بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام اجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله الدرس السابع والعشرون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من كتاب التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة في كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء. اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا الدرس حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب من الشرك ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال رحمه الله باب من الشرك اي من انواع الشرك الاكبر ان يستغيث بغير الله او يدعو غير الله سبحانه وتعالى الاستغاثة اخص من الدعاء لان الاستغاثة لا تكون الا عند الشدة واما الدعاء فانه اوسع وكلاهما من انواع العبادة ولذلك عد المؤلف رحمه الله ان من استغاث بغير الله او دعا غير الله فان هذا من الشرك لان التوحيد هو افراد الله بالعبادة بجميع انواعها ومن انواعها الاستغاثة والدعاء وغير ذلك والاستغاثة على قسمين استغاث بالانسان فيما يقدر عليه لا بأس بها قال تعالى في قصة موسى استغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه هذا مما يقدر عليه الانسان ان يعين اخاه على دفع عدوه اذا كان المستغاث به حاظرا قادرا كان حاضرا قادرا على الاغاثة واما النوع الثاني وهو المقصود هنا وهو الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى كانزال المطر وشفاء المرظ كذلك الامور التي لا يقدر عليها الا الله هذه لا يستغاث الا بالله سبحانه وتعالى ومن استغاث بغير الله بما لا يقدر عليه الا الله فانه يكون مشركا الشرك الاكبر واما الدعاء فهو اعم من الاستغاثة طلب من الله سبحانه وتعالى قضاء الحاجات وتفريج الكربات وهو ايضا لا يكون الا لله عز وجل. فلا يجوز ان يدعى المخلوق بطلب ما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى كان يدعو الاموات والاولياء والصالحين فهذا شرك اكبر قال جل وعلا فلا تدعوا مع الله احدا. قال تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون فهذا مناسبة ذكر هذا الباب في كتاب التوحيد لان كتاب التوحيد كله يدور حول توحيد الالوهية والعبادة بانواعها نعم قال الله تبارك وتعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولا تدعو من دون الله اي غير الله ما لا ينفعك ولا يضرك لا يقدر على نفعك ولا يقدر على الحاق الظرر بك فان فعلت يعني دعوت غير الله بما ينفعك او يضرك فانك اذا من الظالمين اي المشركين لان اعظم انواع الظلم الشرك بالله عز وجل كما قال سبحانه ان الشرك لظلم عظيم فالدعاء اذا صرف لغير الله كان شركا اكبر الا تدعو مع الله احدا نعم وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو كشف الضر هذا من اختصاص الله جل وعلا لا يقدر عليه غيره وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو لا يقدر احد على كشفه فلا يطلب كشف الظر الا من الله سبحانه وتعالى فمن طلب من مخلوق كشف الظر عنه من صنم او شجر او حجر او قبر او غير ذلك قد اشرك بالله الشرك الاكبر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفظله كما قال سبحانه وتعالى ما يرسل الله من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو الغفور الرحيم لا مانع لما اعطى ولا معطي اللي ما منع بيده الامر وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى فمن مسه ضر فانه يلجأ الى الله في كشفه ولا يلجأ الى غيره نعم وقال تعالى فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه ذكر الله عن ابراهيم الخليل لما دعا قومه قال ان الذين تدعون من دونه قليل عليه السلام دعا قومه الى التوحيد ومن جملة ما قال لهم ما ذكره الله سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة. ان الذين تدعون من دون الله لا يملكون لكم رزقا الله هو الرزاق سبحانه طلب الرزق من جملة العبادة وعطف عليه من عطف العام على الخاص تأكيدا لذلك لا يملكون لكم رزقا ابتغوا عند الله الرزق اطلبوه ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين وهو القائم بارزاق عباده. وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين الارزاق بيد الله سبحانه وتعالى وتطلب منه فمن طلب الرزق من غيره فانه قد اشرك بالله عز وجل فالذين يطلبون الرزق من الاصنام من الاشجار من الاحجار من القبور والاضرحة وغير ذلك. نعم وقال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعاء دعائهم غافلون ومن اضل اي لا احد اضل ممن يدعو من دون الله غير الله. من لا يستجيب له من الاصنام والاشجار والاحجار والاضرحة والقبور وغيرها لانه لا يقدر على الاجابة ولا يقدر على تحقيق ما طلب منه الواجب ان الدعاء يكون لله عز وجل ادعو الله مخلصين له الدين اي الدعاء قال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. فسمى الدعاء عبادة تكبرون عن عبادتي يعني عن دعائي فيدخلون جهنم داخلين كما سماه الله دينا فادعوا الله مخلصين له الدين اي الدعاء لا تدعو مع الله احدا فمن يدعو الله ويدعو معه غيره فهو مشرك بالله عز وجل من يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون فهو كافر ومشرك. من لا يستجيب له الى يوم القيامة قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الظر عنكم ولا تحويلا من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم اي المدعوون من دون الله عن دعائهم اي عن دعاء الداعين غافلون ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا لم يستجيبوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير وهنا يقول من لا يستجيب يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. لانه اما انه لا يسمع كالجمادات القبور والاضرحة والاموات لا يسمع الداعي ولو سمعه لم يقدر على اجابته لان اجابة الدعاء لا يقدر عليها الا الله سبحانه وتعالى. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله فهذا من خصائص الله سبحانه وتعالى ثم قال وهم عن دعائهم غافلون هم اي المدعوون عن دعائهم دعاء من دعاهم من دون الله غافلون عن ذلك لا يدرون عن دعائكم ولا يسمعونه هم عن دعائهم غافلون هذا في الدنيا واما في الاخرة اذا التقوا فان المدعوين يتبرأون ممن دعاهم واستغاث بهم يتبرأون منهم فالله جل وعلا اخبر عن مصير المشركين واذا حشر الناس يوم القيامة كانوا لهم اعداء لان المدعوين ان كانوا من الانبياء او من الصالحين فهم اعداء للمشركين ودعاء المشركين شرك بالله عز وجل دعاء غير الله شرك كانوا لهم اعداء كما قال ابراهيم عليه السلام ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعظكم بعظا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين كانوا كافرين بعبادته هؤلاء اي جاحدين لها فيقولون ما عبدتمونا انما عبدتم الشيطان كما قال سبحانه يعني الملائكة انهم يقولون سبحانك ما كانوا ايانا يعبدون انما يعبدون من امرهم بذلك وهو الشيطان قال سبحانه وتعالى امن يجيب المضطر المضطر الذي اصابته ظرورة اصابته ظرورة وحاجة عظيمة لا يتخلص منها بنفسه ولا احد يخلصه الا الله سبحانه وتعالى امن يجيب المضطر لا احد لم يقولوا يجيبوا عن هذا السؤال ويقول نعم فلان يجيب المضطر الصمم الفلاني ما اجابوا عن هذا لانهم كاذبون. امن يجيب المضطر اذا دعاه هل هناك احد يجيب المضطر اذا دعاه الا الله سبحانه وتعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء لا يقدر على كشف السوء الا الله سبحانه وتعالى. قل ادعوا الذين زعمتم من دونه لا يملكون كشف الظر عنكم ولا تحويل فهذا مصيرهم يوم القيامة اذا حشر الناس كانوا لهم. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء الا الله سبحانه وتعالى لا احد لم يجيبوا عن هذا السؤال ولن يستطيعوا الاجابة عليه فدل على ان هذا من خصائص الله سبحانه وتعالى ويجعلكم خلفاء الارض يخلف بعضكم بعضا جيلا بعد جيل. سنة الله سبحانه وتعالى ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله يقدر على هذه الامور لم يجيبوا عن هذا السؤال فدل على بطلان ما هم عليه لانه لا يقدر على هذه الامور الا الله الاله الحق سبحانه وتعالى االه مع الله؟ قليلا ما تذكرون. تذكركم قليل وهذا الذي حملكم على ما انتم فيه من الشرك انكم لا تتذكرون ما تؤول اليه الامور يوم القيامة ولا تتذكرون موقفهم منكم يوم القيامة احوج ما تكونون الى من يغيثكم والى من ينقذكم فلو تصورتم هذا لما دعوتم غير الله ولما عبدتم غير الله سبحانه وتعالى ممن لا يملك لنفسه نفعا ولا ظرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. نعم. سوف نستكمل ان شاء الله الايات المباركات في هذا الباب في الدرس القادم باذن الله تعالى شكرا لكم فضيلة الشيخ صالح آآ بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء و اه شكرا لزميلي مهندس الصوت عبدالله السلولي الذي سجل هذا الدرس نلتقي على خير ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته