والشفاعة على قسمين شفاعة عند الله وشفاعة عند الخلق الشفاعة عند الخلق تنقسم الى قسمين شفاعة حسنة وشفاعة سيئة قال تعالى من يشفع شفاعة حسنة كن له نصيب منه ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منه. فاذا كانت الشفاعة في تحصيل شيء مباح وشيء نافع فهي حسنة. كما لو تشفع بجاهك تشفع بجاهك عند السلطان او عند ولي الامر في قضاء حاجة اخيك او تشفع عند غيره ممن عندهم الحوائج للناس كالموظفين والمدراء والاغنياء فتشفع لاخوانك بتحصيل مطالبهم المباحة ومصالحهم النافعة هذه شفاعة حسنة لانها من التعاون على البر والتقوى والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه قد قال صلى الله عليه وسلم اشفعوا تؤجروا. ويقضي الله على لسان رسوله ما شاء اشفعوا تؤجروا الشفاعة الحسنة فيها اجر لما فيها من النفع للمحتاجين واما الشفاعة السيئة فهي الشفاعة في امر محرم كأن تشفع لاسقاط حد من حدود الله من وجب عليه الا يقام عليه الحد هذه شفاعة محرمة وملعون من قام بها قوله صلى الله عليه وسلم اذا بلغت الحدود السلطان فلعن الله الشافع والمشفع ولما اراد اسامة بن زيد رضي الله عنه ان يشفع في امرأة وجب عليها حد السرقة وشق ذلك على قومها فطلبوا من اسامة ان يشفع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم قطع يدها فشفع اسامة وكلم الرسول صلى الله عليه وسلم فغضب عليه غضبا شديدا وقال اتشفع في حد من حدود الله انما اهلك من كان قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد ويل الله لو ان فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سرقت لقطعت يدها وفي الحديث لعن الله من اوى محدثا اواه يعني حماه من اقامة الحكم الشرعي عليه الشفاعة السيئة هي ما كانت في شيء محرم ولا تجوز هذا عند المخلوقين اما الشفاعة عند الله جل وعلا فهي ثابتة في القرآن والسنة وذلك بان يكرم الله بان يكرم الله بعض عباده بان يدعو لاخيه بما يخلصه من العقاب يوم القيامة تكريما للشافع ورحمة بالمشفوع فهذه هي الشفاعة عند الله ان يأذن الله جل وعلا لبعض اوليائه في ان يدعو الله بان يسامح من من استوجب العقوبة ويعفو عنه وهذه ثابتة في القرآن لكن بشرطين الشرط الاول ان تطلب الشفاعة من الله تطلب الشفاعة من الله بيأذن الله بها فلا احد يشفع عند الله الا باذنه لا يشفع عند احد عنده الا باذنه بخلافه المخلوقين فقد يشفع الشفاعة عندهم ولو لم يأذنوا بل ربما يكرهون ذلك اما الله جل وعلا فانه لا يشفع عنده احد الا باذنه. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. هذا الشرط الاول. الشرط الثاني ان يكون المشفوع فيه من اهل الايمان. لكن عنده ما ما يوجب عليه العذاب بكبيرة من كبائر الذنوب ارتكبها ولكنه من اهل الايمان فهذا هو موظوع الشفاعة لاهل الايمان من اصحاب الجرايم التي دون الشرك. واما المشرك فان الله لا يرضى ان يشفع فيه ولا تقبل فيه شفاعة ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع قال تعالى ولا يشفعون يعني الملائكة ولا يشفعون الا لمن ارتضى. ارتضى الله قوله وعمله وهو المؤمن اما الكافر فان الله لا يرتضيه فلا تنفعه الشفاعة قال تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين ما تنفعه فاذا توفر الشرطان اذن الله للشافعي ان يشفع ورضاه عن المشفوع فيه فالشفاعة حق واذا اختل شرط فهي شفاعة مردودة. وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله هذا الشرط الاول الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى هذا الشرط الثاني هذه هي الشفاعة عند الله. تجوز بشرطين يجوز بشرطين فاذا توفر الشرطان فالشفاعة صحيحة ومقبولة عند الله جل وعلا واذا اختل شرط فهي مردودة ولا تقبل