بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثني ابي عن قتادة قال قلت لانس كيف كان شهر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن بالجعد ولا بالسبط كان يبلغ شعره شحمة اذنيه هكذا قال الترمذي والحديث بالسند المتخذ ونحمد الله ان اوصل لنا هذه الاسانيد في هذه الدنيا التي تزدحم فيها الشهوات والجشع والقتل نسأل الله السلامة والعافية الترمذي قال حدثنا محمد بن بشار الذي هو بندار محمد ابن بشار ابن عثمان المعروف به بندار احد استغاثة الحفاظ الذي بورك له وبورك فيه بسبب بره لامه ولقب في بندار لانه من دار الحديث قال حدثنا وهب بن جرير بن حازم واهل ثقة ويروي هنا عن ابيه وهو حازم ثقل عن قتادة وهو من احفظ التابعين قال قلت لانس قتادة كان يدلس احيانا والمدلس لا يقبل خبره اذا عنعن لكن اذا كان ممن يدقق كشعبة يقبل حتى اذا عنعن قال تعبة كفيتكم تدليس ثلاثة قتادة والاعمش وابي اسحاق السبيعي لكن قتادة هنا ماذا قال؟ قال قلت لانس فهذا سماع صريح فلا نخشى تدليسا في هذا الحديث وقتادة كان من احفظ الناس. قال قلت لانس كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن بالجعد ولا بالسبط. طبعا الجعد هو الشعر الذي تكون فيه جعودا وهو الذي يتلولو ويتطعج ولا بالشرط وكانت الجعودة عند العرب كثيرة والسروضة عند الروم كثيرة وان ربنا جل جلاله لم يجعل شعره جعدا ولم يجعله سرطا فاعطاه ربه جل جلاله شعرا وسطا جمع بين الحسنيين قلت لانس كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا هذا التابعي الجليل قتادة ابن دعامة يريد ان يتحلى بصفة النبي حلية علمية يتعلم عن النبي كأنه ينظر اليه ولما انه لم يدرك شرف الصحبة ولم يلقى النبي ولم تكتحل عيناه برؤية النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم نفسه من الرؤية العلمية فهو يروي ويسأل وتحمل هذه الاخبار ونقلها ثم نقلت الينا جيلا بعد جيل ليعلم الانسان ان من يفعل الخير لا يعدم جوائزه يقول قلت لانس ولماذا يسأل انس؟ لان انا الصحابي ولان انس لازم النبي صلى الله عليه وسلم ولان انس خدم النبي والتابعي يعلم بان الصحابة كانت اعينهم لا تمل من رؤية هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم قلت لانس كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن بالجعد ولا بالسبط كان يبلغ شعره شحمة اذنيه فهذا في حال من الاحوال وقد ذكر الشيخ عبد الرزاق البذر وهو من المؤلفين الذين الفوا كتبا جيدا وانا حينما انقل منه ليس معناه اني راض عن جميع ما كتب له مؤلفات هي القمة في الجودة. كشرحه لسورة الفاتحة ولاية الكرسي وفي فقه الدعاء وفي اسماء الله الحسنى وربما كتب اشياء نسأل الله ان يغفر لنا وله وان يهدينا الله صراطه المستقيم قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله وحفظ الله اباه ونفع الله بعلمهما قال موظع الشاهد في حديث البراء ابن عازب كانت جمته تظرب شحمة اذنيه والجم قال كما سبق هي ما وصل الى المنكبين فتكون جمته هنا بمعنى شعره اما حديث انس ابن مالك كان يبلغ شعره شحمة اذنيه قال هو وصف لشعره في بعض احواله فشعر النبي صلى الله عليه وسلم كان يكون طويلا وكان يحلق وكان يسير بين هذا وهذا على حسب الاوقات وعلى حسب الاحوال هذا انس ابن مالك ينقل عن شعره صلى الله عليه وسلم وانا في الممالك واحد من الصحابة الذين قد بورك لهم قد بورك لهم بسبب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وقلنا لك بان هذه الدعوة دعوة النبي هي دعوة عظيمة وانت تستطيع ان تنالها حينما تحبس نفسك على ما جاء به النبي من القرآن والسنة وتتعلم القرآن وتتعلم السنة وتبلغ القرآن والسنة لامة محمد بل تنشط وتتعلم هذين العلمين لامتي الدعوة والاجابة وكلما كانت النية اعظم كان الثواب اعظم وربنا جل جلاله هو الاكبر انس ابن مالك ابن النضر ابن زمزم الانصاري من بني النجار احد كبار الصحابة واحد اساطين العلم والخير والفضل واحد المكثرين من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن صحبته قصيرة بل كانت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم صحبة طويلة والذهبي قد وصفه باوصاف جمة جليلة حينما قال الامام المفتي المقرئ هنيئا لمن تعلم القرآن واقرأ القرآن وحفظ الناس القرآن وفي هذا اليوم سمعت لدرس للشيخ الطريفي حفظه الله ارسله لنا اخونا الحبيب الشيخ مساعد وفيه بيان الاوقاف العلمية قديما الحسن البصري تحدث على ان اعظم الناس نفقة هم العلماء الذين يعلمون الناس العلم ويعلمون الناس الخير ما سمعته من كلمة جليلة جميلة للشيخ الطريفي نسأل الله ان يشفيه وان يعافيه وان يحفظ علماء الامة وان يحفظ المسلمين اجمعين وان يصلح الاحوال دثر الاوقاف العلمية انك تتعلم شيء فتعلم الاخرين سألت احد الطلبة هذا اليوم قلت له من حفظك سورة الفاتحة؟ قال لا اتذكر. قلت له الله يعلم سبحانه وتعالى والله لا ينسى يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد. اذا نسيت السيئة فان الله لا ينساها والى نفيذ الحسنة فان الله لا ينساه. فالاوقاف العلمية التي نبه عليها شيخ الطريفة مهمة جدا عليك ان تتعلم لتجعل علما موقوفا على هذه الارض فانت في هذه الحياة تأتيك الحسنات من اوقاتك العلمية وانت في تحت الارض تأتيك الحسنات فقال عنه المقرئ المحدث وحق له ان يصفه بالمحدث فقد روى علما كثيرا طيبا مباركا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال راوية الاسلام فهو احد اكبر الرواة من رواة الاسلام ابو حمزة الانصاري الخزرجي النجاري اتى بالانصار فالانصار معروفون واتى بالخزج فهو من الخزرج واتى بالنجال انه هذا من بني النجار اللي هم من الخزرج الذين هم من جملة الانصار المدني نسبه الى المدينة النبوية خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته من النساء وتلميذه واخر الصحابة موتى لهذا الصحابي الجليل مناقب دعا له النبي قال اللهم اكثر ما له وولده وحصل له ذلك هذا الصحابي له مواعظ سنقف عند موعظة من مواعظه نحتاجها ليل نهار ونحتاجها صباح مساء نحتاجها اذا خرجنا من بيوتنا واذا جلسنا في بيوتنا الا وهي غض البصر وهي حسنة من اعظم الحسنات لمن قام بها وهي غض البصر احتسابا للاجر وطلبا للثوابت ودفعا للاثم ودرءا للفتنة يقول هذا الصحابي الجليل واعظا امة الاسلام اجمعين يقول اذا لقيت امرأة فغظ عينيك حتى تمظي ولذلك شاعر يقول ان السلامة من سلمى وجارتها ان لا تمر على سلمى وغادها فيحذر الانسان الحرام ويحذر الانسان المحرمات وهذه نكررها في مجالسنا وفي دروسنا وفي خطبنا وكل شيء يتكرر فينبغي ان تتكرر موعظته ولنا اسوة في تكرار الصلاة وفي تكرار القراءة وفي تكرار سورة الفاتحة وما يحذره الانسان كثيرا ينبغي ان يحذر منه كثيرا اذا اطلاق البصر صدر وهذا البصر منفذ الى القلب واذا نفذ هذا النظر الى القلب بهذه الفتنة فان الانسان يؤلى غاية الاذى والانسان حينما لا يقع بهذا المحرم ويكرم بهذه الحسنة ولابد ان دائما على ان ترك السيئات اعظم من ابواب الحسنات يجد الانسان لذة وحلاوة الايمان في غظه البصر يجد الانسان راحة في قلبه فيرتاح من قسوة القلب ويجد صفاء في قلبه من مكدرات الخشوع ويجد الانسان في صلاته لذة وفي تسبيحه لذة وفي قراءته لذة وفي مناجاته لله لذة وحينما يرغب بقلبه لربه يجد لذة لان ما ينازعه في ربه قد زال من قلبه بركة اتباع الشرع المطهر وهذه يتفكر بها الانسان ان الانسان كلما غض بصره واعتصم عن المحرم واذهب نفسه عن الخواطر الحرام عليه ان يجعل في نفسه انه يتبع الشرع المطهر وانه يتبع النبي صلى الله عليه وسلم هذا النبي العظيم الذي ندرس شمائله وانه يتبع القرآن لان ربنا جل جلاله قد امر المؤمنين بغظ البصر. قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليظربن بخمورهن على جيوبهن وتأمل قل للمؤمنين هذا امر للنبي صلى الله عليه وسلم والامر للنبي هو امر لكل من يصلح له هذا الخطاب. فهذا امر يتكرر ولابد للانسان ان يقرأ الاية ويطبقها ولابد ان يقوم خير قيام حينما يقول للناس ويأمرهم بغض البصر. فبركة الشرع تكمن في تطبيقه والاعتبار به وان الانسان اذا تفكر في امور الشريعة فان اجره يزداد الانسان حينما يتفكر بهذا ويفكر بالشريعة والقاعدة كما قال العلماء من يكون عالما بالفقه عارفا باصوله عارفا بادلته التي بنيت عليها احكام فان لذة العبادة فان لذة العبادة تكون عنده اكبر وهناؤه يكون اوفر وشوقه الى العبادة يكون عنده اجدر. لماذا بانه حين ذاك يعبد الله على بصيرة ويعبد الله وهو يتصور العلل التي بنيت عليها الاحكام وحين ذاك ينال الانسان الولاية من الله فمن تولى الله تولاه الله ينال الانسان الولاية وينال الانسان الجنة. وربنا يقول وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الايات لقوم يذكرون ماذا لهم؟ قال لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون. فربنا جل جلاله قد حث على التدبر وحث على التفكر فعلى الانسان حينما يؤدي الطاعات يتفكر بانه يطبق الشريعة وحينما ينتهي عن المعاصي يستذكر انه يطبق الشريعة وحينها ينال الانسان الاجر والثواب والانسان يحسن ظنه بربه ومولاه يقول ابن الجوزي في ذم الهوى اعلم وفقك الله انك اذا امتثلت المأمور به من غض البصر عند اول نظرة سلمت من افات لا تحصى فاذا كررت النظر لم تأمن ان يزرع في قلبك ذرعا يصعب قلعه فان كان قد حصل ذلك فعلاجه الحمية بالغظ فيما بعد وقطع مراد الفكر. الانسان حينما تأتيه الخواطر يذهبها. وهذه الخواطر ليست هينة. ربنا يقول واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه وقطع مراد الفجر بسد باب النظر. فحينئذ يسهل علاج الحاصل في القلب لانه اذا اجتمع سيل فسد مجراه كهل نزف الحاصل ولا علاج للحاصل في القلب اقوى من قطع اسبابه. بعض الناس يفتتن بانسان ويبقى يراسله ويبقى يراسله انما الفتنة على نفسه فعلى الانسان ان يقطع حتى لا يقع في الفتنة وحتى يسد عن نفسه مجرى الفتنة يقول ابن الجوزي لانه اذا اجتمع سيل فسد مجراه سهل نزف الحاصل ولا علاج للحاصل في القلب اقوى من قطع اسبابه ثم زجر الاهتمام به. يعني الانسان لا يهتم بهذا واذا جاءته الاهتمام يزجر نفسه ويشغلها بالحق كما قال شيخ الاسلام ان ان لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل قال ثم سجل الاهتمام به خوفا من عقوبة الله فمن شرعت في استعمال هذه فمتى جرعت في استعمال هذا الدواء رجي لك قرب السلامة واذا الانسانة لم يشرع بهذا بهذا الدواء وبهذا العلاج فان ابواب السلامة تبعد عنه اذا هذا الحديث قال فيه الترمذي حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثني ابي عن قتادة قال قلت لانس كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن بالجعد ولا بالسبط كان يبلغ شعره شحمة اذنيه وقلنا في تعليقنا اسناده صحيح اخرجه احمد والبخاري ومسلم وابن ماجة والنسائي وابن حبان والبيهقي في دلائل النبوة. انا لم ارد الاستيعاب لكن كتاب البيهقي مهم في هذا الباب وعزونا الى تحفة الاشراف لان شمائل النبي صلى الله عليه وسلم احد موارد هذا الكتاب العظيم تحفة الاشراف بمعرفة الاطراف وفي دورة التخريج ودورة اختصار علوم اذ تحدثنا يسيرا عن هذا العلم الهيب والامام الكبير ابن حجاج المزدي الذي لا يوجد عالم من علماء الحديث ولا طالب حديث الا ينتفع بعلمه ومعرفته نسأل الله ان يرحمه وان يرحم امة محمد