينة من ربي واتاني رحمة من عنده وقول شعيب ارأيتم ان كنتم ارأيتم ان كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا. وقال الخضر فوجد عبدا من عبادنا اتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال لرسوله صلى الله عليه وسلم انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا وقال وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما وقال ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا امشي معه حتى تقطع علائقه عن الدنيا ولذلك بدعوة موسى لهارون قالوا له واتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولو القوة اذ قال له قوم لا تفرح ان الله لا يحب الفرح ففضله هدايته ورحمته انعامه واحسانه اليهم وبره بهم وقال فاما يأتينكم مني هدى. فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. والهدى من هدى منعه من الضلال والرحمة والهدى منعه من الضلال. والرحمة منعته من الشقاء وهذا هو الذي ذكره في اول السورة في قوله طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى فجمع له بين انزال القرآن عليه في الشقاء عنه كما في اخرها في حق اتباعه. فلا يضل ولا يشقى. فالهدى والفضل والنعمة والرحمة متلازمات لا ينفك بعضها عن بعض. كما ان الضلال والشقاء متلازمان لا ينفك احدهما عن الاخر. قالت تعالى ان المجرمين في ضلال وسوء والسعر جمع سعير وهو العذاب الذي هو غاية الشقاء. وقال تعالى ولقد ذرأنا لكثيرا ولقد زرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام. بل هم اضل اولئك هم الغافلون وقال تعالى عنهم وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. ومن هذا انه سبحانه يجمع بين الهدى وانشراح قدر والحياة الطيبة وبين الضلال وضيق الصدر والمعيشة الضنك قال تعالى فمن يرد فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا وقال افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه وكذلك يجمع بين الهدى والانابة وبين الضلال وقسوة القلب. قال الله تعالى الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب وقال تعالى فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله اولئك في ضلال مبين الهدى والرحمة الكرام افادها فائدة عظيمة ان الهدى والرحمة تتعلق بالعملية واقفة هنا الى الله فمعناه توفيقه واذا وقفت الرحم الى الله فمعناها اذا وقف الهدى هذا العبد فمعناه علمي الى وظيفة الرحم للعبد فمعناه اثار فضل الله عليك والجمع بينهما عيد الجمع بينهما ورحمة وذلك يصح ان نقول القرآن هدى ورحمة باعتبار انه ونشتغل على النبي صلى الله عليه وسلم ونجتمع هذه الامة الكرام ولذلك الله سلمه ان هذا القرآن يهدي رحمه فقال هم المسلمون كذلك نفس الضلالة لا يعرف المعصية او لا يفكر والشفع القاعدة المنطلقة اننا نضل نستطيع ان نقول في بلادنا الاحترام الهدى هو السلوك والرحمة ما يحبش على السرير. الضلال السلوك. الشقاء لا يترتب على السلوك. هذا رسول الله وبقول كلما ظن نفسها فيما فعلت في صحراء وفي عناية وصار قريبا من الهزيمة والنوم بحث واذا زادت الشقاوة زاد الظلال بسبب زيادة الضلال فهما متلازمة. والايات اللي ذكرها الشيخ رحمه الله ظاهرة جلية في هذا المعنى الاية الاولى اولئك على هدى من ربه واولئك هم المفلحون. فالمفلحون من اثار الهداية اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة طيب ليش عليهم صلوات من الله والرحمة اولئك هم المهتدون فاذا هذا هو باب التلازم بين الهدى والرحمة وبين الضلال والشقاء لهذا نجد في ادعية نبينا قدوتنا وامامنا محمد صلى الله عليه وسلم الجمع بين طلب الهداية والرحمة بقوله ربي اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واجبرني واهدني. ها يجمع بين الرحمة والهداية ويتعود عليه الصلاة والسلام من الضلالة والشقاء اللهم اني اعوذ بك ان اضل او اضل هو زل او ازل او اظلم او اظلم او اجل او جلال ما بعدها ظله وظل كله اثار الشقاء علامات الشقاء نعم هنا قوله ورحمته نعمته قد يقول قائل هذا نوع التأويل يا عبد الله تقول لا هذا ما هو تاويل ليش لان الرحمة مصدر ان اتفقنا بس ما اذكر في درس الفوايد ولا في درس التفسير ان المصدر اذا اطلق فقد يراد منه الفعل وهو صفة الصفة قد يراد منه فعل الفاعل وقد يراد منه مفعول الفاعل فالرحمة مصدر فاذا فسرت المصدر بفعل الفاعل كان وصفا له وصفا للفاعل واذا فسر المصدر بمفعول الفاعل كان مخلوقا فلذلك لما نقول هذه رحمة الله لعباده يعني المطر طبعا هي مخلوق مصدر مضاف الى الله عز وجل رحمة الله لعباده لكنها مصدر معروف ان باسم الاشارة ان المقصود المطر اللي هو مفعول الرب هي مخلوق لكن لو قال لنا قائل مطرنا برحمة الله فهنا رحمة الله لان المطر ذكر فما يصير نفسر رحمة الله بالمطر بعد والهدى والرحمة وتوابعهما من الفضل والانعام كله من صفة العطاء الاضلال والعذاب وتوابعهما من صفة المنع وهو سبحانه يصرف خلقه بين تصرف خلقه بين عطائه ومنعه وذلك كله صادر عن حكمة بالغة وملك تام وحمد تام فلا اله الا الله. الهدى والرحمة وتوابعهما يعني اثارهما الفضل والانعام هذا كله تابع لصفة العطاء الجود الكرم فهو الكريم سبحانه وتعالى الجواد جل في علاه الرحمن الرحيم هذه كلها من اثار كرمه جل وعلا وفضله سبحانه وتعالى وهذا العطاء من الله جل وعلا يصرفه في خلقه بناء على حكمتي بناء على حساب فقد يعطي بلا طلب كما طنى البصر ونحن في ارحام امهاتنا ولم نطلب ما كان عندنا عقول عشان نطلب وقد يمنعنا ونحن نطلب الان عندنا عقول ونرفع ايدينا احيان نقول يا رب ابي الشيء الفلاني تدعو شهر شهرين ثلاثة سنة سنتين ثلاث ما يستجاب لك الان لكن تعلم علم اليقين ان الله استجاب لك لكن بطريقة اخرى انت لا تعلمها لذلك لا بد ان ننتبه ان عطاءه مبني على حكمته جل وعلا لا يمكن ان يمنعك شيء لنقص راجع الى ملكه ابدا انه لا لا يلحق لو ان اهل السماوات والارض كلهم كانوا في صعيد واحد وكل واحد سأل الله مسألته فاعطى كل واحد منهم مسألته ما نقص من ملك الله الا كما ينقص المخيط الابرة اذا ادخل الى البحر وطلعته شي بيطلع من الماي ولا شي نسبة لا شيء كذلك الاظلال والعذاب وتوابعهما هذه راجعة الى صفة المنع فهو سبحانه وتعالى مريد يفعل ما يشاء فيمنع سبحانه وتعالى والمانع الضار الصحيح انه ليس من اسماء الله عز وجل وانما من صفات الله سبحانه وتعالى المانع وهو سبحانه يمنع ومنعه مبني على حكمته وعلى سعتي علمه جل في علاه كل ذلك صادر عن حكمة بالغة وملك تام وحمد تام فلا اله الا الله ان منع ان منع لا تظنن انه يمنع كما ظنت اليهود بخلا قاتلهم الله الله جل وعلا لا يمنع بخلا وانما يمنع لحكمة والا فلا ينقص شيء نعم قال رحمه الله فصل اذا رأيت النفوس المبطلة الفارغة من الارادة والطلب بهذا الشأن قد تشبث بها هذا العالم السفلي وقد تشبثت به فكلها اليه فانه اللائق بها لفساد تركيبها ولا تنقش عليها ذلك فانه سريع الانحلال. ويبقى تشبثها بهم عن انقطاعه عنها عذابا عليها بحسب ذلك التعلق فتبقى شهوتها وارادتها فيها وقد حيل بينها وبين ما تشتهي على وجه يأست معه من حصول شهوتها ولذتها فلو تصور العاقل ما في ذلك من الالم والحسرة لبادر الى قطع هذا التعلق كما يبادر الى حسم مواد الفساد ومع هذا فانه ينال نصيبه من ذلك وقلبه وهمته متعلق بالمطلب الاعلى والله المستعان هذه فائدة لطيفة دعوية فايدة لطيفة دعوية يستفيد منها الداعي سواء في نفسه او في المدعوين من اهل بيته واصحابه قلانه وجيرانه اذا رأيت نفسا من نفسك من اولادك من اصحابك من جيرانك بطال فارغ بطال فارغ يعني لا في دنيا ولا في دين ثم تجده فارغا عن الارادة والطلب الديني ليس له هم ولا ارادة ولا فكر في امور الدين تشبث هذا العالم السفلي صار ديدنه الدنيا همه الدنيا غمه الدنيا وتشبثت به الدنيا فاشغلتهم لا يستطيع ان يحظر جمعة ولا جماعة ولا مجلس علم ولا ذكر ولا الى اخره فهذا لا تضيع وقتك معه لان النقش عليه لا ينفع كما لو ناقشت على الماء مجرد انك تنقش من هنا والموج يزيله من ها هنا. لا لا فائدة هذه مسألة مهمة لان التعلق بالدنيا فساد عريظ واكثر فساد الناس من جهته من جهة عدم تعلق قلوبهم بمطلب الاخرة ومن جهة تعلق قلوبهم بمطلب الدنيا هذا واقع الناس فينبغي علينا ماذا نفعل؟ اذا كانت هذه النفوس تعترينا او تعتري اولادنا او جيراننا واصحابنا كيف ندعو يقول رحمه الله فبادر الى قطع التعلق لا تبدأ معاه يقول له تعال اجلس احضر مجلس علم لا تبدأ مع اتذكره خوف بالجنة والنار. لا ابدأ معاه بقطع العلاقة بحسم مادة الفساد تقول له خير يا فلان؟ ما نشوفك والله مشغول بهالدنيا ماني قادر احظر جمعة ولا جمعة قال له طيب اللي ملك الدنيا وش استفاد منها وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا فانت قل له هذا الكلام قل له ما الفائدة من الدنيا ان لم تقدمه لاخرتك لان معنى ولا تنسى نصيبك من الدنيا اي لا تنسى ان تدخر من دنياك لاخرتك هذه هي الفائدة من ملك الملايين راح بنفس الكفن مثال عجيب اليوم وقع معي كنا ماشيين مع الخط خط السريع خط الملك فهد فقال العيال رأوا سيارة بارهة فقالوا سبحان الله كلها ماشية بنفس الخط الفارهة والتالفة الجميلة والردية واهلها ماشيين على نفس الخط فقلت لكن كل واحد منهم له حساب. النهاية الطريق واحد كلنا بهالدنيا النهاية الموت الحساب كل واحد عنده حساب هذه قضية مهمة نحسم نقطع العلايق عن الدنيا ولهذا جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته احبني الله يعني شيء عجيب ترى ودلني على عمل اذا عملته احبني الناس يبي محبة الله ومحبة الناس قال ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد في معيد الناس يحبك الناس اي قاعدة مطردة فنسأل الله عز وجل ان يعيننا واياكم على انفسنا ومن تعلقت ايراداته ومطالبه بالامر العظيم طلب رضا الله يصبح وهمه طلب الرضوان يمسي وهمه طلب الرضوان ثقوا تماما ان ما كتب له سيأتيه رغما عن انفه ليش اتعب نفسك ما لك اللي مكتوب لك يجيك نعم قال رحمه الله فصل اياك والكذب فانه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس. فان الكاذب يصور المعدوم موجودا والموجود معدوما. والحق باطلا والباطل حقا والخير شرا والشر خيرا فيفسد عليه تصوره فيفسد عليه تصوره وعلمه عقوبة له ثم يصور ذلك في نفس المخاطب المغتر به الراكن اليه. فيفسد عليه تصوره وعلمه ونفس الكاذب معرضة عن الحقيقة الموجودة نزاعة الى العدم مؤثرة للباطل واذا فسدت عليه قوة تصوره وعلمه التي هي مبدأ كل فعل ارادي. فسدت عليه تلك الافعال وسرى حكم كذبي اليها وصار صدورها عنه كصدور الكذب عن اللسان. فلا ينتفع بلسانه ولا باعماله. ولهذا كان الكذب واساس الفجور كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار واول ما يسري الكذب من النفس الى اللسان فيفسده ثم يسري الى الجوارح فيفسد عليها اعمالها كما افسد على اللسان اقواله فيعم الكذب اقواله واعماله واحواله ويستحكم عليه الفساد ويترامى دواؤه الى الهلكة ويترامى داؤه. احسن الله اليك ويترامى داؤه الى الهلكة ان لم يتداركه الله بدواء الصدق يقلع تلك المادة من اصلها ولهذا كان اصل الاعمال القلوب كلها الصدق واضدادها من الرياء والعجب والكبر والفخر والخيلاء والبقر والاشم والعجز والكسل والجن والاشهر الاشر يعني في مقابل الاخير اما الاشر في مقابل الكريم الطيب نعم سلام عليكم والاشري نعم والعجز والكسل والكسل والجبن والمهانة وغيرها اصلها الكذب وكل عمل صالح ظاهر او باطن فمنشأه الصدق وكل عمل فاسد ظاهر او باطن فمنشأه الكذب. والله تعالى يعاقب الكذب كذابا بان يقعده ويثبته عن مصالحه ومنافعك ويثبت ويثيب الصادق بان يوفقه للقيام بمصالح دنياه واخرته. فما استجربت مصالح الدنيا والاخرة بمثل الصدق ولا مفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. وقال تعالى هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم. وقال فاذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم وقال وجاء المعذرون من الاعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب اليم. هذه فائدة لطيفة جدا وهي وجوب الحذر من الكذب والعزم على الصدق فان الانسان الذي يراعي نفسه وقلبه ولسانه وحاله على الصدق تجده مسددا من الله عز وجل وكلما وقع في الكذب وتمادى حصل له الفساد من عدة اوجه كان الكذاب الذي يتمادى في الكذب يحصل له فسادات متنوعة اولا يفسد عليه قلبه فلا يستطيع ان يتصور الامور تصورا صحيحا ثانيا تفسد عليه مشاعره ثالثا يفسد عليه لسانه رابعا يفسد عليه مجريات احواله ومحيطه فلا يصدقه احد فعلى العبد ان يكون حذرا وليحذر من فلتات اللسان ومن نزغات القلب فان فلتات اللسان كذبات تجتمع وكذلك نزغات القلب فلتات تجتمع ثم ينتج عن ذلك الصدق الكذب الصريح عياذا بالله تعالى ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم اساس الفجور الكذب. ان الكذب يهدي الى الفجور وكلمة الفجور في الحديث عامة. يشمل الفجور في الخصومة يشمل فجور في اللسان يشمل الفجور في الفواحش الى اخره وان الفجور يهدي الى النار اصل اعمال القلوب الصدق بل اصل الاعمال كلها الصدق ولذلك اذا صار صدقك في القلب متينا كان لسانك قويما اذا كان صدقك بالقلب متينا كان لسانك قويما تجد الانسان الصادق بعيد كل البعد عن ملابسات الكذب عما يضاد الصدق من الرياء والعجب كبر فاخر خيلاء والبطر والاشر والعجز والكسل والجبن والمهانة والخور وغير ذلك من الصفات لذلك امرنا الله جل وعلا ما هو ان نكون صادقين فقط لا بل امرنا ان نكون مع الصادقين لان مجرد كون الانسان صادقا لا يكفي حتى يكون مع الصادقين وهذه حالة عظمى اجمل من حال كون الانسان صادقا فان من دلالات صدقه معيته للصادقين فان من دلالات صدقه معيته مع الصادقين فلما تاب الله على الثلاثة الذين خلفوا وكانوا صادقين في السنتهم امرهم الله بامر حتى لا تزل اقدامهم بعد فقال لهم والخطاب لهم والصيغة عامة. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا والصادقين من اعظم اوصاف المهاجرين فما عرف فيهم كذاب قط قط حتى ان آآ حاطب ابن ابي بلتعة لما كتب الى اهل مكة فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ما كذب ولا ور اخبر بالصدق ولو كان فيه قطع رقبتي فلذلك الله سماهم في القرآن بايش للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون ظمير الفصل هم بين اولئك والصادقون دليل على الحصر وهنا الحصر غير ممكن لانه قد يكون صادق من غيرهم فعلمنا ان المقصود الحصر الكمالي اي بمعنى اصدق الناس هم المهاجرون اولئك هم الصادقون والله لما ذكر صفات المؤمنين ذكر من اعظم صفاتهم الصادقين والصابرين ها الصادقين والصابرين. هذه من صفات المؤمنين ولذلك قال جل وعلا هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم. يعني يوم القيامة قال فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ولذلك لما تنظر الى القرآن تجد ذم الكذابين ذم المرائين ذم المتكبرين فلذلك ينبغي على الانسان اذا اراد ان يحصل المرتبة العالية في الدين فعليه بملازمة الصدق. كن صادقا مع نفسك. صادقا مع ربك كن صادقا مع الناس صادق مع النفس لا ينتقض لا ينتقض لا ينقض توبته صادق مع الله لا يؤخر امره صادق مع الناس لا يخونهم ولا يغشه ولا يخدعه ولا يحسد عليه ولا يحقدهم ولا يغل عليهم نسأل الله ان يرزقنا واياكم الصدق نعم نقف طيب شقف على هذه ان شاء الله نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم العلم النافع العمل الصالح والحمد لله رب العالمين