ان خلاصة الكلام هذه الآية ان الله عز وجل لما اراد ان يمن على بني اسرائيل اخرجوا من التيه لهم بدخول بدخول القرية القرية. واذ قلنا ادخلوا هذه القرية منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا. اذن لهم بذلك وامرهم لكن امرهم على حالة معينة. امرهم ان يدخلوها منتصرين وان يدخلوها ايضا اكلين شاربين امنين فكان ممن اه او فكان من الاشياء التي ينبغي لمن انعم عليه بنعمة وتجددت عليه النعم اما نصر او رغد في العيش او امن او هداية بعد ظلال كما حصل ذلك كله لبني اسرائيل ان يتجدد عنده الامتثال كذلك ايضا الشكر قال الله جل وعلا اختبارا لهم وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطا. امرهم بامر. هذا الامر ابتداء وامتحان من الله عز وجل ولله ان يبتلي عباده بما شاء فليس لهم ان يقولوا وما فائدة هذه الكلمة وما فائدة هذا الدخول؟ هذا الان ليس انقيادا. وذلك يتجدد الامر من الله عز وجل ويتجدد الامر بالانقياد كما قال الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. لو قال لهم قولوا غير هذا الكلام لكان واجبا عليهم ان يقولوه. ولو امرهم ان يدخلوا على غير هذه الحال لك كان واجب عليهم ان يدخلوا. الملمح الذي في هذه الاية هو وجوب الامتثال للقول وللفعل على اي حال كان. لذلك هذا يعني يتنوع امر اصحاب موسى بعبادة وامر اصحاب محمد بعبادة. فليس لهؤلاء ان يقولوا لما امر هؤلاء بكذا وامرنا بكذا؟ الواجب الانقياد والامتثال الحاصل انهم امروا ان يقولوا ذلك من يدخل الباب سجدا اولا القرية اشار ابن كثير رحمه الله تعالى الى ان الاصح ان المقصود بها بيت المقدس ثم امروا ان يدخلوا الباب اه سجد والاصح في هذا ان المقصود بالسجد اي وهم ركوع على هيئة الركوع يدخلون من جهة الباب وان يقولوا حطة اي يا ربي احطط عنا خطايانا ان يقولوا حطة هذه الكلمة اشارة لانها امتثال لو قال لو قال الانسان اللهم اغفر لي المقصود ان يغفر الله له خطيئته ويدعو الله بذلك فامروا بهذا اللفظ ان يقولوا حطة كما جاء في كامل القرآن لكن قال الله عز وجل وسنزيد المحسنين وهذه اية تحتها من المعاني الشيء الكثير ان من احسن سيزيده الله عز وجل واخفى الزيادة لانها اه من الكريم العظيم ولا يعلم مقدارها تبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيلا طبعا الحاصل من هذا ان الشكر والذكر عند تجدد النعم امر مأمور به. لكن هؤلاء ما امتثلوا لم يمتثلوا. قال فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم كما تقدم مرارا ان ما امر به بنو اسرائيل نحن مأمورون ان نأخذ العبرة به لا يلزم ان يتطابق الامر مع الامر. لكن اللازم تطابق الامتثال والانقياد مع الانقياد فاذا امرنا بامر وجب علينا ان ننقاد واذا واذا لم ننقد فلنتذكر هذه العقوبات التي عوقب بها بنو اسرائيل فان العقوبة تتكرر والابتلاء يتكرر والامر يتكرر ولكني قد يكون الامر غير الامر والعقوبة غير جنس العقوبة فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم اشارة الى ان من بدل ما امر به فلم يمتثل به وبدل ما امر ان يفعله فلم يفعله فانه ظالم ماذا قالوا الاصح ما ورد مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم انهم دخلوا يزحف يزحفون على استاههم بدل ما يدخلون سجدا او ركوعا يدخلون وهم يزحفون على استاهم يدخلون من هالباب فقط البوابة وادخلوها على هذه الحال فرفضوا وغيروا دخل يعني اتوا بنصف المأمور به ولم يأتوا بكامل المأمور اذا ما اتوا بهذا الامر. فلو ان انسان قيل له صلي في هذا الوقت فصلى وتوضأ. لكن قبل الوقت او بعده ما امتثل لو قيل له افعل هذه العبادة الصيام من الوقت هذا الى الوقت هذا فتقدم قال بدل ما اصوم رمضان كاملا ساصوم شهرين بعد رمضان ما امتثل المأمور؟ المأمور ان تأتي به على وجه على الوجه الذي امرك به الامر فدخلوا يزحفون على استاهم ويقولون حبة في شعرة او في شعيرة قال الله عز وجل بعد ان ذكر هذا الامر فانزلنا على الذين ظلموا رز من السماء بما كانوا يفسقون ومن هذه الايات نأخذ عدة فوائد. منها اولا ان الابتلاء يتجدد لاهل الايمان والاختبار يتنوع ليظهر ايمانهم وامتثالهم. كما حصل لبني اسرائيل هذا الامر حصل لاتباع محمد صلى الله عليه وسلم في مرات عديدة وكذلك ايضا ان المقصود من الابتلاء ان يمتثل العبد امر الله عز وجل ويستجيب له. وهكذا المؤمن في كل يوم يبتلى في اليوم من مرات عديدة الصلوات نوع من الابتلاء كذلك المنع من اه بعظ النواهي والحدود نوع من الابتلاء. اعطاؤك نعمة حتى يتجدد منك شكر من الله عز وجل ان كانت مالا فتخرج زكاته وان كانت قوة بدن فتقوم بعبادتها وان كان غير ذلك تقوم بعبادتها كل ذلك ابتلاء على العبد ان يتجدد منه الذكر والشكر والعبادة والامتثال لله عز وجل ولينظر في ثنايا هذه الاية بما ختمت الاية الاولى قال وسنزيد المحسنين لانه امر بالامتثال والاية التي بعدها قال اه فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسخون