المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي يقول تعالى الم يرى هؤلاء ويعتبروا بمن قبلهم من القرون المكذبة التي اهلكها الله تعالى واوقع بها عقابها. وان جميعهم قد باد وهلك. فلم يرجع الى الدنيا ولم يرجع اليها وسيعيد الله الجميع خلقا جديدا. ويبعثهم بعد موتهم ويحضرون بين يديه تعالى. ليحكم بينهم بحكمه العدل الذي لا يظلم مثقاله قال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما اخرجنا منها حبا فمنه يأكلون. وجعلنا فيها جنات من نخيل وجعلنا فيها جنات من نخيل واعناب. وفجرنا في سبحان الذي اي واية لهم على البعث والنشور. والقيام بين يدي الله تعالى للجزاء على الاعمال. هذه الارض الميتة انزل الله عليها المطر بعد موتها. من جميع اصناف الزروع ومن جميع اصناف نبات التي تأكله انعامهم وجعلنا فيها اي في تلك الارض الميتة جنات اي بساتين فيها اشجار كثيرة وخصوصا النخيل والاعناب. اللذان هما اشرف الاشجار وفجرنا فيها اي في الارض من العيون. جعلنا في الارض تلك الاشجار والنخيل والاعناب ليأكلوا من ثمره. قوتا وفاكهة وادما ولذة. والحال ان تلك الثمار ما عملته ايديهم وليس لهم فيه صنع ولا عمل. ان هو الا صنعة احكم الحاكمين. وخير الرازقين. وايضا فلم تعمله ايديهم بطبخ ولا غيره بل اوجد الله هذه الثمار غير محتاجة لطبخ ولا شيء تؤخذ من اشجارها فتؤكل في الحال. افلا يشكرون من ساق لهم هذه النعم. واسبغ عليهم من جوده واحسانه. ما به تصلح امور دينهم ودنياهم. اليس الذي احيا الارض بعد موتها فانبت فيها الزروع والاشجار واودع فيها لذيذ الثمار واظهر ذلك الجنا من تلك الغصون وفجر الارض اليابسة الميتة بالعيون قادر على ان يحيي الموتى. بل انه على كل شيء قدير. سبحان الذي خلق الازواج كلها اي الاصناف كلها. مما اتنبت الارض فنوع فيها من الاصناف ما يعصر تعداده؟ ومن انفسهم فنوعهم الى ذكر وانثى وفاوت بين خلقهم وخلقهم واوصافهم الظاهرة والباطنة. ومما لا يعلمون من المخلوقات التي قد خلقت وغابت عن علمنا. والتي لم تخلق بعد. فسبحانه وتعالى ان يكون له شريك او ظهير او عوين او وزير او صاحبة او ولد او سمي او شبيه او مثيل في صفات كماله ونعوت جلاله او يعجزه شيء يريده اي واية لهم على نفوذ مشيئة الله وكمال اقتداره. واحياءه الموتى بعد موتهم. الليل نسلخ منه النهار. اي نزيل العظيم الذي طبق الارض. فنبدله بالظلمة ونحلها محله. وكذلك نزيل هذا الظلمة التي عمتهم وشملتهم فتطلع الشمس فتضيء الاقطار وينتشر الخلق لمعاشهم ومصالحهم. ولهذا قال والشمس تجري لمستقر لها اي دائما تجري لمستقر لها قدره الله لها لا تتعداه ولا تقصر عنه وليس لها تصرف في نفسها ولا استعصاء على قدرة الله الله تعالى. ذلك تقدير العزيز الذي بعزته دبر هذه المخلوقات العظيمة. باكمل تدبير واحسن نظام. العليم الذي علمه جعلها مصالح لعباده ومنافع في دينهم ودنياهم. والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون والقمر قدرناه منازل ينزل بها كل ليلة ينزل منها واحدة حتى يصغر جدا فيعود اي عرجون النخلة الذي من قدمه نش وصغر حجمه وانحنى ثم بعد ذلك ما زال يزيد شيئا فشيئا حتى يتم نوره ويتسق ضياؤه. وكل من الشمس والقمر والليل والنهار قدره الله تقديرا لا يتعداه. وكل له ووقت اذا وجد عدم الاخر. ولهذا قال وكل في فلك الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر اي في سلطانه الذي هو الليل. فلا يمكن ان توجد الشمس في الليل آآ فيدخل عليه قبل انقضاء سلطانه. وكل من الشمس والقمر والنجوم. وكل في فلك ان يترددون على الدوام. فكل هذا دليل ظاهر وبرهان باهر. على عظمة الخالق وعظمة اوصافه خصوصا وصف القدرة والحكمة والعلم في هذا الموضع