الوجوه الذين خلوا من قبل وكان امر الله قدرا نقدورا. هذا دفع لطعن من طعن في الرسول صلى الله عليه وسلم في كثرة ازواجه. وانه طعن بما لا مطعن فيه. فقال ما كان على النبي من حرج اي اثم وذنب المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي والقانتين والخاشعات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما لما ذكر تعالى ثواب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وعقابهن لو قدر عدم الامتثال وانه ليس مثلهن احد من ذكر بقية النساء غيرهن. ولما كان حكمهن والرجال واحدا جعل الحكم مشتركا. فقال ان المسلمين والمسلمات وهذا في الشرائع الظاهرة اذا كان قائمين بها والمؤمنين والمؤمنات. وهذا في الامور الباطنة من عقائد القلب واعماله القانتين والقانتات والقانتين اي المطيعين لله ولرسوله والقانتات والصادقين في مقالهم الهم الصادقات والصابرين على الشدائد والمصائب والصابرات الخاشعات والخاشعين في جميع احوالهم خصوصا في عباداتهم خصوصا في صلواتهم والخاشعات والمتصدقين فرضا ونفلا والمتصدقات. والصائمين والصائمات. شمل ذلك الفرض والنفل والذاكرين الله كثيرا والحافظين فروجهم عن الزنا ومقدماته والحافظات والذاكرين الله كثيرا اي في اكثر الاوقات خصوصا اوقات الاوراد المقيدة كالصباح والمساء وادبار الصلوات المكتوبات والذاكرات اعد الله لهم اي لهؤلاء الموصوفين بتلك الصفات الجميلة والمناقب الجليلة. التي هي ما بين اعتقادات واعمال قلوب واعمال جوارح واقوال لسان ونفع متعد وقاصر. وما بين افعال الخير وترك الشر. الذي من قام بهن فقد قام بالدين كله. ظاهره وباطنه بالاسلام والايمان والاحسان. فجازاهم على عملهم بالمغفرة لذنوبهم. لان الحسنات يذهبن السيئات. واجرا عظيما ما لا يقدر قدره الا الذي اعطاه. مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. نسأل الله ان يجعلنا منهم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون له من اي لا ينبغي ولا يليق وممن اتصف بالايمان الا الاسراع في مرضاة الله ورسوله. والهرب من سخط الله ورسوله. وامتثال امرهما واجتناب نهيهما. فلا يليق ومنها ان المرأة اذا كانت ذات زوج لا يجوز نكاحها ولا السعي فيه وفي اسبابه حتى يقضي زوجها وتره منها ولا يقضي وطره حتى تنقضي عدتها. لانها قبل انقضاء عدتها وهي في عصمته. او في حقه الذي له وتر اليها. ولو من بعض وبمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا من الامور وحتم به والزم به ان يكون لهم الخيرة من امرهم اي الخيار هل يفعلونه ام لا؟ بل يعلم المؤمن والمؤمنة ان الرسول اولى به من نفسه. فلا يجعل بعض اهواء نفسه حجابا بينه وبين امر الله ورسوله اي بينة لانه ترك الصراط المستقيم الموصلة الى كرامة الله. الى غيرها من الطرق الموصلة للعذاب الاليم. فذكر اولا السبب الموجب لعدم معارضته امر الله ورسوله. وهو ثم ذكر المانع من ذلك وهو التخويف بالضلال. الدال على العقوبة والنكال وتخفي في نفسك وكان سبب نزول هذه الايات ان الله تعالى اراد ان يشرع شرعا عاما للمؤمنين ان الادعية ليسوا في حكم الابناء حقيقة. من جميع الوجوه. وان ازواجهم لا جناح على من تبناهم نكاحهن. وكان هذا من الامور معتادة التي لا تكاد تزول الا بحادث كبير. فاراد الله ان يكون هذا الشرع قولا من رسوله وفعلا. واذا اراد الله امرا جعل له سببا كان زيد ابن حارثة يدعى زيد ابن محمد قد تبناه النبي صلى الله عليه وسلم فصار يدعى اليه حتى نزل ادعوهم لابائهم قيل له زيد ابن حارثة وكانت تحته زينب بنت جحش ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد كان قد وقع في قلب الرسول لو طلقها زيد لتزوجها فقدر الله ان يكون بينها وبين زيد ما اقتضى ان جاء زيد ابن حارثة يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في فراشه قال الله وان تقولوا للذي انعم الله عليه اي بالاسلام وانعمت عليه بالعتق حين جاءك مشاورا في فراقها فقل قلت له ناصحا ومخبرا بمصلحته مع وقوعها في قلبك. امسك عليك زوجك. اي لا تفارقها واصبر على ما جاءك منها. واتق الله تعالى في امورك عامة. وفي امر زوجك خاصة. فان التقوى تحث على الصبر وتأمر به وتخفي في نفسك ما الله مبديه والذي اخفى انه لو طلقها زيد لتزوجها صلى الله عليه وسلم. وتخشى الناس في عدم ابداء ما في نفسك. والله احق ان تخشاه الا تباليهم شيئا فلما قضى زيد منها وطرى اي طابت نفسه ورغب عنها وفارقها زوجناكها وانما ما فعلنا ذلك لفائدة عظيمة وهي لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم. حيث رأوك زوجت زوج زيد ابن حارثة الذي كان من قبل ينتسب اليك. ولما كان قوله لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم عاما في جميع الاحوال وكان من الاحوال ما لا يجوز ذلك. وهي قبل انقضاء وتره منها قيد ذلك بقوله اي لابد من فعله ولا مانع. وفي هذه الايات مشتملات على هذه القصة فوائد منها الثناء على زيد بن حارثة وذلك من وجهين. احدهما ان الله سماه في القرآن ولم نسمي من الصحابة باسمه غيرة. الثاني ان الله اخبر انه انعم عليه اي بنعمة الاسلام والايمان. وهذه شهادة من الله له انه مسلم ومؤمن ظاهرا وباطنا. والا فلا وجه لتخصيصه بالنعمة. لولا ان المراد بها النعمة الخاصة. ومنها ان المعتق في نعمة المعتق ومنها جواز تزوج زوجة الدعي كما صرح به. ومنها ان التعليم الفعلي ابلغ من القوي خصوصا اذا اقترن بالقول فان ذلك نور على نور. ومنها ان المحبة التي في قلب العبد لغير زوجته ومملوكته ومحارمه. اذا لم يقترن بها محذور لا يأثم عليه العبد ولو اقترن بذلك امنيته ان لو طلقها زوجها لتزوجها من غير ان يسعى في فرقة بينهما او يتسبب باي سبب كان لان الله اخبر ان الرسول صلى الله عليه وسلم اخفى ذلك في نفسه. ومنها ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين. فلم يدع شيئا مما اوحي اليه الا وبلغه. حتى هذا الامر الذي فيه عتابه. وهذا يدل على انه رسول الله. ولا يقول الا ما اوحي اليه. ولا تعظيم نفسه. ومنها ان المستشار مؤتمن يجب عليه اذا استشير في امر من الامور ان يشير بما يعلمه اصلح للمستشير. ولو كان له حظ نفس فتقدم مصلحة المستشير على هوى نفسه وغرضه. ومنها ان من الرأي الحسن لمن استشار في فراق زوجته ان يؤمر بامساكه مهما امكن صلاح الحال فهو احسن من الفرقة. ومنها انه يتعين ان يقدم العبد خشية الله على خشية الناس. وانها احق منها واولى ومنها فضيلة زينب رضي الله عنها ام المؤمنين. حيث تولى الله تزويجها من رسوله صلى الله عليه وسلم. من دون خطبة ولا شهود ولهذا كانت تفتخر بذلك على ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقول زوجكن اهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماء فيما فرض الله له اي قدر له من الزوجات فان هذا قد اباحه الله للانبياء قبله. ولهذا قال سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان امر الله قدرا مقدورا. اي لا بد من وقوعه. ثم ذكر من هم الذين من قبل قد خلوا. وهذه سنتهم وعادتهم الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وكفى بالله حسيبا. وانهم الذين يبلغون رسالات الله فيتلون على العباد ايات الله وحججه وبراهينه ويدعونهم الى الله ويخشونه وحده لا شريك له. ولا يخشون احدا الا الله. فاذا كان هذا سنة في الانبياء المعصومين. الذين صحيفتهم قد ادوها وقاموا بها اتم القيام. وهو دعوة الخلق الى الله. والخشية منه وحده. التي تقتضي فعل كل مأمور. وترك كل محظور دل ذلك على انه لا نقص فيه بوجه. محاسبا عبادة مراقبا اعمالهم. وعلم منها هذا ان النكاح من سنن المرسلين