عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لتسبن ان صفوفكم او ليخالفن الله بين وجوهكم. ولمسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى ان قد عقلنا عنه ثم خرج يوما فقام حتى كاد ان يكبر فرأى رجلا باديا صدره فقال يا عباد الله لا تسوء لتسوون صفوفكم او ليخالفن الله بين وجوهكم نعم. وهذا كالحديث الذي قبله. حديث الذي قبله قال صلى الله عليه وسلم سووا صفوفكم فان تسوية الصفوف من تمام الصلاة وفي هذا الحديث الوعيد الاول فيه الامر بتسوية الصفوف. والامر يفيد الوجوه. وفي هذا الحديث الوعيد على من خالف هذا الامر الوعيد على من خالف هذا الامر. لتسون صفوفكم اي لتعدلونها واللام موطئة للقسم ففيه قسم مقدر تقديره والله لتسون صفوفكم اللام لام القسم او ليخالفن الله بين وجود. يعني ان لم تسووا طفوفكم فان الله يعاقبكم بان يخالف بين وجوهكم. عقوبة لكم والمخالفة بين الوجوه المراد بالوجوه قيل المراد القلوب يخالف بين قلوبكم فيحصل بينكم العداوة والبغظاء واختلاف الرأي والتشتت اما اذا سويتم صفوفكم فهذا يحصل به المحبة واتفاق الرأي والتربية على الاجتماع التربية على الاجتماع اجتماع الكلمة اجتماع القلوب المراد يخالف بين وجوهكم اي يخالف بين قلوبكم فيحدث بينكم الشر البغضاء. اما اذا حاذيتم الصفوف فان هذا يسبب المحبة فيما بينكم. يسبب اجتماع الكلمة يسبب احترام بعضكم لبعض فهذا فيه بيان الحكمة ايضا الحديث اللي قبله تسوية الصفوف من تمام الصلاة وهذا فيه ان من من الحكمة ايضا اجتماع القلوب وائتلاف القلوب في تسوية الصفوف. وقيل المراد او ليخالفن الله بين وجوهكم بمعنى الوجوه الحقيقية يخالفن الله بين وجوهكم اي يحول وجوهكم عن صورة الادمي الى سورة الحيوان كما في قوله صلى الله عليه وسلم الذين يرفعون رؤوسهم قبل الامام اما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الامام ان يحول الله رأسه رأس حمار المسخ فهذا فيه تهديد بالمسخ مسك الوجوه تحويلها من وجوه ادميين الى وجوه قردة وخنازير او حمير وعلى الاول المراد بالوجوه القلوب ويكون المقصود يخالفن الله بين قلوبكم بين وجوهكم اي قلوبكم فتختلف اراؤكم ونياتكم ومقاصدكم وكلا المعنيين صحيح كلا المعنيين صحيح وفيه ان ان هذا مسئولية الايمان ان تسوية الصفوف مسؤولية الامام وانه يجب على الامام ان يتعاهد الصفوف حتى تستقيم وتعتدل لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يهتم بها ويأمر بتسويتها وينهى عن مخالفتهم الامام مسؤول عن هذا وفي الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسوي بينهم في الصف كما يسوي القداح وهي خشب السهام لان خشب الصيام تكون متساوية لو لم تتساوى لم يصب السهم الرمية لابد ان تكون القدح مساويا للسهم حتى يصيب الى الغرض اذا كان القدح مخالفا للسهم فانه لا يصيب الغرظ. فهذا من باب التشبيه. كانما اسوي بها القداح جمع قدح. وهو خشبة السهم ويقال له النصل نصل السام حتى اذا رأى انا قد عقلنا يعني قد فهمنا هذا الشيء والتزمنا به رأى مرة اراد ان يكبر عليه الصلاة والسلام فرأى مرة رجلا واحدا في الصف باديا صدره باديا صدره يعني متقدما على غيره في صدره فقط. فانه غضب صلى الله عليه وسلم وقال لتسون صفوفكم او ليخالفن الله بين وجوهكم كما سبق ولكن فيه زيادة ان انه لو كانت المخالفة من واحد فانه لا يسمح بها بل لا بد ان ان يكون جميع من في الصف متساوين لا يتقدم احد على احد. ولا يتسامح في الواحد. فكيف اذا كان اكثر من واحد؟ المخالفة اكثر من واحد فان انتظار العقوبة اقرب. وفيه ان ان الخطأ اذا وقع من واحد اذا حصلت المخالفة من واحد ولم ينكر عليه فان عقوبة المعصية تصيب الجميع. لانهم لم ينكروا عليه ولم يعلموه. هذه مسؤولية عظيمة لا يتساهل الناس في هذا الامر. نعم. فضيلة الشيخ يقول السائل هل يشترط التلفظ بالتسوية حتى وان كانت الصفوف مستوية نعم يستحب للامام انه يلتفت يمينا وشمالا ويتفقد في الصف او الصفوف ويقول استووا لهم تذكيرا لهم بذلك ولان لا يتساهل بعضهم نعم