اهل السنة والجماعة توسطوا فقالوا كل شيء فهو بقضاء الله وقدره. ومنها افعال العباد فهي مخلوقة لله وهي فعل العبد باختياره ومشيئته. العبد له له اختيار لكنه لا يستقل عن الله كما تقوله القدرية وليس مجبرا كما قوله الجبرية بل هو يفعل الاشياء باختياره. ومحظ ارادته ذلك يثاب ويعاقب يثاب على فعل الخير ويعاقب على فعل الشر. لانه فعله بارادته ومشيئته ولو كان مجبرا فانه لا يعاقب. كيف يعاقب على شيء ليس له فيه؟ رأي وليس فيه مشيئة ولا ارادة. ولذلك الله جل وعلا لا يؤاخذ المجنون الذي ليس له ارادة لا يؤاخذ المكره الذي ليس له اختيار. ولا يؤاخذ النائم الذي ليس عنده فكر واصل لا يؤاخذ رفع القلم عن ثلاثة الصغير حتى يحترم المجنون حتى يفيق والنائم حتى يستيقظ لماذا؟ لان هؤلاء ليس لهم ارادة ولا مشيئة. فلا يؤاخذون على ما فعلوا. وقت غياب عقولهم وارادتهم. اما من كان عنده ارادة وعنده مشيئة واختيار فانه يثاب على فعل الطاعات ويعاقب على فعل المعاصي. لانه فعلها باختياره وارادته الله جل وعلا يقول ان الذين امنوا وعملوا الصالحات عملوا اسند العمل اليهم ان الذين اسند الكفر اليهم لانه من فعلهم. وبارادتهم من يعصي الله ورسوله فان له نار جهنم اسند المعصية اليهم لانها من فعلهم. فهي من ناحية الفعل هي فعل العباد من ناحية القدر هي مقدرة من الله جل وعلا. فهي قدر الله وهي فعل العبد. جمع بين النصوص هذا يدل عليه قوله تعالى بمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين