بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين. هذا والدرس التاسع والعشرون من شرح نظم زبدة البلاغة. ووصلنا الى قول الناظم وهو متصل بالبيت السابق. لذلك نقرأ البيتين معا فطلب الفعل وكف فهم محبوب للاقبال خذ مهمي خروجها. اي خذ خروجها. خذ خروجها خذ مهم خروجها الى معان اخرى الا التمني لاداة احرى. ما معنى هذا الكلام؟ هذا تنبيه على ما يهتم به كالبلاغيون في هذه الصور التي اخذناها في الدرس السابق الامر والنهي والاستفهام والتمني والنداء الاصل انهم يهتمون بها اذا خرجت عن معانيها الاصلية. الامر يخرج عن معناه اصلي معناه الاصلي طلب الفعل. لكنه قد يخرج عن معناه الاصلي. كما قال سبحانه وتعالى ما شئتم هذا ليس طلبا للفعل بل هذا بدلالة السياق ان الذين يلحدون في اياتنا لا يخفون علينا. افمن يلقى وفي النار خير ام من يأتي امنا يوم القيامة؟ اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير. هذا خرج عن معناه الاصلي الى معنى التهديد. وكذلك النهي قد يخرج عن معناه الاصلي. فتقول لمهمل لا تدرس والراسبون سيندمون. هذا نوع من التهديد والتحذير ورفع الهمة للدراسة والاستفهام كثيرا ما يخرج عن معناه الاصلي كما قال الم ن ربك فينا وليدا لا شك انه يعرف انه ان موسى تربى في بيته والمتكلمون فرعون قال الم نربك فينا وليدا؟ فهذا استفهام خرج عن معناه الاصلي ليس لطلب الفهم وانما خرج لمعنى وهو هنا التقرير يعني قد ربيناك فينا وليدا. والنداء كذلك يخرج عن معناه الاصلي كما تقول يا مظلوم خذ حقك. انت لا تقصد نداءه هنا. وانما تقصد اثارة عزيمته لاخذ حقه بتذكيره بانه مظلوم. هذه الصور الاربع الامر والنهي والاستفهام والنداء تخرج الى معان اخرى بخلاف التمني فانه لا يخرج الى معنى اخر لذلك قال خذ مهمي خروجها الى معان اخرى الا التمني صور الانشاء الطلبي المذكورة كلها تخرج عن معناها الاصلي الا التمني. فانه لا يخرج عن معناه الاصلي ولكنه تستخدم فيه غير اداته الاصلية لذلك قال الا التمني لاداة احرى. فالصور الامر والنهي والاستفهام والنداء خرجت كما مر في الامثلة عن معانيها الاصلية. واما التمني الاصلية ليت وقد يتمناها بغير ليت. لنكتة بلاغية. ومن ذلك استخدام هل للتمني نحن نعرف ان هل في الاصل للاستفهام؟ والاستفهام طلب الفهم لكن الشاعر يقول اسير بالقطا السرب في في الطيور كالقطيع في الغنم نوع من الطير قال اسر بالقطا. يعني يا جماعة الطير الذي يسمى القطا. هل من يعير جناحه. في الظاهر يسألهم هل هناك من يستطيع اعارة جناحه طبعا لا طير يصنع ذلك وهذا امر مستحيل. فهو في الحقيقة تمن جاء فيه سورة الاستفهام فجاء بصيغة هل. فهنا خرج جاء اه التمني باداة غير الاداة الاصلية التي وضعت له وهي ليته. والسر في ذلك ان هل لطلب لطلب الفهم؟ وبالتالي تكون في الممكنات والتمني في الاصل للمستحيلات والبعيد ووعيد الوقوع فلما قال هل من يطير يعير جناحه فكأنه صور الممتنعة وهو اعارة الجناح في صورة قريب الوقوع اشعارا بشدة حبه ورغبته في الطيران الى محبوبه بحيث صار يتصور الممتنعات المستحيلات وكأنها امور ممكنة يستطيع السؤال عنها هل من يعير جناحه؟ ثم قال لعلي الى من قد هويت اطير ذا تمن ايضا. والحقيقة ان خروج الامر والنهي والاستفهام والنداء عن معناه الاصلي واخص الامر والنهي والاستفهام كثير جدا. وصوره متعددة يعرف في المطولات ويحتاجه من يقرأ القرآن كثيرا. خروج الامر والنهي والاستفهام خصوصا عما معناه عن معانيها الاصلية. والنداء يخرج ولكن كثيرا ما يكون في معناه الاصلي. اكتفي بهذا واسأل الله ان يجعل هذه الكلمات نافعة ولوجهه خالصة وان يعيننا على فهم كتابه والعمل به والدعوة اليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين