كل ما جاء في القرآن قل فينبغي ان يا ايها لكن انا في نظري القاصر اي شيء جاء فيه قل لا ينبغي ان يفسر يا ايها الرسول ولا يا محمد وهو ما هو عن الغيب ضليل وما هو على ما اوحاه الله اليه من متهم يزيد فيه او ينقصه او يكتب بعضه بل هو صلى الله عليه وسلم امين على اهل امين اهل السماء ايها الارض الذي بلغ رسالات ربه البلاغ المبين فلم يشح بشيء منه من عن غني ولا فقير ولا رئيس ولا مرؤوس ولا ذكر ولا انثى ولا حضري ولا بدوي. ولذلك بعثه الله اساء ولا يظن انه راجع يا ربي هو موقوف من بين يديه بلى ان ربه كان به بصيرا فلا يحسن ان يتركه سدا ولا يؤمر ولا ينهى ولا يثاب ولا يعاق قبل فلا اقصوا بالشفق الى اخره اقسم في هذا الموضع بايات الليل فاقسم بالشفق الذي هو بقية نور الشمس الذي هو مفتتح الليل والليل وما وسق احتوى عليه من حيوانات قوي حبا جما. يقول الله تعالى عن طبيعة الانسان من حيث هو انه جاهل ظالم لا علم له بالعواقب. يظن الحالة التي تقع فيه تستمر ولا تزول ويظن ان اكرام الله في الدنيا ولم يقض ما فرضه عليه بل لا يزال مقصرا تحت الطلب كان لو يتأمل بل بعث الله غرابا ليعلم ابن ادم كيف يدفن اخاه وهذا ليس لاحد من قالت الظاهرة الا للانسان ولا كذابنا اثما كما قال تعالى يسمعون فيها لغو ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما وانما اعطاهم الله احدا الثواب الجزيل من فضله واحسانه عطاء الحساب باعمالهم التي وفقهم الله لها فرار المداوي اليه موسى فاراه الاية الكبرى يجلس الاية الكبرى فلا ينافي تعددها فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مؤمن ونزع يده فاذا هب ضال الناظرين فكذب بالحق وعصى الامر ثم ادبر يسعيت في هاي في تلك الصحف كتب قيمة اخبار صادقة واوامر عادلة وتهدي الى الحق والى طريق مستقيم فاذا جاءتهم هذه البينة فحين اذ يتبين الطالب الحق ممن ليس له مقصد في طلبه فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة واذا لم يؤمن اهل الكتاب بهذا الرسل ان قالوا له فليس ذلك بدعة من ضلالهم وعنادهم فانهم ما تفرقوا واختلفوا الدار الباقية من غير فانية ولهذا توعده كلا كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين اي لو تعلمون ما امامكم علما يصل الى القلوب الى ما تفسير سورة الفلق وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد اسد اي يقول متعوذا اعوذ يا الجوالود واعتصم برب الفلق فالق الحب والنوى وفالق الاصباح من شر ما خلق وهذا يشمل جميع ما خلق الله من جن الحيوانات فيستعاذ بخالقها من الشر الذي فيها علق بالعصا دابة نعم جاء فيها اثار في مرفوع لم يأتي عن النبي قول السعدي عند قل يا محمد اولى يا ايها الرسول او النبي الله لم ينادي نبيه لها الاولى يا ايها الرجل طبعا هنا في هذه الاية بدأ بالبنين ثم الصاحبة ثم الاخ ثم الفصيلة ان هذا الترتيب النفع كان اول ما يظن النفع يظنه عند بنيه ثم عند صاحبته ثم عند اخيه وانما الجواب حذف قائل لماذا؟ قد يكون انت القائل انت قل للكفر هل انت تقول الكفار يا ايها الناس ضرب مثل كون الخطاب الاول للنبي صلى الله عليه وسلم لا يدل ذلك على التخصيص وخطاب لكل داع ان يقول ما امره الله بارك لنا هي التي جاءت في القرآن ما ما جاء في في قصة دابة هذه دابة من ثواب الارض وليس قال امة باعتبار ماكا عن الامة وفي الكتب قبل كانوا ان عدم ايمان قادر على ان يهديه فلماذا تيأسون انتم منه هذي احد التفاسير لا ينبغي ان فهم اليأس دعوتهم ان الله قادر على بدايته والصلاة رسول الله وعلى اله الرابع والعشرون جلس القراءة والتعليم الى القرآن العلامة الشيخ ناصر السعدي الله تعالى يوم الاربعاء رمظان عام سبع ثلاثين واربع مئة والف هجرية صلى الله عليه وسلم كنا قد وقفنا على تفسير سأل سائل ما عنا ما جاؤوه انتم غادي خاصة لكم بكرتم فاخصكم بهذه المزيد من هنا سمعناه من لفظ الشعر قال رحمه الله تعالى تفسير واغتسالة سائلة وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم كان سائلهم بعذاب واقع قولوا تعالى مبينا لجهل المعاندين اعجالهم لعذاب الله استهزاء وتعنتا وتعجيزا. سأل سائل ايداع داع واستفتح بعذاب مواقع للكافرين لاستحقاقهم لو كل سماء فوق الاخرى وجعل الارض قمر فينا نورا لاهل الارض وجعل الشمس نراجا فيه ننميه على عظم خلق هذه الاشياء وكثرة المنافع في الشمس والقمر الدالة على رحمة الله ليس له دافع من الله اي ليس لهذا العذاب الاسم استعجل به من استعجل من المشركين احد يدفعه قبل نزوله او يرفعه بعد نزوله وهذا حين دعا النظر بن الحارث القرشي وغيره من المكذبين فقال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من او ائتنا بعذاب اليم الى اخر الايات. فالعذاب لابد ان يقع عليهم من الله فاما عجل لهم في الدنيا وممن يدخر لهم في الاخرة. فلو عرفوا الله وعرفوا عظمته وسعة سلطانه وكمال اسمائه وصفاته لما استعجلوا ولا استسلموا وتأدبوا. ولهذا ذكرت من عظمته ما يضاد اقوالهم القبيحة. فقال ذي المعارج تعرج الملائكة والروح اليه. اي ذي العلو والجلال والعظمة والتدبير لسائر الخلق الذي تعرج اليه الملائكة بما جعلها على تدبيره وتعرج اليه الروح. وهذا اسم جنس يشمل الارواح كلها برها وفاجرها. وهذا عند الوفاة فاما الابرار فتعرج ارواحهم الى الله. فيؤذن لهم من سماء الى سماء حتى تنتهي الى السماء التي فيها الله عز وجل. فتحي ربها وتسلم عليه وتحظى بقربه وتبتهج بالدنو منه. ويحصل لها منه الثناء والاكرام والبر والاعظام. واما ارواح جاري فتعرج فاذا وصلت الى السماء استأذنت فلا يؤذن لها وعيدت الى الارض. ثم ذكر المسافة التي تعرج فيها الملائكة والروح الى الله وانها تعرج في يوم بما ترى لا من الاسباب واعانها عليه من اللطافة والخفة وسرعة السير مع ان تلك المسافة على السير المعتاد مقدار خمسين الف سنة من ابتداء العروج الى وصولها ما حد لها وما تنتهي اليه من الملأ الاعلى فهذا الملك العظيم والعالم الكبير علوي وسفلي وجميعه قد تولى خلقه وتدبيره العليم الاعلى فعلم احوالهم الظاهرة والباطلة وعلم ما استقرهم ومستودعهم واوصلهم من رحمته وبره واحسانه ما عمهم وشمل عليهم حكمه القدري وحكمه الشرعي وحكمه الجزائي. فبؤسا لاقوام جهلوا عظمته ولم يقدروه حق قدره فاستعجلوا بالعذاب على وجه التعجيز والامتحان وسبحان الحليم الذي يمهلهم وما اهملهم واذوه فصبر عليهم وعافاهم ورزقهم. هذا احد الاحتمالات في تفسير ايدي اية الكريمة فيكون هذا العروج والصعود في الدنيا لان السياق الاول يدل ويحتمل ان هذا في يوم القيامة وان الله تبارك وتعالى يظهر عباده في يوم القيامة. يظهر لعباده في يوم القيامة من عظمته وجلاله وكبريائه ما هو اكبر دليل على معرفته مما يشاهدون من عروج الاملاك والارواح صاعدة ونازلة بالتدابير الالهية والشؤون الربانية في ذلك اليوم الذي مقداره خمسين الف بس انا من طوله وشدته لكن الله تعالى يخففه على المؤمن. وقوله فاصبر صبرا جميلا. اي اصبر على دعوتك لقومك صبرا جميلا ان لا تضجر فيه ولا ملل بل استمر على امر الله وادعنا عباده الى توحيده ولا يمنعك عنهم ما ترى من عدم انقيادهم وعدم رغبتهم فان في الصبر على ذلك العهد شامل العهد الذي عاهد عليه الله والعهد الذي عاهد عليه اهل الخلق عليه فان العهد يسأل عنه العبد هل قام به موفاه ام رفضه خان فلم يقم به والذين هم بشهاداتهم قائمون الى يشهدون خيرا كثيرا انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا. الضمير يعود الى البعث الذي فيه عذاب السائلين بالعذاب اي ان حالهم حال المنكر له الذي غلبت عليه الشقوة والسكرة حتى تباعد جميع ما امامه من البعث والنشور. والله يراه قريبا لانه رفيق حليم لا يعجل. ويعلم انه لا ان يكون وكل ما هو هاتفا هو قريب. ثم ذكره على ذلك اليوم ما يكون فيه فقال يوم تكون السماء كالمهل الى قوله وجمع اوعى اي يوم القيامة تقع فيه هذه الامور العظيمة تكون السماء كالمل والرصاص المذاب من تشققها وبلوغ الهول منها كل مبلغ وتكون جبال كالعين وهو الصوف المنفوش ثم تكون بعد ذلك هباء منثورا فتضمحل. فاذا كان هذا الانزعاج والقلق لهذه الاجرام الكبيرة الشديدة فظنك بالعبد الظعيف الذي قد اتقل ظهره بالذنوب والاوزار. اليس حقيقيا ان ينخلع قلبه وينزعج لبه ويزل عن كل احد. ولهذا قال ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم اي يشاهدوا الحميم وهو القريب. حميمه فلا يبقى في قلبه متسع لسؤاله عن حاله لا فيما يتعلق بعشرتهم ومودتهم ولا يهمهم الا نفسه. يود المجرم الذي حق عليه العذاب لم يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته زوجته واخيه وفصيلته قرابته التي تؤويه التي جرت عادتها في الدنيا ان تتناصر ويعين بعضها بعضا ففي يوم القيامة لا ينفع احد احدا ولا يشبه احد الا باذن الله بل لم يفتدي المجرم المستحق للعذاب بجميع ما في الارض. ثم ينجي ذلك لم ينفعه ثم عند فصيلة قال رحمه الله تعالى في قوله كلا لا حنة ولا مناص لهم قد حقت عليهم كلمة ربك وذهب نفع الاقارب والاصدقاء انها لظن الساعة للشواه اي التي تتلظأ تنزع من شدة الاعضاء الظاهرة والباطنة تدعو الى نفسها من ادبر وتولى وجمع فهو عن ادبر عن اتباع الحق واعرض عنه فلا غرض له فيه وجمع الاموال قال بعضها فوق بعض ووعاها فلم ينفق منها ما ينفعه ويدفع عنه النار. فالنار تدعو هؤلاء الى نفسها وتستعد للالتهاب بها قهروا على قوم في جنات مكرمون. وهذا الوصف للانسان من حيث هو وصف وصف طبيعته الاصلية انه هلوع وفسر لوع بقوله اذا مسه شر جزوعا فيجزع ان اصابه فقر او مرض او ذهاب محبوب له من مال او اهل او ولد ولا يستعمل في ذلك الصبر والرضا بما قضى الله واذا مسهم خير نوعا فلا ينفق مما اتاه الله ولا يشكر الله على نعمه وبره فيجزع في الضراء ويمنع في السراء. الا المصلين الموصوفين بتلك الاوصاف فانهم اذا مسهم الخير وشكروا الله وانفقوا من ما قولهم الله واذا مسهم الشر صبروا واحتسبوا وقوله في وصفهم الذين من صلاتهم دائمون اي مداومون عليها في اوقاتها بشروطها ومكملاتها وليسوا كمن لا يفعلها او يفعلها وقتا دون وقت او يفعلها على وجه الناقص والذين في اموالهم حق معلوم من زكاة وصدقة للسائل الذي يتعرض للسؤال والمحروم والمسكين الذين يسألون الناس فيعطوه ولا يفطن له تصدقوا عليه والذين يصدقون بيوم الدين يؤمنون بما اخبر به واخبرت به الرسل من الجزاء والبعث ذلك فيستعدون للاخرة ويسعون لها سعيها والتصديق بيوم الدين من التصديق بالرسل مما جاءوا به من الكتب والذين هم من عذاب ربهم مشفقون يخالفون وجنون فيشركون فيتركون لذلك كل ما يقرب من عذاب الله ربهم غير مأمون ايها العذاب الذي يخشى ويحذر. والذين هم لفروجهم حافظون فلا يطأون بها وطأ محرما من زنا او لواط او وطن في دبرنا وحيض ونحو ذلك ويحفظ ايضا من النظر اليها ومسيها ممن لا يجوز ذلك ويتركون ايضا وسائل المحرمات الداعية للفاحشة الا على ازواجهم وملكت ايمان ميسورا اي سرياتهم فانهم غير ملومين في وطئهن في المحل الذي هو محل الحرث فمن ابتغى وراء ذلك غير الزوجة وملك اليمين. فاولئك هم العادون المتجاوزون ما احل الله انما حرم الله ودلت هذه الاية على تحريم نكاح المتعة لكونها غير زوجة مقصودة ولا ملك مبين ولا ملك يمين. والذين هم لاماناتهم عدهم راعون يمرعون لها حافظون على اداءها والوفاء بها وهذا شيء منه الجميع الامانات التي بين العبد وبين ربه كالتكاليف السرية التي لا يطلع عليها الا الله والامانات التي بين العبد وبين الخلق في الاموال والاصرار وكذلك لما يعملون الا بما يعلمونه من غير زيادة ولا نقص ولا كتمان ولا يحابي فيها قريبا ولا صديقا ونحوه. ويكون القصد باقامتها وجه الله. قال تعالى واقيموا الشهادة لله يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين. والذين هم على صلاتهم يحافظون بالمداومة عليها على اكمل الوجوه. اولئك موصوفون بتلك الصفات في جنات مكرمون اي قد اوصل الله لهم من الكرامة والنعيم المقيم ما تشتهي الانفس وتلذ اعينهم فيها خالدون وحاصل هذا ان الله ما وصفها للسعادة والخير بهذه الاوصاف الكاملة والاخلاق المرضية الفاضلة من العبادات البدنية كالصلاة والمداومة عليها والاعمال القلبية كخشية الله الداعية لكل خير والعبادة ذات المالية والعقائد النافعة والاخلاق الفاضلة ومعاملة الله ومعاملة خلقه احسن معاملة من انصافهم وحفظ حقوقهم ومناتهم والعفة التامة بحفظ الفروج عما يكرهه الله تعالى فما للذين كفروا قبلك مهطعين الى قوله كلا انا خلقناهم مما يعلمون. يقول تعالى وبيننا اقرار الكافرين فما للذين كفروا قبلك مطيعين اي مسرعين عن اليمين وعن مانع زينيه قطعا متفرقة وجماعات متنوعة كل منهم بما لديه فرح ايطمع كل امرئ منهم ان يدخل جنة نعيم اي سبب سبب اطعم اطمئن معهم وهم لم يقدموا سوى الكفر والجحود لرب العالمين. ولهذا قال كلا ليس الامر بامانيهم ولا ادراك ما يشتهون بقوتهم. انا خلقناهم مما يعلمون اي اما ان دافق يخرج من بين الصلب والتراغم فهم ضعفاء لا يملكون لانفسهم نفع ولا ضر ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. فلا اقسم برب المشارق والمغارب الى اخر السورة هذا اقسام منه تعالى بالمشارق والمغارب للشمس والقمر والكواكب لما فيها من الايات الباهرات على البعد وقدرتها على تبديل امثالهم بعينهم. كما قال تعالى وننشئكم فيما لا تعلمون وما فنحن من مسبوقين ايما احد يسبقنا ويفوتنا ويعجزنا اذا اردنا ان نعيده. فاذا تقرر البعث والجزاء واستمروا على تكذيب وعدم الانقياد من ايات الله فذرهم يخوضوا ويلعبون نأخذ منها اقوال الباطنة والعقائد الفاسدة والعابدين ويأكل ويشرب ويتمتع حتى يلاقي يومهم الذي يوعدون فان الله قد ادرهم فيه من النكال والوباء لما هو عاقبة خوف ولعب ثم ذكر حال الخلق فحين يلاقون اليوم الذي يوعدون فقال يخرجون من الاجداد ينقبون صراع مجيبين لدعوة الداعي الموطعين اليها كأنهم الى نصهم ينفقونه كانهم الى عالم يؤمون ويقصد دون فلا يتمكنون من الايه؟ استعصاء لا على الداعي ولا الالتواء على النداء المنادي بل يأتون اذلاء مقورين للقيام بين يدي رب العالمين. خشية ابصارهم تراكم لله وذلك ان ذلة والقل قد ملك قلوبهم واستولى على افدتهم فخشعت منهم الابصار وسكنت منهم الحركات وانقطعت الاصوات فهذه الحال والمآل هو يومهم الذي كانوا يوعدون ولا بد من الوفاء بوعد الله تمت والحمدلله السلام على الشيخ يوسف لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين قال الامام العلامة عبدالرحمن الناصر السعدي رحمه الله تعالى تفسير سورة نوح عليه السلام وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم الله في هذه السورة الا قصة واحدة وحدها لطول بطول لبته في قومه وتكرار دعوته الى التوحيد ونهيه عن الشرك. فاخبر تعالى انه صلوح الى قومه رحمة بهم وانذارا لهم من عذاب اليم. خوفا من استمرارهم على كفرهم فيهلكهم الله ولكن ابدية ويعذبهم عذابا سرمديا فامتثل نوح عليه السلام ولذلك ابتدى لامر الله فقال يا قومي اني لكم نذير بينوها وذلك لتضحي ما انذر به وما انذر عنه وبأي شيء تحصل النجاة بين ذلك يعني شايفين اخبرهم وامرهم باصل ذلك؟ فقال ان اعبدوا الله واتقوه. وذلك بافراد الله تعالى بالعبادة والتوحيد والبعد عن الشرك وطرقه ووسائله. فانهم اذا اتقوا الله وغفر ذنوبهم واذا افرضوا ما حصل لهم النجاة من العذاب والفوز والثواب ويؤخركم الى اجر مسمى يمتعكم في هذه الدار ويدفع عنكم الهلاك لاجل مسمن اي مقدر للبقاء في الدنيا بقضاء الله وقدره الى وقته محدودة وليست وليس متاع عبدا فانما الموت لا بد منه ولهذا قال ان اجل الله اذا جاء لا يوقر لو كنتم تعلمون اي كما كفرتم بالله واعانتم الحق فلم يجيبوا دعوته ولا انقادوا لامره فقال شاكر لربه ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي الا فرارا اي نفورا عن الحق فلم يبق لذلك فائدة لان فائدة الدعوة ان يحصل جميع جميع المقصود او بعضه واني كلما دعوت لتغفر لهم اليه ان يستجيبوا فان استجابوا غفرت لهم وهذا محن مصلحة ولكن ابوا الا تماديا على بواطلهم عن الحق. جعلوا اصابعهم في اذانهم حذر سماع ما يقول لهم نبيهم نوح عليه السلام اغتطوا بها غطاء غطاء يغشاهم بعدا عن الحق وبغضا له. واصروا على كفرهم وشرهم واستكبروا على الحق استكبارا فشرهم ازداد وخيرهم بعود ظنيتك جاي السيارة ثم اني دعوتكم ثم اني دعوتهم جاء رجل يسمع منهم من كلهم ثماني كل هذا حرص ونصح واتيانهم بكل طريق يظن يظن به حصول المقصود فقلت استغفروا ربكم ويتركوا ما انتم عليه من الذنوب ويستغفر الله منها انه كان غفارا كثيرا بغفرة الذنوب واندفاع العقاب ورغبهم ايضا بخير الدنيا فقال يرسل السماء عليكم مدرارا مطرا متتابعا يروي الشعاب والوهاد وينحي البلاد والعباد ويمددكم من اموال وبنين ان يكثروا اموالكم التي تدركون بها ما يطلبون من الدنيا واولادكم ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا وهذا من ابلغ ما يكون من لذات الدنيا وطالبها من بعد خلق في بطن الام ثم في الرضاعة ثم في سن طفولته ثم التمييز ثم الشباب ثم الى اخر ما يصل اليه الخلق فالذي انفرد بخلقه وتدبيره البديع متعين ان يفرد بالعبادة والتوحيد وفي ذكر الله خلقهم تنبيه لهم على المعاني وان الذي ينشأهم الى العدم قادر على ان يعيدهم بعد موتهم واستدل ايضا بخلق السماوات التي هي اكبر من خلق الناس فقال لم تروا كيف خلق الله سبع سماوات وساعة احسانه العظيم الرحيم ويستحق ان يعظم ويحب ويخاف ويرجى. والله عند الموت ويخرجكم اخراج للبعث فهم الذين يملكوا الحيونات والموت والنشور. الله جعل لكم الارض بساطا مبسوطة وهيئة للانتفاع بها لتسلكوا منها سبل فجاجا. فلولا انه بسطناها لما امكنا ذلك بل ولا امكنهم وغرسها وزرعها والبناء والسكون على ظهرها. قال نوح شاكيا لربه ان هذا الكلام والوعظ والتذكير ما نجى فيهم ولا فاد انهم عصوني فيما امرتهم به اتبعوا من لم يزدهم اله وولده الا خسارا اي عصموا الرسول الناصحة الدال على الخير واتبعوا الملأ واشراف الذين لم تزدهم اموالهم ولا اولادهم الا خساما هلاكا وتفويتا للاربعين فكيف بمن انقاد لهم وطاعهم ومكروا مكرا كبارا كبيرا بليغا في معاناة الحق قالوا لهم داعين الى الشرك مزينين له لا تذرن الهتكم فدعوهم الى التعصب على ما هم عليه من الشرك والا يدعوا ما عليه ولا يدع ولا يدعون وما عليه ابائهم الاقدمون ثم عين والهة ثم قالوا ولا تذرن ود ولا سمع ولا يغوث ويعوق وهذه اسماء رجال صالحين لما ماتوا زين الشيطان لقومه ان يصوروا صورهم بزعمهم على الطاعة اذا رأوها ثم طالب غير اولئك فقال المشطون ان اسلافكم يعبدونهم يتوسلون بهم وبهم يسقون المطر فعبدوهم التابعين لهم الا يدعوا عبادة هذه الاصنام. وقد اضلوا كثيرا اي ظل الكبار والرؤساء بدعوة كثير من الخلق ولا تجد الظالمين الا ضلالا اي لو كان ضلالهم لدعوتي اياهم الى الحق لكان مصلحة ولكن لا يزيدون بدعوة اي فلم لا يبقى محل من الجاحم وصلاحهم اما خطيئات مغرق في اليم الذي احاط بهم. فادخلوه نارا فذهبت اجسادهم في الغرق وارواحهم النار والحر. او هذا كله بسبب خطيئتهم التي اتاهم نبيهم ينذرون عنها ويخبرهم بشؤمها ومغبتها فرفضوا ما قال حتى فلم يجدوا لهم من دون الله ينصرونهم حين نزل بهم الامر ولا احد يقدر يعرض وقال نوح لا يلد الا فاجرا كفارا اي بقوا مفسدة محروس لهم ولغيرهم وانما قالوا نحو ذلك لانه مع كثرة اخلاقهم. علم بذلك نتيجة اعمالهم جا نوحا ومن معهم من المؤمنين رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا خص المذكورين للتأكد حقهم وتقديم برهم ثم عمم الدعاء فقال وللمؤمنين ولا تزل الظالمين الا تبارا اي خسارا وذمارا وهلاكا تم تفسير سورة واحدة والحمد لله تفسير من سورة قل هو مكية بسم الله الرحمن الرحيم قل اوحيي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا الايتين اي قل يا ايها الرسول اوحي الي انه استمع نفر من الجن اي قل يا ايها الرسول للناس وهي وذلك ووصلت حقائقه الى قلوبهم فقالوا انا سمعنا قولا عجبا اي من الاعجاب الغالية والمطالب العالية يهدي الى الرشد والرشد اسم جامع لكل ما يرشد الناس الى مصالح دين ودنيا امنا به ولن نشرك بربنا احدا فجمعوا بين الايمان الذي يدخل في جميع اعمال الخير وبين التقوى ابتدى بهديه وهذا الايمان النافع هو المسمر لكل غير المبني على عند ايات الخلق المبني على هداية القرآن بخلاف ايمان العوائد والمربى والالف ونحو ذلك فانه ايمان تقليد ان تحت خطأ الشبهات والعوارض الكثيرة. وانه تعالى جد ربنا تعالى وتقدست اسمائهما اتخذ صاحبة ولا ولدا وعظمته ما دلهم على بطلان من يزعم ان له صاحبة او ولدا. لان له العظمة والجلى من في كل صفة كمال واتخاذ الصاحبة في ذلك لانه يضاد كما الغنى وانه الجد عكس الهزل جد عكس الهزل والجد عكس الظعف جد معناه العظمة والقوة والكمال والجمال ولا ينفع ذا الجد منك الجد اي لا ينفع صاحب القوة والغنى قواه وغناه. نعم وانه كان يقول سفينا على الله لعرف كيف يقول وان ظن ان لن تكون الجن الانس والجن على الله كذبا اي كنا مقتنعين قبل ذلك امرتنا فاحسنا بهم الظن وحسبناهم ما الله فلذلك كنا قبل ذلك على طريقهم. فاليوم ادمان لنا الحق سلكنا طريقه وانقذنا له ولم ولم نبالي بقول احد من الخلق وعرض الهدى. وانه كان رجال من اي زاد الجن زاد الجن الانس ذعرا وتخويفا لما لما رأوهم يستعينون بهم ليلجئوهم من الاستعانة بهم والتمسك بما هم عليه فكان الانس اذا نزل واد وخوف قال اعوذ بسيد هذا الوادي من سفر عن قومه حيث اما انكر البعث اقدموا على الشرك والطغيان وانا لمسنا السماء ايتيناها واختبرناها فوزناها ميت حرسا شديدا والدنو منها وشهوبا يرمى بها من استرقى السمع وهذا مخالف لعادتنا الاولى فانا كنا نتمكن من الوصول الى قبر السماء فانا كنا نقعد منها انقاع من السمع. فنتلقف من اخوان الاسلام ما يا الله فمن يستمع الان يجد له شابا له معدل الاتلاف وجزموا ان الله تعالى اراد ان يحدث في الارض قال الامر يريده الله محدود في الارض وفي هذا بين لادابهم اذا اضافوا الخير الى الله تعالى والشر حذفوا فاعله وتأدبا مع الله وان من الصالحون ومنا دون ذلك اي فساق وفجار وكفار متنوعة واهوان متفرقة كل حزب ما لديهم فرحون وانا ظننا ان لن نعز الله في الارض وان في وقت الان تبين لنا كمال قدرة الله وكمال عزنا وان نواصينا بيد الله فلن نعجزه في الارض ولن نعجزه عن قدرة ما جاء منه الا اليه. وانا لما سمعنا دوام القرآن الكريم الهادي فقالوا فتوى من غصب وذلك جزاء لا على اعمالهم لا ظلما من الله لهم فانهم لو استقاموا على طريقة الموت لاصغيناهم من غدرني هنيئا مريئا ولم ينم لم يمنعهم ذلك الا ظلمهم ان يفتنهم فيه لنختبرهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلك عذابا صعدا اي من اعظم ذكر الله الذي هو كتابه فلم يتبعه وينقد له بلغوا عنه بلغ عنه غفل يسلكه عذابا صعدا اي بليغا شديدا وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله دعاء عبادة وادعاء مسألة من المساجد التي هي اعظم محال للعبادة مبنية على اخلاص لا يرفض بالعومة والزكاة لعزته. وانه لما قام عبد الله يدعوه ان يسأله ويتعبد دونه ويقرأ القرآن كاد الجن وتكاثرهم عليه يكونون عليه لبدا اي متعبدين متراكمين حرصا على سمع ما جاء بالقم ما جاء به من الهدى قل لهم يا ايها الرسول مبينا حقيقة ما تدعو اليه انما ادعو ربي ولا اشرك به احدا اي او وحده وحده لا شريك له واخلع ما دونه من الدان والموتان وكل ما يتخذه المسلمون من دونه شيء والتصرف ليس لي من الامر والتصرف شيء احدنا الى احد ينقذه من عذاب الله واذا كان الرسول الذي هو اكبر الخلق لا يملك درا ولا رشدا ولا من الله شيئا ان اراده بسوء فغيره من الحق من الخلق من باب ترى على الناس الا ان الله ودعوة خلقه على الناس ومن يعصي الله ورسوله فان له فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا وهذا المراد به المعصية الكفرية كما قيدتها نصوص اخر كما توأمه زاد بمعصية فانه لا يجيب الخلود في النار. كما دلت على ذلك ايات القرآن والاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم واجمع عليه سلف الامة وائمة هذه الامة احيانا وجزموا فسيعلمون في ذلك الوقت المعرفة من اضعف ناصر رواقا حين لا ينصرهم ويرهم ولا انفسهم ينتصرون ولا انفسهم ينتصرون واذ يحشرون افرادا كما خلقوا اول مرة قل لهم يسألوك فقالوا متى هذا الوعد ان ادري قريب انبع قل لندري قريب ما توعدون يجعله ربي اي غاية طويلة فعلم ذلك فعلم ذلك عند الله عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا من الخلق بل انفرد بعلم الضمائر والاسرار والغيوم الا من ارتضى من رسوله فانهم يخبرون حكمته ان يخبره به وذلك ان الرسل ليسوا خيرهم فان الله يده بتأييد ما يدعه احدا من الخلق وحفظ ما اوحاه اليهم حتى يبلغوا عن حقيقته من غير ان تقربهم الشياطين فينزل فيها او ينقصوا. ولهذا قال انه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا اي يحفظونه بأمر الله ليعلم بذلك ان قد ابلغوا رسالة ربهم ما جعله له من اسباب واحاط بما لديه سواء كل شيء عددا وفي هذه السورة موائد عديدة منها وجود الجن وانهم مكلفون باعمالهم كما هو صريح في هذه الصورة وغيرها ومن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوث كما مبعوث لينسف ان الله صرفها نظر للجن يستمع الى ما اوحي اليه ويبلغ قومهم القرآن وحسن ادبهم في خطابهم ومنها اعتناء الله برسوله يحفظون ما جاء به فحين ابتدأت بشائر النبوة والسماء واحرصوا بالنجوم والشياطين قد هربت من اماكنها وازعجت وان الله رحم به اهل الارض رحمة ويقدر لها قدر وتؤمر حالة الخلق وان كل احد منهم لا يستحق من العبادة مثقال نضرة لان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا كان لم يكن على احد نفعا ولا ضرا. بل ولا يملك لنفسه علما ان الخلق كلهم كذلك. فمن اتخاذ من هذا وصف الها اخر ومنها ان علوم الغيبة فرض الله بعلمها فلا يعلمها احد من الخلق الا من اختصه بعلم بشيء منها ثم تفسيرها والحمد لله رب العالمين من بعد الاذان اللهم رب بركة الله اهم شي لا تفطرونا في المسجد قال رحمه الله تعالى تسليم صورة المزمل واهل مكة بسم الله الرحمن الرحيم المزمل المتغطي بثيابك المدثر وهذا الوصف حصل من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اكرم الله برسالته وابتدأه بانزال وحي برسالة جبريل اليه فرأى امرا لم يرى مثله ولا يقدر على الثبات عليه الا مسلما فاعتراه عند ذلك انزعاج حين رأى جبريل عليه السلام حنيفة قال زميلي زميلنا وهو وهو ترعد فرائصه ثم جاءه جبريل فقال اقرأ فقال ما انا بقارئ غطه حتى بلغ منه الجهل وهو يعالجه عن القراءة قال صلى الله وسلم ثم القى الله عليه الثبات وتبعني وحي حتى بلغ مبلغا ما بلغ وعد من المصلين فسبحان الله ما اعظم التفاوت بين ابتداء نبوته ونهايتها ولهذا خاطبه الله بهذا النص الذي وجد منه في اول امره فامره هنا بالعبادات المتعلقة به. ثم امره بصنع اذية قومه ثم امر بالصدع بامره واعلان دعوتهم الى الله فامره هنا باشرف العبادات وهي الصلاة باكد الاوقات وافضلها وقيام الليل من رحمته تعالى انه لم يأمر بقيام الليل كله بل قال قم الليل الا قليلا ثم قدر ذلك فقال نصفا وينقص منه نصفا انقص منه اي من النصف قليلا بان يكون الثلث ونحوه زد عليه اي على النصف يكون نحو الثلثين وارتل. القرآن فيه يحسن التدبر والتفكر وتحريف القلوب والتعبد باياته التام له فانه قال انا سنقي عليك قولا ثقيلا ان وحي اليك هذا القرآن الثقيل اي العظيمة معانيه. العظيمة معانيه العظيمة ثمانية اوصافه وما كان بهذا الوصف حقيق ان يرتل ويتفكر في فيما يشتمل عليه ثم ذكر الحكمة من امره قيام الليل فقال ان ناشئة الليل اي فيه بعد النوم هي اشد امر عام وقاعدة عامة ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوى مقيلة للنبي صلى الله عليه وسلم ولغير النبي من قام من الليل اصابه الشدة والقوة والصلابة في دين الله عز وهذا بخلاف النار بينهم ولا يعصم به هذه المقاصد ولهذا قال ان لك في النار سبعا طويعا تردهم في اعواجك ومعاشك ويوجب استغان القلب بالتبرع التام واذكر اسم ربك انواع الذكر كلها وتبتل اليه بما ينقطع اليه فلنرضى عن الله والانابة اليه والانفصال بالقلب عن الخلائق والمغرب وهذا اسم الانس يشمل مشارق المغرب كلها قال تعالى رب المشارق والمغارب. الذي يستحق ان يخص بالمحبة مطمئن قلبه ويخاف ربه بل ذهب الى اهله يتمطى به شيء ثم توعده بقوله او لا لك فاولى ثم اولى وهذه كلمات وعيد كررها لتكريم وعيده رأي الشيخ ان بير الوعيد وتعظيم الاجراء والتكريم ولهذا قال فاتخذه وكيلا. اي حافظا ومدبرا لمولكه كلها فلما امره الله بالصلاة خصوصا في الذكر عموما وذلك يحصل للعبد ملكة قوية ذلك يحصل بن عبد ملكة قوية في تحمل الاثقال وفعل المشق من الاعمال فامره بالصبر على ما يقولون له ويسبوا ويسبونه ويسبون ما جاء به وان يمضي على امر الله ويصده وعنه صاد ويرده راد ان يهجرهم هدرا جميلا الذي لا اذية فيه بل يعاملهم بالهجر والاعراض عن قوانينهم التي تؤذي وامرهم ان لي بالتي هي احسن وذرني والمكذبين اتركني واياهم فسأنتقم منه وان ملتهم فلا اهملهم وقوله اولي النعمة والنعمة اي اصحاب النعمة والغنى الذين وسع الله عليهم الرزق ومدهم من فضله كما قال تعالى ثم توعده ما عنده من العقاب من العقاب فقال مفظعا وذلك يوم ترجف الارض والجبال من الهول العظيم اذا كانت الجبال الراسيات الصم الصناب كثيرا مهينا اي بمنزلة الرمل المنهار المندث المنتثر ثم انها تبس بعد ذلك فتكون كالباء المنثور. يقول تعالى احمدوا ربكم على لسان هذا النبي الامي العربي شاهد على الامة باعمالها باعمالهم واشكروه وقوموا بهذه النعمة التي واياكم ان تكونوا وتعصوا نصركم فتكونوا كفرعون حين ارسل الله اليهم فدعوا الى الله وامروا بالتوحيد فلم يصدقوا بل عصاه فاخذه الله اخذا مريظا. فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل شيما لايتين؟ فكيف يحصل لكم الفكاك والنجاة يوم القيامة اليوم المهيل امره المهيل امره العظيم خطأه. الذي يشيب الولدان وتذوب له جمالات العظام. فتنفطر السماء وتنتظر نجومها وكان وعده مفعولا اي لابد من وقوعه ولا حائل دونه. ان هذه الموعظة التي نبأ الله من احوال يوم القيامة وهؤلاء تذكاة وان تذكروا يوم المتقون ومن يزجر به المؤمنون هذا يمعنى ان الله تعالى اقدر العباد على فعله ومكانه منها كما يقوله جبرية ان نفعهم تقع باي مشيئة فان هذا خلاف النقل والعقل فان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل الى اخر السورة. والاصل ان نومته واسوة له في الاحكام وذكر في هذا الموضع انه امتثل ذلك هو طائفة مع المؤمنين معه من المؤمنين. ولما كان تحرير الوقت المولد مشقة اخبر انه سأل عني في ذلك وعن التسليم فقال والله يقدر الليل والنهار ان يعلم مقاديره ويبقى منهما علما لن تحصوه وان لم تعرفوا مقداره من غير زيت ولا نقص ذلك يسمع انتباها وعنان زائدة اي فخفف عنكم وامركم ان يتيسر عليكم سواء زاد على المقدم او نقصوا ما تيسر منه اي مما تعرفون ولا يشق ولهذا كان يصلي بالليل مأمورا بالصلاة ما نام نشيطان. فاذا فتر وان كسل او نعس فليستريح ليأتي الصلاة بطمأنية وراحة. ثم ذكر بعض ما مناسبة للتخفيف قال عند مشقة ذلك بل لو شقت عليه الصلاة ان ابليس فله تركها وله اجر ما كان يعمل صحيحا التجارة اخرون يقاتلون في سبيل الله سواء كان او لعبادة من جهاد او حج او غيره فلله الحمد والثناء حيث لم يجعل بل سهل شرعه ثم امر العباد بالعباد ثم امر العباد بعبادتين ايهما ام العبادات وعمادها اقامة وايتاء الزكاة التي هي بران الايمان وبها تحسن مواساة الفقراء والمساكين. فقال واقيموا الصلاة بأركانها وحدودها وشروطها وجميع مكملاتها واقرضوا الله قرضا حسن خالص اي خالصا لوجه الله بنية صادقة وتثبيت من النفس ماء مال طين ويدخل في هذا الصدقة الواجبة والمستعملة ثم حث على ابواب الخير وافعاله وقال وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله وما اجرى الحسد بعشر امثالها كثيرة وليعلم ان وليعلم ان مثقال ذرة من هذه الدار من الخير قبل ما اضعف اضعاف اضعاف الدنيا من اللذات والشهوات وان الخير والبر في هذه هي مادة الخير والبر في دار القرآن وبذره اصله واساسه واسفاه على اوقات مضت في الغفلات وا حسرتاه على ازمان تقضت عليه غير اعمال الصالحات واوصاهم القلوب يؤثر فينا وعظ باليها ومن ينجح فيها تشويق من هو ارحم بها من نفسها. فلك الحمد فلك اللهم الحمد واليك المشتكى وبك المستغاث ولا حول ولا قوة الا بك استغفروا الله ان الله غفور رحيم. وفي الامر مثله بعد الحث على افعال الطاعة والخير فائدة كبيرة ان العبد لا يخلو من التقصير فيما امر به. اما ان لا يفعله يفعلونه على وجه ناقص فامر بتركه ذلك باستغفار. فان العبد ان يذنب اناء الليل والنهار فمتى لم يتغمده الله برحمته مغفرته فانه اهلك تم تفسيرها والحمد لله بسم الله الرحمن الرحيم الامر له بالعبادات القاصرة والصبر على قومه وامره هنا بالاعلان والدعوة اي بجد ونشاط فانذر بين اقوام والافعال التي يحصل بها المقصود وبيان حال المنذر عنه ليكون ذلك ادنى لتركه يقوم بمادته وثيابك كلها اتفاق وعجب وتجبر وغفلة وغير ذلك مما يؤمر العبد باجتنابه في عبادته ويدخل في ذلك فان ذلك من تمام تطهير الاعمال وخصوصا في الصلاة التي قال كثير من العلماء عنها شرط من شروطها ويحتملون المواد بثيابه ثيابا معروفة انه مأمور بتطهير عن جميع النجاسات في جميع الاوقات خصوصا عند الدخول في الصلوات واذا كان مأمورا باقامة الظاهر فان طهارة الظاهر الباطن والرز فاهجر ويحتمل ان المراد برزه الاصنام والاوطان التي عبدت عن الله فامره بتركها ومما نسب اليها من قول نعم اعمال الشرك اليوم اقواله فيكون امرا له بترك الذنوب فيدخل في هذا الشرك فما دونه ولا تمنن تستكثر اي لا تمنن على الناس بما اسيت اليهم النعم الدينية والدنيا وترى لك الفضل عليهم بل احسن الى الناس وما امكنك وانسى عندهم احسانك واطلب اجرك من الله واجعل من احسنت اليه غيرهم على حد ان معنى هذا ان لا تعطي احد شيئا وانت تريد ان يكافئك عليه باكثر منه فيكون هذا خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولربك فصل ان يحتسب بصبرك واقصد به وجه الله تعالى فابتدى رسول الله صلى الله عليه وسلم الباطنة من كل سوء وهجرا كلما يعود من دون الله وما يعبد واهله وله المنة على الناس بعد منة الله من غير ان يطلب بذلك انت راضية جبريل اياه فنهاه الله عن ذلك وقال ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه وقال هنا لا تحرك به لسانك ان تعجل به ثم ضمنه تانا ثم ضمن له جانا انه لابد ان يحفظه ويقرأه ويجمعه الله بصدره فقال ونشكره وصبر لربه اكمل صبرا فصبر على طاعة الله وعن معاصيه وصبر على اقدار المؤمنين وصلوات الله وسلامه عليه وعليهم اجمعين فنقر في الناقون فذلك يوم ذي يوم عسير الايات اي فاذا نفخ في الصور القيام بنقول وجمع الخلائق للبعث والنشور فذلك يوم عسير لكثرة اموال قد ايسوا من كل خير ومفهوم ذلك انه اعلم ان يسير كما قال تعالى يقول الكافرون هذا يوم عسر يقول اكثر من هذا يوم عسير وذرني ومن خلقت واحدة قل وما هي الا ذكرى للبشر هذه الايات نزلت في الوريد نورة معينة للحق مباذن الله ان له خزي في الدنيا عذاب الاخرة اي ذكور شهودا اي حاضرين على الدوام يتمتع بما يقضي بهم عوائجهم ويستنصر بهم وما حصله ما يشتهي ويريد يسمى مع هذا مع هذه النعم والامدادات نعيم الدنيا ودعته الى الحق ودعته الى الحق فلم ينقد لها ولم يكفيه انه اعرض عنها وتولى بل جعل يحاربها وقدر ما ذكر فيه والقي ليقول قولا يبطل به القرآن فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر انه قدر امر ليس في طوره وتسور على ما لا يناله ولا امثاله ثم نظر ما يقول ثم عبس وبسر في وجهه ونوى ظاهره نفرة عن الحق ومضلا ثم ادبر يتولاه واستكبر نتيجة نتيجة سعيه الفكري والعملي والقولي فقال ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا الا غلب شيئ اي ما هذا كلام الله كلام الوجه الاخيار بل كلام الاسرار منهم والفجار من كل كاذب سحار فتبا لهما بعده من الصواب واحرامه بالخسارة والتباب كيف يدور في الاذهان وهو يتصور ضمير اي انسان ان يكون اعلى الكلام واعظمه كلام رب العالمين الواجب العظيم يشبه كلام المخلوقين والفقراء الناقصين وهذا الكذب العميد على وصفه بهذا الوصف لكلام الله تعالى فما حقه الا العذاب والنكان ولهذا قال تعالى ساصله سقر وما ادراك ما سقر ولا تبقي ولا لا تقمن الشدة ولا على المعذب شيء الا وبلغت لواحة للبشر تنوح وتسليم وتقلقلهم بشدة حرها وقرها عليها تسعة من الملائكة خزنة لها ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وما جعلنا وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة وذلك لشدة وقوتهم وجعلنا عدتهم الا فتنة للذين كبروا الا لعذابه وعقابه في الاخرة وزيادة نكاليم فيها والعذاب يسمى فتنة كما قال تعالى يومهم على النار يفتنون ويحتملون المراد انما انما وما هم بعدتهم لله لنعلم من يصدق مما يكذب. ويدل على هذا ما ذكروا بعده في قوله يستيقن الذين اوتوا الكتاب وان زاد الذين امنوا ايمانا يوم طبقه ازداد يقينه بالحق والمنى كلما انزل الله واية فامنوا بها وصدقوا الزاد ايمانهم ولن يرتاب الذين اوتوا كتاب الله وان يزول عنهم الريب والشك وهذا مقاصد وهذه مقاصد جليلة يعتني بها اولوا الالباب وهي السعي في اليقين وزيادة الايمان في كل وقت وكل مسألة من مسائل الدين ودفع شروط التي تعرض في مقابلة الحق فجعل ما انزله على الرسول الذين في قلوبهم بعض اي شك وشبهة ونفاق والكافرون ماذا اراد الله في هذا مثلا او هذا على وجه الحيرة والشك منهم والكفر بايات الله يهديم الله لمن يضله ولهذا قال كذلك الله من يشاء ويهدي من يشاء فناداه الله وجعل ما انزل على رسوله رحمة في حقه وزاد في ايمانه ودينه ومن اضل جعل ما في ما انزله على رسوله زيادة شقاء عليه وحيرة وظلمة في حقه والواجب ان يتلقى ما اخبر الله به ورسوله بالتسليم فانه لا يعلم جنود ربه فانه لا يعلم جنود ربك من الملائكة وغيرهم الا هو فاذا كنتم جاهلين واخبركم بها العليم الخبير فعليكم ان تصدقوا خبر بغير شكل ردد جاره مقصودا به العبث واللعب وانما المقصود به ان يتذكر به البشر ما ينفعهم فيفعلونه وما يضرهم فيتركونه. كلا والقمر الى اخر السورة كلا هنا بمعنى حقا او بمعنى انا استحق للافتاحية فاقسمت على بالقمر وبالليل وقت ادباره والنار وقت اسباني لاجتماع المذكورات عن ايات الله العظيم قدرة الله وحكمة وساعة سلطانه رحمته واحاطة علمه والمقسم عليه قل هو انها لاحدى الكبر اي ان النار لاحدى العظائم الطامة والامور الهامة اذا اعلمناكم يا ما كنتم على بصلة من امرها فمن شأنكم ان يعملون بما يقربه الى الله ويدنيه من رضاه ويزلفه من ذلك رحمته ويتأخر عما خلق له وعن ما يحبه الله ويرضاه ويعمل بالمعاصي ويتقرب الى جهنم كما قال وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر الاية. كل نفس بما كسبت كل نفس ما كسب من افعالها رهينة بها موثوقون مضغة بسعيها قد الزم عنقها وغل في رغلتها واستنجبت به العذاب الا اصحاب اليمين فانهم لم يرتهنوا بل اطلقوا وفرحوا في جناته يتساءلون عن المجرمين اي في جناتهم قد حصل لهم فيها جميع مطرباتهم وتمت لهم الراحة والطمأنينة حتى يقولوا اي حال وصلوا اليها وهل وجدوا ما وعدهم الله تعالى فقال بعضهم بعضنا الا انتم مطلعون عليهم فالطلب عليهم في وسط الجحيم يعذبون فقالوا لهم ما سلكوا من سغر اي شيء ادخلكم فينا وبه ذنب استحقيتموها فقالوا لم نك من اوصينا ولم نكن نطعم المسكين فلا اخلاص من حق الحق يوم الدين الذي هو محل الجزاء عن الاعمال وظهور ملك الله وحكمه العدل لسان الخلق واستمر عملنا على هذا المذهب الماضي حتى تنتقل الى الموت فلما مات تعذرت حينئذ عليهم الحيل وانسد في وجوههم باب الامل فما تنفعهم شفاعة الشافعين انهم لا يشفعون الا من يرضى الله اعمالهم ما يفعل به المعطف على المسلم فقال فما لهم من تذكرة منها حمر مستنفرة اي كانهم حور وحش نفرت بعضها بعضا فزاد عدوها فرت من قسمرها من صاد ورام يريدها من اسد ونحوه للعراظ يدعون الدعم للكبار فيريدون كل واحد منهم ان يؤتى صحفا مؤشرة نازلة عليهما يزعم انه لا ينقاد للحق الا بذلك قد كذبوا فانهم لو جاءتهم كل اية لم يغلوها حتى يروا العذاب الاليم التي تبين الحق وتوضحه فلو كان فيهم خير لامنوا ولهذا قال الى نعطيهم ما طلبوا وهم ما قصدوا بذلك لتعجز بل لا يخافون الاخرة فلو كانوا يخافون يخافونها لما جرى منهم ما جرى دلنا انه تذكرة ضمير واما ان يعود على السابقة جواز التشبيه جواز لان النبي لان الله عز وجل جوز آآ شبه الكفار بالحمر المستنفرة شبه النبي صلى الله عليه وسلم بالقسورة هو الداعي الذي يزمجر ويرفع صوته عاليا قويا فيه جواز التشبيه بالحيوانات ببعض فيكون ملامسا لوظعها كلا انه تذكرة ضمير واما ان يعود على هذه السورة او على ما اجتمعت عليها من هذه الموعظة فمن شاء ذكره انه قد بين له السبيل ووضح له الدليل وما يذكرها الا يشاء الله عامة وانما هو فاثبتت على العباد مشيئة حقيقة وفعلا. وجعل ذلك تابعا لمشيئته وهو اهل التقوى واهل المغفرة اي هو اهل ان يتقى ويعبد لانه الاله الذي اتم بين عباده الاله واهل ان يغفر ان يغفر لمن اتقى واتبع رضاه. تمت ولله الحمد والمنة تفسير سورة القيامة وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم يسأل جانبها مع اليمين اليسار الاستفتاح بها وان لم تكن في النص موضوعا للاستفتاح فالمقسم به في هذا الموضع هو المقسم عليه وهو البعث بعد الموت وقيام الناس وقوفهم وينتظرون ما يحكم به الرب الرحيم. ما يحكم به الرب عليهم ولا اقسم بالنفس اللوامة وهي جميع النفوس خيرات والفجر سميت لوامة لكثرة تلونها وترددها من احوالها وانها عند الموت تلوم صاحبها على ما فعلت فلنسلم في الدنيا انا ما حصد منه من دوري او غفلة فجمع بين الجزاء وهو مستحق للجزاء ثم اقضى مع هذا ان بعض الوالدين يكذبون يوم القيامة فقال ايحسب الانسان ان نجمع عظامه كما قال في الايات الاخرى قال من يهن عظامه رميم فاستبعذ من جهله ورضوانه قدرة الله على خلقه عظامه التي هي عماد الدين عماد البدن فرد بقوله بقى وليس انكار لقدرة الله تعالى ثم ذكر قال تعالى ومن يومين تشخص ويا ابصار مطيعين مقنعين وخسف القمر وخسف القمرين ذهبا وهو سلطان وجمع الشمس والقمر. منذ خلقهم الله فيجمع الله بينهم يوم القيامة ويخسف القمر وتكور الشمس ثم يقذفان في النار العباد انهما عبدان مسخاء ولن يرى من عبدهما نوما كانوا كاذبين. انهم كانوا كاذبين. يقول الانسان حين يرى تلك القلاقل المزعجات اين المفر اين اين الخلاص والفكاك ما طرقنا والم بنا مما طرقنا والم بنا كلا لا وزر الى ملجن احدنا الله الى ربك يومئذ فليس بهم كان يستتر ويهرب عن ذلك الموضع في اول وقت واخره وينبأ بخبر لا ينكره. مشاهد ومحاسب ولو اقام عاذرا فانها معاذير لا تقبل ويعمل ايه؟ فيقر به كما قال تعالى اقرأ كتابك كذا بنفسك اليوم عليك حسيبا وصلوا جميع جوارحه بما كان يعمل وان استعتابه قد ذهب وقته وزال نفعه لا تحرك به لسانك لتعجل به الايات. كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا جاءه بتلاوته عليه بادره النبي صلى الله عليه وسلم بالحرص قبل ان يفرغ والنسيان فاذا ضمنه الله لك فلا موجب لذلك فان فاذا قرأناه فاتبع قرآنه اي اذا اكمل جبر ما يوحى اليه فحين يتبع ما قرأه فاقرأه ثمان علينا بيان ويبان معانيه فوعده بحفظ لفظه وحفظ معانيه وهذا اعلى ما يكون فامتثل صلى الله عليه وسلم وفي هذه الاية ادم لاخذ العلم ان لا يبادر المتعلم العلم قبل ان يقرأ المعلم الشرع فيها بين فرغ منها سأله عن ما اشكل عليه وكذلك اذا كان في اول الكلام يجيب الرد او استحسان وسلم كما بين للامة الفاظ الوحي فانه قد بين لهم معاني كلا بل تحبها العاجلة الايات اي هذا الذي اوجب لكم الغفلة انكم تحبون وتؤثر قرته متأخر ما فيها من نعيم المقيم فلذلك غفلتم عنها وتركتموها كأنكم لم تخلقونها وكأن هذه الدار هي التي تبذل فيها الاعمال واسعناها اناء الليل والنهار. وبهذا انقلبت عليكم الحقيقة على الدنيا ونظرتم للعواقب نظر البصير للعاقل وربحتم ربح ذبحا لا خسائر معه وفزتم فوزا لاشقا يصحبه ثم ذكر ويدعو الى انسان اخر ببيان حال اهلها وتفاوتهم فيها فقال هي حسنة بهية لا يرونكم ونور مما هم فيه من نعيم القلوب الرواح الى ربنا ناظرة ينظر الى ربهم على حسب امرأة منهم من ينظره كل يوم يوم كل يوم بكرة وعشية ومنهم من ينظرون كل جمعة مرة واحدة ما لا يمكن التعبير عنه ونورت وجوههم فازدادوا جمالا الى جمالهم. فنسأل الله الكريم ان يجعلنا معهم. وقال في المحسن الآجلة العاجلة وجوه يوم باسرة يوم العسر كذبة خاشعة دينة تظن ان يفعل بها فاقرة اي عقوبة شديد وعذاب اليم فلذلك تغيرت اذا بلغت التراقي الى اخر السورة المحتضن حال السياق وانه اذا بلغت روحه التراقي وهي العظام ثغرة النحر فحينئذ يشتد يشتد الكم ويطلب كل وسيلة وسبب يظن انه ان يحصل به الشفاء والراحة. ولهذا قال وقيل من راق اي من الى النوم انقطعت امالهم من الاسباب العادية فتعلقوا بالاسباب الالهية ولكن القضاء والقدر اذا اذا حكم وجاء فلا مرد له ظن انه والتفت الساق بالساق اي اجتمعت الشناء والتفت وعظم الامر وصعب الكرب الى ان تخرج الروح من البدء الذي الفته ولم تزل معه فتساق الى الله تعالى باعمال يوقنون بفعلها فهذا الزور الذي ذكر الله يسوق القلوب الى ما فيه نجاتنا ويزجرها عما فيه هلاكها. ولكن المعذ الذي لا تنفع فيه نياته لا يزال مسلما عظيما ان يوقفني وعناده فلا صدق الى امن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ولا صلى ولكن كذب بالحق في مقام التصديم وتولى عن الامر والنهي للصواب انه لا تكرار في القرآن اولى لك فاولى اي ان لا تتكبر ثم اولى لك فاولى ان تصلي وتعبد فالاولى بنفي آآ قبائح والثانية لاثبات المدائح نعم ثم ذكر الانسان بخلقه ثم ذكر الانسان بخلقه الاول فقال وظن بالله وما يليق بحكمته الم يكن وقفة ممن يمنى ثم كان بعد المني علقت اي دما فخلق الله منه الحيوان وسواه وايقنه محكمة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وسلم. الحمد لله اكمل بعد الصلاة ان شاء الله بسم الله نبدأ على بركة قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الانسان وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم هل اتى على الانسان في مده لم يكن شيئا مذكورا الايات متوسطها فذكر انه مر عليه ده طويل وهو الذي قبل وجوده وهو معدوم بل ليس مذكورا ثم لما اراد خلقه وخلق خلق اباه ادم من طين ثم جلسه متسلسلا من نطفة امشى اي ما هي المستقبل نبتليه بذلك لنعلم هل يرى حاله الاولى ويتوطن لها ام ينساها وتغره نفسه؟ فانشأه الله وخلق له القوة الظاهرة والباطنة كالسمع تمها له وجعلها سالمة يتمكن بها من من تحسين مقاصده. ثم ثم ارسل اليه الرسل وانزل عليه الكتب وهداه الطريق الموصلة اليه ونبينا ورغب رغبهم فيها واخبره بما له من عند بما له عند الوصول اليه ثم اخبرهم ورهبه عنها واخبره بماله اذا سلك وابتلاه من قسم الناس الى شاكل نعمة الله عليه قائم بما حمله حمله الله بحقوقه والى كفور ذي نعم انعم الله عليه بالنعم الدينية والدنيا فردها وكفر بربه ثم ذكر الله تعالى الفريقين عند الجزاء فقال سلاسل في نار جهنم كما قال تعالى بها اجسام وتحرق بها ابدانكم ولا ما نضجت جلود بدلناه غيرها ليذروا العذاب. وهذا معنى لابد ان مؤبد لهم مخلدون فيه سرمدا واما الابرار وهم الذين برت قلوبهم بما فيها بمعرفة الله ومحبته والاخلاق الجميلة فورت اعمالهم واستعملوها باعمال البر فاخبر انهم يشربون من كأس الاجرام الذين من خمر قد مزج بكافور اي خلط قرض ليبرده ويكثر حدته وهذا الكافر في غاية موجود في كابور الدنيا فان الافة الموجودة في الدنيا تعدم تعدم من اسماء الله في الجنة كما قال تعالى في سدر مخضوض وطلح مضود وازواج مطهرة لهم دار السلام عند ربهم وفيها ما تشتري الانفس اي ذلك الكأس الذي يشربون لا يخافون نفاذه بل له مادة لا تنقطع وهي عين دائمة فيضان والجرائم يفجرها عباد الله لتفجر الناس الزاهرة او الى رياض ناظرات او بين جوانب الغصون ومساكن ومزخرفاتها الى اي جهد يرونها من جهة المؤنقات ثم ذكر جملة من اعمالهم فقال يوفون بالنذر بما الزم به مسلم واذا كانوا موفون بالنادي الذي هو غير واجب في الاصل الا بايجابهم على انفسهم. كان فعلهم وقيامهم الاصلية باب اولى او احرى ويخافون يوما كان شر المصليا فاشيا مستناشرا وان ينالهم شرهم فتركوا كل شيء موجب لذلك ويطعمون الطعام على حبه وهم في حال حبه في حال يحبون فيها الطعام المال والطعام لكنهم قدموا محبة الله الى محبة المسلمون وتحرون في اطعامهم اولى الناس واحواجهم مسكينا ويتيما واسيرا. ويقصدون وجه الله تعالى ويقولون بلسان الحريم انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا اي ثمان وثناء قوليا انا نخاف من ربنا يوما والشر. فوقاهم الله شر ذلك اليوم لا يحزنهم الفزع ولكن الرسول قال الملائكة وهذا يومكم الذي كنتم توعدونه ولقاهم اي اكرمهم واعطاهم نظرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم فجمع لهم بين نعيم الظاهر والباطن وجزاء بما صبروا على طاعته فعملوا ما امكنهم منها وعن معصية فهم يتسخطوا جنة جامعة لكل نعيم سالمة من كل مكذب ومنغص وحريرا كما قال الا واجبة سمي احد ولعل الله انما خص انه لباسهم الظاهر والدال على حال صاحبه متكين فيها على الارائك اتكاء والتمكن من الجلوس في حال الطمأنينة والاراك هي التي عليها اللباس المزين ما يرون فيها اي في الجنة شمسا يضرهم حرها ولا زمهيرا اي بردا شديدا والجميع اوقاتهم برد حيث تتلذذ به الاجساد ولا تتألم من حر ولا برد ودانية عليهم غيانها وذللت خطفها تدري ان قربت تماراتها من ولدها تقريبا ينالها وهو قائم او قاعد او مضطجع ويطاف عليه من يدور الولدان والخدم على اهل الجنة باليتيم فطرة مكوى ومن كانت قوانين قوانين اي مادتها فضة وهي على صفاء القوارير وهذا من اعجب العجائب من يجب على الاشياء ان تكون الفضة الكثيبة من من صفاء جوهرها وضيق معدنها على صفاء القوارير. قدروها تقديرا. قدروا الاواني المذكورة على قدر على قدر لا تزيد ولا تنقص لانها لو زادت نقصت لذتها ويحتمل ان المراد قدرها اهل الجنة مقدار يوافق لذاتهم فاتتهم على ما قدموا بخواطرهم ويسقون فيها الى الجنة كأسا كانوا مزاجها زنجبيل ليطيب طعمه وريحه عينا في الجنة تسمى سلسبيلا سميت بذلك لسلاستها ولذتها وحسنها. ويطوف على اهل الجنة بطعام وشراب وخدمتهم ولدان مخلدون يخلقوا من ليلة البقاء ولا يكونون هم في غير الحصن. اذا رأيتهم في خدمتهم حسبتهم من حسنهم لؤلؤا منثورا وهذا من دواء لذة اهل الجنة ان يكون خدامهم الولدان مخلدون تسر رؤيتهم ويدخلون في مساكنهم ام هي من تبعتهم ويأتونهم بما يدعون وتطلبهم نفوسهم واذا رأيت ثم اي رمقت ما اهل الجنة عليه من النعيم الكامل ان رأيت نعيمه ملكا كبيرا فتجد الواحد فتجد الواحد منهم عنده من الاصول والمساجد والغرف المزينة المزخرفة ما لا يدركه الوصف لديه من البساتين الزاهرة الجمال الدانية والفواكه الذي تناهي الجانية والرياض المعجبة والطيور المطرقة المجزية ما ما يأخذ بالقلوب ويفرح النفوس وعندهم من زاويات اللاتيهن في غاية الحسن والاحسان جامعة الجمال الظاهر والبعض من خيرات ما يملأ القلب سوادة وحبورا وعوله من الولدان ومخلدين والخدم مؤبدين ما به تحسن الراحة الطميع وتتم لذة العيش وتكمن ثم علاوة ذلك ومعظمه الفوز برضا الرب الرحيم. وسماع خطابه ولذة قربه والابتهاج برضاه والخلود الدائم وتزايد ما هو معفي وفيه من النعيم كل وقت وحين. فسبحان المالك المالك الحق المبين الذي لا تنفذ خزائنه ولا يقل خيره. كما لا نهاية عن صافيه فلا نهاية الابر واحسانه عليهم ثياب سندس خضر اي قد جللتهم ثياب السدس والاستبراغ الاخضران اللذان هما اجل انواع الحديث فالسدس ما غرض من الحليب وكان وطهرا لما في بطون من كل اذى وقذى ان هذا الجزاء الجزيل لو اعطانا الجميل كان لكم جزاء على ما اسلفتموه من الاعمال وكان سعيكم مشهورا القليل منه يجعل الله لكم به النعيم المقيم ما لا يمكن حصره. وقوله تعالى هي الوعد والوعيد وبيان كل ما يحتاجه العبد فيه الامر بقيام اوامره وشرعه اتم القيام والسعي في تنفيذها والصبر على ذلك لهذا قال فاصبر لحكم ربك ولا تطع منه ما اثما او كفورا لمن اثما ومعصية وانا كفورا فان طاعة لابد ان تكون معصية لله فانهم لا يأمرون الا بما تهوى انفسهم ولما كان الصبر يستمد من القيام بطاعة الله والاكثار من ذكره امر الله فقال واذكر اسم ربك مكردا وواصيا اول النهار واخر ومدغم في ذلك الصلوات المكتوبات. في هذه الاوقات ومن الليل فاسجد له ان يكثر له من السجود وذلك من الظن من كثرة الصلاة وسبحه ليلا طويلا. وقد تقدم تقييد هذا المطلق يا ايها المزمل قم الليل الى قليل النصف وانقص منه قليل ان اوزد عليه وقوله ان هؤلاء المكذبين كيها الرسول بعدما بينت لهم الايات ورغبوا فيها ورغبوا ورهبوا ومع ذلك لم يفل فيهم ذلك كشيئا ما لا يزالون يؤثرون العاجلة ويطمئنون اليها ويذرون يتركون العمل ويهملون ورائهم اي امامهم يوما صغيرا وهو يوم القيامة الذي مقداره غبش ان يلبس مما تعدون وقال تعالى يقول الكافر هذا يوم عسر فكأنهم ما خلقوا الا للدنيا والاقامة فيها ثم استدل عليهم والدليل الابتداء فقالوا نحن خلقنا هم ان وجدناهم من العدم وسددنا اسرع ما يحكمنا خلقته باعصاب العروق والاوتار والقوة الظاهرة والباطنة حتى تم الجسم واستكمل وتمكن من كل ما يريده. فالذي يوجدهم على هذه الحالة قادر على ان يعيدهم بعد موتهم لجزائهم والذين والذين اقبلهم في هذه هذه الاطواف لا يليق به ان يتركهم سدى لا يؤمرون ولا ينهون ولا يتابون ولا يعقون ولهذا قال واذا شئنا بدلنا تبديلا اي انشأناكم من بعده نشدا اخرى ووعدناكم واعدناكم باعيانكم وهم بانفسهم امثالهم. ان هذه تذكرة ان يتذكر بها المؤمن فان بها بما فيها من شاء اتخذ الى ربه سبيلا اي طريقا موصلا اليه فالله يبين الحق والهدى ثم يخير الناس بين الهداية وبها او النفور انها اقامة للحجة يعني كمان الكعبين وما تشاؤون الا ان يشاء الله فان مشيئة الله نافذة ان الله كان نعليما حكيما فله الحكمة في ذات المهتدي ولا للضال ويدخل من يشاء في رحمته فيختص بعناية والظالمين الذين نرزقنا الهدى اعد لهم عذابا اليما بظلمهم وعدوانهم تمة ولله الحمد. تفسير سورة المرسلات بسم الله الرحمن الرحيم والمرسلات للمكذبين. اقسم تعالى عن الاعمال به بالمرسلات عرفا. وهي الملائكة التي يرسلها الله تعالى بشؤون القدر وتدبير العالم وشؤون الشرعية وحي الى رسل وعرفا حالا من حال من المرسلات اي ارسلت بالعرف والحكمة والمصلحة لا بالنكر والعبث فالعاصفات فالعاصفات عصما اي وهي ايضا الملائكة التي يرسلها الله تعالى وصفها الامن وسرعة نبيه العاصية او ان العاصي يدري عن شديد يصرع هبوبها والناشرات نشرا يحتمل ان المراد بها الملائكة تنشر ما دبرت على نفسها والناس سحاب والتي ينشر الله بها الارض فيحييها بعد موتها في الملقيات ذكرا. هي الملائكة التي تلقي اشرف الاوامر وهو الذكر الذي يرحم الله به عباده ويذكرهم فيه منافعهم نلقيها الى الرسل متهتم وقوعه من غير شك ولا ارتياب. فاذا وقع حصى ما يزعج القلوب فتنطمس النجوم تتناثر وتزور عن اماكنها تنسب موجبا وتكون كلماين من تريد تكون هي والارض قاعا صفصافا لا ترابع فيه اعوج ولا امدا وذلك اليوم هو اليوم الذي اقتت اقتت فيه الرسل اجلت لهم واجلت لهم للحكم بينها وبين اممها ولهذا قال لاي يوم للتعظيم والتوفيق والتفخيم والتويل ثم اجاب لخلائق بعضهم من بعض وحساب وحساب كل منهم فردا. ثم توعد المكذب بهذا اليوم فقال يا حسرة وستة عذاب وانقلبهم اخبر اخبرهم الله واقسم لهم فلم يصدقوهم فلذلك استحقوا العقوبة البليغة. الم نهلك الاولين الايات اي ما اي اما اهلك المكذبين السابقين ثم نتبعهم وهذه سنة لكل مجرم لابد من عقابه فلما ترون كن مما هين للايات اي اما خلقناكم ايها الادميون من ماء مهني اي في غاية الحقارة خرج من بين الصلب والترايب. حتى جعل الله فقراء ذمة ومن رحم به يستقر وينمو وقت من يموت قبل ذلك فنعم القادرون يعني بذلك نساء مقدسة لانه قدر لانه قدره لان قدره تابع الحكمة موافق للحمد ويو يا ويل للمكذبين بعد ما بين لهم الله لهم بعد ما بين الله لهم الايات واراهم العبر والبينات الم نجعل الارض كفاية اي اماما امامن عليكم وانعمنا بتسخير الارض ومصالحهم وجعلناها كفاية لكم احياء في الدهون وامهاتنا في القبور فكما ان الدور والقصور من نعم الله على عباده ومنته فكذلك لان لا تميد التمهيد باهلها فثبتها الله بالجبال واسقيناكم الماء الذي تشربون انتم انزلتم من المزني ونحن منذرون وجعلناه هدادا فلونا تسكنون. ويل يومئذ للمكذبين مع ما رأهم الله من النعم التي انفرد بها واختصهم بها فقبلوها بالتكذيب. انطلقوا الى ما كنتم تقدمون الايات فهذا من الويل الذي اعد للمجرمين مثلما يسبقان اذا رشوعا من قطع من الناس يتعاونون وتناوبوا وتجتمع به لا ظليل ذلك الظل الذي ايما راحة فيه ولا طمأنينة ولا يغني مما كتب وقد احاط به يمنة ويسرة كما قال تعالى ثم ذكر عظم الدال على عظمها وطاعتها ورسول منظرها فقال انا ترمي بشار كالقصر كأنه جمالة صفر وهي السود والذي يضرب الى لون في صورة وهذا يدل على ان النار مظلمة ابوها وجبرها وشرمها وانها سوداء كريهة المنظر الشديد والحراث نسأل الله العافية منها ومن الاعمال المقربة منها ويل يومئذ للمكذبين هذا يوم لا ينطقون الايات اي هذا اليوم العظيم لا ينطقون فيه من الخوف واجر شديد ولا يؤذن لهم بيتا وهي لا تقبل معذرتهم ولا يعتذروا فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون. هل هذا يوم فصل جمعنا لكم ولو لنفصل بينكم ونحكم بين الخلائق فان كان لكم كيد تقدروا يعقوب عن ملكه وتنجون به من عذاب فكيدوني اي ليس لكم قدرة سلطان كما قال تعالى يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان فلذلك اليوم تبطوا حيا الظالمين ويضمحل مكروه وكيدهم ويستسلمون لعذاب الله ويبين لهم ويبين لهم كذبهم بتكذيبهم ويل يومين للمكذبين ان المبتغيين وقال واعمالهم من كثرة النمائي من غير منغص ولا مكذب ولافة ونقص الى جنات النعيم المقيم وهكذا كل من احسن في عباد الله ولم يكن من هذا الويل الا هو تنعيم هذا هذا النعيم به حزنا وحرمانا فتنقطع عنهم انهم اذا امروا بالصلاة التي هي من اشرف العبادات وقيل لهم اركعوا امتنعوا من ذلك فاي اجرام فوق هذا واي تكليف يزيد على هذا ومن الويل عليهما النوم انهم تنسد عليهم ابواب التوفيق ويحرمون كل خير. فانهم اذا كذبوا هذا القرآن الذي هو اعلى مراتب الصف واليقين على الاطلاق فباي حديث بناه يؤمنون. ابى بالباء ابي الباطل الذي وكاسمه لا يقوم عليه شبهة فضلا عن الدين ام بكلام مشرك كذاب فليس بعد النور مبين ولا بعد الصدق الذي لا يليق الا بما يناسبه لهم ما اعماهم ويحا لهم ما اخسرهم واشقاهم. نسأل الله العفو والعافية انه جواد كريم تمت. احسنت. بارك الله فيك هذه القراءة فيها منافع لو لم يكن منافع الا مكثنا في بيت الله كان كافيا كيف هناك من هذه القراءة منا من يستفيد عشرة في المئة لكن فيها فوائد بعض الناس يضحكون على هذه القراءة يضحكوا على انفسهم قال رحمه الله تعالى تفسير سورة عما وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم عما يتساءلون عن النبأ العظيم الايات اي عن اي شيء يتساءل المكذبون بايات الله ثم بينما يتساءلون عنه فقال اي النبي العظيم الذي هم فيه مختلفون يلعن الخبر العظيم الذي طال فيه نزاعهم وانتشر فيه خلاف التكذيب والاستبعاد وهو النبأ الذي لا يقبل الشك ولا يدخله الريب ولكن المكذبون بلقاء ربهم لا يؤمنون ولو جاءته كل اية حتى يروا العذاب الاليم ولهذا قال كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ولسيعلمون اذا نزل بهم العذاب ما كانوا به يكذبون حين يدعون الى نار جهنم دعا ويقال لهم هذه النار التي كنتم بها تكذبون. ثم ذكر تعالى النعم والادلة دلت على ما جاءت فيه الرسل فقال الم نجعل الارض مهادا الى قوله الفافا انعمنا عليكم بنعم الجنة فجعلنا لكم نظم مهادا ممهدة مذللة لكم ولمصالحكم الحروف والمساكين والسوء والجبال اوتادا تمسك الارض لئلا تضطرب بكم وتميت وخلقناكم ازواجا ذكورا واناثا من جنس واحد ليسكن كل منهما الى الاخر فتتكون المودة والرحمة وتنشأ عنهما ذريته وفي ضمن هذا الامتنان بلذة المنكح وجعلنا نومكم سباتا اراحة لكم وقطعا لاشغالكم التي متى تمادت بكم واضرت بابنائكم فجعل الله الليل والنوم يغش الناس لتسكن حركات الضارة وتحصل راحتهم النافعة وبنيناه فوقكم سبعا شدادا سبع سماوات بغاية القوة والصلابة والشدة قد امسكها الله بقدرته وجعلها سقفا للارض فيها عدة منافع لهم ولهذا ذكر من منافعها الشمس فقال وجعلنا سراجا وهاجا نبه بالسراج على النعمة بنورها الذي صار ضرورة للخلق وبالوهاج وهي حرارتها على ما فيها من الانضاج والمنافع وانزلنا من المعصرات اي السحاب بما ان دجاجا كثيرا جدا لنخرج به حبة من بر وشعير وزرة وارز وغير ذلك مما يأكله الادمي ونباتا يشمل سائر النباتات لا يشمل سائر النبات الذي جعله الله قوتا لمواشيهم وجنات الفافا بساتين ملتفتة فيها من جميع اصناف الفواكه اللذيذة فالذي انعم عليكم بهذه النعمة الجليلة التي لا يقدر قدرها ولا يحصى عددها كيف تكفرون به وتكذبون ما اخبركم به من البعث والنشور ام كيف تستعينون بنعمه على معاصيه وتجحدونها ان يوم الفصل كان ميقاتا الى قوله فلن نزيدكم الا عذابا ذكر الله تعالى ما يكون في يوم القيامة الذي يتساءل عنه المكذبون ويجحده المعاندون انه يوما عظيما وان الله جعله ميقاتا الخلق ينفخ في الصور فيأتون افواجا ويجري فيه من الزعاء ويجري فيه من الزعازع والقلاقل لما يشيب له المولود وتنزعج له القلوب تسير الجبال حتى تكون كالهباء المبثوث وتنشق السماء حتى تكون ابوابا ويفسد الله والى الخلائق بحكمه الذي لا يجور وتوقد نار جهنم التي ارصدها الله واعدا للطاغين واجعلها مثوا لهم وابا وانهم يلبثون في اعقابا كثيرة والحقب ما قال ما قاله كثير من المفسرين بانون سنة فاذا وردوها لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا لا ما يبرد جلودهم ولا ما يدفع ظمأهم الا حمي ماء حار وهم يقطع امعائهم وغساقا وصديد اهل النار الذي هو في غاية النتن وكراهة المذاق وانما استحقوا هذه العقوبات الفظيعة جزاء لهم وفاقا على ما عملوا من اعمال الموصلة اليها لم يظلمهم الله ولكن ظلموا انفسهم ولهذا ذكر اعمالهم التي استحقوا بها هذا الجزاء فقال مثقال ذرة من حسناته ويغمه ويحزن ويحزن لزيادة مثقال ذرة في سيئاته ويعلم اذا كان مادة ربح وخسرانه ما سعاه في الدنيا وينقطع كل سبب ووصلة كانت في الدنيا سوى الاعمال وبرزت الجحيم لمن قال انهم كانوا لا يرجون حسابا لا يؤمنون بالبعث ولا ان الله يجازي الخلق بالخير والشر فلذلك اهملوا العمل للاخرة وكذبوه باياتنا كذابا كذبوا بها تكذيبا واضحا وصريحا وجاءته البينات فعاندوها وكل شيء من قليل وكثير وخير وشر احصيناه كتابا اثبتنا في اللوح المحفوظ فلا يحسب المجرمون انا عذبناهم بذنوب لم يعملوها ولا يحسبوا انه يضيع من اعمالهم شيء او ينسى منها مثقال ذرة كما قال تعالى وضع الكتاب فترى المجرمين المشفقين مما ويقولون يا ويلنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيره لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا فزوقوا ايها المكذبون هذا العذاب الاليم والخزي الدائم فلن نزيد جاءكم الا عذابا فكل وقت فكل وقت وحين يزداد عذابهم وهذه الاية اشد الايات في شدة عذاب اهل النار اجارنا الله منها ان للمتقين مفازا الى قوله عطاء حسابا لما ذكر حال المجرمين ذكر مال المتقين فقال ان المتقين فاز على الذين اتقوا سخط ربهم التمسك بطاعته والاكفاء عن معصيته يبقى لهم مفهوم وبعد من عن النار وفي ذلك المفاسد لهم حدائق وهي البساتين الجامعة الاصناف الاشجار الزاهية بالثمار التي تتفجر بين خلالها الانهار وخص العنب لشرفه وكثرته في تلك الحدائق ولهم فيها زوجات على مطالب نفوسهم كواعب اي نواهد اللاتي لم تتكسر التي اللاتي لم تتكسر فديوهن من شبابهن وقوتهن ونضارتهن والاتراب اللاتي على سن واحد متقارب ومن عادة الاتراب ان كن متالفات متعاشرات وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة اعدل ما يكون من الشباب وكأسا دهاقا مملوءة من رحيق لذة للشاربين لا يسمعون فيها لغو كلاما لا فائدة لها سبب للوصول الى كرامته رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطاما الى اخر السورتين الذي اعطاهم هذه العطايا هو ربهم رب السماوات والارض الذي خلقها ودبرها الرحمن الذي رحمته اسعد كل شيء فرباهم ورحمهم ولطف بهم وحتى ادركوا ما ادركوا ثم ذكر عظمته وملكه العظيم يوم القيامة وان جميع الخلق كله كلهم ساكتون لذلك اليوم لا يتكلمون ولا يملكون منه خطابا الا من الا من اذن له الرحمن وقال صوابا فلا يتكلم احد الا بهذين الشرطين ان يأذن له الله في الكلام وان يكون ما تكلم به صوابا لان ذلك اليوم واليوم الحق الذي لا يروج فيه الباطل ولا ينفع فيه الكذب وفي ذلك اليوم يقوم الروح وجبريل عليه السلام الذي هو افضل الملائكة والملائكة ايضا يقوم الجميع صفا خاضع لله لا يتكلمون الا باذنه فلما رغب ورحب وبشر وانزل قال فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا عملا وقدم وقدم صدق يرجع اليه يوم القيامة انذرناكم عذابا قريبا لانه قد ازف مقبلا وكل ما هو ات فهو قريب يوم ينظر المرء ما قدمت يداه وهذا الذي يهمه ويفزع اليه فلينظر في هذه الدار ما قدم لدار القرار يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون الايات فان وجد خيرا فليحمد الله وان وجد ذلك فلا يلومن الا نفسه. ولهذا كان الكفار يتمنون الموت من شدة الحسرة والندم. نسأل الله ان يعافينا من الكفر والشر كله انه الكريم تفسير سورة النازعات وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم والنازعات غرقا والناشطات نشطا الى قوله فاذا هم بالساهرة هذه الاقسامات بالملائكة الكرام وافعالهم الدالة على القيادي من امر الله واسراعه في تنفيذه يحتمل ان المقسم عليه الجزاء والبعث بدليل الاتيان باحوال القيامة بعد ذلك ويعتبر ان المقسم عليه هو المقسم به متحدان وانه اقسم على الملائكة لان الايمان بهم احد اركان الايمان الستة ولان في ذلك لافعالهم هنا ما جزاء الذي يتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده فقال والنازعات غرقا وهم ملائكة التي تنزع الارواح بقوة وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح فتجازى بعملها والناشطات نشطا وهي الملائكة ايضا ثم اذا شاء نشره بعد بعثه بعد الموت للجزاء فالله هو المنفرد بتدبير الانسان وتصريفها التصاريف لم يشاركه في مشارك وهو مع هذا لا يقوم بما امره الله ولم يقض ما والارواح بقوة ونشاط او ان النشط يكون لارواح المؤمنين والنزع لارواح الكفار والسابحات سبحا مترددات في الهواء صعودا ونزولا سبحا في السابقات لغيرها سبقا فتبادر لامر الله وتسبق الشياطين في ايصال الوحي الى رسل الله لان لا المدبرات يا ابراهيم الملائكة الذين جعلهم الله يدبرون كثيرا من الامور على العلوي والسبل من الامطار والنبات والاشجار والرياح والبحار والاجنة والحيوانات والجنة والنار وغير ذلك يوم ترجف الراجفة ان قيامته الساعة تتبع الرادفة الرجفة الاخرى التي تردفها وتأتي تلوها قلوب يومئذ واجفة منزعجة من شدة ما ترى وتسمع ابصارها خاشعة ذليلة حقيقة قد ملك قلوبهم الخوف واذهى الافئدتهم الفزع واغلب عليهم التأسف واستولت عليهم بحيس الدنيا على وجه التكذيب اذا كنا عظاما نخرة بالغة فتاتا قالوا تلك اذا كرة خاسرة نستبعد ان يبعثهم الله ويعيدهم بعدما كانوا عظاما نخرة جهلا منهم بقدرة الله وتجريا عليه. قال الله في بيان سهولة هذا الامر عليه فانما هي زجرة واحدة يفهم في الصور فاذا الخلل كلهم بالساهرة على وجه الارض قيام ينظرون فيجمعهم الله ويقضي بينهم بحكمه العدل ويجازيهم هل اتاك حديث موسى الى قوله لعبرة لمن يخشى يقول تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هل اتاك حديث موسى حديثه اذ ناداه ربه بالوادي المقدس طواه الذي كلمه الله فيه وامتن عليه بالرسالة وابتعثه بالوحي واجتباه فقال له اذهب الى فرعون انه طغى فانهى عن طغيانه وشركه وعصيانه بقول لين وخطاب لطيف لعله يتذكر ويخشع فقل له هل لك ان تزكى؟ هل لك في خصلة عميدة ومحمد الجميلة يتنافس فيها اولو الالباب وهي ان تزكي نفسك وتطهرها من دلالة الكفر والطغيان الى الايمان والعمل الصالح ويهديك الى ربك ادلك عليه وبين لك مواقع رضاه من واقع سخطه فتخشى الله اذا علمت الصراط المستقيم تجد مباردة الحق ومحاربته معشر جنودا وان جمعهم فنادى فقال لهم انا ربكم الاعلى فيجعلونه واقروا بباطله حين حين استخفهم فاخذه الله نكاء الاخرة والاولى يجعل الله عقوبته دليلا وزجره بينة لعقوبة الدنيا والاخرة ان في ذلك لعبرة لمن يخشى فان من يخشى الله هو الذي ينتبه بالايات والعبر فاذا رأى عقوبة فرعون عرفة ان كل من تكبر وعصى وبارز الملك الاعلى يعاقبه في الدنيا والاخرة واما من ترحلت خشيته خشية الله من قلبه فلو جاءته كل اية لم يؤمن بها انتم اشد خلقنا في السماء بناها الى قوله متاعا لكم والانعام فيقول تعالى بين يدي مبين الدليل واضحا لمنكر البعث ومستبعدي الله للاجساد انتم ايها البشر اشد خلقنا من السماء ذات الجدر العظيم والخلق القوي والارتفاع الباهر بناها الله رفع سمكها جرمها وصورتها فسواها باحكام واتقان يحير العقول ويزول الباب واغطش ليلها اظلمه فعمت الظلم فعمت الظلمة جميع ارجاء السماء فاظلم وجه الارض واخرج ضحاها اظهر فيه النور العظيم حين اتى بالشمس فانتشر الناس مصالح دينه ودنياه والارض بعد ذلك اي بعد خلق السماء دحاها اودع فيها منافعها فسر ذلك بقوله اخرج منها مائها ومرعاها والجبال ارسها ثبتها بالارض فدحا الاوظة بعد خلق السماوات كما هو نصر هذه الايات الكريمة واما خلق نفس الارض متقدما على خلق السماء كما قال تعالى قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له عدادا ذلك رب العالمين الى ان قال ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها والارض ائتيا طوعا وكرها قالت اتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات فالذي خلق السماوات وما فيها من ضروريات الخلق ومنافعهم لابد ان يبعث الخلق المكلفين ويجازيهم باعمالهم فمن احسن فله الحسنى ومن اساء فلا ومن الا نفسه ولهذا ذكر بعد هذا قيام الساعة ثم الجزاء فقال فاذا جاءت الطامة الكبرى الى قوله فان الجنة هي المأوى اي اذا جاءت القيامة الكبرى والشدة العظمى التي يهون عندها كل شدة فحينئذ يذهل الوالد عن ولده. والصاحب عن صاحبه وكل محب عن حبيبه ويتذكر الانسان ما سعى في الدنيا بخير وشر فيتمنى زيادة وجعلت في في البراز ظاهرة لكل احد قد هيأت لاهلها واستعدت لاخذه منتظرة لامر ربها فاما من طغى جاوز الحد بان تجرأ على معاصي الكبار ولم يقتصر على ما حده الله واثر الحياة الدنيا على الاخرة فصارت عين لها وقته مستغرقا في حظوظها وشهواتها هي الاخرتها ولا عمل لها فان الجحيم هي المأوى له اي المقر والمسكن لمن هذه حاله واما من خاف ربه اي خاف القيام عليه ومجازاته بالعدل فاثر هذا الخوف في قلبه فنهى النفس عن هواه الذي يصد عن طاعة الله رواه تبع لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وجاهد الهوى والشهوة الصادين عن الخير فان الجنة المشتملة على كل خير وسرور ونعيمها هي المأوى لمن هذا وصفه ويسألونك عن الساعة ايان مرساها الى اخر السورة ان يسألك المتعاليتون المكذبون البعث عن الساعة وايانا لموسى فاجابه الله فيما انزلت من ذكراها اي ما الفائزة لك ولهم في ذكرها ومعرفة وقت مجيئها فليست تحت مذلك نتيجة. ولهذا فلما كان علم العباد للساعة ليس له في مصلحة دينية ولا دنيا بل مصائب الاخفاء عليهم طواعا طواع المذلك عن جميع الخلق واستأثر بعلمه فقال الى ربك متهى اليه كما قال في الايات الاخرى يسألونك عن الساعة قل انما علمها عند ربه لا يجليها لوقتها الا هو انما انت منذر من يخشاها انما لذرتك نفعها لمن يخشى مجالسات ويخاف الغفر بين يدي الله فهم الذين لا يهمهم الا استعداد لها والعمل لاجلها واما من لم يؤمن بها فلا يبالي به ولا بتعنت فلا يبالي به ولا بتعنت. لان تعنته مبني على التكذيب والعناد. واذا وصل الى هذه الحال كانت الاجابة كانوا عبثا ينزه واحكم الحاكمين عنه تمت والحمد لله رب العالمين تسير سورة عبس وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم عبس وتولى جاءه الاعمى الى قوله فانت عنه تلاسوا نزل هذه الاية كلمتان وجاء رجل من المؤمنين اعمى يسأل النبي صلى الله عليه وسلم يتعلم من وجاءه رجل من الاغنياء وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية الخلق حضروا فيها بالخير والشر وذلك انه اذا كان يوم القيامة تكور الشمس اي تجمع وتلف ويخسف القبر ويلقيان في النار واذا النجوم كثرة تغيرت وتناثرت من افلاكها والى الجبال سيرت صارت كثيرا ما هي لثم صارت كالعهن المفهوش ثم تغيرت صارت فبال صلى الله عليه وسلم للغني وصد الاعمى الفقير رجاء لهداية ذلك الغني وطبعا في تزكيته فعاتبه الله بهذا العتاب اللطيف فقال عبسا في وجهي وتولاه في بدنه لمجيء الاعمال ثم ذكر الفائدة بالاقبال عليه فقال وما يدريك لعله الى اعمال الزكاة يتطهر عن اخلاق الرذيلة ويتصف بالاخلاق الجميلة او يتذكر فتنفعه الذكرى يتذكر كما ينفعه فينتفع بتلك الذكرى وهذه فائدة كبيرة هي المقصودة ببعثة الرسل وبعض الوعاظ وتذكير المذكرين فاقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك مؤمن هو الاليق والواجب وتعرضك للغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير مع ترك كمن مع تركك من هو من اهم منه فانه لا ينبغي لك فانه ليس عليك الا فلو لم يتزكى فلست بمحاسب على ما عمله من الشر فدل هذا على القاعدة المشهورة انه لا يترك امر معلوم لامر موهوب ولا مصلحة متحققة المصلحة متوهمة وانه ينبغي الاقبال على طالب العلم المفتقر اليه الحريص عليه ازيد من غيره كلا انها تذكرة الى قوله متاعا لكم الانعام قوله تعالى كلا انها تذكرة حقا انها انها هذه الموعظة تذكرة من الله يذكر بها عباده ويبين لهم في كتابه لما يحتاجون اليه وبه الرشد من الغي فاذا تبين ذلك فمن شاء ذكره وعمل به كقوله تعالى وقل الحق من ربك من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ثم ذكر محل التذكرة وعظمها ورفع قدرها فقال في صحف مكرمة مرفوعة القدر والرتبة المطهرة على ان وعن ان تنالها ايدي الشياطين او يسترقوها بل هي بايدي سفرة وملائكة الذين هم سفراء بين الله وبين عبادي كرام كثير الخير والبركة كثير الخير والبركة بررت قلوبهم واعمالهم وذلك كله حفظ من الله لكتابه ان جعل السفراء فيه ان الرسل الملائكة الكرام الاقوياء الاتقياء ولم يجعل للشياطين قيل عليه سبيلا وهذا ما يوجب الايمان به وتلقيه بالقبول ولكن مع هذا ابى الانسان الا كفورا. ولهذا قال تعالى قتل الانسان ما اكثر نعمة الله تعالى وما اشد معاندته والحق بعد ما تبين هو ما هو من اضعف الاشياء اي خلقه الله من ماء مهين ثم قدر خلقه وسواه وبشرا سويا واتقن قواه الظاهرة والباطنة ثم السبيل يسر ويسر له الاسباب الدينية والدنيا ويتواداه السبيل وبينه وامتحنه بالامن والنهي ثم مات واكرمه بالدفن ولم يجعله كسائر الحيوانات التي تكون ديافها على وجه الارض نوع من انواع الاكرام قال ثم ارشده الله الى النظر والتفكر في طعامه وكيف وصل اليه بعدما تكررت عليه طبقات عديدة ويسره الله له فقال فلينظر الانسان الى طعمه ان صابنا الماء ان صبر انزل المطر منه على الارض بكثرة ثم شغلنا افضل النبات شق ما انبتنا به اصناف مصنفة من انواع الاطعمة الذي الشهية حبا وهذا شامل لسائل الحبوب على اختلاف اصنافها وعنبا وقضبا وهل قد توى الزيتون ونخلا وخص هذه الاربعة كثرة فوائدها ومنافعة وحدائق يقول ما المسأتين فيها الاشجار الكثيرة وفاكهة وابل فاكهة ويتفكه فيها الانسان من تين وعنب الخوخ ورمان وغير ذلك والاب ما تأكله البهائم والانعام ولهذا قال متى لكم لانعامكم التي الله وسخرها لكم فمن نظر في هذه النعم ووجب له ذلك شكر ربي وبذل الجهد في الانابة اليه والاقبال على طاعته وتصديقا لاخباره. قال تعالى فاذا جاءت الصاخة الى اخر السورة اي فاذا جاءت في صيحة القيامة التي تصخ لهولها الاسماع وتزعج لها الافئدة يومئذ مما يرى الناس من الاهوال والشدة العادة لسالف الاعمال فيغفر المرء من اعز الناس اليه واشفقهم عليه من اخيه وامه وابيه وصاحبته زوجته وبنيه وذلك لانه لكل امرئ منهم يومئذ قد اشغلته نفسه واهتم لفكاكها ولم يكن له الالتفاف الى غيرها فحين الخلق الى فريقين سعداء واشقياء فاما الشهداء فوجوههم يومئذ مسفرة قد ظهر فيها السرور والبهجة ثم عرفوا من نجاة وهزهم من نعيم ضاحكة مستبشرة ووجوه للاشقياء يومئذ عليها غبرة تراق وتنشاق الفترة فيه فهي سوداء مظلمة مدلهمة قد ايست بكل خير وعرفت شقاها وهلاك هؤلاء كالذين بهذا الوصف هم الكفرة الفجرة الذين كفروا بنعمة الله وكذبوا باياته وتجرأوا على محارمه نسأل الله العفو والعافية انه جواد كريم والحمد لله رب العالمين تفسير سورة التكبير وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم اذا الشمس كبرت واذا النجوم انكدرت الى قوله علمت نفس ما احضرت اذا حصلت هذه الامور تميز الخلق وعلم كل ما قدمه لاخرته شباب منبثا وزيادت على اماكنها واذا الاشارة عطلت يعطل الناس يومئذ نفائس اموالهم التي كانوا يهتمون لها ويراعونها في جميع الاوقات فجاءهم ينزلهم عنها فنبه بالعشار وهي النوق التي تتبعها اولادها وهي انفس اموال العرب اذ ذاك عندهم على ما هو في معناها بكل نفيس واذا الوحوش حشرت جمعت ليوم القيامة ليغتص الله من بعضها لبعض ويرى العباد كما لعدله حتى انه يقتص للشاة جماء من الشاة ثم يقال لا يكون التراب اذا البحار سجرت وقذت قالت على عظمها نارا تتوقد واذا النفوس زوجت ايقول انك اي قرن كل صاحب عمل قرن كل صاحب عمل مع نظيره فجمع فجمع الابرار ومع الابرار والفجار مع الفجار المؤمنون بالحور العين والكفر والكافرون بالشياطين وهذا كقوله تعالى وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا وسيق الذين اتقوا ربهم للجنة زمرا واحشروا الذين وازواجهم واذا المؤودة السولة هي التي كانت في الجاهلية الجهلاء تفعله بدفن البنات وهن احياء من غير سبب الا خشية الفقر فتسأل باي فتسأل باي ذنب قتلت ومن المعلومات فانها ليس لها ذنب ولكن هذا في توفيق وتقرير لقاتليها واذا الصحف المشتملة على ما عمله العاملون بخير وشر نشرت وفرقت على اهلها فاخذ الكتاب بيمين واخذ الكتاب بالشمال او من وراء ظهري والى السماء كشطت ازيلت كما قال تعالى يوم تشقق السماء بالغباب يوم نطوي السماء كطي سجل للكتب والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات وطويات بيمين واذا الجحيم سعيرت عليها فاستعارت والتهبت التهابا لم يكن لها قبل ذلك واذا الجنة ازلفت قلبت المتقين علمت نفس كل نفس لاتيانها في سياق الشرط ما احضرت ما حضر لديها من الاعمال التي قدمتها كما قال تعالى ثم عملوا حاضرا وهذه الاوصاف التي وصف الله بها يوم القيامة من الاوصاف التي تستدعي لها القلوب وتشتد بنجاكم وترتعد الفرائس وتعم المخاوف وتحث على باب الاستعداد الى ذلك يوم تهجرهم عن كل ما يجيب لهم ولهذا قال بعض السلف من اراد ان ينظر ليوم القيامة كأنه رأي عين فليتدبر سورة اذا الشمس كورت فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس الى اخر السورة اقسم تعالى بالخنس وهي الكواكب التي تخنس تتأخر عن سير الكواكب المعتادة الى جهة المشرق وهي النجوم السبعة السيارة والشمس والقمر والمشتري والبليخ وزحل وعطارد فهذه السبعة لها سيران سيران للجهة المغرب مع سائر الكواكب والفلك وسير معاكس لهذه من جهة الشرق تختص به تختص به هذه السبعة دون غيرها فاقسم الله بها في حال خنوسها لتأخرها وفي حال جريانها وفي حال كنوزها اي ستارها بالنهار ويحتمل ان المراد بها جميع الكواكب سيارة وغيرها والليل اذا عسعس يقبل وقيل ادبر والنهار اذا تنفس بدت على ام الصبح وانشق النور شيئا فشيئا حتى يستكمل وتطلع الشمس هذه اية عظام اقسم الله عليها لقوته بسند القرآن وجلالته وحفظه من كل شيطان رجيم فقال انه لقول الرسول الكريم وجبريل عليه السلام نزل به من الله تعالى كما قال تعالى وانه لرب العالمين لزائفه الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين ووصفه الله بالكريم لكرم الاخلاق كثرة خصاله الحميدة فانه افضل الملائكة واعظمه رتبة عند ربه ذي قوة على ما امره الله به من قوته انه وقلب ديار قوم لوط به فأهلكهم عند ذي العرش جبريل مقرب عند الله له منزلة ربيعة وخصيصة من الله اختص بها مكين له مكانته ومنزلته فوق منازل الملائكة كلهم مطاع ثم جبريل مطاعم في ملأ الاعلى لانه من ملائكة المقربين نافذ في فيهم امره مطاع رأيه ابي من ذو امانة وقيام ما امر به لا يزيد ولا ينقص ولا يتعدى ما حد له وهذا كله يدل على شرف القرآن عند الله تعالى فانه بعث به هذا الملك الكريم والعادة ان المملوك لا والعرفة ان الملوك لا ترسل الكريم عليها الا اذا الا في اهم المهمات واشرف الرسائل ولما ذكر هذا الرسول الملكي الذي جاء بالقرآن ذكر هذا الرسل البشري الذي نزل عليه القرآن ودعا الناس اليه فقال ما صاحبكما محمد بمجنون كما يقولون واعداؤه المكذبون برسالته المتقولون عليه من الاقوال التي يريدون ان يطفئوا بها ما جاء به بل هو اكبر الناس عقلا واجزلهم رأيا واصدقهم لهجة لقد رآه بالافق المبين يراه محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام الافق البين الذي هو اعلى ما يلوح للبصر وفي امة امية جاهلة جهلاء فلم يمت صلى الله عليه وسلم حتى كانوا علماء ربانيين واحبارا متفرسين اليهم الغاية والعلوم واليهم المتهم في استخراج الدقائق والمفهوم وهم الاساتذة وغيرهم قصار وغيرهم قصارى ان يكونوا من تلاميذهم وما هو بقول شيطان رجيم لما ذكر جلالة كتابه وفضله بذكر المرسولين الكريمين الذين وصل الى الناس على ايديهم اذ اثنى الله عليهما بما اثنى دفع عنه كلفة ما يخضع في صدقه فقال وما هو من شيطان رجيم اي في غاية البعد عن الله وعن قربه فاين تذهبون كيف يخطر هذا ببالكم وان عجبت عنكم اذهانكم حتى جعلتم الحق الذي هو في اعلى درجات الصدق بمنزلة الكذب الذي هو انزل ما يكون اردى واسفل الباطل هل هذا الا من انقلاب الحقائق ان هو الا ذكر العالمين يتذكرون به ربا وما لهم من صفات كما لم ينزه عنه من النقائص والرذائل وامثاله بالاوامر والنواهي كما يتذكر النبي حكام القدرية والشرعية يتذكرون به مصالح الدارين وينالون بالعمل به السعادة بالغي والهدى من الضلال وما تشاؤون الا ان شاء الله رب العالمين انشأته نافذة لا يمكن ان تعارضه وتمانع في هذه الاية وامثالها ردوا على فرقة القدر رد على فرقتي قدرية النفاة والقدرية الجبرية كما تقدم مثالها والله تعالى اعلم والحمد لله تفسير سورة الافطار وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم ثم قدمت واخرتها اذا انشقت السماء وفطرت فتناظرت نجومها وزالت جمالها هجرت البحار فصارت بحرا واحدة وبعثرت يغضب بان اخرج ما فيها من الاموات وحشر والموقف بين يدي الله للجزائر على الاعمال فحين اذ ينكشف الغطاء ويزول ما كان خفيا وتعلم كل نفس ما معه من الارباح والخسران وهنا لكي يعض الظالم على يديه دار ما قدمت يداه وايقن بالشقاء الابد والعذاب السردي فهؤلاء يفوز المتقون المقدمون لصالح الاعمال بالفوز العظيم والنعيم المقيم والسلامة من عذاب الجحيم. يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الى قوله تفعلون. يقول تعالى معاتب الاسنان المقصر في حقه وتجلي على معاصيه يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم اتهاوى تهاونا منك في حقوقها ما احتقارا منك العذاب او عدم ايمان منكم منك بجزاءه اليس هو الذي خلقك فسواك في احسن تقويم فعدلك وركبك تركيبا قويما معتدلا في احسن الاشكال واجمل الهيئات فهل يليق بك ان تكفر نعمة المعين وان تجحد احسان المحسن وان هذا الا هذا الا من جهلك وظلمك وعنادك وغشمك وغشمك فاحمد الله اذ لم يجعل صورتها كصورة كلب او حبال او نحوها من حيوانات ولهذا قال في اي سورة ما شاء ركبك وقوله كلا بل تكذبون بالدين مع هذا الوعظ والتفكير لا تزالوا مستمرين على التكذيب الجزاء وانتم لابد ان تحاسبوا على ما عملتم وقد والله عليكم ملائكة الكرام يكتبون اقوالكم وافعالكم ويعلمونها فدخل في هذا الافعال القلوب يفعل الجوارح فلا يغمكم ان تكرموهم وتجلوهم ان الامراض في نعيم وان الفجار لفي جحيم الى اخر السورة مراجم الابرار هم القائمون بحقوقهم لله وحقوق العباد والملازمون للبر في اعمال القلوب اعمال الجوارح فهؤلاء جزاهم النعيم في القلب والروح والبدن في الدار الدنيا وهذا في دار البرزخ وفي دار القرار وان الفجار الذين قصروا في حقوق الله وحقوق عباده الذين فجرت قلوبهم فجرت اعمالهم في جحيم في دار الدنيا ودار البزخ وفي دار القرار يصلونها ويعذبون بها اشد العذاب يوم الدين. اي يوم الجزاء على الاعمال وما هم معناها بغائبين يعني بل هم لازمون لها لا يخرجون منها وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين وفي هذا تهويل لذلك اليوم الشديد الذي يحير الاذهان يوم لا تملك نفسه لنفسه شيئا ولو كانت قريبة حبيبة المصابين فكله مشتغل بنفسه لا يطلب الفكاكة ان لغيرها والامر يومئذ لله فهو الذي يفصل بين العباد ويأخذ للمظلوم حقه من الظالمين والله اعلم تفسير سورة المطفين وهي مدنية بسم الله الرحمن الرحيم وللمطفين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون الايات ويل كلمة عذاب وعقاب للمطفين الله المطففين بانهم الذين اذا انه الذين اذا اكتالوا على الناس اي اخذوا منه وفاء لهم عما عما قبلهم يستوفون وكاملهم من غير نقص واذا كالوا ما وزنهم اذا اعطوا الناس حقهم والذين هم عليه يخسرونهم ذلك اما بمكيال وميزان ناقصين او بعدم ملء مكيال والميزان او بغير ذلك فهذا سرقة لاموال الناس وعدم صاف لهم منهم اذا كان هذا وعيدا لعل الذين يبخسون الناس بالكيال والميزان فالذي يأخذ اموالهم فهو سرقة اولى بهذا الوعيد من المطففين ودلت الاية الكريمة على ان الانسان كما يأخذ من الناس الذي يجب عليه ان يعطيهم كل ما لهم من الاموال والمعاملات بل يدخل في عموم هذا الحجج الحجج والمقالات بل يدخل في هذا بل يدخل في عموم هذا الحجج والمقالات فانه كما ان المتناظرين قد جرت العادة ان كل واحد منهم يحرص على ما له من الحجج فيجب عليه ايضا ان يبين ما لخصمه من حجته التي لا يعلمها وان ينظر في ادلة خصمها كما ينظر في ادلته هو في هذا الموضع يعرف انصاف الانسان بالتعصب واعتسافه وتواضعه من كبر من كبره كبره وعقله نسأل الله التوفيق لكل خير ثم توعد تعالى المطفئين وتعجب من حالهم واقامتهم على ما هم عليه فقال الا يظن اولئك انهم مبعوث ليوم عظيم يوم يقوم الناس رب العالمين فالذي جراهم على تصفيف عدم ايمانهم اليوم الاخر والا فلو امنوا به وعرفوا انه سيقومون بين يدي الله فحسبوا على القليل والكثير لا يقلع عن ذلك وتابوا منه كلا ان كتاب الفجار لفي سجيل الى قوله ثم يقال ان هذا الذي كنتم به تكذبون يقول تعالى كلا ان يكتب الفجار وهذا شامل كل فاجر ان من انواع الكفرة والمنافقين والفاسقين لفي سجدين ثم فسر ذلك بقوله وما ادراك ما سجير الكتاب من قوم الكتاب مذكور فيه اعماله الخبيثة والسجير ومحل الضيق الضنك والسجين والسجين ضد العليين الذي هو محل كتاب كما سيأتي وقد قيل ان الستين هو اسفل الارض السابعة ماء والفجار مستقر في معادهم والى يومئذ للمكذبين ثم بينهم بقول الذين يكذبون بيوم الدين يوم ازا يوم الدين يدير الناس يوم يدير الناس المسائل المتفق عليها ان النار في اسفل السافلين كما ان الجنة في اعلى عليين تحت عرش ارحم الراحمين يوم يدين الله الناس به باعمالهم ما يكذب به الا كل معتد على محارم الله متعد بالحلال الحرام يثيم الى كثير الاثم هذا يحمله عدوانه على التكذيب ويوجب له كبره الحق ولهذا اذا تتلى عليه ايات الله الدالة على الحق وعلى ما جاءت به الرسل كذبها وعاندها وقال هذه اساطير الاولين اي من الترهات المتقدمين واخبار الام الغابرين ليس من عند الله تكبروا عنادا واما من انصف كان مقصود الحق المبين فانه لا يكذب بيوم الدين لان الله فقد اقام عليهم الادلة تقاطع الابراهيم لصادعة ما يجعله حق اليقين وصام بصائر منزلة الشمس للابصار بخلاف من ران على قلبه فسوء وغطته معاصيه فانه محجوب عن الحق ولهذا جزئي على ذلك بان حجب عن الله كما حجب قلبه في الدنيا عن ايات الله ثم انهم مع هذه العقوبة بليغة الاصاب يعني مثل ما يقال لهم توبيخا وتقريعا هذا الذي كنت به تكذبون فذكر لهم ثلاث انواع من العذاب عذاب الجحيم وعذاب التوبيخ واللوم وعذاب الحجاب عن رب العالمين المتضمن سخطه وغضبه عليهم هذا وهو اعظم عليه من عذاب وجل في مولايتي على المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة في الجنة ويتلذذون بالنظر اليه اعظم من سائر اللذات ويبتهجون بخطابه ويفرحون بقربه كما ذكر الله ذلك بعدة ايات في القرآن فيه النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الاية يستهتر من ذنوبه فانها ترين على القلب وتغطيه شيئا فشيئا حتى يطمس النور وتموت بصيرته فتنقلب عليه الحقائق خيرا الباطل حقا وحقه باطلا وهذا من اعظم عقوبات وهذا من اعظم عقوبات الذنوب الران هو الذي يكون بسبب الذنب فالانسان كان اذا اذنب الذنب ران في قلبه ثم لا زالت الذنوب اثارها تلين حتى يصبح القلب اسودا ولا فسيلة لها الا بالاستغفار والتوبة كلا ان كتاب الابرار الفعليين لقوله ومزاجه من تسليم لما ذكر ان كتاب الفجار في اسفل ذكر ان كتاب الغريب على اوسعه وان كتابه مرقوم يشهد المقربون بالملائكة والكرام ارواح الانبياء والصديقين والشهداء وينوه الله بذكره في الملأ الاعلى وعليون اسم لاعلى الجنة فلما ذكر كتابا ذكر انه في نعيم واسم جامع لنعيم القلب والروح والبدن على الارائك على السرور وزينت بالفرش كانوا ينظرون الى ما اعد الله لهم من النعيم وينظرون الى وجه ربهم الكريم تعرف وين ايها الناظر في وجوههم نظرة النعيم بهاءهم بهاءه ونضارته ورونقه فان توالي اللذات والمسرات والافراح يكسب الوجه نورا وحسنا وبهجة يشقون من رحيق وهو من اتى بما يكون من الاشربة والذها مختوم من ذلك الشراب ختامه مسك احتمل ان المراد مختوم على النيل داخله شيء ينقص لذته ينشد طعمه وذلك الختام والذي ختم به مسك ويحتمل ان المراد انه الذي يكون في اخر الاناء الذي يشربون منه الرحيق حثالة ومسك الازهر فهذا الكدر منه الذي جرت العادة بالدونار فراق يكون في الجنة بهذه المثابة وبذلك النعيم المقيم الذي لا يعلم حسن ومقداره الا الله فليتنافس المتنافسون فليتسابقون في المبادرة اليه والاعمال الموصلة اليه فهذا اولى ما بذلت فيه نفائس الانفاس واحرى ما تزاحم الوصول اليه فحول الرجال ومزاج هذا الشراء من تسليم وهي عين يشربها المقربون صرفا وهي اعلى اشربة الجنة على الاطلاق. ولذلك كانت خالصة للمقربين الذين هم على خلق منزلة ممزوجة لاصحاب اليمين المخلوطة بالرحيق مخلوطة بالرحيق وغيره من الاشربة اللذيذة ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون الى اخر السورة ما ذكرتا على جزاء المجرمين وجزاء المحسنين وذكر ما بينهما يتفاوت ان المجرمين كانوا في الدنيا يسخرون منهم ولا يستهزئون يضحكون منهم فيتغامزون بهم عند مرورهم عليهم احتقار لهم ازدراء مع هذا تراه مطمئنين لا يخطر الخوف على بالهم واذا انقلبوا الى اهلهم صباحا ومساء انقلبوا فكهين مسرورين وهذا اشد ما يكون من لانه جمعوا بين غاية الاساءة مع الامر في الدنيا حتى كان القدام كتاب وعهد من الله انه من الاستعاذ وقد حكموا لانفسهم انهم اهل الهدى وان المؤمنين ضالون افتراء على الله والتجرأ على القول عليه بلا علم قال تعالى ما ارسل عليهم حافظ وما ارسل وكلاء يعلمون ملزم اعمالهم حتى يحرصوا على رميهم بالضلال. وما هذا منهم الا تعنت عناد وتلاعب ليس لهم السند ولا برهان. ولهذا كان الداء في الاخرة من جنس عملهم قال تعالى اليوم يوم القيامة الذين امنوا بالكفار يضحكون حين يرونهم في غمرات العذاب يتقلبون وقد ذهب عنهم ما كانوا يفترون المؤمنون في غاية الراحة والطمأنينة على وزينته وينظرون على الى ما اعد الله له من النعيم وينظرون الى وجه ربهم الكريم هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلونها الجوز من جنس عملهم فكما ضحكوا في الدنيا من المؤمنين ورموا بالضلال ضحك المؤمن في الاخرة حين رأوهم في العذاب والنكال الذي هو عقوبة الغي والضلال نعم ثوبوا على ما كانوا يفعلون عدلا من الله وحكمة والله عليم حكيم تفسير سورة الانشقاق والمكية بسم الله الرحمن الرحيم الى السماء مشقت الى قوله بلى ان ربه كان به بصيرا. يقول تعالى بعضها بعضهم تأثرت نجومها وخسفت شمسها وقمرها واذنت ربها استمعت لامري والقت سمعها وصاخت لخطابه اي حق لها ذلك فانها مسخرة مدبرة تحت مسخر الملك وتحت مسخر ملك تحت مسخر ملك عظيم لا يعصى امره ولا يخالف حكمه واذا لاض مدته ردفت وارتجفت ونسفت عليها جبالها ودك ما عليها ومع الامير فسويت ومدها الله مد الاديم حتى صارت واسعة جدا تسع اهل الموقف على كثرة ما تصير قال لا ترى فيها اعوج ولا القت ما فيها من والاموات والكنوز وتخلت منه فانها يفخخ في الصور فانه يفهم الصور فتخرج المواسم الى وجه الارض وتخرج وتخرج حتى تكون كالاسطوان العظيم يشاهده الخلق ويتحسر على ما هم عليه على ما هم فيه يتنافسون اما بالخير واما بالشر ثم تلاقي الله فيوم القيامة فلا تعدوا منه جزاء بالفضل او العدل بالفضل ان كنت سعيدا ومن عقوبته ان كنت شقيا ولهذا ذكر تفصيل الجزاء فقال الله بذنوبه حتى اذا ظن العبد انه قد هلك قال الله قال اني قد سترت عليك في الدنيا وانا استرها لك يوم القيامة وان يسترها لك اليوم وينقلب الى اهلي في الجنة مسرورا لانه قد نجى من العذاب وفاز بالثواب اما من اوتي كتابه وراء ظهره بشماله او بشماله من وراء ظهره فسوف يدعو من الخزي والفضيحة وما يجد في كتاب الاعمال التي قدمها ولم يتب منها ويصلى سعيرا تحيط به السعير بكل جانب ويقلب في على ويقلب على عذابها وذلك لانه كان في ايدي مشروع يخطر البعث على باله وقد وغيرها وقمر ليلة سقمتلى نوره بابداره وذلك احسن ما يكون واكثر منافع والمقسم عليه قوله لتركبون ايها الناس طبقا بعد طبق اطوار متعددة الاحوال المتباينة بنطفة اعاقة الى نفخ الروح ثم يكون وليدا وطفلا مميزا ثم يجري عليه قلم التكر والامر والنهي ثم يموت بعد ذلك ثم يبعث هو اجازة مع ما له فهذه طبقات مختلفة. الجالية على العبد دالة على ان الله وحده والمعروف هو المعبود والموحد والمدبر لعباده من حكمته برحمته وانا العبد فقير عاجز تحت تدبير العزيز الرحيم ومع هذا فكثير من الناس لا يؤمنون واذا قرأ عليهم القرآن لا يسجدون لا يخضعون للقرآن ولا ينقضون ومن هنا بل الذين كفروا يكذبون ويعاندون الحق بعد ما تبين فلا يستغرب عدم ايمانهم والقيادي من القرآن تعال الودود الواد لاحبابه كما قال تعالى يحبهم ويحبونه والمودة هي المحبة الصافية في هذا سر لطيف حيث قرن ودود ودود بالغفور ليدل ذلك على ان اهل الذنوب اذا تابوا الى الله وانابوا فان المكذب بالحق عنادا لا حيلة فيه والله اعلم بما يوعون بما يعملونه وينمونه سرا فالله يعلم سرهم وجهرهم وسيجازيهم اعمالهم ولهذا قال فشروا بعذابنا انه سميت البشارة بشارة لانها تؤثر في البشرة سرورا فهذه حال اكثر الناس تكثير بالقرآن وعدم الايمان بها ومن الناس فارغ هداهم الله فامنوا بالله وقبلوا ما جاءت بهم جاءتهم به الرسل فامنوا وعملوا الصالحات فهؤلاء لهم غير ممنون غير مقطوع بل هو اجر دائم بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والحمد لله تفسير سورة البروج والسماء ذات البروج الى اخرها والسماء ذات البروج ذات المنازل المشتملة على منازل الشمس والقمر والكواكب المنتظمة في سيرها على اكمل ترتيب ونظام دال على كمال قدرة الله تعالى ورحمته علمه وحكمته واليوم واعود وهو يوم القيامة الذي وعد الله والخلق ان يجمعهم فيه ويضم فيه اولهم واخرهم ويضم فيه اولهم واخرهم وقاصيهم ودانيهم الذي لا يمكن ان يتغير ولا يخلف الله الميعاد وشاهد ومشهود وشمل هذا كل ما تصل بهذا الصيام مبصر وصار المحاضر ومحظور ورائي ومرئي والمقسم عليهما تضمنه هذا القسم من ايات الله الباهرة وحكمة وحكمه الظاهرة ورحمته الواسعة وقيل ان المقسم عليه قوله قتل اصحاب الاخدود وهذا دعاء عليه بالهلاك والخدود الحفر التي تحفر في الارض وكان اصحاب الاخدود هؤلاء قوم كافرين ولديهم قوم منهم فرادوا فراودوهم على الدخول في دينهم وتعوذوا بذلك فشق الكافرون خدودا في الارض وقذفوا فيها النار وقعدوا حولها وعرضوهم عليها فالاستجابة لهم اطلقوها وان استمروا اصدقوه ومن استمر على الايمان قذفوه في النار وهذا غاية محاربة الله المؤمنين. ولهذا لعنه الله اهلكهم وتوعدهم فقال قتل اصحاب الاخدود ثم فسر الاخدود بقوله النار ذات الوقود اذ هم عليها قعودهم على ما يفعلون شهود وهذا من عظيم ما يكون من الجبل وقساوة القول لانه جمع بين الكفر باية الى معاندتها ومحاربة اهلها وتأديبهم بهذا العذاب الذي فطر منه القلوب حضورهم اياهم عند القائهم فيها والحال انه ما نقموا من الامور الا حالة يمدحون عليها وبها سعادة وهي انهم كانوا يؤمنون بالله العزيز الحميد الذي له العزة التي قهر بها كل شيء وحميد في اقوال وافعاله واوصافه الذين هو ملك السماوات وخلقا وعبيدا يتصرف فيهم بما يشاء والله على كل شيء شهيد علما وسمعا وبصرا افلا خاف هؤلاء المتمردون عليها يأخذهم العزيز المقتدر او ما او ما او ما علموا وما علموا كلهم انهم مماليك لله ليس لاحد على عهد سلطة بدون اذن المالكي او خفي عليهم ان الله محيط باعمالهم عليها كلا ان الكافر في غرور والجاهل في بعمل وضلال عن سواء السبيل ثم اوعدهم ووعدهم وعرض عليهم توبة قال ان الذين فتنوا من المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق العذاب الشديد الحرير. قال الحسن كان رحمه الله انظروا الى هذا الكرم والجود قتلوا اولياءه اولياءه واهل طاعته وهو يدعوهم الى التوبة دليل على عظيم رحمة الله اعلموا ان بعده خطاؤون مع ذلك يدعوهم الى التوبة وان كانوا ظالمين ولما ذكر عقوبة الظالمين ذكر ثواب المؤمنين فقال ان الذين امنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم لهم والجنات تجري من تحت الانار ذلك الفوز الكبير الذي حصل والفوز برضا الله ودار كرامتي ان بطش ربك لشديد عقوبته لاهل الجرائم والذنوب العظام لقوية شديدة وللظالم. قال الله تعالى وكذلك اخبر بك اذا اخذ القرآن وهي ظالمة ان اخذ ولي منشد انه ويعيد المنفرد بابداء خلق واعادته فلا يشارك بذلك مشارك وهو الغفور الذي يغفر ذنوب جميعها لمن تاب ويعفو عن السيئات لما استغفر واناب الودود الذي يحبه احبابه محبة لا يشبهها شيء فكما انه لا يشابه شيء في صفات الجلال والجمال والافعال فمحبة في قلوب خواص خلقه التابعة لذلك لا يشبهها شيء لا يشبه شيء من انواع المحاب ولهذا كانت محبته اصل العبودية وهي محبة لا تتقدم جميع المحاب وتغلبها وان لم تكن غيرها تبعا لها كانت عذابا على اهلها وهو يغفر لهم ذنوبهم واحبهم فلا يقال تغفر ذنوبهم ولا يرجع اليهم الود فلا يقال تغفر ذنوبهم ولا يرجع اليهم الود كما قاله بعد بعض كما قاله بعض الغالطين فالله افرح بتوبة عبدي حين يتوب الرجل بالرجل على راحلته عليها طعام وشراب وما يصلحها فاضلها في ارض فلا يأتي بمهلكة فايس منها فاضجع في ظل شجرة ضرباتها بينما هو على تلك الحالة اذا راحلته على رأسه فاخذ بخطابها فالله اعظم فرحا بتوبة العبد من هذا برحلته وهذا اعظم فرح يقدر فلله الحمد والثناء وصفوا الوداد وما اعظم بره اكثر خير وهو اغزر احسانه واوسع امتنانه ذو العرش المديد اي صاحب العرش العظيم الذي من عظمته انه وسع السماوات وارظ الكرسي فهي والكرسي فهي بالنسبة للعرش كحلقة ملقاة فلاة بالنسبة لسائل الارض وخص الله العرش بالذكر بعظمته ولانه اخص المخلوقات بالقرب منه تعالى وهذا على قراءة الجر يكون المجيد نعتا للعرش واما على قراءة الرحم فانه يكون اعتى لله والبد سعة الاوصاف عظمتها فعال لما يريد مهما اراد شيئا فعله اذا اراد شيئا قال له كن فيكون وليس وليس احد فعالا لما يريد الا الله فان المخلوقات والوراثية فانه لابد الارادة من معاون وممانع والله لا معاوية ارادته ولا يمانع له مما اراد ثم ذكر من احواله الدالة على جاءت به الرسل فقال هل اتاك حديث الجنود فرعون وثمودا؟ وكيف كذبوا المرسلين؟ فجعلهم الله من المهلكين بل الذين كفروا بل الذين كفروا في تكذيبا لا يزالون مستمرين على التكفير والعناية لا تنفع فيهم الايات ولا تجد لهم العظات والله احاط بهم علما وقدرة كقوله ان ربك لم يمن صالح الوعيد الشديد للكافرين عقوبة من هم في قبضته وتحت تدبيره بل هو قرآن مجيد وسيع المعاني عظيم وها كثير الخير والعلم في لوح محفوظ من التغيير والزيادة والنقص المحفوظ من الشياطين وهو اللوح المفهوم الذي قد اثبت الله به كل شيء يدل على دلالة القرآن وجزالة ورفعة قدره عند الله تعالى والله اعلم تفسير سورة الطارق وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم والسماء والطارق الى اخره يقول الله تعالى والسماء والطارق ثم فسر الطارق لقول النجم الثاقب يعني المضي الذي يثقب نوره فيخرق السماوات تحيط وينفذ حتى يرى في الارض والصحيح انه جنس يشعل سيرج بالثواق وقد قيل انه زحل الذي يخرج السماوات السبع وينفذها فيرى منها وسمي طارقا لانه يطرق ليلى والمقسم عليه قوله ان كل نفس يخرق السماوات السبع وينفذها بناء على ما سبق ان سماواته ذكر الشيخ انها شفافة قلنا ان هذا غير صحيح قيل ان السماوات قالت لها ايش ؟ تمك مر معنا في الاية اية سورة الذاريات مر معنا اية صريحة في ان السماء لها سمك اضافة الى الحديث رفع سمكها نعم رفع سمكها فسواها اية النازعات كلها في دنيا كلها في الدنيا اما السماء الاولى غير السماء الثانية والنجوم التي فوق السماء الاولى ما نعرفها اللي فوق السماء الثانية ما نعرف نحن نرى النجوم التي نراها هذا قول الفلكيين القدامى وهو غلط غلط لا شك خالف للنصوص قال والمقسم عليه قوله وان كل نفس لما عليها حافظ يحفظ عليها اعمالها الصالحة والسيئات جاز عليه بعملها المحفوظ عليها فلينظر الانسان ما هو الغفلة يتدبر خلقته ومبدأه وان مخلوق مما عند فقير وهو المني الذي يخرج من بين الصلوات يعتبر انه بين صلب الرجل وترى بالمرأة وهي ثديها ثدياها ويحتمل ان المراد المني الدافئ وملي الرجل وانما محله الذي يخرجون ما بين صلبه وترائبه ولعل هذا اولى فانه وانما وصف به الماء الدافئ الذي يحس به ويشاهد وهو البني الرجل وكذلك لفظ التراي فانها تجتمع للرجال فان الترائب للرجل منزلة الثدي للانسان فلو اريدك الانثى لقينا من بين الصلب والثديين ونحو ذلك الله اعلم فالذي اوجد الانسان دافق يخرج من هذا الموضع الصعب قادر على رجعه في الاخرة للبعث والنشور والاجزاء قيل ان معناهم ان الله في الصلب الى قادر وهذا وان كان المعنى الصحيح فليس هو المراد من الايات ولهذا قال بعده يمتد الى السرائر تختبر سرائر الصدور ويظهر ما كان في القلوب خير وشر على صفحات الوجوه كما قال تعالى يوم تبيض وجوه وتسد وجوه في الدنيا تنكثم كثير من الاشياء ولا يظهر اعيان للناس وما يوم القيامة فيضرب بر الابرار والفجور وفجور الفجار وتصير الامور على نيتك وقوله فما له من قوة بنفس يدفع بها ولا ناصح من خارج ينتصر به فهذا القسم على العاملين وقت عملهم وعند جزاءهم ثم اقسم قسما ثانيا على صحة القرآن فقال والسماء ذات الرجع والارض ذات الصدع اي ترجع السماء بالوتر كل عام وتنصدع الارض النبات فيعيش بذلك ادمي البهائم وترجع وايضا بالاقدار والشؤون الالهية كل وقت وتنصدع الارض عن الاموات فانه اي القرآن وقول فصل حق وصدق بين واضح وما هو بالهز جد ليس بالهز وهو القول الذي يفصل بين الطوائف المقالات وتنفصل الخصومات انه الى المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم وقرآن يكيدون كيدا لا يدفعوا بكيدهم حقا ويؤيدوا الباطل واكيد كيدا لاظهار الحق ولو كره الكافرون ولده ولدفع ما جاءوا به من الباطل ويعلم بهذا من الغالب فان الادمي اضعف واحقر من ان يغالب القوي العليم في كيده فمهر الكافرين في البريد قليلا فسيعلمون عاقبة امره حين ينزل منه العقاب تم تفسيرها والحمد لله رب العالمين قال الشيخ سعدي رحمه الله تعالى تفسير سورة سبح وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم. سبح اسم ربك الاعلى الى اخرها. يأمر تعالى بتسبيحه المتضمن لذكره وعبادته والخضوع لجلاله والاستكانة لعظمته وان يكون تسبيحا يليق بعظمة الله تعالى بان تذكر اسماؤه الحسنى العارية على كل اسم معناها العظيم الجليل بمعناها العظيم الجليل وتذكر افعاله التي منها انه خلق السماء المخلوقات فسواها اي اتقن واحسن خلقها. والذي قدر تقديرا تتبعه جميع المقدرات الى ذلك جميع المخلوقات وهذه الهداية العامة التي مضمونها انه هدى كل مخلوق لمصلحته. وتذكر فيها نعمه الدنيوية ولهذا قال والذي اخرج لما رأى ان ينزل من السماء ماء فانبت به اصناف النباتات والعشب الكثير فرتع فيه الناس والبهائم وجميع الحيوانات ثم بعد ان استكمل ما قدره من الشباب. الوان بات وصوح اشبه فجعله غثاء احوى اي اسود يجعلها رميما ويذكر فيها نعمه الدينية ولهذا امتن الله باصلها ومادتها والقرآن فقال اي سنحفظ ما اوحيناه اليك من الكتاب ونوعيه قلبك ونوعيه قلبك فلا تنسى منه شيئا وهذا بشارة من الله كبيرة ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ان الله سيعلمه علما لا ينساه الا ما شاء الله مما اقتضى الحكمة ان ينسيكه لمصلحة وحكمة بالغة ان انه يعلم الجهر وما يخفى ومن ذلك انه يعلم ما يصلح العباد وان فلذلك يشرع ما اراد يحكم بما يريد وان ييسرك لليسرى وهذه ايضا بشارة اخرى ان وان يسر رسوله صلى الله عليه وسلم لليسرى في جميع اموره ويجعل شرعا ودينا ويسيرا فذكر بشرع الله واياته النفات الذكرى ما دامت الذكرى ومقبولة والموعظة مسموعة سواء حصل من الذكرى جميع المقصود او مفهوم الاية انه اذا قال انه ان لم تنفع الذكرى بان كان التذكير يزيد في الشهر او ينقص من الخير لم تكن مأمورا بابل منهيا عنها فالذكرى ينقسم الناس فيها قسمين منتبهون وغير منتفعين فما المنتفعون فقد ذكرهم الله في قوله سيتذكر من يخشى الله فان خشية الله تعالى والعلم بمجازاتها على الاعمال توجب للعبد من جميع اجناس المعاصي وسعيوا في محاربة الرسل وصد الناس عن سبيل الله فلما بلغوا من عتوهما وموجبوا لهلاكهم ارسل الله عليه من عذابه ذنوبا وسوء عذاب ان ربك لبالمرصاد لمن يعصي يمهله قليلا ثم يأخذ اخذ عزيز مقتدر. فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه الكفاف عن ما يكرهه الله ووسع في الخيرات. واما غير المنتفعين فذكرهم بقوله ويتجنب الاشقى الذي يصلى النار الكبرى الموقدة التي تضطلع على نافذة ثم لا يموت فيها ولا يحيى ان يعذب عذابا اليما من غير راحة ولا استراحة. حتى انهم يتمنون الموت فلا يحصل لهم كما قال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. قد افلح من تزكى اي قد فاز وربح من طهر نفسه ونقاها من الشرك والظلم وما تساوي الاخلاق وذكر اسم ربه فصلي اتصل بذكر الله وانصبغ بهم قلبه فاوجب له ذلك العمل بما يرضي الله. خصوصا الصلاة التي هي ميزان الايمان هذا الكريمة. واما من فسر قوله تزكى ان اخرج زكاة الفطر ذكر اسم ربه فصلى انه صلاة العيد وانه وان كان داخلا في اللفظ وبعض الجزئيات فليس هو المعنى وحده بل تؤثرون الحياة الدنيا اي تقدمونها على الاخرة تختارون المكدر الزائن على الاخرة والاخرة خير وابقى خير من الدنيا في كل وصف كل وصف مطلوب وابقى لكوني ادار خلد وبقاء وصفاء والدنيا دارفنا فالمؤمن العاقل لا يختار الاردن الاجود. ولا يبيع لذة ساة الابد فحب الدنيا وايثارها على الاخرة رأس كل خطيئة. ان هذا المذكور لكم في هذه السورة المباركة من الاوامر الحسنة والاخبار المستحسنة لفي الصحف الاولى ابراهيم موسى الذين هم اشرف المرسلين بعد محمد صلى الله عليه وعليه فهذه اوامر في كل شيء لاجل لكونها عائدة الى مصالح الدارين وهي مصالح في كل وهي مصالح في كل زمان ومكان. تمت ولله الحمد. تسير سورة الغاشمة بسم الله الرحمن الرحيم هل اتاك حديث الغاشي الى قوله وزرابي وزرابي مبثوثة ويذكر تعالى احوالنا يوم القيامة وما فيها من الاهوال الطامة انها تغش الخلائق بالشدائد فيجازون باعمالهم فيتميزون لا فريقين. فريق في الجنة فريق في السعي فاخبر ان يوصيك الى الفريقين فقال في وصفيهن وجوه يومئذ يوم القيامة خاشعة من الذل والفضيحة والخزي عامنة ناصبة اي تاعبة في العذاب تجر على وجوهها وتغشى وجوههم النار ويحتمل ان المراد من قول وجوه يومئذ خاشعة امنة الناس في الدنيا لكونهم هذه الدنيا اهل عبادة وعمل. ولكنه لما عدم شرطه وهو الايمان صار يوم القيامة باء منثورا. وهذا الاحتمال ان كان صحيح من المعنى فلا يدل عليه شيء اخر الكلام وللصواب المقصود به هو الاحتمال الاول انه قيده بالظرف وهو يوم القيامة ولان ولان المقصود هنا بيان لاهل النار عموما وذلك الاحتمال جزء قليل بالنسبة لاهل النار ولان الكلام في بيان حال الناس عند وجه اهل الغاشية. فليس فيه تعرض لاحوال في الدنيا وقوله نارا حامية اي شديدا حرها وتحيط بهم من كل مكان تسقى من عين انية شديدة الحرارة وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه فهذا شراب مطعم فليس لهم طعام الا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع. وذلك ان المقصود من الطعام احد امرين اما ان يسد جوع صاحبه ويزيل اهم عنه المه واما ان يسمن بدن ومن الهزل وهذا الطعام ليس به شيء من هذين الامرين. بل هو طعام في غاية المرات والندر والخسة نسأل الله العافية ما اهل الخير فوجوهم يوم القيامة ناعمة. اي قد جرت عليهم نظرة النعيم فنظرت ابدانهم واستنارتهم وسروا غاية السرور. اسعيا الذي قدم بالدنيا من الاعمال الصالحة والاحسان الى عباد الله انواع النائم كلها عالية في محلها ومنازلها ومحلها في اناني ومنازلها مساكن علي انا غرف من فوق الغرف غرف مبنية يشرفون منها على ما اعد الله لهم من الكرامة قطوف اذان اي كثيرة الفواكه الذين المثمرة بالثمار الحسنة السهلة التناول بحيث ينالونها على اي حال كانوا لا تدرون يصعدوا شجرة ويستعصي عليهم منها ثمرة. لا تسمعوا اي في الجنة الى اخرها كلمة لغو وباطل فاضل عن الكلام المحرم والكلام كلام حسن نافع على ذكر الله ذكر نعم المتواترة عليهم وعلى الاداب الحسنة بين المتعاشرين بين المتعاشرين الذين يسروا القلوب ويشرح الصدور. فيها عين جان هذا اسم جنس هي العيون الجارية التي يفجرونها ويصرفونها كيف شاء انا ارادوا. يا سرور مرفوع رواية المجالس المتبددات وما عليها من الفرش اللينة تلوطية ممتلئة من انواع الاشربة الذين التي قد وضعت بين ايديهم واعدت لهم وصارت تحت ظلم واختيارهم يطوفان بلدان مخلدة اي وسائد من الحريم والاستبرق وغيرهما مما لا يعلمه الا الله قد وصفت قد وقد صفت للجلوس والاتكاء عليها وقد اريح من ان يضعوها ويصبوها من انفسهم. وزرابي الزرابي هي البسط الحسان مبثوثة اي بها مجالس من كل جانب وقول وفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت الى اخرها. يقول تعالى الذين يصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم لغيره من الناس ان يتفكروا في مخلوقات الله الدالت على توحيده افلا ينظرون اليه كيف خلقت ايا لا ينظرون الى خلقه البدء كيف سخرها الله للعباد ودلائلنا في ايات الكثيرة التي يضطرون اليها والى الجبال لمن اصيبت بهيئة باهرة حصل بها الاستقرار للارض وثباتها من الاضطراب واودع الله فيها من المنابر الجليلة ما اودع والى الارض كي فسطح لمدة مدة واسعا وسهلت غاية التسهيل ستر العباد على ظهرها وتمكنوا من حرثها وغرسها وغرسها والبنيان فيها وسلوك طرقها واعلم ان تصحيحها لا ينافي انها كرة مستديرة قد احاطت الافلاك فيها جميع جوانبنا كما دل على ذلك النقل والعقل والحس والمشاهدة كما هو مذكور معروف عند كثير من الناس خصوصا في هذه الازمات التي وقف الناس على اكل الارجاء بما اعطاهم الله من الاسباب المقربة من بعيد وصاروا احزابا الا الا من بعد ما جاءته البينة التي توجب لاهلها الاجتماع والاتفاق ولكنهم لرداءتهم لا يزدهم لم يزدهم هدى لم يزدهم الهدى الا ضلالا بل والبصيرة الا عمى فان فان التسطيح انما تناديك رؤية الجسم الصغير جدا الذي لو سطح لم يبقى له لم يبقى له استدارة تذكر واما جسم الارض الذي هو كبير جدا واسع فيكون كرويا مسطح على الولاية الثلاثة الامران كما يعرف ذلك ارباب الخبرة. قد نقل شيخ الاسلام ابن تيمية في تال العرشية باع المسلمين على كروية الارض وذاك الوقت كان الكفار الغربيون يقتلون من يقول بكروية فذكر انما انت مذكر يذكر الناس عظما ينظرون وبشرهم فانك مبعوث دعوة الخلق الى الله وتذكيرهم ولم تبعث عليهم شيطان بل مسلطا بل تبعث عليهم مسيطنا عليهم مسلطا موكلا باعمالهم. فان اذا قمت بما عليك فلا عليك بعد ذلك لو كقوله تعالى ما انت عليهم بجبار. وذكر بالقرآن لكن من تولى عن طاعة الطاعة وكفر بالله فيعذبه الله العذاب الاكبر الينا يا ابا ميروجون الخلائق وجميعهم يوم في يوم القيامة ثم انا علينا حسابهم اي على ما عملوا من خير وشروا الحمد لله رب العالمين بيظاوي كروية بيظاوية يا بيضاوية تفسير سورة والفجر هي مكية بسم الله الرحمن الرحيم والفجر وليال عشر الايات الظاهر ان المقسم عليه والمقسم به وذلك جائز مستعمل فاذا كان ظاهرا مهما وهو كذلك في هذا الموقف اقسم الله تعالى بالفجر الذي هو اخر الليل ومقدمة النهار لما في اجبار الليل واقبال النهار من الايات الدانة كمال قدرة الله وانه تعالى والمدبر من الامور التي لا تنبغي الابادة الاله ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة احسن ان يقسم الله بها ولهذا اقسم بعده بالليالي العشر من على الصحيح ليالي عشر رمضان او عشر ذي رمضان وفي نارها صيام اخر رمضان الذي هو احد اركان الاسلام اظن وفي ايام عشر ذي الحجة الوقوف عرفة الذي يغفر الله الى عباده مغفرة لا يحزن لها الشيطان فانه ما رؤي الشيطان حقها ادهر منه في يوم عرفة بما يرى من من تنزل الاملاك والرحمة من الله على عباده. ويقع فيها كثير من افعال الحج والعمرة وهذه اشياء معظمة مستحقة لاني الله بها المذكور نعم بعض ذلك يكفي لمن كانه قلب او القى السماوات شهيد. وقول ان ترى كيف فعل ربك بهذا الى قوله ان ربك يقول تعالى كيف فعل بهذه الامور الطاغية؟ هي عاد وهي ارم. القبيلة المعروفة في التجبر التي لم يخلق مثلها في البلاد اي في في جميع البلدان في قوته وشدة كما قال لهم نبيهم عليه السلام واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروها لعلكم تفلحون. وثمود الذين جاء الصخر بالواد اي وادي القرانحة بقوة صغرى تاخذها مساكن. وفرعون ذي الاوتاد ايدي الجنود الذين ثبتوا ملكه كما تثبت الاوتاد وما يراد امساك هذا مراد عون ذي الاوتاد اي بالجنود هذا مقصود لكن ليس هو المراد واضح فرعون ذلة اوتاد اي ذي المباني التي على سورة الوتد نصفها في الارض ونصفها خارج الارض وهي الاهرامات نعم الذي وفرعون ذي الاوتاد الذين طغوا في البلاد الا واذوا عباد الله في دينهم ودنياهم لهذا قال فاكثرهم فيها الفساد والعمل بالكفر والشفع به من جميع عليه يدل على كرامته عنده وقربه منه انه اذا قدر عليه رزقه يضيقه فصار بقدر قوتها لا يفضل عنه ان هذا اهانة من الله له. فرد الله عليه هذا اسمع وقال كلا اليس كل من نعمته في الدنيا فهو كريم. اي ليس كل من نعمته في الدنيا فهو كريم علي ولا كل من قدرت وعليه رزقه واموال لديه وانما الغني انما الغنى والفقر وسيرى الضيق ابتلاء من الله امتحان يمتحن به العباد. يريد ان يقوم له من الشكر والصبر فيثيبه على ذلك ثواب الجزيل من ليس كذلك ينقلب الى فينقله الى العذاب الو بالويضة. فان وقوف همة العبد عند مراد نفسه فقط من ضعف الهمة. ولهذا لامهم لامهم الله على عدم اهتمامهم باحوالهم وخلق المحتاجين فقال كلا بل لا تكرمون اليتيم. الذي فقد اباه وكسبه واحتاج الى جبر خاطره واحسانه اليه فانتم لا تكرمون بل تهينون وهذا يدل على عدم الرحمة في قلوبكم وعدم الرغبة في الخير. ولا تحاضون على طعام المسكين لا يحض بعضكم بعضا على طعام المحاويج من الفقراء والمساكين. وذلك هذه الشح اللي على الدنيا ومحبتها الشديدة المتمكنة في القلوب. ولهذا قال وتأكلون التراثين ما لم اكلا نم اي ذريا لا تكون على شيء منه تحبون المال حبا جما اي شيء قلت يا من تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى الا من تحبون العبد تذرون اخره وقوله كلا لدكت الارض دكا دكينا هي كلا ليس كل ما احببت من اموال تنافستم فيه من الذات بباق لكم امامكم يوم عظيم وهول جسيم تدك فيه الارض والجبال وما عليها حتى تجعل قاعا صفصفا لا عوج هي ولا انت يجيب الله لفاس من القضاء بين عباده في ظلل من الغمام. ويجئ الملائكة الكرام اهل السماوات كلهم صفا صفا اي صفا بعد صف. كل سماء يده وملائكته صفر يحيطون بمن دون منه الخلق وهذه صفوف صفوف خضوع وذل للملك الجبار. وجيء يومئذ بجنن تقودها المناكذ بالسلاسل اذا وقعت هذه الامور في يوم يتذكر الانسان ما قدمه من خير وانا له الذكرى فقد فات اوانها وذهب زمانها. يقول متحسرا على ما فرط بذنب الله يا ليتني قدمت لحياتي الباقية الدائمة عملا بصالحة. كما فقال تعالى ان الحياة التي ينبغي السعي فيك ما لم تحصيها كما وفي تتميم نادتها هي الحياة في دار القرار. انها دار الخلد والبقاء. فيومئذ لا يعذب عذابه احد لمن اهمل ذلك لمن نسي عمله ولا يوثق مثاقه احد منهم يقرون بسلاسل من النار ويسحبون على وجوههم في الحميم ثم في النار يسيرون ثم هذا جزاء المجرمين. واما من امن بالله واطمأن به صدق رسوله فيقال له يا ايتها النفس المطمئنة الى ذكر الله عليك بالاحسان ما سرتي به من اوليائه واحبابه راضية مرضية راضية عن الله وعن ما اكرم بي من الثواب. والله قد رضي عنها فادخلني في عبادة ندخل الجنة وانا تخاطب تخاطب به الروح يوم القيامة تخاطب به وقت السياق والموت والحمد لله رب العالمين. بارك الله معي الله تبارك وتعالى اراد العلو اراد العلو لبعض الخلائق فاتى بفجر النبوة واظهره في بلده الحرام مكة فظهر شمسها قام ليلها ها ضحى الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ترتيب بديع سور القرآن ايه عجيب قال رحمه الله تعالى تفسير سورة لا اقسم وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم لا اقسم بهذا البلد وان تحلوا بهذا البلد الايات يقسم تعالى بهذا البلد الامين ومكة المكرمة البلدان يعني خصوصا وقت حلول الرسول صلى الله عليه وسلم والمقسم عليه قومه لقد خلقنا النساء في كبد يحتمل ان المراد بذلك ما وانه ينبغي له ان يسعى في عمل يريحه من هذه الشدائد ويوجب له الفرح والسرور الدائم وان لم يفعل فانه لا يزال يكابد العذاب شديدا وابدا ويحتمل ان المعنى قد خلقنا الانسان في احسن تقديرا ومن خلقة يقدر على التصوف ومع ذلك فانه لم يشكر الله على هذه النعمة العظيمة. بل بطر بالعافية ويتدبر على خلقه فحسب بجهله وظلمه ان هذه الحالة وان سلطانة طعنه صرفه وان سلطانه لا ينعزل ولهذا قال تعالى يحسب الانسان ان لن يقدر على ايحسب ان لا يقدر عليه احد ويبقى ويستخر بما انفق من الاموال على يقول اهلكت مالا نبدى اي كثيرا بعضهم فوق بعض واسمى الله تعالى الانفاق في الشهوات والمعاصي الا الندم والخسى والخسارة والتعب والقلة. ذاك من انفق في مرضات الله في سبيل الخير فان هذا قد تاجر مع الله واروابها اضعاف اضعاف ما انفق. قال الله متوعدا هذا الذي افتخر بما يحسب ان لم يراه احد اي يظن في فعله هذا ان الله لا يراه ويحاسبه عصير كبير بل قد رآه الله وحفظ عليه اعماله ووكل به الكرام الكاتبين لكل لما عمله من خير وشر. ثم قرره بنعمه فقال الم نجعل له عينين ولسانا وشفتين؟ للجمال والبصر والنطق وغير ذلك من الافعال الضرورية فيها فهذه نعم الدنيا ثم قال في نعم الدين والرشد من الغي فهذه المنن الجزية تقتضي من العبد ان يقوم بحقوق الله ويشكره على نعمه والا يستعين بها على معاصي الله ولكن هذا الانسان لم يفعل ذلك فلا اقتحم العقبة اي لم يقتحمها ويعبر عليها اي انه متبع لهواه وهذه العقبة شديدة عليه ثم فسرها ان العقبة عند الكفار او اطعام هم في يوم ذي مسغبة اذا قبط بالتراب من الحاجة والضرورة ثم كان من الذين امنوا وعملوا الصالحات اي امنوا بقلوبهم ما الايمان به وعملوا الصالحات بجوارهم فدخل في هذا كل قول وفعل واجب ومستحب وتواصوا بالصبر على طاعة الله محتاج اولئك الذين قاموا بهذه الاوصاف الذين وفقهم الله لاصحاب الميمنة انهم ادوا ما امر الله به من حقوقهم وحق عباده وترك ما عنه وهذا عنوان السعادة وعلامتها والذين كفروا باياتنا بان نبذوا هذه الامور وراء ظهورهم فلم يصدقوا بالله ولا امنوا به ولا عملوا صالحا ولا رحموا عباد الله اصحاب المشأمة عليهم نار مؤصدة اي مغلقة في عمد ممددة قد مدت من ورائها لان لا تنفتح ابوابها حتى يكونوا في ظل وهم وشدة والحمد لله. تفسير والشمس وضحاها بسم الله الرحمن الرحيم والشمس وضحاها اقسم تعالى بهذه الآيات العظيمة على النفس وضحاها نورها ونفعها الصادر منها والقمر اذا تناهى اي تبعان في المنازل والنور والنهار مظلما الظلمة فتعاقب الظلمة والضياء والشمس والقمر على هذا العالم انتظام واتقان فتعاقب الظلمة والضياء والشمس والقمر اكبر دعاء ان الله بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وانه المعبود وحده الذي كل معبود سواه باطل والسماء وما بناها يحتمل انما موصوات فيكون الاقسام بالماء بالسماء وبانيها وهو الله تعالى والارض وما طها مدها وسعها فتمكن فتمكن الخلق حينئذ من اتباع مهنة بجميع اوجه الانتفاع ونفسه وما سواها يحتمل ان المراد ونفس ونفس ونفس سائر المخلوقات الحيوانية كما يؤيد هذا العموم ويحتمل الاقسام بنفس الانسان المنكر بدليل ما يأتي بعده على كل فالنفس اية كبيرة يحق الاقسام بها فانها في غاية اللطف والخفة سريعة التنقل والحركة والتغيير والتأثر انفعالات النفسية من الهم والارادة والقصد والحب والبغض وهي التي لولاها لكان البدن مجرد تمثال لا فائدة فيه وتسميتها على ما هي عليه اية من ايات الله العظيمة وقوله قد افلح من زكاها بطاعة الله وعلاها بالعلم النافع والعمل الصالح اي اخفى نفسه الكريمة التي ليست حقيقة بقمعها واخفائها بتدنس الذنوب وترك ما يكملها وينميها ويدسها قال قد افلح من زكاها ارجع التزكية ضمير المؤنث الى النفس وهذا يؤكد ان الجسم لولا النفس لكانت امثالا كان بدن انما يطهر من النجاسات من الاهم هو النفس لذلك قال قد افلح من زكا كذب الثمود بطواها بسبب طغيانها وترفعها عن الحق وعتوها على رسولهم اذ بعث اشقاها اشقى القضية وامروه وامروه فائتمر لهم فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام قولوا نعمة الله عليكم بسقي لبن او ان تعقموا فكذبوا نبيهم صالحا فاعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم اي دمر عليهم وعمهم بعقابهم مواد الفيتامين بتاعتهم فاصبحوا جاثمين على ركبهم لا تجد منهم داع ولا مجيبا فسواها عليهم واكفي العقوبة ولا يخاف عقباها اي تبعتها وكيف يخاف من هو قائم لا يخرج عن قهره وتصرفه مخلوق. الحكيم في كل ما قضاه وشرعه تمت ولله الحمد. تسليم الصلاة والليل وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم قسم من الله كل الى مأواه ومسكنه ويستريح خالق الذكور والاناث وان كانت مصيبة كان قسما بخلقه للذكر والانثى وكمال حكمته ذلك ان خلق من كل شيء ان خلق من كل صنف من الهواة التي قال ذكر موسى لقنوع واظ محل وقال كلا منهما للاخر بسلسلة الشهوة وجعل كلا منهما سوء الاخر فتبارك الله مع احسن الخالقين. وقوله ان سعيكم استأذنوا اذى والمقسم عليه اي ان ايها المجرمون لموت تفاوت تفاوتا كثيرا وذلك بحسب تفاوت نفس الاعمال المقصود بتلك الاعمال وهل هو وجه الله الا على الباقي فيبقى العمل له غاية هذا خصنا الله العميل فقال فاما من اعطى ما امر به ما امر به من لباس الميت كالزكوات والنفقات والكفارات والصدقات والانفاق في وجوه الخير والعبادات البدنية كالصلاة والصوم وغيرهما والمركبة من ذلك الحج والعمرة واتقى ما نهي عنه من المحرمات والمعاصي الى اختلاف اجناسها وصدق بالحسنى لا اله الا الله وما دلت عليه من جميع العقائد الدينية وما ترتب عليها من الجزاء الاخروي وترك كل شر لانه اتى باسباب التيسير فيسر الله له ذلك. واما من بخل بما امر به فترك الانفاق الواجب مستحب ولم تسمع نفسه الا ما وجب لله واستغنى عن الله فترك عموديته جانبا ولم يرى نفسه مفتقرة غاية مفتقرة الذي تقصده هو بان يكون ميسرا للشرير اينما كان ومقيدا له وافعل المعاصي نسأل الله العافية وما يغني عنهم اله الذي اعطاه واستغنى به وبخل به اذا اهلك ومات ولا يصحب الانسان الا عمل صالح واما ماله الذي لم يخرج منه لم يخرج منه الواجب فانه يكون وبالاذ لم يقدم لاخرته شيئا اي ان الهدى المستقيم طريقه يوصل الى الله ويدري من رضاه وما اضلاله فوق فطرقه مسدودة الى الله فتوصل صاحبها الا للعذاب الشديد وان لنا للاخرة والاولى ملكه وانصره ليس فيه ما ليس له فيهما مشارك فليرغب وينقطع رجاءهم عن المخلوقين. فانذرتكم نومتنا الى الاشقى الذي كذب بالخبر وتولى عن الامر هذا على انه اذا ضم الانفاق اذا ضم الانفاق مستحبا ترك واجب اذا ضم النفاق مستحب ترك واجب كدين ونفقة ونحو ما بين مشروع بل تكون عطية مربوطة عند كثير من العلماء لانه لا يتذكى نعمة تجزى الا وقد عليها ربما بغي له الفضل والمنة على الناس فتمحض عبدا لله انه رقيب واحسانه وحده واما من بقيت عليه نعمة الناس فلم يجزها ويكافئها فانه لا بد ان يترك للناس ويفعل لهم ما ما ينقص اخلاصه. وهذه الاية وان كانت رضي الله عنهما هي نعمة الدعوة الى الاسلام وتعليم الهدى ودين الحق فان الله ورسوله المنة على كل واحد منة لا يمكن لها جزاء ولا مقابل فانها متناولة لكل انتصر بهذا الوصي الفاضلين فلم يقل لاحد عليه من الخلق نعمة تجزى فبقيت اعمالهم خاصة لوجه الله تعالى ولهذا قال ولسوف يرضى هذا الاتقى بما يعطيه الله والحمد لله رب العالمين. تفسير صلاة الضحى وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم والضحى الى اخره الى اخرها اقسم تعالى منها اذا انتشر ضياؤه بالضحى وبالليل اذا تجاوز لهمت ظلمته على اعتناء الله برسوله صلى الله عليه وسلم فقال ما ودعك ربك اي ما تركك منذ اعتنى بك ولا هملك منذ ربك ورعاك بل لم يزل ربك اكمل تربية يعليك درجا بعد درجة منذ احبك فانها في ظل دليل لا تبغض الدين والنفي والمحض لا يكون مدحا الا اذا الا اذا ضمن ثبوت كمال فهذه حال الرسول صلى الله عليه وسلم الماضية والحاضرة اكمل حال واتمها محبة الله محبة الله له واستمراره وترقيته في درجات الكمال ودوام اعتناء الله به. واما حاله المستقبلة فقال وللاخرة خير لك من الاولى اي كل الة متأخرة من احوالك فان لها الفضل على الحياة السابقة صلى الله عليه وسلم يصعد في درجات المعالي ويمكن الله له دينه وينصره على اعدائه ويسدده في احواله حتى مات وقد وصل الى حال ما وصل اليه الاولون والاخرون. ومن الفضائل والنعم وقرة العين وسرور القلب. ثم بعد هذا لا تسأل تفاصيل الاكرام وانواع الانعام ولهذا قال ولسوف يعطيك ربك فترضى فهذا امر لا يمكن التعبير عنه الا بهذه العبارة الجامعة الشاملة ثم امتن يعلمه من احواله فقال الم يجدك يتيما فاوى ان يوجدك لا ام لك ولا ابا بل قد مات ابوه وامه وهو لا يدبر نفسه وكف له جده عبد المطلب ثم لما مات جده كفنه الله عمه ابا طالب حتى ايده الله بنصره وبنوه وجدك واذا كان تدري ما الكتاب ولا الايمان فعلمك ما لم تكن تعلم ووفقك لاحسن الاعمال والاخلاق ووجدك عائلا اي فقيرا فاغناك الله وتلك التي جبيت لك اموالها وخراجها فالذي ازال فالذي ازال عنك هذه النقائص سيجري عنك كل نقص. والذي اوصلك الى الغنى وواكل نصرك وهداك قابل نعمته بالشكران. ولهذا قال اما اليتيم فلا تقهر اي لا تسيء معاملة الاتين ولا يضيق صدرك عليه ولا تنهره بل اكرمه واعطه ما تيسر. واصنع به كما تحب ان يصنع واما السائل فلا تنهر اي لا يصدر منك كلام النساء لا يقتضي رده عن عن مطلوبه بنهر وشراسة خلق بل اعطيه ما تيسر عليه رده بعظهم احسان ويدخل فيها السائل للماء والسائل من العلم ولهذا كان المعلم مأمورا بحسن خلقه مع المتعلم مباشرة بالاكرام والتحنن اليه. فان في ذلك معونة جل وعلا مقصده واكراما لمن كان يسعى في نفع العباد والبلاد وبالذكر ان كان هناك مصلحة والا فحدث بنعم الله على الاطلاق فان التحدث بنعمة الله داع للشكر او موجب لتنفيذ القلوب الى من انعم بها فان القلوب على محبة المحسن مع ان الكتب كلها جاءت في اصل واحد ودين واحد فما امروا في سائر الشرع الا ان يعبدوا الله الا يعبدوا الله مخلصين له الدين قاصدين بجميع عبادتهم الظاهرة الباطلة وجه الله وطلب والدعوة الى الله اذا بكى الذي انقض اي اثقل ظهرك كما قال تعالى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وتأخر ورفعنا لك ذكرك اي علينا قدرك وجعلنا لك الحسن العالي الذي لم يصل اليه احد من الخلق فيذكر الله الا ذكر معه رسوله صلى الله عليه وسلم كما في الدخول في الاسلام وفي الاذان وفي القامة والخطب وغير ذلك من اعمى الله بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وله في قلوب ائمته من المحبة ليس لاحد غيره بعد الله تعالى فجزاه الله عن امته افضل ما جزى نبيا عن امته وقوله فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا بشارة عظيمة كانه كلما وجد عسرا وصعوبة فان اليسر يقارنه ويصاحبه وحتى لا دخل العسر جحر ضب الا دخل عليه اليسر فاخرجه كما قال تعالى سيجعل الله بعد عسر يسرا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وان مع العسر يسرا وتعريف العسر في الايتين يدل على انه عين وذاكر اليسر يدل على تكراره فان لن يغلب عسرا يسرين وفي تعريف وفي تعريفه بالالف ولام الدال على الاسرار والعمر يدل على ان كل عسر وان باغ من الصعوبة ما بلغ فانه في اخر التسليم ملازم له. ثم امر الله ورسوله اصلا والمؤمنين بالشكر والقيام بواجب بواجب نعمه. فقال فاذا فرغت فانصب فان اذا تغمرت من اشغالك ولم يبقى في قلبك ما يعوقه فاستهز بالله والدعاء. والى ربك وحده فارغب اي اعظم الرغبة لاجابة دعائك وقبول دعواتك ولا تكن مما اذا فرغوا لعبوا عن ذكره فتكون من الخاسرين معنى هذا فاذا فرغت من الصلاة واكملتها فانصب الدعاء والى ربك فرا في سوار مطالبك واستدل من قال هذا القول على مسؤلية الدعاء والذكر عقب الصلوات والمكتوبات والله اعلم بذلك تمت والحمد لله تسير سورة والتين وهي مكة دعاء بعد الصلوات ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الاذكار هذه سنة كما قال البخاري باب الدعاء بعد الصلاة وذكر الاذكار الواردة عن النبي اما الدعاء ان الانسان يبدو يرفع يديه يدعو بعد الصلاة لا يرد في اخر الصلاة او في ادبار الصلاة هذا المقصود به الحديث اللي عند ابي داوود قبل السلام المقصود به قبل السلام تفسير السورة والتين وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم والتين والزيتون الى اخرها التين والتين المعروف وكذلك الزيتون اقصى مئتين شجرتين لكثرة منافع وثمرهما في ارض الشام محل نبوة عيسى ابن مريم عليه السلام وطول سنين اي طول سيناء محل لغة موسى عليه السلام وهذا البلد الامين وهو مكة المكرمة محل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فاقسمت على بهذه المواضع المقدسة التي اختارها وابتعث منها افضل الانبياء واسرفهم والمقسم عليه قوله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم اما الخلق متناسب الاعضاء منتصب القوامة لم يفقد مما يحتاج اليه ظاهرا وباطنا شيئا. ومع هذه النعمة العظيمة التي ينبغي منه القيام المنحرفون عن شكر المنعم مستعينون بالله في اسفل سافلين اي اسفل النار الا من من الله عليه بالايمان والعمل الصالح والاخلاق الفاضلة العالية فلهم من ذلك المنازل العالية واجر غير ممنون اي غير مقطوع بل بلذات متوافرة عن الاعمال وقد رأيت من ايات الله الكثيرة ما يحسن لك به اليقين ومن نعمه ما يوجب عليك الا تكفر بشيء منها اليس الله باحكم الحاكمين فهل تقتضي حكمته ان يترك الخلق سدى لا يؤمرون ولا ينهون ولا يؤتابون ولا يعقون؟ ام الذي خلق انسان اطواه باطول واوصل اليه من النعم والخير والجود ما لا يحصون ولا يحصونه وربهم التوبة الحسنة فلابد ان يعيدهم الى دار وهي مستمرون ويأتون فيه اليها يقصدون ونحوها ونحوها يؤمون تمت والحمد لله تفسير سورة اقرأها وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق الى اخر السورة هذه السورة اول السور القرآنية نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام وقال ما انا بقارئ فلم يزمه حتى قرأ فانزل الله عليه اقرأ باسم ربك الذي خلق عموم الخلق ثم خص الانسان وذكر ابتداء خلقه من علق فالذي خلق الانسان واعتنى بتدبيره لابد ان يدبره بالامر والنهي وذلك بخلقه الانسان ثم قال اقرأ وربك الاكرم اثنين والصفات واسعها كثير الكرم والاحسان واسع الجود الذي من كرمه ان علم انواع العلوم وعلم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. فانه تعالى اخرج من بطن امه لا يعلم شيء وجعل له ابو صنويل فؤاد ويسر له اسباب العلم. فعلمه العبران وعلمه الحكمة وعلمه بالقول الذي به تحفظ العلوم وتضبط الحقوق وتكون رسلا للناس تنوبون بالخطاب ولله الحمد والمنة الذي انعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدمون لها على جزاء ولا شك ولا شكور. ثم من عليهم الغنى وسعة الرزق. ولكن الانسان لاهله وظلمه اذا رأى نفسه غنيا وتجبر عن هدى ونسي ان ربه الرجعى ولم يخف الجزاء بل ربما وصلت به الحال وانه يترك الهدى يترك الهدى بنفسه ويدعو غيره الى تركه فينهى عن الصلاة والعمل به او امر غيره بالتقوى فهل يحسن ان ينهى من هذا وصفه اليس نهيه من اعظم المحادة لله ومحاربة الحق فان النهي لا يتوجه الا من هو في نفسه على غير الهدى او كان يأمر بغيره بخلاف التقوى ارأيت ان كذب الناهي بالحق وتولى عن الامر اما يخاف الله ويخشى عقب قال لنسمع من ناصيتي اي لا نأخذن بناصيته اخذا عنيفا وهي حقيقة بذلك فانها ناصية كاذبة خاطئة اي كاذبة في قولها خاطئة في فليدعو هذا الذي حق عليه عذاب ناديه ويا اهل مجلسه واصحابه من حوله يعينه على ما نزل به. سندعو الزبانية اي خزنة جهنم لاخذه ومدري من ينظر ايها الفائقين اقوى واقدر وهذه حالة النائم وما توعد به من عقوبة قال كلا لا تطعه اي فانه لا يأمر الا بما فيه الخسارة. واسجد لربك واقترب لنفوس وغيره من انواع الطاعة والقربات فانها كلها تظلم رضا وتغير وهذا عام لكل ناهي عن الخير ولكل منهي عنه وان كانت نازلة في شأن ابي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وعذبه اذاه تمت والحمد لله رب العالمين تفسير سورة الغد والمكيت بسم الله الرحمن الرحيم كما قال تعالى انا انزلناه في اية مباركة وذلك ان الله تعالى في رمضان في ليلة القدر رحم الله بها شكرا وسميت ليلة القدر لعظم قدرنا وفضل عند الله ولانه يقدر فيها ما يكون في العام من الاجل ومن قدر القدر ثم فخم شأنها واعظم مقدارها فقال وما ادراك ما لينة القدر اي فان شأنها عجليل وقضاها عظيم ليلة القدر خير من الف شهر لتعادل من فضلها الحسن فالعمل الذي يقع فيها خير من العمل حيث من الله تبارك وتعالى على هذه الامة الضعيفة القوة والقوى بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على الف شهر. عمر رجل معمر معمر طويلا نيفا وثمانين سنة تنزل الملائكة والروح فيها يكتم وزر فيها من كل امر سلام هي اي سالمة من كل انف وشأن وذلك لكثرة خيرها حتى مطلع الفتي مبتداها من غروب الشمس الى طلوع الفجر. وقد تواترت الاحاديث بفضلها والناها في رمضان وفي العشر الاواخر منه خصوصا في اوتاره. وهي باقية في كل سنة الى قيام الساعة ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتيك ويكثر ويكثر من التعبد في العشر الاواخر من رمضان وجاء ليلة القدر والله اعلم. احسنت بارك الله فيك ليلة حرمها فهو المحروم قال النبي الله تعالى ان يكتب لنا ولكم قيام انتقل كل رمضان في ليلة اخرى رحمه الله تعالى تفسير سورة لم يكن وهي مدنية بسم الله الرحمن الرحيم. لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة يقول تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب اليهود والنصارى والمشركين من سائر الاصناف الامم منفكين عن كفرهم وضلالهم الذي هم عليها لا يزالون في غيهم وضلالهم لا مرور الاوقات الا كفر حتى تأتيهم البينة الواضحة والبرهان الساطع ثم فسر تلك البينة فقال رسول من الله ارسله الله ويدعو الناس الى الحق وانزل عليه كتابا يتلوه ليعلم الناس الحكمة ويزكيهم ويخرجهم من الظلمات الى النهوض ولهذا قال يتلو صحفا مطهرة محفوظة بغربان الشياطين لا يمسها الا المطهرون لانها اعلى ما يكون من الكلمة من الكلام ولهذا قال عنها حنفاء معرضين مائلين عن سائر الاديان المخالفة لدين التوحيد وخص الصلاة والزكاة بذكر مع انه اداة هل في قول يعبد الله مخلصا الى يوم الدين وكونه مع العبادتين اللتين مقامهما قام بجميع شرائع الدين وذلك هي التوحيد والاخلاص في الدين هو دين القيمة الدين المستقيم جنات النعيم واسوأها فطروق موصلة الى الجحيم ثم ذكرت جزاء الكافرين بعدما جاءته البينة فقال قال ان الذين كفروا من اهل الكتاب مشركين في نار جهنم قد احاط بهم عذابها واشتد عليهم عقابها خالدين فيها لا يفتر عنهم العذاب ولا هم فيها وهم فيها مفلسون. اولئك هم شر البر لانهم عرفوا الحق وتركوه وخسروا الدنيا والاخرة ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية لانهم عبدوا الله هو حاز بنعيم الدنيا والاخرة جزاؤه عند ربهم جنات عدن جنات اقامة لا ضعن فيها ولا رحيل ولا طلب لغاية فوقها فاجري من تحت الانهار خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه فرضي عنه بما قاموا به مراضيه ورضوا عنه بما اعد له من انواع الكرامات وجزيل توبة ذلك الجزاء الحسن لمن خشي ربه لمن خاف الله فاحجم معاصيه وقام بما اوجب الله عليه تمت والحمد لله تفسير سورة اذا زلزلتها المدنية بسم الله الرحمن الرحيم اذا زلزلت الارض اجزى لها الى اخرها اخبره تعالى ما يكون في يوم القيامة وان تتزلزل وترجو وترتد حتى يسقط ما عليها وما عليها فتدك جبالها وتسوى اقتلالها وتكون قاعا صرصفا لا عوج فيها ولا امتى واخرجت الارض اثقالها ما في بطونها والكنوز وقال الانسان اذا رأى ما اعرها من امر عظيم مستخدما لذلك ما لها اي شيء عرض لها يومئذ تحدث اخبارها تشهد على العالمين ما عملوا على ظهرها من خير وشر فان الارض بجملة الشهود الذين يشهدون على العباد باعمالهم ذلك بان ربك اوحى لها امرها ان تخبر ما عمل عليها فلا تعصي لامره يومئذ يصدر الناس بموقف القيامة حين يقضي الله بينهما اشتاتا فرق متفاوتين ليرو اعمالهم ليريهم الله وما عملوا من السيئات والحسنات ويريهم جزاءه مغفورا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره هذا شام عام خير للخير والشر كله لانه اذا رأى مثقال ذرة التي يحقر الشياء وجزي فما فوق ذلك من باب اولى وحرى كما قال تعالى يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا ووجدوا ما عملوا حاضرا وهذا فيه تغيوف الخير ولو قليل وترا وفعل الشر ولو حقيرا تفسير سورة العاديات والمكية والعاديات ضبحة الى اخرها اقسم الله تبارك وتعالى بخير ما فيها من اياته الباهرة ونعمته ونعمه الظاهرة ما هو معلوم للخلق واقسم الله تعالى بها في الحال التي لا يشاركها فيه غيرها من انواع الحيوانات فقال والعاديات ضبحا عاديات عدوا بليغا قويا يصدر عنه الضبح وهو صوت في صدرها عند اشتداد عدوها فالموريات قدحا بحوافرهن ما يطأن عليه من الاحجار قد حدمة تنقدحنا تنقدح النار من صلابة حوافرهن قوتهن اذا عدوهن. فالمغيرات الاعداء صبحا وهذا امر اغلبي وان الغارة تكون صباحا فاثرن به بعدوهن وغارته الناقة غبارا فوسطن بركابهن جمعا توسطن به جموع الذين اغار عليهم والمقسم عليه قوله ان اللسان لربه لكنود منوع للخير الذي لله عليه فطبيعة اللسان ان نفسه لا تسمح بما عليه من حقوق كيف تؤديها كاملة موفرة بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليها من الحقوق المالية والبدنية الا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف الى وصف السماح باداء الحقوق وانه على ذلك لشهيد اللسان على ما يعرفه من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك لا يجحد ولا ينكر لان ذلك امر بين واضح ويحتمل ان الضمير الى الله تعالى عيد العبد الى ربه لك نود والله شهيد على ذلك فيه الوعيد والتهديد الشديد من هو لربه كنود بان الله عليه شهيد وانه انسان يحب الخير الا شديد خفير الحب للمال وحب ولذلك هو الذي اوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه قدم شهوة نفسه على رضا ربه وكل هذا لانه قصرنا نظره على هذه الدار وغفل عن الاخرة ولهذا قال حث انه على خوفه يوم الوعيد افلا يعلم هل لا يعلم هذا المغتر اذا بعثر ما في القبور اخرج الله الاموات من قبورهم لحشرهم ونشورهم وحصل ما في الصدور ظهر وما ظهر وبان ما فيها وما استتار في الصدور من كمال الخير والشر فصار السر علانية والباطن ظاهرا وبان على وجوه الخلق التي نتيجة اعمالهم ان ربهم بهم يومئذ لخبير مطلع على اعمالهم الظاهرة والباطنة الخفية والجلية مجازيهم عليها وخص خبرهم بذلك اليوم مع انه خبير بهم مع انه خبير بهم كل وقت لان المراد بهذا الجزاء عن الاعمال الناشئة عن علم الله واطلاعه والعاديات ضبحا اه فسره المصنف على قول ابن عباس ان المقصود به خيول المجاهدين واما قول علي رضي الله عنه المقصود بالعاديات ضبحا هي الابل التي اشعرت بالهدي البيت العتيق لذلك قال فالمغيرات صبحا لانه يغار عليهن صبحا النحر صبح الظحى يوم العيد تفسير سورة الواقعة وهي مكية بسم الله تفسير سورة القارعة وهي مكية باسم الله تفسير سورة القارعة وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم القارعة ما القارعة الى اخرها القارعة من اسماء يوم القيامة سميت بذلك لانها تقرأ الناس وتزعجهم باهوالها ولهذا عظم امرها ولهذا عظم امرها وفخمه بقوله القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة يوم يكون الناس من شدة الفزع والهول كالفراش المبثوث كالجرد المنتشر الذي يموت بعضه في بعضهم الفراش ويحيي الحيوانات التي تكون في الليل يموج بعضها لبعض لا تدري اين توجه فاذا اوقد لها نار تهافتت اليها لضعف ادراكها فهذه حال الناس اهل فهذا فهذه حال الناس اهل العقول ايضا وان نبه الله عز وجل البعث بالفراش المبثوث ان الفراش في يرقات هذه اليرقات اذا فتحت تنقسم الى قسمين ايضا. قسم منها تذهب الى والورود يا رب وقسم منها تذهب الى الضوء والنار القي بنفس هذا وجه الشبه يقرأ عن الفراشات ويرقاتها يدرك هذا الشيء واما الجبال الصم الصلاب فتكون كالعهن المنفوش كالصوف المنفوش الذي بقي ضعيفا جدا تطير به ادنى ريحك. قال تعالى وترى الجبال تحسبها جامدة تمر مر السحاب ثم بعد ذلك تكون هباء منثورا فتضمحل ولا يبقى منها شيء ولا ولا يبقى منها شيء يشاهد فحين اذ تنصب الموازين وينقسم الناس قسمين سعداء واشقياء. ايضا في تشبيه الناس بالفراش المبثوث لان الانسان يلف فرقة في القبر اشبه باليرقة ثم الفراشة تخرج من اليرقة اجمل ما تكون فالانسان يخرج من القبر على اكمل خلقة كان عليها فاما من ثقلت موازينه رجحت حسناته على سيئاته فهو في عيشة راضية في جنات النعيم واما من خفت موازينه بان لم تكن له حسنات اصدقه سيئاته بان لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته فامه هاوية مأواه ومسكنه النار التي من اسمائها الهاوية تكون ومنزلة الام الملازمة كما قال تعالى كان غراما وقيل ان معنى ذلك فهم فام دامغة فام دماغه هاوية في النار ان يلقى في النار على رأسه وما ادراك ما هي وهذا تعظيم لامر ثم فسرا بقوله نار حامية شديدة الحرارة قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا بسبعين ضعفا نستجير بالله منها. امين تفسير سورة الهاكم والتكاثر وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم الهاكم التكاثر الى اخرها يقول تعالى موبخا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له والانابة اليه وتقييد محبتي على كل شيء. الهاكم عن ذلك المذكور التكاثر ولم يذكر ما تكاثر به ليشمل ذلك كلما يتكاثر به المتكاثرون يفتخرون مفتخرون من التكاثر في الاموال والاولاد والانصار والجنود والخدم والجاه وغير ذلك ولذلك ما يقصد يقصد منه مكاثرة وغير ذلك مما يقصد منه كمكاثرة كل واحد للاخر وليس المقصود منه وجه الله فاستمرت غفلتكم ولهوتكم في هذا التكاثر اليوم تكاثر الناس بالسيارات بالمباني بالملابس كلشي نساء فالهينا بالتكاثر بالثياب مناسبة لازم ثوب جديد هذا من التكاثر الملهي عن دين الله نعم فاستمرت غفلتكم ولهوتكم وتشاغلكم حتى زرتم المقابر فانكشف حينئذ لكم الغطاء ولكن بعدما تعذر عليكم استئنافه ودل قوله حتى زرتم المقابر ان البرزخ دار المقصود ان البرزخ دار المقصود منها النفوذ الى الدار الاخرة لان الله سماها سماهم زائرين ولم يسمهم مقيمين فدل ذلك على البعث والجزاء على الاعمال في الهاكم التكاثر ولبادرتم الى الاعمال الصالحة ولكن عدم العلم الحقيقي سيركم الى ما ترون لترون الجحيم لتردن القيامة لترون الجحيم التي اعدها الله للكافرين ثم لترونها عين اليقين رؤية بصرية كما قال تعالى ورأى المجرمون النار فظنوا انهم واقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا ثم لا تسألن يومئذ عن النعيم الذي تنعمتم به في الدار الدنيا هل قمتم بشكري واديتم حق الله فيه ولم تستعينوا به على معاصيه فينعمكم ايمن اعلى من هو افضل. ام اغتررت به ولم تقوموا بشكره بل ربما استعنتم به على المعاصي فيعاقبه فعلى ذلك. قال تعالى ويوم يعرض الذين كفروا انني ذهبتم طيباتكم في الحياة في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون الاية تفسير سورة العصر وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. اقسم الله تعالى العصر الذي هو الليل والنهار ومحل افعال العباد واعمالهم ان ان كل انسان خاسر والخاسر ضد الرابح والخسارة متعددة متفاوتة قد يكون خسارة مطلقا كحال من خسر الدنيا والاخرة وفاته النعيم واستحق الجحيم وقد يكون خاسرا بعض الوجوه دون بعض ولهذا عمم الله الخسارة لكل انسان الا من اتصل باربع صفات الايمان بما امر الله بالايمان به ولا يكون الايمان بدون علم فهو فرع عنه لا يتم الا به والعمل الصالح هذا شامل لافعال الخير كلها الظاهرة الباطنة المتعلقة بحقوق الله وحقوق عباده الواجبة والمستحبة والتواصي بالحق الذي هو الايمان والعمل الصالح يوصي بعضهم بعضا بذلك ويحثه عليه ويرغبه فيه. والتواصي بالصبر على طاعة الله ومعصية الله وعلى اقدار الله المؤلمة وبالامرين الاول بيني يكبر العبد نفسه وبالامرين الاخرين يكمل غيره وبتكبير الامور الاربعة يكون العبد قد سلم من الخسائر وفاز بالربح العظيم تسير سورة الوزارة وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم وان كل همزة لمزة الايات ويلنا لوعيد وبال وشدة عذاب لكل همزة لمزة الذي يهبز الناس بفعله ويلمسهم بقوله فالهماز الذي يعيب الناس ويطعن عليه بالاشارة والفعل واللباز الذي يعيبه بقوله ومن صفة هذا الهماز اللماز انه لا هم له سوى جمع المال وتعديده والغبطة به وليس له رغبة في انفاقه في طرق والخيرات وصلة الارحام ونحو ذلك يحسب بجهله ان ما له اخلده في الدنيا فلذلك كان كد وسعيه كله في تربية ماله الذي يظن انه ينوي عمره الذي يظن انه ينمي عمره ولم يدري ان البخل يقصف الاعمار ويخرب الديار وان البر يزيد في العمر. كلا لينبذن ليطرحن في الحطم وما ادراك ما الحطمة تعظيم لها وتهويل لشأنها ثم فسرها بقوله نار الله الموقدة التي وقودها الناس والحجارة التي وقودها الناس والحجارة التي من شدتها تطلع على الافئدة تنفذ من الاجسام الى القلوب ومع هذه الحرارة البليغة والمحبوسون فيها قد ايسوا من الخروج منها ولهذا قال انها عليه مؤصدة مغلقة في عمد من خلف الابواب ممددة لان لا يخرجوا منها كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها نعوذ بالله من ذلك ونسأله العفو والعافية تسير سورة الفيل وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل ايات اي اما رأيت من قدرة الله وعظيم شأنه ورحمته عباده وادلة توحيده وصدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ما فعله الله باصحاب الفيل الذين كادوا بيته الحرام وارادوا اخرابه فتجهزوا لذلك واستصبحوا معه في واستصبحوا معهم الفيلة لهدمه ابو وهم طبعا يا سورة الهمزة لان هؤلاء ابش كانوا يهمزون العرب ويلمزونه لانهم ضعفاء فارادوا السيطرة عليهم بكثرة اموالهم ارادوا هدم البيت فهلكهم الله عز وجل واستصحبوا معهم الفيلة لهدمه وجاؤوا بجمع للعرب بهم الحبشة واليمن فلما انتهوا الى قوم مكة ولم يك بالعرب مدافعة وخرج اهل مكة خوفا على انفسهم منهم ارسل الله عليهم طيرا ابابيل متفرقة لتحمل احجارا محماة بالسجيل فرمتهم بها وتتبعت غاصيهم ودانيهم فخمدوا وهمدوا وصاروا كعصف مأكول وكفى الله شرهم ورد كيدهم في نحورهم وقصته معروفة مشهورة. وكانت تلك السنة التي ولدت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم صارت بالجملة رهاصات دعوته وادلة رسالتها لله الحمد والشكر. هنا قال المصنف اه طيرا ابابيل اي متفرقة هذا احد المعاني معنى الاخر طيرا ابابيل الابابيل اسم جنس وصفي للطير ولا مفرد له تفسير سورة لايلاف قريش وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم لايلاف قريش ايلافهم رحلة الشتاء والصيف الايات قال كثير من المفسرين ان الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها افعلنا ما فعلنا باصحاب الفيل لاجل قريش وامنه واستقامة مصالحهم برحلتهم في الشتاء اليمن وفي الصيف للشام لاجل التجارة والمكاسب فاهلك الله من ارادهم بسوء وعظم امر الحرم واهله في قلوب العرب حتى احترموهم ولم يعترضوا لهم في اي سفر ارادوا ولهذا رحمهم الله بالشكر فقال فليعبدوا رب هذا البيت ليوحدوه ويخلصوا له العبادة الذي اطعمه بالجوع وامنه من خوف فرغدوا الرزق والامن من الخوف من اكبر النعم الدنيوية الموجبة لشكر الله تعالى فلك اللهم الحمد والشكر على نعمك الظاهرة والباطنة وخص الله الربوية بالبيت بفضله وشرفه والا فهو رب كل شيء رغد الرزق والامن من الخوف من اكبر النعم الدنيوية اكبر النعم الدينية الايمان علم فاذا جمع الله للناس رغد الرزق والامن من الخوف عليهما تفسير سورة الماء ماعون وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم رأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدعو اليتيم الايات يقول تعالى حقوقه وحقوق عباده ارأيت الذي يكذب بالدين اي بالبعث والجزاء فلا يؤمن ما جاءت به الرسل فذلك الذي يدعو اليتيم يدفع بعنف وشدة ولا يرحمه لقساوة قلبه ولانه لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا ولا يحض غيره على طعام المسكين من باب اولى انه بنفسه لا يطعم المسكين فويل للمصلين للملتزمين لاقامة الصلاة ولكنه عن الصلاة هو لم يضيعون لها تاركون لوقتها مخلون باركانها وهذا لعدم اهتمامه بامر الله حيث ضيعوا الصلاة التي يعظم اهم الطاعات والسهو عن الصلاة هو الذي يستحق صاحب الذنب واللوم واما السهو في فهذا يقع من كل احد حتى من النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا وصف الله هؤلاء بالرياء والقسوة وعدم الرحمة فقال الذين هم يراؤون يعملون الاعمال لاجل رياء الناس ويمنعون الماعون يمنعون اعطاء الذي لا يضر عطاؤه على وجه العارية او الهبة كالاناء والدلو والفأس ونحو ذلك مما جرت العادة بذله والسماح به فهؤلاء لشدة حرصهم يمنعون الماعون فكيف بما هو اكثر منه وفي هذه السورة الحث على اطعام اليتيم والمسكين والتحديد على ذلك ومراعاة الصلاة والمحافظة عليها وعلى الاخلاص فيها وفي سائر الاعمال والحث على المعروف وبذل الامور الخفيفة كعارية الاناء والدلو والكتاب ونحو ذلك لان الله ذم من لم يفعل ذلك والله سبحانه اعلم تفسير سورة الكوثر وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك ابتر يقول الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم امتن عليه انا اعطيناك الكوثر الخير الكثير والفضل الغزير الذي من جملة ما يعطيه الله لينا به يوم القيامة من النهر الذي قال له الكوثر ومن حوضلت ومن حوض طوله شهر وعرضه شهر واشد بياضا من اللبن واحلى من العسل انيته عدد نجود نجوم السماء في كثرتها تنارتها من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها ابدا ولما ذكر منته عليه امره بشكرها فقال فصل لربك وانحر خص هاتين العبادتين بالذكر لانهما افضل العبادات واجل القربات ولان صلاتي تتضمن خضوعا بالقلب والجوارح لله وتنقله في انواع العبودية وفي النحر تقربا الى الله بافضل ما عند العبد من النحائر واخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح ان شانئك يبغضك وذابك ومنتقصك هو الابتر وهي المقطوعة من كل خير مقطوع العمل مقطوع الذكر واما محمد صلى الله او عليه وسلم فهو الكامل حقا الذي له الكمال المبكر للمخلوق من رفع الذكر وكثرة الانصار والاتباع صلى الله عليه وسلم تفسير سورة قل يا ايها الكافرون وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم قل يا ايها الكافرون الايات اي قل للكافرين معلنا مريحا اعبد ما تعبدون اي تبرأ مما كانوا يعبدون من دون الله ظاهرا وباطنا. ولا انتم عابدون ما اعبد لعدم اخلاصكم في عبادتكم لله عبادته له مقترنة بالشرك لا تسمى عبادة وكرر ذلك ليدل الاول على عدم وجود الفعل والثاني على ان ذلك الفعل قد صار وصفا لازما ولهذا ميز بين الفريقين وحصل بين الطائفتين فقال لكم دينكم ولي دين. كما قال الا قل كل يعمل على شاكلتي انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون تفسير سورة النصر وهي مدنية بسم الله الرحمن الرحيم اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا في هذه السورة الكريمة بشارة وامر الرسول صلى الله عليه وسلم عند حصولها واشارة وتنبيه على ما يترتب على كذلك فالبشارة هي البشارة بنصر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وفتح مكة ودخول الناس في دين الله افواجا بحيث يكون كثير منهم من اهله وانصاره بعد ان كانوا من ادائه وقد وقع المبشر به واما الامر بعد حصول النصر والفتح فامر الله رسوله وان يشكره على ذلك ويسبح بحمده ويستغفر. واما الاشارة فان في ذلك اشارتين اشارة الى ان ان النصر يستمر للدين ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله فان هذا من الشكر والله تعالى يقول لئن شكرتم لازيدنكم فقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الامة لم يزل نصر الله مستمرا حتى وصل الاسلام الى ما لا يوصل اليه دين من الاديان ودخل فيه من لم يدخل في غيره حتى حدث من الامة بمخالفة امر الله ما حدث ابتلوا بتفرغ الكلمة وتشتت الامر فحصل ما حصل ومع هذا فلهذه الامة وهذا الدين رحمة الله ولطفه ما لا يخطر بالبال فلا يخطر بالبال او يدور في الخيال واما الاشارة الثانية فهي الاشارة الى ان نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا ووجه ذلك ان عمره عمر فاضل اقسم الله به وقد عهد ان الامور الفاضلة تختم بالاستغفار كالصلاة والحج وغير ذلك. فامر الله فامر الله صلى الله عليه وسلم بالحمد والاستغفار في هذه الحالة اشارة الى ان اجله قد انتهى فليستعد وان ليتهيأ للقاء ربه ويختم عمره بافضل ما يجزو صلوات الله وسلامه عليه فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن ويقول ذلك في صلاته يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي اخر سورة نزلت كاملة سورة النصر اخر سورة نزلت نزلت كاملة تفسير سورة ثبت وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم تبت يدا ابي لهب وتب الايات ابو لهب وعبد النبي صلى الله عليه وسلم وكان شديد العداوة والاذية له فلا فيه دين فلا فيه دين له ولا حمية للقرابة قبحه الله فذمه الله بهذا الذنب العظيم الذي هو خزي عليه الى يوم القيامة فقال تبت يدا ابي لهب وتب خسرت يداه وشقي وتب فلم يربح ما اغنى عنه ما له الذي كان عنده فاطغاه ولا ما كسب فلم يرد عنه شيئا من عذاب الله اذ نزل به فيصلى نار الذات لهب اي ستحيط به النار بكل جانب هو وامرأته وحمالة الحطب وكانت ايضا شديدة الاذية رسول الله صلى الله عليه وسلم تتعاون هي وزوجها على الاثم العدوان وتلقي الشر وتسعى غاية ما تقدر عليه في اذية الرسول صلى الله عليه وسلم وتجمع على ظهرها الاوزار بمنزلة من يجمع الحطب قد اعد له قد اعد قد اعد له في عنقه حبلا من مسد من ليف لو انها تحمل في النار الحطب على زوجها متقلدة في عنقها حبلا من مشهد وعلى كل هذه سورة اية الباهرة من ايات الله فان الله انزل هذه السورة وابو لهب وامرأته لم يهلكها واخبر ان واسع الزمان في النار ولابد من لازم ذلك انهم لا يسلمان فوقع كما اخبر عالم الغيب شهادة تفسير سورة الاخلاص وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد قل قولا جازما به معتقدا له عارفا بمعناه هو الله احد قد انحسرت فيه الاحدية فهو الاحد المنفرد بالكمال الذي له الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا والافعال المقدسة الذي لا نظير له ولا مثيل الله الصمد المقصود في جميع الحوائج فعل العالم العلوي والسفلي مفتقرون اليه غاية الافتقار يسألونه حوائجهم ويرغبون اليه في مهماتهم لانه الكامل في اوصافه العليم الذي قد كمل في علمه الحليم الذي قد كمل في علمه الرحيم الذي كمل في رحمته الذي وسعت رحمته كل شيء وهكذا في سائر اوصافي ومن كماله انه لم يلد ولم يولد لكمال غناه ولم يكن له كفوا احد لا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله تبارك وتعالى هذه السورة مشتملة على توحيد الاسماء والصفات ثم خص بعدما عم فقال ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر ما يكون في الليل حين يغشى الناس وتنتشر به كثير من ارواح الشريرة والحيوانات ومن شر النفاثات في العقد ومن شر السواحر اللاتي يستعين على سحرهن بالنفس في العقد التي يعقدنها على السحر ومن شر حاسد اذا حسد. والحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليها من الاسباب فاحتج الى الاستعاذة بالله من شره وابطال كيده ويدخل في الحاسد العاير لانه لا تصدر العين الا من حاسد شرير الطبع شرير تاريخ شرير الطبع خبيث النسف هذه السورة تضمنت الاستعاذة من جميع الوان الشرور عموما وخصوصا. ودلت على ان السحر له حق صيغة يخشى من ضرره ويستعاذ بالله منها ومن اهله يعني هذا الكلام فيه نظر العين قوله لا تستر العين الا من حاسد هذا فيه نظر قد يعاين الرجل وليس هو شرير ولا هو حاسد لكن الغالب ان كل حاسد وهو عاين لكن ليس كل عاين يكون حاسدا نعم تفسير سورة الناس وهي مدنية بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم والهي من الشيطان الذي هو اصل الشرور كلها ومادتها الذي من فتنة وشرها انه يوسوس في الناس ويحسن لهم الشر ويريهم اياه في صورة حسنة وينشط ارادتهم لفعله ويثبتهم على الخير ويريهم اياه في صورة غير صورته وهو دائما في هذا الحال وهو دائما بهذه الحال يوسوس ثم يخنس ويتأخر عن الوسوسة اذا ذكر العبد ربه واستعان به على دفعه فينبغي له ان يستعين ويستعيذ ويعتصم الله للناس كلهم وان الخلق كلهم داخلون تحت الربوبية والملك فكل دابة هو اخذ بناصيتها وبالوهيته التي خلقهم لاجلها فلا تتم لهم الا بدفع شر عدوهم الذي يريد ان يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها. ويريد ان يجعله من حزبه ليكونوا من اصحاب السعير والوسواس كما يكون من الجن يكون من الانس ولهذا قال من الجنة والناس والحمد لله رب العالمين اولا واخرا وظاهرا وباطنا ونسأله تعالى ان يتم نعمته وان يعفو عنا ذنوبنا التي حالت بيننا وبين كثير من بركاته وخطاياه وشهوات ذهبت في قلوبنا عن تدبر اياته ونرجوه ونأمل منه الا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا فانه لا لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ولا يقنطوا من رحمته الا الضالون. وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين صلاة وسلام الدائمين متواصلين ابد الاوقات والحمد لله الذي بنعمته تتم صالحات الله الذي اسأل الله جل وعلا ان يتقبل منا وان يجعله خالصا لوجهه الكريم وان يرزقنا العمل بما علمنا وتأملوا معي ختم القرآن الكريم سورة الاخلاص والمعوذتين لان الداعي لابد له دائما وابدا يكون مخلصا وان تبرأ من حوله وقوته ويكون متكلا على الله ثم تأملوا معي ان القرآن منتهاه مرتبط بمبتداه الذي يوسوس في صدور الناس قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس اذا كان هو رب الناس وملك الناس اله الناس وهو الذي يعيذ من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس اذا الحمد لله رب العالمين ترجع مرة اخرى وتقرأ الرحمن الرحيم الى اخرها سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب ذكر ثلاثة امور الامر الاول ان شاء الله رمضان القادم نقرأ في تفسير اخر هذا الامر الاول. الامر الثاني نذكر قراءة صحيح البخاري ان شاء الله في تاريخ من عشرين ثمانية نقرأ البخاري ان شاء الله عز في هذا المسجد والامر الثالث نذكره دور التأصيل طيب واثنين وعشرين سبعة سنقرأ كتاب امتاع ذوي العرفان بما اشتمل عليه من علوم ان شاء الله على نبينا وعلى اله وصحبه اجمعين الله لكم