بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه الى يوم الدين. اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فمن خاف من موص جنفا او اثما فاصلح بينهم فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم. ومن علم من صاحب الوصية ميلا عن الحق او جورا في الوصية فاصلح ما افسد الموصي بنصحه واصلح بين المختلفين على الوصية ولا اثم عليه بل هو مأجور على اصلاحه ان الله غفور لمن تاب من عباده رحيم بهم. اخي الكريم بهذه الاية الكريمة بيان اهمية الصلاح والاصلاح وهذي فيها اهمية اصلاح الذي هو ضد الافساد اذ ان من غير الوصية المخطوءة الى الاصلاح فقد اجيز له هذا علما ان الانسان الاصل في الوصية ان الانسان لا يتلاعب فيها لكن لاجل الصلاح والاصلاح ودفع الجنف اجازها الشارع. فعلى الانسان ان يكون صالحا مصلحا فان الصلاح والاصلاح من سبب من اسباب النجاة في الدنيا والاخرة يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلهم لعلكم تتقون. يا ايها الذين امنوا بالله واتبعوا رسوله قرض عليكم الصيام من ربكم كما فرض على الامم من قبلكم لعلكم تتقون الله بان تجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بالاعمال الصالحة ومن اعظمها الصيام واذا كان الصيام قد شرع لاجل الوقاية من النار فعلى المرء ان يستكثر مما يقيه عذاب الله اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفن فعدة من ايام اخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون الصيام المفروض عليكم ان تصوموا اياما قليلة من السنة فمن كان منكم مريضا مرضا يشق معه الصوم او مسافرا فله ان يفطر ثم عليه ان يقضي بقدر ما افطر من الايام وعلى الذين يستطيعون الصيام فدية اذا افطروا وهي اطعام مسكين عن كل يوم يفطرونه فيه وصومكم خير لكم من الافطار واعطاء الفدية ان كنتم تعلمون ما في الصوم من الفضل وكان هذا الحكم اول ما شرع وكان هذا الحكم اول ما شرع الله الصيام وكان من شاء صام ومن شاء افطر واطعم ثم اوجب الله الصيام بعد ذلك وفرضه على كل بالغ شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقى فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ثم لعلكم تشكرون شهر رمضان الذي بدأ فيه نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر انزله الله هاديا للناس فيه الدلالات الواضحات من الهدى والفرقان بين الحق والباطل. فمن حضر شهر رمضان وهو مقيم صحيح فليصمه وجوبا ومن كان مريضا يشق عليه الصوم او مسافرا فله ان يفطر والى افطر فالواجب عليه ان يقضي تلك الايام التي افطرها يريد الله بما شرع لكم ان يسلك بكم سبيل اليسر للعسر ولتكملوا عدة صوم الشهر كله ولتكبروا الله بعد ختام شهر رمضان ويوم العيد على ان وفقكم واعانكم على اكماله ولعلكم تشكرون الله على هدايتكم لهذا الدين الذي ارتضاه لكم اقول ايها الاخ الكريم اذا كانت ليلة القدر اعترفت بانزال القرآن فان كتاب الله معنا على طول العام. فعلى الانسان ان يشرف نفسه ويشرف اوقاته بتدارس القرآن وبحفظه وبتعلمه وتعليمه والانتصار له فهذا باب من اعظم ابواب الحسنات واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون واذا سألك ايها النبي عبادي عن قربي واجابتي لدعائهم فاني قريب منهم عالم باحوالهم سامع بدعائهم فلا يحتاجون الى وسطاء ولا الى رفع اصواتهم اجيب دعوة الداعي اذا دعاني مخلصا في دعائه فالانقاد لي ولاوامري وليثبتوا على ايمانهم فان ذلك انفع وسيلة لاجابتك لعلهم يسلكون بذلك سبيل الرشد في شؤونهم الدينية والدنيوية وفي هذه الاية بشارة وعلى الدعاة ان يبشروا الناس من فوائد الايات فرض الله الصوم على هذه الامة وعلى الامم السابقة لانه يحقق تقوى الله ويعين على لزومها فظل الله شهر رمظان بانزال القرآن فيه وهو شهر القرآن ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن مع جبريل في رمضان شريعة الاسلام قامت في اصولها وفروعها على التيسير ورفع الحرج فما جعل الله علينا في الدين من حرج مشروعية التكبير ليلة العيد ويومه شكرا لله على نعمه واعترافا بالفضل. اخي الكريم التكبير عبادة فيها ذكر الله وتعظيم الله تعالى واذا عظم الانسان ربه بقلبه فانه سيعظمه بجوارحه وهذا ينبهنا لماذا عبادة التكبير تتكرر مع المسلم كثيرا حتى يعرف الانسان عظمة الله فيسوقه ذلك الى فعل الطاعات والى ترك المحرمات قرب الله تعالى من عباده واحاطته بهم وعلمه التام باحوالهم ولهذا فهو يسمع دعاءهم ويجيب سؤالهم انتهى درس اليوم ولكن فيما يتعلق بالاية الرابعة والثمانين فانها غير منسوخة والمقصود به وعد الذين يطيقونه اي الذين يجهدهم الصيام من شيخ فان او مريض يجهده الصيام فهذا يحق له ان يفطر ويقضي حينما يستطيع فان لم يستطع فعليه دفع الفدية هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى الى يوم الدين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته