الصدقة عطاء وسماحة وتكافل وطهارة. والوجه المقابل لها هو الربا استغلال وشح وقذارة ودنس. فالربا جريمة تهدد كيان المجتمع وتقوي بنيانه وايات سورة البقرة حملت حملة عنيفة على المتعاملين بالربا الاحسان وبحكمة احيا بها قلوبنا التفسير للقرآن لا تهجروا القرآن يا احبابي فهو الشفيع لنا بيوم حسابي وهو المعلم يا اولي غلبان. هيا بنا نحيا به هيا بنا التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه وما للظالمين من انصار وتمضي الايات مرغبة في الصدقة والبذل في شتى وجوه الخير. فيا اهل الايمان ما تصدقتم به من صدقة قليلة ام كثيرة او طاعة الزمتم انفسكم بها. فان الله تعالى يعلم كل ذلك. ويعلم نيتكم في وسيجازيكم عليها يوم الحساب. اما الذين ظلموا انفسهم في هذا الجانب بمنع زكاة اموالهم او بذلوا اموالهم رياء او انفقوها فيما يغضب الله او لم يوفوا نذورهم. فهؤلاء ليس لهم صار يدافعون عنهم يوم القيامة ان تبدوا الصدقات فنعم ما هي وان تخفوها وتؤتوها فهو خير لكم ويكفر عنكم سيئاتكم. والله بما تعملون خبير السنبلة الثامنة في الانفاق في سبيل الله مشروعية الانفاق سرا وعلانية. فيا ايها الباذلون المنفقون ان تظهروا صدقاتكم وتجاهروا بها فنعم هذا العمل. ولا سيما ان قصدتم به ان تكونوا قدوة خير لغيركم. وان تكتموها تعطوها للفقراء سرا فهو خير لكم. ويمحو قبيح اثامكم بجميل اعمالكم ولا تقلقوا ان اخفيتم اعمالكم او اظهرتموها فان الله بما تعملون خبير يعلم السر واخفى. ويظهر في الاية ترغيب في الاسرار. لبعد صاحبه عن الشائبة الرياء وفي الحديث صدقة السر تطفئ غضب الرب ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون الا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير اليكم وانتم لا تظلمون السنبلة التاسعة مشروعية الصدقة على المحتاج مسلما كان ام كافرا؟ وقد ورد في سبب نزول هذه الاية ان الصدقة في اول الامر كانت لا تحل الا المسلمين فحسب حتى نزلت هذه الاية. واذن بالتصدق على الكفار. صدقة تطوع لا زكاة. ومعنى الاية يا محمد ليس عليك هداية الخلق. فهداية التوفيق بيد الله ينعم بها على من يشاء. وما تنفقوا من خير قليل ام كثير نفعه راجع اليكم ولا تجعلوا انفاقكم الا لوجه الله لا لغرض دنيوي. وما تنفقون من مال في الدنيا سواء اكان على مؤمن ام كافر يرد اجره عليكم كاملا يوم القيامة من غير حصان للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيما تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم السنبلة العاشرة بيان مصرف النفقات. فقد عمم الله تعالى الامر بالنفع فقط لجميع المحتاجين. لكن ذكر في هذه الاية اولى الناس بالصدقات. فوصفهم الله تعالى بخمس صفات اولها الفقر والثاني من اوقفوا حياتهم على فعل الطاعات كالمجاهد في سبيل الله مثلا الثالث العاجز عن السفر للعمل والتكسب والتجارة. الرابع حسن تعففهم عن السؤال حتى يحسبهم الجاهل بحالهم انهم اغنياء. لكن الفطن صاحب البصيرة يعرفهم تواضعهم وبهيئتهم. الخامس لا يطلبون من الناس بالحاح. فهؤلاء اولى الناس واحقهم بالصدقات. واعلموا بان ما انفقتم من خير قليل ام كثير فان الله تعالى به عليم وسيجازيكم عليه اعظم الجزاء الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلا علانية فلهم فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون يختم دستور الصدقة بنص عام يشمل كل اوقات الانفاق وكل طرق الانفاق وبحكم عام يشمل كل منفق لوجه الله. ان الذين يتصدقون باموالهم ام كثيرا. في كل وقت ليلا ونهارا. وفي كل حال سرا وعلانية. فهؤلاء لهم اجر عند الله ولا تسأل عن عطايا الرب حين يهبها من احسن عملا. من بعثت المال وراحة البال وبركة الاعمال ودخول الجنان ورضوان الرحمن. فالمنفقون لا فزع في الاخرة ولا يصيبهم حزن في الدنيا فضلا من الله ونعمة الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا. واحل الله الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وامره الى الله ومن عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون رغبت الايات الماضية في الصدقة. لما لها من اثر ايجابي في التكافل بين المجتمع وسد حاجاتهم بلا مقابل. ويقابل ذلك الربا. الكسب خبيث ذو الوجه الكالح القبيح. الذي يستغل حاجات الناس ويستغل ظروفهم ويتغذى عليها كل قذارة ودناءة. فيؤدي الى انتشار الظلم وحصول التنافر والبغضاء بين افراد المجتمع. وهنا يصف الله تعالى حال المتعاملين بالربا. انهم حين يقومون من قبور يوم القيامة لا يقومون الا مثل قيام الذي به مس من الشيطان. حيارى سكارى مضطربين متخبطين يتعثرون ويقعون. وذلك بسبب انهم استحلوا اكل الربا في الدنيا وقول افتراء البيع مثل الربا. فرد الله تعالى عليهم احل الله البيع لما فيه من للمصالح وحرم الله الربا لما فيه من الضرر الفادح. فمن بلغه نهي الله تعالى عن الربا فامتنع عنه وتاب الى الله فله ما مضى من المعاملات الربوية. ولا يؤثم عليها. فالتوبة جبوا ما قبلها وامره موكول الى الله. اما من عاد للتعامل الربوي اولئك اصحاب النار الباقون فيها الى ان يشاء الله يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار اث يظن ان تعاملهم بالربا سيزيد ماله. وما علم ان الله تعالى يذهب بركة ما له ويمحو الخير الذي في ماله وان كان في ظاهره كثيرا متزايدا. وفي المقابل تنمل له تعالى عز وجل الصدقة ويضاعف ثوابها ويزيد البركة في مال المتصدق. وان تصدق بالقليل والله لا يحب كل كفار. كفار هي صيغة مبالغة من الكفر اثيم هو المكثر من ارتكاب المعاصي والاثام. انظروا كيف جمع الله تعالى بين هذين الوصفين للاشارة الى ان المتعاملين بالربا ايمانهم ناقص لارتكابهم هذه الكبيرة القبيحة. اما ان استحلوا الربا فقد وقعوا في الكفر. وهم في الحالتين اثمون معاقبون. انظر شدد الله تعالى في جريمة الربا حتى قرنها بالكفر. بينما يتساهل في التعامل بالربا وكثير من الناس والله المستعان ان الذين امنوا وعملوا الصالحات واقاموا الصلاة واتوا الزكاة واتوا الزكاة لهم اجرهم عند ربهم لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ولان من اسلوب القرآن ذكر المسألة وما يقابلها وعرض الصورة وضدها فقد انتقل القرآن الكريم من ذم المرابين الاثمين الى مدح المؤمنين المطيعين. والذين من الايمان الصادق والعمل الصالح واقام الصلاة وايتاء الزكاة ايتاء الزكاة وايراد هذه الصفة هنا مقصود. لان الزكاة والصدقة من ركائز النظام الاقتصادي الاسلامي في مقابل النظام المالي الجاهلي. القائم على الربوية. هذا النظام المالي الذي ينخر في المجتمع ويأكل فيه القوي الضعيف ولا يبني اقتصادا حقيقيا. انهما نظامان متقابلان. النظام الاسلامي. مع ما فيه من عطاء ورحمة. والنظام الربوي مع ما فيه من ظلم وظلمة. نظامان متقابلان ان لا يلتقيان في تصور ولا يتفقان في اساس ولا يتوافقان في نتيجة الزكاة نماء. والربا هدم. الزكاة وجود. والربا عدم والبناء ضد الهدم والوجود نقيض العدم. ومن ثم كانت هذه العنيفة ضد الربا. وكان هذا التهديد والوعيد. ان الله تعالى يعد الذين يقيمون حياتهم على الايمان والصلاح والعبادة والتعاون ان يحتفظ لهم باجرهم عنده. ويعدهم بالامن فلا يخافون. وبالسعادة فلا يحزنون. في الوقت الذي يوعد اكلة الربا والمجتمع الربوي بالمحق والسحق والقلق والخوف والتخبط والضلال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم ينادي الله تعالى اهل الايمان ويأمرهم بالتقوى ويدعوهم الى ترك التعامل بالربا فورا ان كنتم صادقين في ايمانكم. فلا ايمان بغير طاعة ولا انقياد ولا اتباع لاوامر الرحمن فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون فان لم تتركوا التعامل بالربا فاعلموا واستيقنوا بحرب من الله وحرب من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال ابن عباس يقال اكل الربا يوم القيامة. خذ سلاحك للحرب. لماذا؟ لتحارب الله انه وعيد يزلزل القلوب. يا للهول! حرب من الله ورسوله حرب يقف فيه الانسان الضعيف الفاني ليواجه قوة العزيز الجبار سبحانه انها حرب معروفة المصير مقررة النتيجة. من يطيق هذا الوعيد واما ان تبتم من الربا ورجعتم الى ربكم فلكم اصول اموالكم التي دفعتموها لا تظلمون احدا باخذ الزيادة منه ولا تظلمون بان ينقص من مالكم شيئا وهكذا يعيش المجتمع الاسلامي متآلفا يأمن كل واحد على حقه ولا يخاف من اخيه بخسا وان كان ذو عسرة فنظرة الى ميسرة وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون بينما النظام الربوي الجاهلي يدعو الى استغلال حاجات الناس اذ بالاسلام يحض المقرض على كريم قال ومنها الحلم والعفو. فيا ايها المؤمنون ان كان لكم مال عند معسر فقير. لا تطيعوا ايفاء دينه فاعطوه مهلة حتى تتيسر احواله. ويجد ما يقضي به دينه ولا تحرجوه بالمطالبة وهو لا يستطيع. وان عفوتم عن حقكم فهو اكرم وافضل من هو خير عظيم ليس للمعسر فقط بل هو خير للمعسر وخير لمن عفا. وخير للمجتمع كله ليقوم على التراحم والتكافل الاجتماعي. انه خير عظيم لو يعلم هؤلاء ما يعلمه الله من سريرة هذا الامر. في الصحيح ان تاجرا كان يداين الناس فاذا رأى معسرا قال لفتيانه الذين يعملون عنده تجاوزوا عنه. لعل الله ان تجاوز عنا. فلما مات تجاوز الله عنه. انتهى الحساب وانتهى الموقف الطويل الذي لطالما يخاف منه المتقون يوم القيامة بكلمة يقولها الله للملائكة تجاوزوا عنا طويت صحيفته وانتهى حسابه وتجاوز الله عنه وادخله الجنة كما كان هذا التاجر يتجاوز عن المعسرين في الدنيا تجاوز الله عنه في الاخرة. والجزاء من جنس العمل واتقوا يوما ترجعون فيه الى ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون بعد الحديث المستفيض يعني المال وطرق جمعه وانفاقه والتعامل معه يأتي التعقيب المخيف. ليتذكر الناس ان ورائهم يوما ثقيلا يحاسبون فيه. واتقوا يا عباد الله يوما ستتركون فيه الدنيا وراءكم. ستتركون الدنيا واموالها ومشاغلها وترجعون الى الله ثم تعطى كل نفس جزاء ما كسبت من خير او شر. وهم لا يظلمون فذاك يوم يكون فيه الحكم والميزان بيد ملك الملوك. جل في علاه فما اجدر بالمؤمن ان يتأثر ويتوقف. ليراجع كل معاملاته وحساباته قبل القدوم على الله بهذه الاية العظيمة اختتمت ايات القرآن. بهذه الاية العظيمة انقطع الوحي من السماء. بهذه الاية العظيمة تمت الرسالة. مات النبي عليه الصلاة والسلام بعد نزول هذه الاية ببضع ليال. نعم هذه الاية هي اخر اية نزلت من القرآن. وحق لها ان تكون نسأل الله تعالى ان سبل الهدى وان يعاملنا برحمته وعفوه امين في اياته ونذوق طعم الشند في كلماته من لا محاته. انا رابه ارى حلا تسمو بنا بخلاصة التفسير للقرآن. قصص به طين لنا اسمى العظام تحكي لنا انباء فيها مزدجر عن قصة الرسل الكرام مع البشر وتكون تثبيتا لقلب بنا بخلاصة التفسير للقرآن. بخلاصة التفسير للقرآن