قال المؤلف رحمه الله تعالى وقوله كلام الله منه بدا بلا كيفية قولا. رد على المعتزلة وغيرهم فان المعتزلة تزعم ان القرآن لم يبدوا منه. كما تقدم حكاية قولهم قالوا واذا اليه اضافة تشريف كبيت الله وناقة الله. يحرفون الكلم عن مواضعه وقولهم باطل فان المضاف الى الله تعالى فان المضاف الى الله تعالى معان واعيان. فاضافة الى الله للتشريف وهي مخلوقة له. كبيت الله وناقة الله. بخلاف اضافة المعاني بسم الله وقدرته وعزته وجلاله وكبريائه وكلامه وحياته وعلوه وقهره. فان ان هذا كله من صفاته لا يمكن ان يكون شيء من ذلك مخلوقا. والوصف بالتكلم من اوصاف كمال وظده من اوصاف النقص. قال تعالى واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا له خوار الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا. فكان عباد العجل مع كفره اعرف بالله من المعتزلة. فانهم لم يقولوا لموسى وربك لا يتكلم ايضا. وقال تعالى عن العجل ايضا افلا يرون الا يرجعوا اليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا. فعلم ان نفي رجع القول ونفي ونفي التكليم نقص يستدل به على عدم الوهية العجل غاية شبهاتهم انهم يقولون يلزم منه التشويه والتجسيم. فيقال لهم اذا قلنا انه لا يتكلم كما يليق بجلاله انتفت شبهتهم. الا ترى انه تعالى يقول اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم. وتشهد ارجلهم فنحن نؤمن انها تكلم. ولا نعلم كيف تتكلم وكذا قوله تعالى وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وكذلك تسبيح الحصى والطعام وسلام الحجر. كل ذلك بلا فم يخرج منه الصوت الصاعد من الرئة المعتمد على مقاطع الحروف. نقصد بذلك ان هؤلاء هؤلاء الذين اشتبهت عليهم الصفات. مع انها محكمة بكلام الله تعالى. اشتبهت عليهم الصفات جاتهم الشبهة من حيث انهم قاسوا الله بخلقه الله بخلقه. شبه الله بخلقه. فحينما وردت اليهم الفاظ الصفات. لم يوفقوا للاخذ بالقاعدة الشرعية التي بدأ الله بها حينما تقررت قاعدة الاثبات والنفي. الله سبحانه وتعالى قال ليس كمثله شيء ثم قال بعد ذلك وهو السميع البصير فليس كمثله شيء تنفي ابتداء توهم التشبه. مجرد التوهم والخيال. منفي لان الله تعالى ليس كمثله شيء فبعد نفي التوهم والخيال وما يمكن ان ينقدح في الذهن في حق الله تعالى يأتي الاثبات وهذا اذا عمله الانسان بهذا التدرج لا يمكن نمترد اليه اوهام المتكلمين واشتباههم والذي اشتبه عليه فان شبهتهم انهم يقولون لا نفهم من هذه الصفات الا ما نعرفه في المخلوقات ويرد عليهم بما ذكره الله سبحانه وتعالى في المخلوقات نفسه فانهم يقولون لا نفهم الكلام الا بالجارحة. والجارحة الفم واللسان ووسائل وادوات الكلام. وسائل كلام وادواته هي التي نعرفها فعلا لكن يرد عليهم بان هناك من يتكلم من مخلوقات الله تعالى بغير الوسائل والادوات التي نعرفها الحصى والجمادات كلها. كلها تسبح ولكن لا تفقهون تسبيحهم. كلها تسبح بحمد الله. فاذا كانت كلها تسبح ونحن لا نراها لا نراها لا نرى لها السنة ولا حناجرا ولا رئات ولا نفس يخرج ولا يدخل ولا نرى آآ شفتين ولا شيء فمعنى هذا انها تتكلم كما الله سبحانه وتعالى اقدرها على الكلام من غير ان نعرف الكيفية. اذا كان هذا في مخلوق فالله وصفها بصفات تشبه صفاتنا من حيث اللفظ. ومع ذلك لا نرى وجه التشابه ابدا بل نرى التباين كل التباين بين صفات مخلوق ومخلوق فلله المثل الاعلى الله سبحانه وتعالى يتكلم كما يليق بجلاله والله عز وجل ليس كلامه ككلام المخلوقين لانه ليس كمثله شيء. واذا تكلم سبحانه وتعالى تكلم بما يليق بكماله وعظمته وليس بما يتوهمون من اوهامهم التي ركزوها في اذهانهم ثم بنوا عليها احكاما اذا هذا القياس قياس صحيح على منهجهم هم. يقال لهم ما دمتم توهمتم التشبيه فارجعوا الى ما هو في عالم الشهادة لتعرفوا ان توهم التشبيه لا حقيقة له فان هناك ما من المخلوقات ما هو موصوف بالكلام ومع ذلك لا يوجد التشويه قطعا ولا يوجد التي يتكلم بها المخلوق ككلام المخلوقين. نعم. والى هذا اشار الشيخ رحمه الله بقوله منه بدا بلا كيفية قولا. اي ظهر منه اي ان الله تكلم به. هذا معنى منه بدا لان لا يقال انه بدأ الكلام من جبريل او بدأ الكلام يعني يقولون على لسان جبريل او بدأ الكلام لسان محمد صلى الله عليه وسلم او من لسان موسى بالنسبة للتوراة او عيسى بالنسبة للانجيل او نحو ذلك او بان الله سبحانه وتعالى عبر عن كلام مخلوقاته بانه كلامه. او انه خلق اصواتا فصارت كلاما. كل ذلك يتنافى قول مع القول بانه منه بدأ منه بدأ يعني ان الله سبحانه وتعالى قاله وتكلم به على ماليك بجلاله. وليس هذا من عند آآ هؤلاء ان للعلم بل هو من النصوص الشرعية. نعم. اي ظهر منه ولا يدرى كيفية تكلمه به. واكد هذا المعنى بقوله قولا اتى بالمصدر المعرف اللي اتى بالمصدر المعرف للحقيقة ما اكد الله تعالى التكليم بالمصدر المثبت للحقيقة النا في للمجاز في قوله وكلم الله موسى لا تكليما فماذا بعد الحق الا الضلال؟ اقصد بذلك ان الله سبحانه وتعالى فسر وبين هنا ما قال وكلم الله موسى ثم انقطع الكلام. بل اكد الامر مرة اخرى. فقال بانه قد ينشأ في الذهن. هل الله كلم الله موسى وحيا؟ او او الهاما او مناما او خيالا تحتمل هذه الاحتمالات عند من لا يفقه الامور الشرعية او لا يفقه حقائق الاصل النصوص المتعلقة بصفات الله. فلذلك جاء التأكيد في الاية نفسه مما يرد التعطيل ويرد التأويل بالجزم. فان قوله تعالى تكليما يعني علامات ما يليق بجلال الله سبحانه وتعالى. نعم. ولقد قال بعضهم لابي عمرو بن العلاء احد القراء السبعة اريد ان ان تقرأ وكلم الله موسى بنصب اسم الله ليكون موسى هو المتكلم لله. فقال له ابو عمرو هب اني قرأت هذه الاية كذا. فكيف تصنع بقوله تعالى ولما جاء موسى لميقاته اهدنا وكلمه ربه فبهت المعتزلين. وهذا في في كثير من الصفات. نجد ان الصفات ترد على اوجه عديدة لو اول وجها من الوجوه ما اول الاخر؟ ولو اول الاخر ما اول الثاني. واذا اول الجميع تناقضت تأويلاته. فمثلا قول تعالى الرحمن على العرش استوى. كثير من المؤولة يقولون على العرش معنى على الملك استولى على الملك. لكن تأتيه اية اخرى مثل قوله تعالى وكان عرشه على الماء ما ما في لو اولوها بتأويل فانه يناقض التأويل الاخر. وهكذا فلذلك وردت ورد الاستواء في الايات في القرآن فقط في اكثر من ست ايات. وفي المفهوم بايات كثيرة. وكذلك في النصوص الاخرى في في الاحاديث الثابتة. كذلك الصفات فانا نجد ان كل صفة يؤولونها تنقضها اية اخرى او حديث اخر لقوله تعالى اه بل يداه مبسوطتان يعني هذا من الصعب تأويله لكن لو اولوه يأتيهم مثل قوله تعالى لما خلقت بيدي ما من تأويل ما من صفة يؤولونها الا وينقضها تأويلهم الاخر للصفة الاخرى. ثم لو اولوا الصفة او النص في موضع واحد فانا نجد النص الاخر ينقض تأويلهم ولا يستقيم عليه وهكذا نعم. وكم في الكتاب والسنة من دليل على تكليم الله تعالى لاهل الجنة وغيرهم. قال تعالى سلام قولا من رب رحيم. عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اهل جنة في نعيمهم ان سطع لهم نور فرفعوا ابصارهم. فاذا الرب جل جلاله قد اشرف عليهم من فضله فوقهم فقال السلام عليكم يا اهل الجنة. وهو قول الله تعالى سلام قولا من رب رحيم قال فينظر اليهم وينظرون اليه فلا يلتفتون الى شيء مما هم فيه من النعيم. ما داموا ينظرون اليه حتى يحتجب عنهم وتبقى بركته ونوره عليهم في ديارهم. رواه ابن ماجة وغيره هذا الحديث ضعفه آآ المحقق في الهامش لكن معانيه واردة في احاديث اخرى منها ما في صحيح البخاري وقد اشار اليه اجمالا ايضا فقد ورد في صحيح البخاري ان الله سبحانه وتعالى يقول لاهل الجنة. فيقولون كذا فيقول كذا كما ورد في الحديث. فنسب الى الله صفة القول. وصفة القول تثبت صفة الكمال الكلام صفة القول مرادفة لصفة الكلام. فان الكلام لا يكون الا بقول والقول لا يكون الا بكلام. نعم. ففي هذا الحديث اثبات صفة الكلام واثبات الرؤية واثبات العلو. وكيف يصح مع هذا ان يكون كلام الرب كله معنى واحد اذا وقال تعالى ان الذين يشترون بعهد ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم اولئك لا خلاق لهم في الاخرة. ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم. فاهانهم ترك تكليمهم. والمراد انه لا يكلمهم تكليم تكريم. تكليم تكريم. هو الصحيح اذ اخبر في الاية الاخرى انه يقول لهم في النار اخسئوا فيها ولا تكلمون. فلو كان لا يكلم فلو كان لا يكلم عباده المؤمنين لكانوا في ذلك هم واعداؤه سواء ولم يكن في تخصيص اعدائه بانه لا يكلمهم فائدة اصلا. طبعا اذا كان لا يكلم الله هذه الفئة وهم الذين توعدهم الله بحرمان من كلامه فيقتضي هذا بالضرورة انه يكلم غيرهم من المؤمنين المنعمين المستحقين للكلام. هذا امر مفهوم كما اننا نقول في الرؤية اذا كان الله تعالى يحتجب عن الكافرين دل هذا كما قال الشافعي بالظرورة على ان الله سبحانه وتعالى يراه المؤمنون لانه لو لم يراه لو لم يكن المؤمنون يرونه ما كان للاحتجاب عن الكافرين معنى. لماذا؟ لانه لو كان الله لا يرى ابدا كان محتجبا عن المؤمنين والكافرين. اليس كذلك؟ اذا فلما حجب الله او حرم الله سبحانه وتعالى على الكفار بان يرونه احتجب عنهم دل هذا بالضرورة العقلية والشرعية وبالمفهوم والمقطوع به ان ان المؤمنين يرونه ذلك الكلام. اذا كان الله سبحانه وتعالى لا يكلم هؤلاء عقوبة لهم فانه بالمقابل يكلم غيرهم واذا ولو كان الله سبحانه وتعالى لا يتكلم ابدا ما كان لحرمان هؤلاء الذين عوقبوا من الكلام فائدة. والله سبحانه وتعالى لا اتكلم الا بالحق وبما هو مفيد. ثم وجود الكلام والنظر في سياق واحد يدل على ان كل واحد منه ما يثبت الاخر فلو اول الكلام هنا نقظوا بالنظر. ولو اولوا النظر نقظوا بالكلام فكلام الله محكم. ومهما اتوه من باب فان الابواب الاخرى تسد عليهم باب التأويل والتعطيل نعم. وقال البخاري في صحيحه باب كلام الرب تبارك وتعالى مع اهل الجنة. وساق فيه عدة طبعا ساق فيه حديثين وفي هذه ما اشرت اليه سابقا من انه ذكر في الصحيح في البخاري ان الله وتعالى يقول لاهل الجنة. يقول لاهل الجنة. ثم يقولون ثم يقول كما ورد في في الحديث. فالمصلى القصد في السياق هنا ان الله سبحانه وتعالى او ان البخاري اورد في في الصحيح ان الله تعالى يقول والقول كلام. نعم نعيم اهل الجنة رؤية وجهه تبارك وتعالى وتكليمه لهم. فانكار ذلك انكار لروح جنتي واعلى نعيمها وافضله. الذي ما طابت لاهلها الا به. واما استدلالهم نقف هنا لان عندنا مقطع طويل لا ينبغي ان يجزأ. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. قال الامام رحمه الله تعالى. واما استدلالهم بقوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا فما افسده من استدلال طبعا هو يقصد هنا استدلال الذين انكروا الرؤيا وعلى رأسهم المعتزلة والجهمية. طبعا كل من تكلم في انكار الرؤيا ممن جاءوا بعد هذه هذه الفرق كلهم عال عليها. حتى المحدثين الى يومنا هذا. وقد انبرأ احد رؤوس البدعة في العصر حاضر والف كتابا انكر فيه الرؤيا وانكر فيه الشفاعة وكفر فيه اهل الكبائر وهذا كتاب متداول بين طلاب العلم اسمه الحق الدامغ. هذا الكتاب حاشاه صاحبه المعتزلة في نفي الرؤيا. بل نقل اقوالهم ومصطلحاتهم بحروفها. وجعلها مستندا له في انكار الروايات الشاهد ان الذين انكروا الرؤيا بعد المعتزلة هم عالة على المعتزلة لم يأتوا بجديد. وكل اقوالهم وشبهاتهم وردهم للادلة واستدلالهم كله مبني على اصول المعتزلة الباطلة. ومن كتبهم ومما قالوه وناظروا به. نعم احسنت انا وهمت. نعم في خلق القرآن. آآ والكلام في في فيما قلته صحيح. يعني آآ ما قلته من ان الفرق التي جاءت بعد المعتزلة تبع هي المسألة في خلق القرآن كالمسألة في الرؤية تماما. فالمقصود الذين انكروا القرآن وهو الذين انكروا آآ نزول القرآن وانه منزل من الله عز وجل وان الله تكلم به وقالوا بخلق القرآن. وهؤلاء هم المعتزلة والجاملين ثم الفرق التي جاءت من بعدهم ايضا قررت هذه المسألة. وكل من جاء بعد المعتزلة والجهمية في مسألة القول بخلق القرآن فهو عالة على الجهمي والمعتزلة فيما قالوا. وحتى صاحب الكتاب الذي ذكرته لكم الذي الف كتاب الحق الدامغ زعم ان القرآن مخلوق. وانكر ان يكون كلام الله. وجاء بادلة المعتزلة على نحو ما قلته لكم في مسألة الرؤية فالمسألة واحدة فكما انه انكر الرؤيا في كتابه كذلك آآ زعم ان القرآن مخلوق وحشد اقوال المعتزلة ولم يكد يخرج عنها لا في استدلالاته العقلانية ولا في رده للنصوص واثارته الشبهات وهذه المسألة بل اعطاها ربما من حجمه في حجمها في الكتاب اكثر من حجم الكلام عن الرؤية والكلام عن مسألة الشفاعة والقول بان مرتكبي الكبائر كفار بزعمها. نعم. فان جعل اذا كان بمعنى خلق يتعدى الى مفعول واحد من كقوله تعالى وجعل الظلمات والنور. وقوله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون وجعلنا في الارض رواسيا تميد بهم. واذا تعدى الى مفعولين لم يكن بمعنى خلق. قال تعالى ولا تنقض الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. وقال تعالى ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم. وقال تعالى الذين جعلوا القرآن عضين. وقال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك وقال تعالى ولا تجعل مع الله الها اخر. وقال تعالى وجعلوا الملائكة الذين هم عباده الرحمن اناثا ونظائره كثيرة. فكذا قوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا وما افسد استدلاله. طبعا اذا جعل تأتي على معنيين فاذا جاءت متعدية الى مفعولين فهي بمعنى صير وحكم صير وحكم واذا جاءت متعدية بنفسها او لمفعول واحد فانها تعني الخلق. تعني الخلق. وكل ما ورد في القرآن في لفظ جعل جاء بمعنى صير لا تعني معنى خلق انما بمعنى صير وحكم. نعم. وما افسد استدلالهم بقوله تعالى نودي من شاطئ الوادي الايمن في البقعة المباركة من الشجرة على ان الكلام خلقه الله تعالى في الشجرة فسمعه موسى منها وعاموا عما قبل هذا وعموا عما قبل هذه الكلمة وما بعدها. فان الله تعالى قال فلما ما اتاها نودي من شاطئ الوادي الايمن والنداء هو الكلام من بعد. فسمع موسى عليه السلام النداء من حافة الوادي. ثم قال في البقعة المباركة من الشجرة. اي ان النداء كان في البقعة المباركة بركة من عند الشجرة كما تقول سمعت كلام زيد من البيت يكون من البيت لابتداء الغاية لا ان ان البيت هو المتكلم ولو كان الكلام مخلوقا في الشجرة لكانت الشجرة هي القائلة يا موسى اني انا الله رب العالمين. وهل قال وهل قال اني انا الله رب العالمين غير رب العالمين ولو كان هذا الكلام بدا من غير الله لكان قول فرعون انا ربكم الاعلى صدقا. اذ كل من كلامين عندهم مخلوق قد قاله غير الله. وقد فرقوا بين الكلامين على اصلهم الفاسد. ان ذاك خلقه الله في الشجرة وهذا كلام خلقه فرعون. فحرفوا وبدلوا واعتقدوا غير الله وسيأتي الكلام على مسألة افعال العباد ان شاء الله تعالى. فان قيل فقد قال تعالى انه لقول رسول كريم وهذا يدل على ان الرسول احدثه اما جبريل او محمد صلى الله عليه وسلم قيل ذكر الرسول معرف انه مبلغ عن مرسله. لانه لم يقل انه قول ملك او نبيك فعلم انه بلغه عمن ارسله به لا انه انشأه من جهة نفسه وايضا فالرسول في احدى الايتين جبريل وفي الاخرى محمد فاضافته الى كل منهما تبين ان الاضاءة للتبليغ اذ لو احدثه احدهما امتنع ان يحدثه الاخر. وايضا فقوله رسول امين دليل على انه لا يزيد في الكلام الذي ارسل بتبليغه. ولا ينقص منه بل هو امين على ما يبلغه عن مرسله. وايضا فان الله قد كفر من جعل قول البشر جعله وايضا فان الله قد كفر من جعله قول البشر ومحمد صلى الله عليه وسلم بشر فمن جعل قول محمد صلى الله عليه وسلم بمعنى انه انشأه فقد كفر ولا فرق بين ان يقول انه قول بشر او جني او ملك. والكلام كلام من قاله مبتدأ. لا من قاله مبلغا ومن سمع قائلا يقول قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل قال هذا شعر قال هذا شعر امرئ ومن سمعه يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. قال هذا كلام الرسول الله عليه وسلم وان سمعه يقول الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين. قال هذا كلام الله. ان كان عنده خبر ذلك. والا قال لا ادري من كلام من هذا؟ ولو انكر عليه احد ذلك لكذبه. ولهذا من سمع من غيره نظم يقول له هذا كلام من اهذا كلامك؟ او كلام غيرك؟ وعلى هذا فهناك فرق بين مسألة القول ومسألة الكلام. فان الكلام لا ينسب الا الى المتكلم به الذي صدر عنه لكن القول قد يقول الانسان وبكلام غيره. كما ورد في ذكر بيت الشعر والحديث وذكر الاية فانا من نطق بهذا الحديث او اتى ببيت هذا الشعر نقول ما قلته كلام من؟ فيقول هذا البيت لامرئ وهذا الحديث كلام النبي صلى الله عليه وسلم. بمعنى انه اسند الكلام الى المتكلم. اما القول فقد يقول الانسان لقول غيره وان كان احيانا كلمة قول ترادف كلمة كلام لكن السياق هو الذي يحكم بذلك نعم. وبالجملة فاهل السنة كلهم من اهل المذاهب الاربعة. وغيرهم من السلف الخلف متفقون على ان القرآن كلام الله غير مخلوق. ولكن بعد ذلك تنازع المتأخرون في ان كلام الله هل هو معنى واحد؟ هل هو معنى واحد قائم بالذات؟ طبعا هذا كلام الكلابية. وكثير من للذين جاءوا بعد. نعم. او انه حروف واصوات تكلم الله بها بعد ان لم يكن متكلما هذا ايضا قول بعض اهل الكلام الذين يميلون الى الحديث. او بعض المحدثين من اهل او متكلمين من اهل الحديث. فهو قول لطائفة من اهل الكلام لكن ليس قول سائرهم او اكثرهما اكثرهم يقولون بالقول الاول او بنحوه. معنى قائم بالذات او هو حديث النفس او هو معن قائم بالنفس. او نحو ذلك مما يدور حول ان الكلام عندهم معاني وليس حروف واصوات وليس كلام. انما تكلم به جبريل او محاميد. اما كونه صدر عن الله فهم يزعمون انه صدر عن الله مجرد معاني. ترجمت فلما آآ تكلم بها موسى صارت عبرانية آآ بالعبرانية صارت التوراة. ولما تكلم بها محمد صلى الله عليه وسلم بالعربية صارت قرآنا. ولما تكلم بها عيسى صارت انجيلا كذا زعموا وهذا يعني نوع من الانجذاب الى قول الفلاسفة والمتكلمين آآ وان كان بعض من قال به يدعي انه يثبت كلام الله لكن على نحو على تأويل فاسد. نعم. اذا القول الاول قول ومن تابعهم من المتكلمين والقول الثاني قول متكلمة آآ اهل الحديث او محدثة اهل الكلام. نعم او انه لم يزل متكلما اذا شاء ومتى شاء وكيف شاء. وان نوع الكلام قديم. هذا كلام السلف هذا كلام ان الله عز وجل متكلما اذا شاء ومتى شاء وكيف شاء سبحانه وان كلامه من هذا معنى قولهم قديم ان كلامه من صفاته وصفات الله عز وجل كذاته ازلية لكن الصفات صفات الله عز وجل على نوعين منها صفات ذاتية ومنها صفات فعلية. ومنها ذاتية وفعلية. وهي اه بعض اهل العلم قال انها ثلاثة انواع وبعضهم جعل الذاتية الفعلية داخلة في الفعلية وبعضهم جعلها داخل في الذاتية. اما الصفات الفعلية النزول والمجيء اما الصفات الذاتية فهي كالحياة والعلم والقدرة. اما الصفات التي ممكن ان فعلية فهي كالكلام. فهي من حيث اثبات الصفة لله عز وجل. من حيث ان الله عز وجل تكلم فهذه صفة ذاتية. صفة الكلام لله عز وجل صفة ذاتية. لكن من حيث حدوث الكلام من حيث ان الله عز وجل يتكلم اذا شاء. ومتى شاء. كما كلم موسى وكما كلم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وكما يكلم بعض خلقه وكما يكلم الناس يوم القيامة يكلم الخلائق جميعا بصوت يسمعه من قرب كما يسمعه من بعد كما انه يكلف كل عبد بينه وبينه كفاحا يحاسبه على اعماله. ليس بينه وبينه ترجمان سبحانه عز وجل العبادة جميعا حساب رجل واحد ويكلمهم جميعا وكأنه يكلم رجلا واحدا وهو وهو على ما يليق بجلاله امر غير مفسر بالنسبة لقدرة عقول البشر. فهذا دليل على ان الله يتكلم متى شاء. هذا النوع يسمى فعلا داخل في افعال الله. ان الله يفعل الكلام متى شاء. لكن صفة الكلام وهو ان الله عز وجل قادر على الكلام متى شاء وانه متكلم فهذه الصفة اللازمة بمعنى انها ازلية. وهذا معنى قوله القديم السلف كانوا يكرهون كلمة قديم. لكن احيانا يعبرون عنها. بناء على انها عمت بها البلوى خاصة في آآ بعد القرن الرابع الى وقت قريب. عمت بها البلوى فصار الناس يتكلمون هنا بها لايضاح العقيدة اضطرارا. نعم. وقد يطلق بعض المعتزل بعض المعتزلة على القرآن انه غير مخلوق مراده انه غير مختلق مفترى مكذوب. بل هو حق وصدق ولا ريب ان هذا المعنى منتبه باتفاق المسلمين والنزاع بين اهل القبلة انما هو في كونه مخلوقا خلقه الله او هو كلامه الذي به وقام بذاته واهل السنة انما سئلوا عن هذا. والا فكونه مكذوبا مفترى. مما لا ينازع مسلم في بطلانه ولا شك ان مشايخ المعتزلة وغيرهم من اهل البدع معترفون بان اعتقادهم في التوحيد والصفات والقدر لم يتلقوا ولا عن كتاب ولا سنة ولا عن ائمة الصحابة والتابعين لهم باحسان وانما يزعمون ان العقل دلهم عليه. وانما يزعمون انهم تلقوا من الائمة الشرائع. ولو ترك الناس الناس على فطرهم السليمة وعقولهم المستقيمة لم يكن بينهم نزاع ولكن القى الشيطان الى بعض الناس مغلوطة من اغاليطه فرق بها بينهم. وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد. والذي هي آآ الامر المحير الامر العقلاني المحير. فكل امر ينبني على والتعجيز والتعقيد العقلي والتحليل فانه يسمى اغلوطا. يغالط بها الانسان بغير ان رفقة. فلذلك الاغلوطات كل ما غالط به اهل الكلام والفرق غالط غلطوا به امور الشرع ولهذا نجدهم لا يتفقون على شيء منها. فكل واحد يتكلم بفهمه وكل واحد له فهم غير فهم اخر. فلذلك كل واحد يعتقد ما لا يعتقد الاخر فهم يتجادلون على غير على لا شيء. يتجادلون على لا شيء. وهذا امر بدهي كل من جادل في امر الغيب فانه يجادل على اوهام. وخصمه يتوهم شيء وهو يتوهم شيء اخر. فيتنازعون على اوهام وكل واحد ينازع في غير محل النزاع عند الاخر. فلذلك اذا قيل للمتكلمين او اهل الاهواء في امر خالفوا فيه الدين. اذا قيل لهم حرروا مسألة او موطن النزاع لا يمكن ان يحرره. لا يمكن ان يحصل الى النتيجة في موطن النزاع. في الاغلوطات في القضايا الغيبية التي تناقش علاقة الضوء الامور العقلية. اما في امور الاجتهادات في عالم الشهادة في الاجتهادات في الاحكام. فيستطيع الناس بسهولة ان يحرروا موضع نزاعهم ويتفقوا على شيء وينطلقوا من هذا الاتفاق. اما اصحاب الغلوطات فلا يمكن ان يتفقوا الا على اوهام نقف عند هذه الفقرة نسأل الله الجميع التوفيق والسداد وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين